- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 9 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
abood-91-e@hotmail.com
24 محرم 1432
تاريخ دخول التشيع: منذ القرون الأسلامية الأولى
عدد الشيعة: المستبصرين 1000 مستبصر و العدد مرشح للزيادة
اماكن تواجدهم: مناطق مختلفة في سريلانكا
طلباتهم و احتياجاتهم: مد جسور العمل الخيري الى المناطق ذات التواجد الشيعي
الموضوع: سبعة أيام مع شيعة سريلانكا
معلومات عامة:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة في سرنديب وهو الاسم القديم لجزيرة سيريلانكا المحاذية لخط الاستواء قد لايتوقع أحد إن تشغل هذه الجزيرة المطرية الساحرة حيزا لأتباع مذهب أهل البيت (ع) من سكان هذا الصقع الذي يعج بالطوائف والمذاهب والأديان والمختلفة والتي تتصدر الديانة البوذية المساحة العظمى من الخريطة الدينية في هذا البلد .
رغم قصر الرحلة التي لم تتجاوز السبعة أيام بجدول أعمال مكتظ وبرنامج طويل إلا أنني اجزم بان هذه الرحلة الخاطفة قد حققت أغلبية أهدافها والمتمثلة في رصد ومعاينة واقع شيعة سيريلانكا وبناء نسيج من العلاقات مع وجهاء الشيعة هناك ثم مد جسور العمل الخيري إلى القرى والمناطق ذات التواجد الشيعي ..
فالأمر يحتاج إلى نصرة حقيقية لإخواننا في سيريلانكا مع وضرورة توفير دعم مادي متواصل الأمر الذي قد يساهم وبفعالية في تحقيق انتشار واسع للتشيع في سيلان وذلك مع تنامي الأهلة الشيعية في خريطة العالم وبزوغ التشيع كظاهرة آخذة بالتمدد في الواقع السياسي والاجتماعي .
سأنقل لكم ما ظفرت به من معلومات حول الواقع الشيعي هناك محاولا بإخلاص نقل الحقيقة كما هي لأضعها بين يدي أخواني المؤمنين والقي عليهم الحجة وابرأ ذمتي إمام الله .
تاريخ الشيعة في سيريلانكا كانت الدهشة تتسلل إلى الكثيرين ويهبط العجب على وجوههم إن عرفوا أن سيريلانكا تحتضن مؤمنين من إتباع أهل البيت (ع) لدرجة أن الحماسة تدفع الكثيرين في استقدام هؤلاء الشيعة للعمل في الكويت بدلا من البوذ أو المتظاهرين بالإسلام كما هو ديدن العمالة الوافدة وقد رأيت من اقر ورقت عيناه فرحا بولادة التشيع في سيلان .
التشيع في سيريلانكا أو ماتسمى بـ(سرنديب) بدأ منذ القرون الإسلامية الأولى اذبان الدولة الأموية ثم العباسية الجائرتين، فقد فر أتباع أهل البيت عليهم السلام إلى الهند والدول المجاورة واستوطنوا جزيرة سيلان وحملوا شعلة التشيع هناك ، إلى أن تنبهت السلطات الجائرة بتواجدهم ونشاطاتهم وحجم تأثيرهم الواضح بفضل قوة براهينهم وساحرية عقائدهم وجمال منطقهم .
فاقتضت الحكمة اتخاذ التقية منهجا ومسلكا يحفظهم من الملاحقة والقتل فتحولوا إلى مذهب الشافعي وتظاهروا بأنهم من أتباعه تحت ظروف التقية، ومع مرور الزمن استطاع أتباع أهل البيت المتشفعين ( أي المتظاهرين بإتباع مذهب الشافعي ) التأثير بالشدة على الشوافع من خلال إدخال الشعائر الدينية والاحتفاليات والمواليد في عادات المذهب الشافعي هنالك وذلك بالتزامن مع دخول خط التصوف المطروح بقوة في الساحة السيلانية حتى هذه اللحظة.
اغرب ما في الموضوع أن التقية استحكمت في نفوس الشيعة المتظاهرين بالشافعية فغابت حركة الدعوة إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام التي هي صمام الأمان للبقاء والانتشار وذلك تحت ظروف المطاردة والخوف وفقد الشيعة خطوط الاتصال مع إخوانهم في باقي البلدان واستمر الوضع في التدهور إلى إن اطفئت شمعة التشيع في هذا البلد و ذاب الشيعة وانصهروا وتميعوا في مذهب الإمام الشافعي الذي كان محل احترام وتقدير السلطات .
التشيع يبعث من جديد انكفأ التشيع في سيريلانكا وتاه بين دهاليز الشافعية و الصوفية إلى إن غيض الله للأمة الإسلامية الزعيم الخالد آية الله الخميني قدس الله سره الشريف ولمع نجمه بعد نجاحه الباهر في إسقاط الحكم البهلوي وقيام الدولة الإسلامية في إيران ، فقد أعربت الفعاليات الإسلامية في سيريلانكا بكافة أطيافها ومشاربها عن تفاعلها مع الثورة الإسلامية الوليدة ووجدت فيها بعثا للإسلام ودفقا من الدماء الجديدة في جسد الأمة الميت .
ولان قائد الثورة الإسلامية الذي قاد حركة انقلابية تصحيحية شيعي المذهب ويتولى دفة المرجعية الدينية للشيعة فقد فجر هذا القائد تساؤلات عديدة عن ماهية الشيعة وعقيدة التشيع لدى المعجبين بالثورة وقائدها فكانت الشرارة الأولى لانبعاث التشيع من جديد في جزيرة الشاي سرنديب .
أول مستبصر سيلاني يعد الشيخ إسحاق السرنديبي أول مستبصر إلى مذهب أهل البيت (ع) في جزيرة سيلان .
فقد كان الشيخ إسحاق متابع نهم لمجريات الثورة الإسلامية في إيران حيث أشعلت فيه الثورة جذوة الحماسة الدينية كما أشعلت نظراؤه من دعاة المذهب الشافعي الذي يعد من أكثر المذاهب التصاقا بالأمامية الجعفرية .
قال لي في مقابلة خاصة في مركز الإمام جعفر الصادق عليه السلام في العاصمة السيلانية كولومبو إن مشاعر الإعجاب بالثورة الإسلامية وبمذهب أهل البيت (ع) دفعه بعد نجاح الثورة لزيارة مدينة قم المقدسة والالتقاء بشيعة أهل البيت (ع) ثم طلب الاستقرار في هذه المدينة الدينية والسعي وراء التحصيل العلمي رغم بقائه سنيا على مذهب الإمام الشافعي .
وأكد الشيخ إسحاق انه بقى على مذهبه لمدة ستة أشهر أثناء البحث والمطالعة والمحاورة إلى أن أعلن استبصاره ثم استمر بقاؤه لسنوات عدة للدراسة والتحصيل .
عاد الشيخ إسحاق إلى سيريلانكا حاملا شعلة التشيع ، فقام بتأسيس مدرسة منبع الهدى للدراسات الإسلامية في مدينة اودوماودي المحاذية للساحل الشرقي السيلاني .
وبفضل جهوده الدعوية الحثيثة يبلغ عدد المستبصرين اليوم 1000 مستبصر أكثرهم من أبناء المذهب الشافعي سابقا والعدد مرشح للزيادة بفضل مناخ الحرية الدينية في سيريلانكا .
وقد انضم إلى قطار التشيع والدعوة إلى مذهب أهل البيت (ع) الشيخ عبدالحليم شقيق الشيخ إسحاق ثم الشيخ محمد زياد صاحب أول حسينية في سيريلانكا والشيخ مدني صاحب مؤسسة الهاشمية والناشط في مجال الترجمة الى اللغة التاملية واللغة السنهالية ثاني لغة في جزيرة سيلان .
مناطق تمركز الشيعة في سيلان يتواجد الشيعة في مناطق مختلفة من جزيرة الشاي ، لكن ينصب أكثرهم في المقاطعات الشرقية ذات الأكثرية المسلمة . يتواجد الشيعة في القرى الملاصقة لمدينة اودوماودي ثم مقاطعة انبارا ،وبإتجاه الوسط السيلاني تقع مدينة كاندي الوجه السياحية الشهيرة حيث تحتضن هذه المدينة الساحرة عددا لابأس به من العوائل الشيعية وبها توجد حسينية الثقلين أول حسينية في سيلان وأخيرا وباتجاه الغرب وتحديدا العاصمة السيريلانكية كولمبو حيث يتواجد أتباع مذهب أهل البيت (ع) في احياء مختلفة من العاصمة .
الاوضاع العامة للشيعة في سيلان بعد مرور أكثر من 28 عشرين سنة على قيام الثورة الإسلامية في إيران ودخول التشيع إلى جزيرة الشاي سيلان يتساءل البعض عن سبب عدم وجود مسجد واحد للطائفة الشيعية في هذه البقعة من الكرة الأرضية في ظل تسامح ديني ومناخ ثقافي منوع وغطاء قانوني يسمح لكافة الأديان ممارسة عقائدها وشعائرها بحرية وانطلاق ثم ما أسباب ضآلة الانتاجات الفكرية ومحدودية دائرة التبليغ والدعوة رغم كل هذه السنين من انطلاق شرارة التشيع .كنت اكرر هذه الأسئلة وابدي انزعاجي وألمي من هذه الظواهر .
البعض حاول ترديد الاسطوانة مشروخة التي سئمنا من تكرارها وهو الخطر الوهابي الزاحف والخوف من التشهير والمضايقات فيما أكد البعض الآخر على ضعف الإمكانيات ورداءة الأوضاع الاقتصادية للشيعة .
وتعذر آخرون بأن الوقت لم يحن للإقدام على مثل هذه الخطوة فمازالت الأرضية غير ممهدة لإقامة مسجد تصدع منارته بـ ( أشهد أن عليا ولي الله ) .
ومن بين هذه التبريرات فجر الشيخ محمد زياد مفاجئة من العيار الثقيل في جلسة خاصة جمعتني به وبعدد من الشيعة في بهو إحدى الفنادق الساحلية في العاصمة السيريلانكية كولمبو فقد اسادى لي بتحليل دقيق ورائع يفسر لي سبب تأخر ظهور مسجد للشيعة في سيلان وتحليله هذا هو عبارة عن محاولة لجلد الذات الشيعية و إعادة للقوام الشيعي المتهالك .
قال لي وانقل كلامه بالمعنى لا بالمبنى أن التشيع في سيلان بدأ سياسيا واستمرت كرة الثلج تتدحرج على تل السياسة لمدة تتجاوز العشرين عاما فرغم انتقالنا من الحالة السياسية إلى الحالة الدينية على المستوى الشخصي لكننا واصلنا ترديد شعارات الثورة الإسلامية وعملنا بكل اندفاع في العمل السياسي والتأكيد على أحقية الثورة والدفاع عنها والتسبيح بحمدها .
وفي لحظة ترتيب أوراق بدا لنا أن العمل السياسي تضخم بلا طائل ومنفعة ترتجى وان الوقت قد حان لتعاطي التشيع كدين لا دولة .
صحوة الضمير هذه أتت في وقت متأخر أي بعد مرور أكثر من عشرين سنة لكن العيب كل العيب أن تستمر بالخطأ لا أن تخطيء .
وفي خطوة تصحيحية بدأ وجهاء الشيعية بعد نفض غبار الغفلة بإعادة ترتيب صفوفهم تحت مظلة مؤسسة الهاشمية للتبليغ والدعوة وذلك من خلال إجراء انتخابات داخلية في المناطق ذات التواجد الشيعي لتعيين ممثل لهم .
كما بدأ الاتجاه نحو الدعوة والتبليغ يأخذ أبعاد توسعية من خلال ترجمة العديد من الكتب والإصدارات باللغة التاميلية والسنهالية فضلا عن إصدار مطويات مختلفة ومجلات فصلية ثم تدشين أول حسينية في سيلان والاستعانة بوسائل الإعلام الإذاعي للدعوة والتبليغ .
وتنظيم دورات إسلامية وافتتاح مراكز ومدراس دينية، كل هذا ضمن إمكانيات متواضعة جدا وبحسب الوسع والطاقة ولا زالت المعوقات والتحديات جاثمة أمامنا .
الخطر الوهابي لا أحد يستطيع تجاهل الخطر الوهابي في سيريلانكا .
مثلما لايستطيع تجاهله في كل بقاع العالم . واليوم يعد المد الأصولي الوهابي مصدر خطر للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها فما بالك بشيعة سيريلانكا .
ويكمن حجم الخطر في انتشار المؤسسات الدينية والخيرية في القرى والمدن ذات الأغلبية الإسلامية شرق سيريلانكا ، والعمل على شحن الأجواء ضد الأقلية الشيعية المسحوقة التي لاتشكل أي خطر حقيقي أو عائق أمام التوسع الوهابي المدعم بالإمكانيات المالية الضخمة والمكننة الإعلامية العملاقة. لكن حتى هذه اللحظة لم تشهد سيريلانكا أي اقتتال طائفي أو عمليات اغتيال ضد ناشطين إسلاميين شيعة ولم يبلغ الأمر حد الاستقطاب والمشاحنات الحادة وأقصى ما وصل إليه الأمر هو مقالات ضد الشيعة وتحذيرات من انتشارهم وسطوتهم وتشويه سمعتهم وهذه عادة وهابية متشربة في عروقهم .فلا يكون الوهابي وهابيا ما لم يفتعل الأزمات ويخلق المشاحنات مع الطوائف والمذاهب الأخرى وخصوصا مع أعدائهم التقليديين الشيعة .
وفي بلد مثل سيلان تتصدر الديانة البوذية قائمة الأديان ،و تتعامي الأصولية الوهابية عن العقائد الأرضية الكافرة الغارقة في أوحال الشرك والضلالة وتقلب ظهر المجن على أقلية مسحوقة لم تظفر حتى لحظة كتابة هذا التقرير بمسجد واحد . فهم لا يستأسدون إلا على الشيعة الذين آثروا الهدوء وعدم الصدام وهي إستراتيجية واضحة جدا في حركة التبشير بمذهب أهل البيت (ع) .
وقبل أشهر نشطت الحركة الوهابية ضد الشيعة من خلال إعداد مسابقة دينية تتضمن أسئلة تتعلق بالشيعة . كان من بينها هذا السؤال ..
من هو أول شيعي في سيريلانكا وكانت من بين الخيارات اسم الشيخ إسحاق ؟ شبح الخوف الجاثم كثيرا ما ننسج على أنفسنا أفكار وهواجس ومخاوف نسوقها على إنها حقائق ومسلمات وواقعها موجود فقط في أذهاننا ، فرغم قدرات الحركات الأصولية الوهابية وضخامة إمكانياتها ونشاطها الفاعل في الساحة الإسلامية لكننا نزيد في عملقتها ونستغرق في تضخيمها ونتوسع في إضفاء قدرات ليست حقيقية لقدراتهم وسط حالة من الإكثار في جلد الذات وفقدان الثقة وغياب التخطيط وعدم الإيمان بقدراتنا وبما نحمله من جواهر . فما دام الخطر الوهابي لايتعدى الدائرة الكلامية واللفظية وتراخيص إقامة مراكز إسلامية ومساجد بيد الدولة وتحت حمايتها وحرية الاعتقاد ضمانة كفلها الدستور السيلاني ونظام الحكم علماني لا يتكأ على المعتقد في التمييز بين المواطنين فلماذا كل هذا الخوف اذن ؟
المراكز الاسلامية :
مؤسسة الهاشمية في كولمبو
مركز الامام جعفر الصادق في كولمبو
حسينية الثقلين في كاندي
مركز الثقافة الإسلامية في اودوماودي
مدرسة منبع الهدى في اودوماودي يروحون ويغدون بين الحين والآخر يزور سيلان عدد من الدعاة والمهتمين بالشيعة لكنهم يطوون صفحة سيلان إلى الأبد ويغدو الحديث عن سيلان رهين الذكريات بمجرد أن يعود الزائر إلى وطنه ..
ويبقى شيعة سيلان هم المعنيون في النهاية بحل مشكلاتهم . مع قدوم كل زائر يستبشر أتباع أهل البيت وتشرق شمس الأمل في نفوسهم الكليلة ، فالإمكانيات هزيلة للغاية والاعتماد قائم على تبرعات الضعفاء ومساهمات المتحرقين على الدعوة .
غالبية اللجان الخيرية في الدول الغنية مثل الكويت وغيرها لاتوجه بوصلتها إلى جزيرة الشاي لأسباب منها :
أولا : عدم المعرفة الأولية بوجود شيعة في سيريلانكا .
ثانيا : الأخذ بمنطق تقديم الجار والجار الجنب على الجار البعيد وهو منطق مقبول وسائغ بل حسن .
لكن هذا لايمنع من بناء جسور خيرية لإيصال الدعم المالي إليهم .
وثالثا : الدول المجاورة لسيريلانكا فقيرة جدا وشيعتها ليسوا بأحسن حال منها حتى يمكن لشيعة الهند مثلا دعم إخوانهم في سيلان .
أساليب الدعوة في سيلان من فقه المذاهب الاربعة الى فقه العترة الطاهرة الدعوة إلى مذهب أهل البيت في سيلان تسير بخطى متزنة وهادئة بعيدة عن التشنج والانفعال ، فالقائمون على الدعوة والتبليغ هناك يعتمدون سياسة استعراض مذهب أهل البيت دون الولوج في تفاصيل موضوعات مكهربة .
من أروع أساليب الدعوة هناك ما تفعله مدرسة منبع الهدى للدراسات الإسلامية ، فهذه المدرسة التي تحولت إلى مركز إشعاع لتخريج الشيوخ والمبلغين المتفقهين بمذهب أهل البيت (ع) تقوم بتدريس الملتحقين بها فقه المذاهب الأربعة إضافة إلى فقه العترة الطاهرة عليهم السلام .
ولأن دراسة فقه المذاهب الأربعة يجتذب الكثير أبناء القرى تجد أن مدخلات المدرسة من أبناء المذهب الشافعي لكن بعد مرور سبعة سنوات من التحصيل العلمي وتشرب مذهب أهل البيت (ع) تتحول المدخلات شافعية المذهب إلى مخرجات امامية جعفرية اثني عشرية على استيعاب كامل للفقه الجعفري .
مدارس تحفيظ القرآن منارات للتشيع مدارس تحفيظ القرآن في سيريلانكا التي تشهد إقبالا متزايدا من المسلمين السيلان تعد واحة خصبة لنشر التشيع و ذلك لأن التحاق أبناء المذهب الشافعي إلى أي مدرسة تحفيظ قرآن تابعة إلى طائفة إسلامية مغايرة لايثير أية حساسية على اعتبار أن القرآن الكريم هو القاسم المشترك بين كافة المذاهب والأطياف الإسلامية لكن ما يدرس في هذه المدارس يدفع باتجاه الاستبصار إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام خصوصا إذا أحس الطالب بعمق ورشاقة المطالب والتفسيرات القرآنية .
التشيع في سيريلانكا والمستقبل الواعد:
التشيع في سيريلانكا بدأ بشخص واحد قبل أكثر من 28 سنة مضت واليوم يقف محرك العد على أعتاب الألف شيعي والعدد مرشح للزيادة . بإمكانيات متواضعة جدا وقدرات هزيلة مع الكثير من الثغرات والتحديات والعقبات ومزيج من التكاسل والفقر والغفلة تمكن شيعة أهل البيت من إشعال شمعة وسط ظلمات بعضها فوق بعض فتمدد العدد وتضخم إلى ألف قلب يحمل جذوة التشيع .
في سيريلانكا لاتوجد مشكلة مذهبية عميقة بين الطوائف فالتداخل والانصهار في مواطن الالتقاء كثيرة واسم الإمام الصادق عليه السلام مألوف وسائغ شرابه وحب أهل البيت لا يزايد عليه أحد .
ثم ان الجماهير الإسلامية في هذا البلد لم تتشرب الشبهات ولم تمزقها المطاحنات العقائدية ولم تستحكم بها العصبيات الدينية.
كما إن التنوع الثقافي في ظل حكومة علمانية تحترم جميع الأديان وتسعى للحصول على سجل حقوقي مشرف يشجع شيعة أهل البيت في هذا البلد للانطلاق والعمل .
وخط الفقر الذي يقبع تحته آلاف من المسلمين يعد جو مشجع لكي يشق التشيع طريقه فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وجدت دعوته المباركة أصداء أول ما وجدت بين المسحوقين والمستعبدين وهذه قاعدة لا تخفى على المتضلعين في مجال الدعوة في كل الأديان والملل .
انطلاقا من الرواية القائلة : وأحسن إلى من شئت تكون أميره . وأما مايخص الخطر الوهابي فهو لايتعدى الإساءات اللفظية وإثارة الشبهات وشن حملات التشويه،ونشاطاتهم متركزة على بناء المساجد ومؤسسات رعاية الأيتام وتمويل المشاريع الخيرية .
لا ننكر أن التشيع يعد حالة طارئة وجديدة على جزيرة الشاي وان كانت جذوره ضاربة في عميق تاريخ الأديان التي دخلت سيلان لكن علينا ان نعرف ان الساحة السيلانية قادرة على استيعاب التشيع ضمن هذا التنوع الديني والثقافي ولن تشعر الطوائف الإسلامية بغرابة هذا التكوين الجديد إلى حد لفظه وطرده خصوصا مع التسريب العاقل للتشيع في حركة دعاة الشيعة وتعاطيهم مع الساحة الإسلامية بكل حضارية ورقي وعقلانية .
منقول من مؤسسة عصر الظهور
zenaty_bieh@hotmail.com
25 جمادى الثانية 1424
الموضوع: التشيع في سريلانكا
معلومات عامة:
في سريلانكا لا توجد حالة من التمذهب بين مسلمي تلك الجزيرة الواقعة جنوب شرق الهند وإن كان يطغى عليهم نوع وسط بين التصوف ومحبة آل البيت عليهم السلام، فهم من جهة يتجمعون في منازل الوجهاء وكبار المشايخ لأقامة أفراح آل البيت وأحزانهم ، ومن جهة أخرى تجدهم يقيمون بعض المجالس الدعوية والقرآنية التي تتضمن أيضا ذكر الصحابة الكبار المتمسكين بالخط النبوي كعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري والمقداد بن عمر وغيرهم.
ويقدر عدد المسلمين في سريلانكا أو سيلان سابقا بنحو ثلاثة أرباع المليون نسمة أو أكثر من أصل سكان الجزيرة البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة أي أنهم تقريبا ربع عدد السكان وأغلبهم سنهاليون مع وجود نسبة لا بأس بها من التاميل والمالديفيون وبعض العرب من اليمنيين الذين هاجروا إلى المنطقة ضمن رحلاتهم التجارية القديمة.
ولو أمكن استغلال حالة عدم التمذهب هذه استغلالا جيدا فسيكون بالإمكان نشر عقيدة وفكر وثقافة أهل البيت النبوي عليهم السلام وجعله صاحب الكلمة في نفوس المسلمين السريلانكيون الذين يتمتعون بخصائص تقترب من خصائص الشيعة كالإباء ورفض الظلم والانفتاح الفكري وعدم التمسك بالموروث إلا بما يناسب الدين والعقل.