- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
في (الخصال) للشيخ الصدوق و(الاحتجاج) للشيخ الطبرسي و(تحف العقول عن آل الرسول) لابن شعبة الحراني ، في ص۴۱۰ ص۴۰۰ وص۱۶۴ منها.
ارسل معاوية بن ابي سفيان رجلاً من الشام الى أمير المؤمنين(ع) ليسأله عن مسائل بعث بها ابن الاصفر ، فأحضر أمير المؤمنين أولاده الحسن والحسين ومحمد (ع) وخيّر الشامي من أن يسأل من يشاء منهم ، فوقع اختياره على الحسن (ع) فسأله فكان ضمن الاسئلة:
۱- كم بين المشرق والمغرب؟
فأجاب الحسن (ع): بين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، تنظر اليها حين تطلع من مشرقها وحين تغيب من مغربها، كما في (الخصال).
او: بين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس ، تنظر الى الشمس من حين تطلع ، وتنظر اليها حين تغرب ، من قال غير هذا فكذّبه ، كما في (تحف العقول).
او: بين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس ، ينظر اليها حين تطلع من مشرقها وتنظر اليها حين تغيب في مغربها ، كما في (الاحتجاج).
۲- كم بين السماء والأرض ؟
فأجابه (ع) : بين السماء والارض دعوة المظلوم ومد البصر ، فمن قال غير هذا فكذبه.
ولتوضيح الجواب الاول نقول: كان الناس يعتقدون ان الارض ذات مستوى واحد ولها حافة عند حدودها الشرقية وحافة اخرى عند حدودها الغربية ، فأراد السائل أن يعرف المسافة بينهما ، وبما ان الامام الحسن (ع) قد ورث علوم الطبيعة عن جده رسول الله (ص) ، فكان (ع) على علم بكروية الارض، وبما أنهم (ع) اوصياء رسول الله (ص) ، وان الانبياء قد امروا ان يكلموا الناس بقدر عقولهم ،
لذا فان الائمة (ع) ومنهم الامام الحسن (ع) قد ألتزموا بهذا الشرط من ان يكلموا الناس بقدر عقولهم ، لذا صاغ (ع) جوابه بما يتفق مع مفاهيم الكون وحقائق الابعاد بين المشرق والمغرب وبين السماء والارض ، وبما يتفق مع عقل السائل أو عقول الناس في ذلك العصر دون أن يناقض علوم الطبيعة التي عُرفت في القرون الاخيرة.
المسافة بين المشرق والمغرب تختلف بين منطقة واخرى ، فهي بذلك تعني نصف الخط المنحني الذي يحيط بأية نقطة من الارض ويتجه غرباً حتى يصل الى نفس النقطة من جهتها الشرقية ، أي نصف الدائرة المغلقة التي تدور حول الارض.
في خط الاستواء تكون المسافة بين المشرق والمغرب نصف محيط الارض عند خط الاستواء الذي يزيد قليلاً عن (۴۰۰۰۰) كيلو متر ، فالمسافة بين المشرق والمغرب عند أي نقطة على خط الاستواء تبلغ حوالي (۲۰۰۰۰) كيلو متر ، وتقل هذه المسافة بين المشرق والمغرب كلما اتجهنا شمالاً أو جنوباً ، حتى تتلاشى في القطبين الشمالي والجنوبي ، فليس فيهما مشرق ولا مغرب ، لذا لا يمكن التعبير عن المسافة بين المشرق والمغرب برقم ثابت ومحدد.
علماً بان مسيرة يوم للشمس ، لا يراد بها حركة الشمس في الفضاء ، وإنما المقصود بها مسيرتها وكما يراها الراصد او المراقب على الارض ، ففي الفترة بين طلوع الشمس ومغيبها ، تكون الشمس او شعاعها على الارض ، قد قطعت خلالها المسافة المطلوبة بين المشرق والمغرب كافة النقاط الممتدة شمالاً وجنوباً على امتداد خط طلوعها وخط مغيبها.
ففي الجواب المذكور دلالة على تعدد المشارق والمغارب، وإشارة واضحة الى كروية الارض ربما كان السامع في عصور ما قبل النهضة الحديثة لا يدركها ، فكل مشرق هو مغرب وكل مغرب هو مشرق ، فليس هناك مشرقاً ثابتاً ولا مغرباً ثابتاً.
لا يمكن تحديد المسافة بين السماء والارض برقم ثابت ، إلا أن يتم تحديد نقطة معينة ، فيقال مثلاً أن المسافة بين القمر (وهو في السماء) والارض بمعدل (كذا) كيلو متر، وان المسافة بين الشمس (ضمن السماء) والارض بمعدل (كذا آخر) كيلو متر ، وان المسافة بين امتداد الهواء الجوي والارض بمعدل (رقم آخر) كيلو متر وهكذا.
تقاس المسافة بين نجوم السماء بالسنين الضوئية وبين المجرات بملايين السنين الضوئية. فليس للسماء تعريف مادي محدد وليس لأجرام السماء مسافات ثابتة لأنها وبضمنها الارض يجري اما دائراً بمدارات اهليليجية (بيضوية) حول بعضها البعض فالمسافات بينها تتغير فتقترب احياناً من بعضها البعض وتبتعد احياناً اخرى ، واما مبتعداً بعضها عن البعض الاخر، كما هي حال نجوم السماء أو شموسها.
كما ان قوله(ع): فمن قال غير هذا فكذّبه ، يخولنا ان نقول ان الحديث الذي يحدد المسافة بين السماء والارض ، أو بين كل سمائين متجاورتين او بين كل ارضين متجاورتين ، بمسيرة (۵۰۰) سنة ، موضوع ومفترى ، ولا صحة لصدوره عن رسول الله(ص) فاضافة الى عدم إمكانية تحديد المسافات بين اجرام السماء بأرقام ثابتة، فهي ايضاً غير متساوية الابعاد بين بعضها البعض ، ولأن المعطيات العلمية قد أكدت ان الكون غير محدد ويمتد الى مالا نهاية من الابعاد ، وتقاس حدوده حالياً بآلاف الملايين من السنين الضوئية .
علماًَ بان السنة الضوئية تبلغ حوالي (۹٫۵) مليون مليون كيلو متر ، فالعقل البشري قاصر عن إدراك سعة الكون وابعاد حدوده.
فكيف استطاع الامام الحسن (ع) معرفة هذه الحقائق الكونية وصاغ جوابه بما لا يتناقض مع حقائق علم الفلك والغلاف الجوي التي اظهرتها ابحاث عصر النهضة الحديث، ولم ينقل عن غير رسول الله (ص) وائمة العترة الطاهرة (ع) مثل هذه المعلومات التي اكدتها الابحاث المذكورة ؟ ولم اذا خصَّ الرسول (ص) الائمة من عترته (ع) دون غيرهم من الصحابة بهذه العلوم؟