قال الله تعالى في سورة المائدة : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون )
حدثنا الحاكم الرئيس الإمام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد الله الزيادي ( أدام الله جماله ) إملاء في داره يوم الأحد الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمسمائة قال : حدثني الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدرويستي إملاءا ورد القصبة مجتازا في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة قال : حدثني أبو محمد بن أحمد ( رضي الله عنه ) قال :
حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ( رضي الله عنه ) قال : حدثني أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زرارة بن أعين الشيباني قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) قال : لما خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها – وفي خبر آخر : وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن ، وخمسة آلاف رجل من المدينة – جاءه جبرائيل ( عليه السلام ) فقال له : يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام ، وقرأ هذه الآية ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرائيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا ، فعرج جبرائيل إلى مكانه ونزل عليه في اليوم الثاني ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نازلا بغدير فقال له : يا محمد قال الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) فقال له : يا جبرائيل أخشى من أصحابي من أن يخالفوني ، فعرج جبرائيل ونزل عليه في اليوم الثالث ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بموضع يقال له : غدير خم وقال له : يا رسول الله قال الله تعالى : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فلما سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هذه المقالة قال للناس : أنيخوا ناقتي ، فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي .
وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل ، وصعدها وأخرج معه عليا ( عليه السلام ) وقام قائما ، وخطب خطبة بليغة ووعظ فيها وزجر ، ثم قال في آخر كلامه : يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ فقالوا : بلى يا رسول الله ، ثم قال : قم يا علي ، فقام علي ، وأخذ بيده فرفعها حتى رؤي بياض إبطيه ، ثم قال : ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .
ثم نزل من المنبر وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهنوه بالولاية ، وأول من قال له عمر بن الخطاب فقال له : يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ونزل جبرئيل بهذه الآية ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ).
سئل الصادق ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل ( يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ) قال : ( يعرفونها ) يوم الغدير ، و ( ينكرونها ) يوم السقيفة.
فاستأذن حسان بن ثابت أن يقول أبياتا في ذلك اليوم ، فأذن له ، فأنشأ يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا
وقال فمن مولاكم ووليكم ؟ فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا * وما لك منافي المقالة عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني * نصبتك من بعدي إماما وهاديا
هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى عليا معاديا
فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المواخيا
فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك .
فلما كان بعد ثلاثة جلس النبي ( صلى الله عليه وآله ) مجلسه ، فأتاه رجل من بني مخزوم ويسمى عمر بن عتبة – وفي خبر آخر : حارث بن نعمان الفهري .
فقال : يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل فقال : سل عما بدا لك .
فقال : أخبرني عن شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أمنك أم من ربك ؟
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : الوحي إلي من الله ، والسفير جبرائيل ، والمؤذن أنا وما أذنت إلا من أمر ربي .
قال : وأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد أمنك أم من ربك ؟
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) مثل ذلك .
قال : فأخبرني عن هذا الرجل – يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقولك فيه : من كنت مولاه فهذا علي مولاه إلى آخره ، أمنك أم من ربك ؟
قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) الوحي من الله ، والسفير جبرائيل ، والمؤذن أنا ، وما أذنت إلا ما أمرني ربي ، فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال ؟ اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل علي شواظا من نار – وفي خبر آخر في التفسير إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم – وولى ، فوالله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء فأرعدت وأبرقت فأصعقت فأصابته الصاعقة فأحرقته النار ، فهبط جبرائيل وهو يقول : اقرأ يا محمد ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج ).
فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأصحابه : رأيتم ؟ قالوا : نعم ، قال : وسمعتم ؟ قالوا : نعم قال : طوبى لمن والاه والويل لمن عاداه ، كأني أنظر لعلي وشيعته يوم القيامة يزفون على نوق بين رياض الجنة ، شباب جرد مرد ، متوجون مكحلون ، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، قد أيدوا برضوان من الله الأكبر ذلك هو الفوز العظيم ، حتى سكنوا حضيرة القدس من جوار رب العالمين ، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون ، وتقول لهم الملائكة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
روي عن سعيد بن جبير بإسناد صحيح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله ، وحبه عبادة الله ، واتباعه فريضة الله ، وأولياؤه أولياء الله ، وأعداؤه أعداء الله وحربه حرب الله ، وسلمه سلم الله عز وجل .
روي عن الصادق ( عليه السلام ) عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتاني جبرائيل من قبل ربي جل جلاله فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك : بشر أخاك عليا بأني لا أعذب من تولاه ولا أرحم من عاداه .
( 56 / 6 ) روي بإسناد صحيح إلى جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا .
قوله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني كهارون من موسى .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني وأنا منه .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي حجة الله ، وخليفته على عباده .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حب علي إيمان ، وبغضه كفر .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حزب علي حزب الله ، وحزب أعدائه حزب الشيطان .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مع الحق ، والحق معه ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي قسيم الجنة والنار .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : من فارق عليا فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة .
حدثنا أحمد بن محمد الصائغ قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال : حدثنا أبو عوانة قال : حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، عن سلام بن أبي عمر الخراساني ، عن معروف بن خربوز المكي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا حذيفة إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب ، الكفر به كفر بالله ، والشرك به شرك بالله ، والشك به شك في الله ، والالحاد فيه الحاد في الله ، والانكار له إنكار لله ، والإيمان به إيمان بالله ، لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم ، وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له : محب غال ومبغض قال .
يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ، ولا تخالفن عليا فتخالفني ، إن عليا مني وأنا منه من أسخطه فقد أسخطني ، ومن أرضاه فقد أرضاني .
حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال : حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد بن الفزاري قال :
حدثني عبد الله بن يحيى الأهوازي قال : حدثني أبو الحسن بن علي بن عمرو قال : حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور قال : حدثني علي بن بلال ، عن علي بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن جعفر بن محمد ، عن محمد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرائيل ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ( عليهم السلام ) ، عن اللوح ، عن القلم قال : يقول الله تبارك وتعالى : ولاية علي بن أبي طالب حصني ، فمن دخل حصني أمن من ناري .
حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن جده أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمد بن خالد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن ثابت بن دينار ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ، ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك ، لأنك مني وأنا منك ، لحمك من لحمي ، ودمك من دمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك سريرتي ، وعلانيتك علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ، سعد من أطاعك وشقي من عصاك ، وربح من تولاك وخسر من عاداك ، وفاز من لزمك وهلك من فارقك ، مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، ومثلكم مثل النجوم ، كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة .
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : حق علي بن أبي طالب على المسلمين كحق الوالد على ولده .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : لو وزن إيمان علي بإيمان أهل الأرض لرجح .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : مبارزة علي لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب عليا وتولاه أكرمه الله وأدناه ، ومن أبغض عليا وعاداه مقته الله وأخزاه .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب عليا كان طاهر الأصل ، ومن أبغضه ندم يوم الفصل .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب عليا فقد اهتدى ، ومن أبغضه فقد اعتدى .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب عليا كان رشيدا مصيبا ، ومن أبغضه لم ينل من الخير نصيبا .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي من أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
وقال : من ظلم عليا متعمدا هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي .
وقال الصادق ( عليه السلام ) : إن الله جعل عليا علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن جهله كان ظالما ، ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنة ، ومن جاء بعداوته دخل النار .
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ( رحمه الله ) قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري ، عن يحيى البصري قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن آبائه الصادقين ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله تبارك وتعالى جعل لأخي علي بن أبي طالب فضائل لا يحصى عددها غيره ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولو وافى القيامة بذنوب الثقلين .
ومن كتب فضيلة من فضائل علي بن أبي طالب لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم .
ومن استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع .
ومن نظر إلى كتابة في فضيلة غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر .
ثم قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : النظر إلى علي بن أبي طالب عبادة ، وذكره عبادة ، ولا يقبل إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه .