- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 3 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
يتطرق المؤلف في كتابه إلى ذكر طرف من النص الدال على إمامة الإمام علي الهادي (ع) فيقول:
يدل على إمامته عليه السلام – بعد الطريقتين اللتين تكرر ذكرهما في الدلالة على إمامة آبائه عليهم السلام – ما ثبت من إشارة أبيه إليه وتوقيفه عليه :
وهو ما رواه محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران قال : لما اخرج أبو جعفر عليه السلام في الدفعة الأولى من المدينة إلى بغداد قلت له : إني أخاف عليك من هذا الوجه ، فإلى من الامر بعدك ؟
قال : فكر بوجهه إلي ضاحكا وقال : ” ليس حيث ظننت في هذه السنة ) .
فلما استدعي به إلى المعتصم صرت إليه فقلت : جعلت فداك . أنت خارج فإلى من الامر من بعدك ؟
فبكى حتى اخضلت لحيته ، ثم التفت إلي فقال : ( عند هذه يخاف علي ، الامر من بعدي إلى ابني علي ) ( 1 ) .
محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن الخيراني ، عن أبيه – وكان يلزم باب أبي جعفر للخدمة التي وكل بها – قال : كان أحمد بن محمد ابن عيسى الأشعري يجئ ليتعرف خبر علة أبي جعفر عليه السلام ، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر وبين أبي إذا حضر قام أحمد بن محمد ابن عيسى وخلا به أبي ، فخرج ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول ، واستدار أحمد حتى وقف حيث يسمع الكلام فقال الرسول لأبي : إن مولاك يقرأ عليك السلام ويقول : ( إني ماض والامر صائر إلى ابني علي ، وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ) ثم مضى الرسول فرجع أحمد ابن محمد بن عيسى إلى موضعه وقال لأبي : ما الذي قال لك ؟ قال : خيرا ، قال : فإنني قد سمعت ما قال ، فأعاد إليه ما سمع ، فقال له أبي : قد حرم الله عليك ذلك لان الله تعالى يقول : ( ولا تجسسوا ) ( 2 ) فأما إذا سمعت فاحفظ هذه الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما ما ، وإياك أن تظهرها لاحد إلى وقتها .
فلما أصبح أبي كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع بلفظها ، وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة ، وقال لهم : إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها .
قال : فلما مضى أبو جعفر عليه السلام لبث أبي في منزله ، فلم يخرج حتى اجتمع رؤساء الامامية عند محمد – بن الفرج الرخجي يتفاوضون في القائم بعد أبي جعفر ويخوضون في ذلك ، فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماع القوم عنده ، وأنه لولا . مخافة الشهرة لصار معهم إليه ، وسأله أن فركب أبي وصار إليه ، فوجد القوم مجتمعين عنده ، فقالوا لأبي : ما تقول في هذا الامر ؟
فقال أبي لمن عنده الرقاع : أحضروها ، فأحضروها وفضها وقال : هذا ما أمرت به .
فقال بعض القوم : قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الامر شاهد آخر .
فقال لهم أبي : قد أتاكم الله ما تحبون ، هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة . وسأله أن يشهد فتوقف أبو جعفر ، فدعاه أبي إلى المباهلة وخوفه بالله ، فلما حقق عليه القول قال : قد سمعت ذلك ، ولكني توقفت لأني أحببت أن تكون هذه المكرمة لرجل من العرب ! !
فلم يبرح القوم حتى اعترفوا بإمامة أبي الحسن عليه السلام وزال عنهم الريب في ذلك ( 3 ) .
والاخبار في هذا الباب كثيرة ، وفي إجماع العصابة على إمامته عليه السلام وعدم من يدعي فيها إمامة غيره غناء عن إيراد الاخبار في ذلك ، هذا وصوره أئمتنا عليهم السلام في هذه الأزمنة في خوفهم من أعدائهم وتقيتهم منهم احوجت شيعتهم في معرفة نصوصهم على من بعدهم إلى ما ذكرناه من الاستخراج ، حتى أن أوكد الوجوه في ذلك عندهم دلائل العقول الموجبة للإمامة وما اقترن إلى ذلك من حصولها في ولد الحسين عليه السلام . وفساد
أقوال ذوي النحل الباطلة ، وبالله التوفيق .
الهوامش
( 1 ) الكافي 1 : 260 / 1 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 298 ، روضة الواعظين : 244 ، المناقب لابن شهرآشوب 4 : 408 ، كشف الغمة 2 : 376 ، ودون صدره في : الفصول المهمة : 277 .
( 2 ) الحجرات 49 : 12 .
( 3 ) الكافي 1 : 260 / 2 ، وكذا في : ارشاد المفيد 2 : 298 ، كشف الغمة 2 : 377 .
المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج2 / الشيخ الطبرسي
الخلاصة
إن المؤلف يذكر في كتابه إعلام الورى بأعلام الهدى طرفا من النص الدال على إمامة الإمام علي الهادي (ع) .