- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
اسمه ونسبه(ع)(1)
الإمام علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا(عليهم السلام).
كنيته(ع)
أبو الحسن، ويُقال له: أبو الحسن الثالث؛ تمييزاً له عن الإمام علي الرضا(ع) فإنّه أبو الحسن الثاني.
من ألقابه(ع)
الهادي، النقي، العالم، الفتّاح، المتوكّل، المرتضى، النجيب.
أُمّه(ع)
جارية اسمها سُمانة المغربية.
ولادته(ع)
ولد في الخامس عشر من ذي الحجّة 212ﻫ، وقيل: في الثاني من رجب 212ﻫ بقرية صريا، التي تبعد عن المدينة المنوّرة ثلاثة أميال.
زوجته(ع)
جارية اسمها سَوسَن المغربية.
من أولاده(ع)
الإمام الحسن العسكري(ع)، الحسين، محمّد، جعفر.
عمره(ع) وإمامته
عمره 41 عاماً، وإمامته 33 عاماً.
حكّام عصره(ع) في سِنِي إمامته
المعتصم بن هارون الرشيد، الواثق، المتوكّل.
مكانته(ع) العلمية
أجمع أرباب التاريخ والسير على أنّ الإمام(ع) كان علماً لا يُجارى من بين أعلام عصره، وقد ذكر الشيخ الطوسي(قدس سره) في كتابه الرجال مائة وخمسة وثمانين تلميذاً وراوياً، تتلمذوا عنده ورووا عنه.
وكان مرجع أهل العلم والفقه والشريعة، وحفلت كتب الرواية والحديث والمناظرة والفقه والتفسير وأمثالها بما أُثر عنه، واستلهم من علومه ومعارفه.
هيبته(ع) في القلوب
قال محمّد بن الحسن الأشتر العلوي: «كُنْتُ مَعَ أَبِي عَلَى بَابِ المُتَوَكِّلِ، وَأَنَا صَبِيٌّ فِي جَمْعٍ مِنَ النَّاسِ، مَا بَيْنَ طَالِبِيٍّ إِلَى عَبَّاسِيٍّ وَجَعْفَرِيٍّ، وَنَحْنُ وُقُوفٌ إِذْ جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ، تَرَجَّلَ النَّاسُ كُلُّهُمْ حَتَّى دَخَلَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لِمَ نَتَرَجَّلُ لِهَذَا الْغُلَامِ، وَمَا هُوَ بِأَشْرَفِنَا وَلَا بِأَكْبَرِنَا وَلَا بِأَسَنِّنَا، وَاللهِ لَا تَرَجَّلْنَا لَهُ.
فَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: وَاللهِ لَتَتَرَجَّلُنَّ لَهُ صِغرَةً إِذَا رَأَيْتُمُوهُ ـ يعنون أبا الحسن(ع) ـ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ أَقْبَلَ، وَبَصُرُوا بِهِ حَتَّى تَرَجَّلَ لَهُ النَّاسُ كُلُّهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيُّ: أَلَيْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ لَا تَرَجَّلُونَ لَهُ! فَقَالُوا لَهُ: وَاللَّهِ مَا مَلَكْنَا أَنْفُسَنَا حَتَّى تَرَجَّلْنَا»(2).
معجزاته(ع)
من خصائص الأئمّة(عليهم السلام) ارتباطهم المنقطع النظير بالله تعالى وبعالم الغيب، وذلك هو مقام العصمة والإمامة، ولهم ـ كالأنبياء ـ معاجز وكرامات، تُوثّق ارتباطهم بالله تعالى، وكونهم أئمّة معصومين، وللإمام الهادي(ع) أيضاً معاجز وكرامات سجّلتها كتب التاريخ، منها:
1ـ تتوّج بالإمامة العامّة في الثامنة من عمره الشريف(ع)، وهذا منصب يعجز عنه الكبار فضلاً عن الصغار، إلّا بتأييد من الله تعالى.
2ـ قال خيران الأسباطي: «قَدِمْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ(ع) المَدِينَةَ، فَقَالَ لِي: مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَكَ؟ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ خَلَّفْتُهُ فِي عَافِيَةٍ، أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ عَهْداً بِهِ عَهْدِي بِهِ مُنْذُ عَشَرَةِ أَيَّامٍ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: إِنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ يَقُولُونَ إِنَّهُ مَاتَ. فَلَمَّا أَنْ قَالَ لِيَ النَّاسَ عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ، ثُمَّ قَالَ لِي: مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالاً فِي السِّجْنِ.
قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ، مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ؟ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ النَّاسُ مَعَهُ وَالْأَمْرُ أَمْرُهُ. قَالَ: فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَيْهِ. قَالَ: ثُمَّ سَكَتَ وَقَالَ لِي: لَا بُدَّ أَنْ تَجْرِيَ مَقَادِيرُ اللهِ تَعَالَى وَأَحْكَامُهُ يَا خَيْرَانُ، مَاتَ الْوَاثِقُ وَقَدْ قَعَدَ المُتَوَكِّلُ جَعْفَرٌ، وَقَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّيَّاتِ.
فَقُلْتُ: مَتَى جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: بَعْدَ خُرُوجِكَ بِسِتَّةِ أَيَّام»(3)، وبالفعل لم يمض سوى عدّة أيّام حتّى جاء مبعوث المتوكّل وشرح الأحداث، فكانت كما نقلها الإمام الهادي(ع).
3ـ نقل بعض الحفّاظ «أنّ امرأة زعمت أنّها شريفة بحضرة المتوكّل، فسأل عمّن يخبره بذلك، فدلّ على علي الرضا فجاء فأجلسه معه على السرير وسأله، فقال: إنّ الله حرّم لحم أولاد الحسين على السباع، فلتلق للسباع، فعُرض عليها بذلك فاعترفت بكذبها، ثمّ قيل للمتوكّل: ألا تُجرّب ذلك فيه، فأمر بثلاثة من السباع فجيء بها في صحن قصره ثمّ دعاه، فلمّا دخل بابه أغلق عليه والسباع قد أصمت الأسماع من زئيرها، فلمّا مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت وتمسّحت به ودارت حوله وهو يمسحها بكمّه ثمّ ربضت، فصعد للمتوكّل وتحدّث معه ساعة ثمّ نزل، ففعلت معه كفعلها الأوّل حتّى خرج، فأتبعه المتوكّل بجائزة عظيمة، فقيل للمتوكّل: افعل كما فعل ابن عمّك فلم يجسر عليه، وقال: أتريدون قتلي، ثمّ أمرهم أن لا يفشوا ذلك»(4).
مواجهته(ع) للحكم العباسي
لقد دوهم بيت الإمام(ع) ليلاً من قبل شراذم السلطة في مدينة سامراء، وتمّ تفتيشه فلم يجدوا فيه شيئاً يحسبونه وثيقة إدانة له، بل وجدوا الإمام(ع) جالساً على الحصى والرمل، وهو متّجه صوب القبلة إلى الله عزّ وجل، وكان يتلو آياتاً من القرآن الكريم، فحملوه على حالته هذه إلى المتوكّل العبّاسي ـ وهو أطغى سلاطين عصرهم ـ وأدخلوه عليه بحالته تلك، وكان الطاغية المتوكّل في مجلس شراب ولهو، وكان بيده كأس الخمر، فناوله إلى الإمام(ع)، فامتنع(ع) منه وقال: «ما خامر لحمي ودمي قط، فأعفني منه، فعأفاه، وقال: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إنّي لقليل الرواية للأشعار، فقال: لا بدّ أن تنشدني فأنشده:
بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ ** غُلْبُ الرِّجَالِ فَما أَغنتهُمُ الْقُلَلُ
وَاسْتُنْزِلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ ** فَأُودِعُوا حُفَراً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوا
نَادَاهُمُ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا قُبروا ** أَيْنَ الْأَسِرَّةُ وَالتِّيجَانُ وَالحُلَلُ
أَيْنَ الْوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ مُنعَّمةً ** مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الْأَسْتَارُ وَالْكِلَلُ
فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلهُمْ ** تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ يَقْتَتِلُ
قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْراً وَمَا شَرِبُوا ** فَأَصْبَحُوا بَعْدَ طُولِ الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا
وطَالما عَمَّروا دُوراً لِتُحصنِهِم ** ففَارَقُوا الدُّورَ والأهلينَ وانتقلُوا
وطَالمَا كَنَزُوا الأموالَ وادَّخَرُوا ** فَخلَّفُوهَا على الأعداءِ وارتَحلُوا
أضْحَتْ مَنازِلُهم قَفْراً مُعَطَّلةً ** وسَاكِنُوهَا إلى الأجداثِ قَد رَحلُوا
قال: فأشفق كلّ مَن حضر على علي، وظنّ أنّ بادرة تبدر منه إليه، قال: والله لقد بكى المتوكّل بكاء طويلاً حتّى بلّت دموعه لحيته، وبكى مَن حضره، ثمّ أمر برفع الشراب»(5).
استشهاده(ع)
استُشهد في الثالث من رجب 254ﻫ بسامراء المقدّسة، ودُفن فيها.
زياراته(ع)
من الزيارات المروية عنه(ع) زيارة الجامعة الكبيرة، وهي من أوسع الزيارات الجامعة وأشهرها، وقد قال عنها العلّامة المجلسي(قدس سره): «إنّها أصحّ الزيارات سنداً، وأعمّها مورداً، وأفصحها لفظاً، وأبلغها معنىً، وأعلاها شأناً»(6).
هذه الزيارة التي رواها موسى بن عبد الله النخعي عن الإمام الهادي(ع) بعدما سأله: «عَلِّمْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ قَوْلاً أَقُولُهُ بَلِيغاً كَامِلاً إِذَا زُرْتُ وَاحِداً مِنْكُمْ»(7)، فعلّمه(ع) هذه الزيارة الجامعة.
وقد تصدّى الكثير من العلماء الأعلام لشرحها وتفسيرها وتأويل ما ورد فيها ممّا يُوجب الإيهام، وفكّوا معانيها المغلقة دفعاً للاعتراض وردّاً للانتقاد، ومنهم العلّامة المجلسي الأب والد صاحب البحار، وكذلك السيّد محمّد السيّد عبد الكريم الطباطبائي البروجردي، والسيّد عبد الله شبّر، وغيرهم من الأعلام.
من وصاياه(ع)(8)
1ـ قال(ع): «مَنْ جَمَعَ لَكَ وُدَّهُ وَرَأْيَهُ، فَاجْمَعْ لَهُ طَاعَتَك».
2ـ قال(ع): «مَنْ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ، فَلَا تَأْمَنْ شَرَّه».
3ـ قال(ع): «الدُّنْيَا سُوقٌ، رَبِحَ فِيهَا قَوْمٌ وَخَسِرَ آخَرُون».
4ـ قال(ع): «إِنَّ اللهَ جَعَلَ الدُّنْيَا دَارَ بَلْوَى، وَالْآخِرَةَ دَارَ عُقْبَى، وَجَعَلَ بَلْوَى الدُّنْيَا لِثَوَابِ الْآخِرَةِ سَبَباً، وَثَوَابَ الْآخِرَةِ مِنْ بَلْوَى الدُّنْيَا عِوَضاً».
رثاؤه(ع)
ممّن رثاه السيّد محسن الأمين العاملي(رحمه الله) بقوله:
«يَا رَاكبَ الشّدنيَّة الوَجناءِ ** عَرِّجْ عَلى قَبرٍ بسامرّاءِ
قَبرٌ تَضمَّنَ بَضعةً مِنْ أحمدٍ ** وحشاشةً للبَضعةِ الزَّهراءِ
قَبرٌ تَضمَّنَ مِن سُلالةِ حَيدرٍ ** بَدراً يَشقُّ حَنادسَ الظَّلماءِ
قَبرٌ سَما شَرفاً عَلى هَامِ السُّها ** وعَلا بِساكنِهِ عَلى الجوزاءِ
بعليٍّ الهَادي إلى نهجِ الهُدى ** والدِّينُ عَادَ مؤرّجَ الأرجاءِ
يا ابنَ النَّبيِّ المُصطَفى ووَصيِّهِ ** وابنَ الهُداةِ السَّادةِ الأُمناءِ
أنأوكَ بَغياً عَن مَرابعِ طِيبةٍ ** وقُلوبُهُم مَلأى مِن الشَّحْناءِ»(9).
الهوامش
1ـ اُنظر: إعلام الورى بأعلام الهدى 2/ 107، الأنوار البهية: 271.
2ـ إعلام الورى بأعلام الهدى 2/ 118.
3ـ الكافي 1/ 498 ح1.
4ـ الصواعق المحرقة: 205.
5ـ مروج الذهب 4/ 11.
6ـ بحار الأنوار 99/ 144.
7ـ من لا يحضره الفقيه 2/ 609 ح3213.
8ـ تحف العقول: 483.
9ـ المجالس السنية 5/ 655.
بقلم: محمد أمين نجف