- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 11 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
يتطرق الكاتب إلى ذكر فضائل إمامي المسلمين الحسن والحسين صلوات الله عليهما في الروايات المروية عن رسول الله (ص) من كتب أهل السنة، وينقل ما وقع بعد مقتل الإمام الحسين (ع)، فيقول:
في فضائل إمامي المسلمين الحسن والحسين صلوات الله عليهما
قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: هو أبو محمد الحسن بن علي ابن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، سبط رسول الله (ص) وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة، ولد في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة. انتهى.
قال في الاستيعاب: الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي، كني أبا محمد، ولدته أمه فاطمة بنت رسول الله (ص) في النصف من شهر رمضان ثلاثة من الهجرة، هذا أصح ما قيل في ذلك إن شاء الله.
وعق عنه رسول الله (ص) يوم سابعه بكبش، وحلق رأسه، وأمر أن يتصدق بزنته فضة[1]. انتهى.
ثم قال: وكان (ع) ورعا فاضلا[2]. انتهى.
ثم قال: وذكر معمر عن الزهري عن أنس قال: لم يكن فيهم أشبه برسول الله (ص) من الحسن[3]. انتهى.
قال البغوي في المصابيح: عن ابن عباس قال: كان رسول الله (ص) حامل الحسن بن علي على عاتقه فقال رجل: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال النبي (ص): ” ونعم الراكب هو “[4]. انتهى.
ورواه في جامع الأصول عن ابن عباس[5].
قال ابن حجر: الحديث السابع: أخرج الحاكم عن ابن عباس قال: أقبل النبي (ص) وقد حمل الحسن على رقبته فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام، فقال رسول الله (ص): ” ونعم الراكب هو “[6]. انتهى.
وقال ابن حجر في الصواعق أيضا: الفصل الثالث: في بعض مآثره: كان (ع) سيدا، كريما زاهدا، ذا سكينة ووقار وحشمة، جوادا، ممدوحا، وسيأتي بسط شئ من ذلك.
أخرج أبو نعيم في الحيلة قال: ” اني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته “، فمشى عشرين حجة[7].
وأخرج الحاكم بن عبد الله بن عمر قال: لقد حج مع الحسن خمسا وعشرين حجة ماشيا وان النجائب لتقاد بين يديه[8].
وأخرج أبو نعيم: انه خرج من ماله مرتين، وقاسم الله تعالى ماله ثالث مرات، حتى أنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا، ويعطي خفا ويمسك خفا[9].
قال في جامع الأصول: الحسين بن علي: هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، سبط رسول الله (ص) وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة. ولد لخمس خلون من شعبان سنة أربع، وكانت فاطمة علقت به بعد أن ولدت الحسن بخمسين ليلة، وقتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين بكربلاء، ويعرف الموضع أيضا بالطف من أرض العراق. انتهى.
قال أبو عمر يوسف بن عبد البر في الاستيعاب: الحسين بن علي بن أبي طالب، أمه فاطمة بنت رسول الله (ص)، يكنى أبا عبد الله.
ولد الحسين لخمس خلون من شعبان سنة أربع، وقيل: سنة ثلاث، هذا قول الواقدي وطائفة معه.
قال الواقدي: علقت فاطمة بالحسين بعد مولد الحسن بخمسين ليلة.
وروى جعفر بن محمد بن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر واحد[10]. انتهى.
ثم قال: وعق عنه رسول الله (ص) كما عق عن أخيه، وكان الحسين فاضلا دينا، كثير الصوم والصلاة والحج[11]. انتهى.
ثم قال في آخر الفصل: قال مصعب الزبيري: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا[12]. انتهى.
قال في جامع الأصول عند ذكره فضل حذيفة بن اليمان: حذيفة قال:
سألتني أمي: متى عهدك برسول الله (ص)؟ فقلت: منذ كذا وكذا، فنالت مني، فقلت لها: دعيني آتي رسول الله (ص) أصلي معه المغرب، وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيته فصليت معه المغرب، ثم قام فصلى حتى صلى العشاء ثم انفصل فتبعته فسمع صوتي فقال: ” من هذا حذيفة؟! ” قلت: نعم.
قال: ” ما حاجتك، غفر الله لك ولامك، إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني ان فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة “[13]. انتهى.
ورواه في روضة الأحباب[14].
قال ابن عبد البر في الاستيعاب: وروي عن النبي (ص) من وجوه أنه قال في الحسن والحسين: ” انهما سيدا شباب أهل الجنة “، وقال: ” اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما “[15]. انتهى.
قال أبو محمد البغوي في المصابيح: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (ص): ” الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة “. انتهى.
ثم قال: عن ابن عمر: إن رسول الله (ص) قال: ” الحسن والحسين هما ريحاني في الدنيا “.
عن أسامة بن زيد قال: طرقت النبي (ص) ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج (ص) وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف فإذا الحسن والحسين على وركيه فقال: ” هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما “[16]. انتهى.
وذكر هذه الروايات في الحسان ولم يقيدها، فهي صحيحة على ما مر غير مرة.
ورواها في المشكاة وقال: رواها الترمذي[17].
وقال البغوي في المصابيح أيضا: عن حذيفة قال: قال النبي (ص): ” إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة “[18].
وعن أنس أنه قال: سئل النبي (ص): أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: ” الحسن والحسين “، وكان يقول لفاطمة: ” ادعي إلي ابني ” فيشمهما ويضمهما إليه[19]. انتهى.
ورواها في المشكاة وقال: أخرجهما الترمذي[20].
قال ابن حجر في صواعقه: الحديث العاشر: أخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد، والطبراني عن عمرو وعن جابر وعن أبي هريرة وعن أسامة بن زيد وعن البراء، وابن عدي عن ابن مسعود: ان النبي (ص) قال: ” الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة “[21].
الحديث الحادي عشر: أخرج ابن عساكر عن علي وعن أبي عمر، وابن ماجة والحاكم عن ابن مسعود: ان النبي (ص) قال: ” ابناي هذان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة “[22]. انتهى.
الحديث الثاني عشر: أخرج أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن حبان عن حذيفة: ان النبي (ص) قال له: ” أما رأيت العارض الذي عرض لي قبل ذلك؟ هو ملك من الملائكة لم يهبط للأرض قط، استأذن ربه عز وجل أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة “[23]. انتهى.
قال في كتاب الإستيعاب لابن عبد البر: حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا ابن الورد، حدثنا يوسف بن يزيد، حدثنا أسد بن موسى، وحدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا خلف بن الوليد أبو الوليد، قالا: حدثنا إسرائيل، عن إسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال:
” لما ولد الحسن جاء رسول الله (ص) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين قال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: سميته حربا، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث[24] جاء النبي (ص) فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حربا، قال: بل هو محسن “، زاد أسد ثم قال: ” اني سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر، وشبير، ومشبر “.
وبهذا الاسناد عن علي صلوات الله عليه قال: ” كان الحسن أشبه الناس بالنبي (ص) ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه الناس بالنبي (ص) ما كان أسفل من ذلك “[25]. انتهى.
ثم قال: الحديث السابع والعشرون: أخرج البغوي، وعبد الغني في الايضاح عن سلمان رضي الله عنه: ان النبي (ص) قال: ” سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا، واني سميت ابني الحسن والحسين كما سمى به هارون ابنيه “[26]. انتهى.
قال ابن الأثير في النهاية: ومنه حديث ابن عمر – وذكر الحسن والحسين فقال -: إنما كانا يغران العلم غرا[27]. انتهى.
وقال ابن حجر في صواعقه: ولما أصيب دعا الحسن والحسين صلوات الله عليهما فقال لهما: ” أوصيكما بتقوى الله، ولا تبغيا الدنيا وإن بغتكما، ولا تبكيا على شئ زوي عنكما، وقولا الحق، وارحما اليتيم، وأعينا الضعيف، واصنعا للآخرة، وكونا للظالم خصما، وللمظلوم أنصارا، واعملا لله ولا تأخذكما في الله لومة لائم “.
ثم نظر إلى ولده محمد بن الحنفية فقال: ” هل حفظت ما أوصيت به أخويك؟ ” قال: نعم، فقال: ” أوصيك بمثله، وأوصيكما به فإنه أخوكما وابن أبيكما، وقد علمتما ان أباكما كان يحبه “، ثم لم ينطق إلا بلا إله إلا الله إلى أن قبض (ع)[28]. انتهى.
ومن الكلمات المفردة التي ذكرها ابن أبي الحديد في خاتمة الشرح ما هذا لفظه: لما ضربه ابن ملجم وأوصى ابنيه بما أوصاهما قال لابن الحنيفة:
” هل فهمت ما أوصيت به أخويك؟ ” قال: نعم، قال: ” فإني أوصيك بمثله، وبتوقير أخويك، واتباع أمرهما، وأن لا تبرم أمرا دونهما “.
وقال لهما: ” أوصيكما به فإنه شقيقكما وابن أبيكما، وقد علمتما أن أباكما كان يحبه فأحباه “[29]. انتهى.
قال ابن الأثير في الكامل: قيل: وسمع بعض أهل المدينة ليلة قتل الحسين مناديا ينادي:
أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم * من نبي ومن ملك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وصاحب الإنجيل[30] انتهى.
قال ابن حجر في كتاب الصواعق المحرقة: أخرج البغوي في معجمه من حديث أنس: ان النبي (ص) قال: ” استأذن ملك القطر ربه أن يزورني فأذن له “، وكان في يوم أم سلمة، فقال رسول الله (ص):
” يا أم سلمة احفظي علينا الباب “، فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين فاقتحم، فوثب على رسول الله (ص)، فجعل رسول الله (ص) يلثمه ويقبله.
فقال له الملك: أتحبه؟ قال: ” نعم “، قال: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريك المكان الذي يقتل فيه، فأراه، فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها.
قال ثابت: كنا نقول: إنها كربلاء.
وأخرجه أيضا أبو حاتم في صحيحه، وروى أحمد نحوه[31]. انتهى.
ثم قال: وفي رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين وقد صار دما.
وفي أخرى: ثم قال – يعني جبرئيل (ع) -: ألا أريك تربة مقتله؟
فجاء بحصيات فجعلهن في قارورة، قالت أم سلمة: فلما كانت ليلة قتل الحسين سمعت قائلا يقول:
أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتذليل
قد لعنتم على لسان ابن داود * وموسى وحامل الإنجيل
قالت: فبكيت، وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دما[32]. انتهى.
وذكر في الكامل هذه الرواية، وأن الملك كان جبرئيل (ع)[33].
قال في النهاية: حديث أم سلمة في مقتل الحسين: جبرئيل أتاه بسهلة أو تراب أحمر، السهلة: رمل خشن ليس بالدقاق الناعم[34]. انتهى.
قال ابن الأثير في الكامل: ولما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خولي بن يزيد وحميد بن مسلم الأزدي، فوجد خولي القصر مغلقا، فأتى منزله فوضع الرأس تحت الإجانة في منزله، ودخل فراشه وقال لامرأته النوار: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار.
فقالت: ويلك، جاء الناس بالذهب والفضة، وجئت برأس ابن بنت رسول الله (ص)، والله لا يجامع رأسي ورأسك بيتا أبدا، وقامت من الفراش وخرجت من الدار، قالت: فما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورأيت طيرا أبيضا يرفرف حولها[35]. انتهى.
وقال في هذا الكتاب أيضا: ومكث الناس شهرين أو ثلاثة كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتى ترتفع[36]. انتهى.
وفيه أيضا: قال بعض حجاب ابن زياد: جئت معه القصر حين قتل الحسين، فاضطرم في وجهه نار، فقال بكمه هكذا على وجهه، وقال: لا تحدثن بهذا أحدا[37]. انتهى.
قال الثعلبي في تفسير قوله تعالى: * (فما بكت عليهم السماء) *[38] قال السندي: لما قتل الحسين (ع) بكت عليه السماء، بكاؤها حمرتها.
ثم أسند عن ابن سيرين أنه قال: ان الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين بن علي عليهما السلام.
ثم أسند عن سليمان بن القاس قال: مطرنا دما أيام قتل الحسين[39]. انتهى.
قال ابن حجر بعد ذكره نبذا من بكاء النبي (ص) وسلم عليه صلوات الله عليه وغير ذلك: ولما قتلوه بعثوا برأسه إلى يزيد، فنزلوا أول مرحلة فجعلوا يشربون بالرأس، فبينما هم كذلك إذ خرجت عليهم من الحائط يد معها قلم من حديد فكتبت سطرا بدم:
أترجوا أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس.
أخرجه منصور بن عمار، وذكر غيره: إن هذا البيت وجد بحجر قبل مبعثه (ص) بثلاثمائة سنة، وأنه مكتوب في كنيسة بأرض الروم لا يدرى من كتبه.
وذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة عن نضرة الأزدية أنها قالت: لما قتل الحسين بن علي أمطرت السماء دما، فأصبحنا وحبابنا وجرارنا مملوءة دما[40]. انتهى.
ثم قال: ومما ظهر يوم قتل من الآيات أيضا: ان السماء اسودت اسودادا عظيما حتى رؤيت النجوم نهارا، ولم يرفع حجر إلا وجد تحته دم عبيط[41]. انتهى.
ثم قال: وأخرج عثمان بن أبي شيبة: ان السماء مكثت بعد قتله سبعة أيام ترى على الحيطان كأنها ملاحف معصفرة من شدة حمرتها، وضربت الكواكب بعضها بعضا.
ونقل ابن جزري عن ابن سيرين: ان الدنيا اظلمت ثلاثة أيام، ثم ظهرت الحمرة في السماء دما، وبقي أثره في الثياب مدة حتى تقطعت.
وأخرج الثعلبي وأبو نعيم ما مر من أنهم مطروا دما، وزاد أبو نعيم: فأصبحنا وحبابنا وجرارنا مملوءة دما.
وفي رواية: انه مطر كالدم على البيوت والجدر بخراسان والشام والكوفة، وانه لما جئ برأس الحسين إلى دار ابن زياد سالت حيطانها دما.
وأخرج الثعلبي: إن السماء بكت (وبكاؤها حمرتها)[42].
وقال غيره: احمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله، ثم لا زالت الحمرة ترى بعد ذلك، وان ابن سيرين قال: أخبرنا ان الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين.
وذكر ابن سعد: ان هذه الحمرة لم تر في السماء قبل قتله.
وقال ابن الجوزي: وحكمته ان غضبا يؤثر حمرة الوجه، والحق تنزه عن الجسمية فأظهر غضبه على من قتل الحسين بحمرة الأفق اظهارا لعظيم الجناية (2). انتهى.
ثم قال: وما مر من أنه لم يرفع حجر في الشام أو الدنيا إلا وجد تحته دم عبيط، وقع يوم قتل علي أيضا، كما أشار إليه البيهقي، فإنه حكى عن الزهري أنه قدم الشام يريد الغزو فدخل على عبد الملك فأخبره انه يوم قتل علي لم يرفع حجر من بيت المقدس إلا وجد تحته دم.
ثم قال: لم يبق من هذا غيري فلا تخبر به. قال: فما أخبرت به إلا بعد موته.
وحكي عنه أيضا: ان غير عبد الملك أخبره بذلك أيضا.
ثم قال: وأخرج أبو الشيخ ان جمعا كانوا يذكرون انه ما من أحد أعان على قتل الحسين إلا أصابه بلاء قبل أن يموت، قال شيخ: أنا أعنت فما أصابني شئ، فقام ليصلح السراج فأخذته النار، فجعل ينادي النار النار، فانغمس في الفرات، ومع ذلك لم يزل به ذلك حتى مات.
وأخرج منصور بن عمار: أن بعضهم ابتلى بالعطش، فكان يشرب راوية ولا يروى، وبعضهم طال ذكره حتى إذا ركب الفرس لواه على عنقه كأنه حبل[43].
ونقل سبط ابن الجوزي عن السدي: انه أضافة رجل بكربلاء، فتذاكروا انه ما شارك أحد في دم الحسين إلا مات أقبح موته، فكذب الضيف بذلك، وقال: انه ممن حضر، فقام آخر الليل يصلح السراج فوثب السراج في جسده فأحرقته. قال السدي: فأنا والله رايته كأنه فحمة.
ثم قال – بعد ذكره عن الزهري: لم يبق ممن شهد قتله إلا عوقب في الدنيا -: وحكي سبط بن الجوزي عن الواقدي: ان شيخا حضر قتله فقط فعمي، فسئل عن سببه فقال: انه رأى النبي (ص) حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه نطع، ورأى عشرة من قاتلي الحسين مذبوحين بين يديه، ثم لعنه وسبه بتكثير سوادهم، ثم أكحله بمرود من دم الحسين، فأصبح أعمى.
وأخرج أيضا: ان شخصا منهم علق في لب فرسه رأس الحسين، فرئي بعد أيام ووجهه أشد سوادا من القار، فقيل له: إنك كنت أنظر العرب وجها فقال: ما مرت علي ليلة من حين حملت ذلك الرأس إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تؤجج فيدفعاني بها وأنا أنكص فتسفعني كما ترى[44].
وأخرج أيضا: أن شخصا رأى النبي (ص) وبين يديه طشت فيها دم، والناس يعرضون فيلطخهم، حتى انتهيت إليه فقلت: ما حضرت، فقال: ” هويت “، فأومى إلي بإصبعه فأصبحت أعمى.
ومر أن أحمد روى أن شيخا قال: قتل الله الفاسق بن الفاسق، فرماه الله بكوكبين في عينيه فعمي.
وذكر البارزي عن المنصور: انه رأى رجلا بالشام ووجهه وجه خنزير، فسأله فقال: انه كان يلعن عليا كل يوم ألف مرة، وفي يوم الجمعة أربعة آلاف مرة وأولاده معه، فرأى النبي (ص)، وذكر مناما من جملته أن الحسين شكاه إليه فبصق في وجهه، فصار موضع بصاقه خنزيرا، وصار آية للناس[45].
ثم قال بعد ذكر كثير من أعلامه وآياته صلوات الله عليه: وكانت الحرس على الرأس كلما نزلوا منزلا وضعوه على رمح وحرسوه، فرآه راهب في دير، فسألهم عنه، فعرفوه به، فقال: بئس القوم أنتم، هل لكم في عشرة آلاف درهم ويبيت الرأس عندي هذه الليلة؟ قالوا: نعم.
فأخذه وغسله ووضعه على فخذه وقعد يبكي إلى الصبح، ثم أسلم، لأنه رأى نورا ساطعا من الرأس إلى السماء، ثم خرج من الدير وما فيه فصار يخدم أهل البيت، وكان من أولئك الحرس دنانير أخذوها من عسكر الحسين، ففتحوا أكياسهم ليقتسموها فرأوها خزفا، وعلى أحد جانبي كل منها: * (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) *[46]، وعلى الاخر:
* (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) *[47]. انتهى كلام ابن حجر بطوله[48].
الهوامش
[1] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 369.
[2] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 369.
[3] الاستيعاب: (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 369.
[4] مصابيح السنة 4: 196.
[5] جامع الأصول 9: 27.
[6] الصواعق المحرقة: 137.
[7] حلية الأولياء 1: 65.
[8] مستدرك الصحيحين 3: 169.
[9] الصواعق المحرقة: 139، حلية الأولياء 1: 65.
[10] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 378.
[11] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 378.
[12] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 383.
[13] جامع الأصول 9: 59.
[14] روضة الأحباب: 241.
[15] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 379.
[16] مصابيح السنة 4: 193 – 194.
[17] سنن الترمذي 5: 656.
[18] مصابيح السنة 4: 196.
[19] مصابيح السنة 4: 194.
[20] سنن الترمذي 5: 656.
[21] الصواعق المحرقة: 191، مسند أحمد بن حنبل 3: 64، سنن الترمذي 5: 656.
[22] مستدرك الصحيحين 3: 167، سنن ابن ماجة 1: 44.
[23] الصواعق المحرقة: 191، مسند أحمد بن حنبل 3: 64، سنن الترمذي 5: 660، سنن النسائي 5: 97.
[24] لم يولد للإمام علي (ع) ولد ثالث، بل حملت به أمه فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وسماه جده رسول الله (ص) ” محسنا “، وقد أسقط في واقعة الدار، كما هو معروف.
[25] الاستيعاب (المطبوع بهامش الإصابة) 1: 378.
[26] الصواعق المحرقة: 192.
[27] النهاية 3: 357 ” غرر “.
[28] الصواعق المحرقة: 134.
[29] شرح نهج البلاغة 4: 365.
[30] الكامل في التأريخ 4: 90.
[31] الصواعق المحرقة: 192، مسند أحمد بن حنبل 3: 286.
[32] الصواعق المحرقة: 193.
[33] الكامل 4: 89.
[34] النهاية 2: 428 ” سهل “.
[35] الكامل 4: 80.
[36] الكامل 4: 90.
[37] الكامل 4: 81.
[38] الدخان: 29.
[39] تفسير الثعلبي: 164.
[40] دلائل النبوة 2: 709، الصواعق المحرقة: 193.
[41] الصواعق المحرقة: 194.
[42] أضفناها من المصدر. 2 – الصواعق المحرقة: 194.
[43] هكذا في النسخ الخطية والمصدر، والعهدة على الناقل.
[44] الصواعق المحرقة: 195.
[45] الصواعق المحرقة: 196.
[46] إبراهيم: 42.
[47] الشعراء: 227.
[48] الصواعق المحرقة: 199.
المصدر: مناقب أهل البيت(عليهم السلام): ص237 / الشيخ حيدر الشيرواني
الخلاصة
يتطرق الكاتب إلى ذكر فضائل إمامي المسلمين الحسن والحسين صلوات الله عليهما في الروايات المروية عن رسول الله (ص) من كتب أهل السنة، وينقل ما وقع بعد مقتل الإمام الحسين (ع).