- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
تطرق الكاتب السيد محمد حسين الحسيني الطهراني في كتابه (معرفة الإمام) إلى مجموعة من أئمة علم القرآن من الشيعة الإمامية، من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين في أزمنة متعددة، منهم: عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وأُبي بن كعب، فقال:
أئمّة علم القرآن من الشيعة ـ من الصحابة
1ـ عبد الله بن عبّاس
وهو أوّل من أملي في تفسير القرآن من الشيعة. وقد نصّ كلّ علمائنا علی تشيّعه. وترجمه ترجمة حسنة السيّد في كتابه «الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة». مات سنة 67 هـ في الطائف. ولمّا حضرته الوفاة قال: اللَهُمَّ إنِّي أَتَقَرَّبُ إلیكَ بِوَلاَئِي لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
2ـ جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي
وهو في الطبقة الاُولى من طبقات المفسِّرين لابي الخير، وقال الفضل بن شاذان النيسابوريّ صاحب الرضا: جابر بن عبد الله الانصاريّ رضي الله عنه من السابقين الذين رجعوا إلی أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام. وقال ابن عقدة عند ذكره: منقطع إلی أهل البيت. مات بالمدينة بعد السبعين من الهجرة، وعمره أربع وتسعون سنة.
3ـ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ سَيِّدُ القُرَّاءِ
عدّوه في الطبقة الاُولى من المفسِّرين من الصحابة وله خبرة في علم القرآن، وهو كما عرفتَ من الشيعة، وترجمته في «الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة».
أئمّة علم القرآن من الشيعة ـ من التابعين
4ـ سعيد بن جُبير
أعلم التابعين بالتفسير وعلم القرآن ـ بشهادة قتادة له بذلك ـ كما في «الإتقان»، وقد تقدّم ذكره وتشيّعه.
5ـ يحيى بن يَعْمُر التابعي
أحد أعلام الشيعة في علم القرآن. قال ابن خلّكان: هو أحد قرّاء البصرة، وعنه أخذ عبد الله بن إسحاق القراءة. وكان عالماً بالقرآن الكريم، والنحو، ولغات العرب. وأخذ النحو عن أبي الاسود الدؤلي، وكان شيعيّاً من الشيعة الأوائل القائلين بتفضيل أهل البيت عليهم السلام، من غير تنقيص لذي فضل من غيرهم ـ انتهى.
6ـ أبو صالح: ميزان البصري
مشهود بكنيته، تلميذ ابن عبّاس في التفسير وعلم القرآن. اسمه ميزان البصريّ، تابعيّ شيعيّ. نصّ علی تشيّعه وثقته الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان في كتاب «الكَافِئَةُ فِي إبْطَالِ تَوْبَةِ الخَاطِئَةِ» بعد حديث عنه، عن ابن عبّاس. مات أبو صالح بعد المائة.
7ـ طاووس بن كيسان أبو عبد الله إلیماني
أخذ التفسير وعلم القرآن عن ابن عبّاس. وعدّه الشيخ أحمد بن تيميّة من أعلم الناس بالتفسير، كما في «الإتقان». ونصّ ابن قتيبة في كتاب «المعارف» علی تشيّعه. قال في ص206 من المطبوع بمصر: الشيعة: الحارث الاعور، وصعصعة بن صوحان، والاصبغ بن نُباتة، وعطيّة العوفيّ، وطاووس، والاعمشـ انتهى.
توفّي طاووس بمكّة سنة ستّ ومائة، وكان منقطعاً إلی علي بن الحسين السجّاد(ع).
8ـ الاعمش الكوفي
سليمان بن مَهْرَان أبو محمّد الاسديّ، وقد تقدّم نصّ ابن قتيبة علی تشيّعه، وكذلك الشهرستانيّ في «الملل والنحل»، وغيرهما. ومن علمائنا الشيخ الشهيد الثاني زين الدين في حاشية «الخلاصة»، والمحقّق البهبهانيّ في «التعليقة »، والميرزا محمّد باقر الداماد في «الرواشح».
9ـ سعيد بن المُسَيِّب
أخذ عن أمير المؤمنين وابن عبّاس. وكان قد ربّاه أمير المؤمنين (ع)، وصحبه ولم يفارقه وشهد معه حروبه. ونصّ الإمام الصادق، والإمام الرضا عليهما السلام علی تشيّعه، كما في الجزء الثالث من كتاب «قرب الإسناد» للحِمْيَرِيّ. كان إمام القرّاء بالمدينة. وعن ابن المدائنيّ أ نّه قال: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه. مات بعد التسعين، وقد ناهز الثمانين.
10ـ أبو عبد الرحمن السُّلَمي
شيخ قراءة عاصم. قال ابن قُتَيْبة: كان من أصحاب علي (ع)، وكان مقرئاً، ويُحمل عنه الفقه.
قلتُ: وقرأ أبو عبد الرحمن علی أمير المؤمنين (ع)، كما في «مجمع البيان» للطبرسيّ. وعدّه البَرْقيّ في كتاب «الرجال» في خواصّ عليّ بن أبي طالب (ع) من مُضَر. مات بعد السبعين.
11ـ السُّدِّيّ الكبير
صاحب التفسير المتقدّم ذكره[1].
12ـ محمّد بن السائب بن بِشْر الكَلْبي
صاحب التفسير الكبير المتقدّم ذكره.
13ـ حُمْرَان بن أَعْيَن
أخو زرارة بن أعين الكوفيّ، مولي آل شيبان، من أئمّة علم القرآن، أخذ عن الإمام زين العابدين والباقر عليهما السلام. ومات بعد المائة.
14ـ أَبَانُ بْنُ تَغْلِب
كان المقدّم في كلّ فنّ من العلم، ومنه علم القرآن. أخذ القراءة عن الاعمش، وهو من أصحاب الإمام السجّاد علي بن الحسين والباقر عليهما السلام. مات سنة 141 هـ.
15ـ عاصم بن بهدلَة
أحد السبعة وأحد أعلام علم القرآن، قرأ علی أبي عبد الرحمن السُّلَمِّيّ، القاري علی عليّ أمير المؤمنين (ع). ولذا كانت قراءة عاصم أحبّ القراءات إلی علمائنا. ونصّ علی تشيّعه الشيخ الجليل عبد الجليل الرازيّ المتوفّي سنة 556 هـ في كتابه «نقض الفضائح»، أنّه كان مقتدي الشيعة.
مات عاصم سنة ثمان وعشرين بعد المائة بالكوفة، وقيل: بالسماوة وهو يريد الشام ودُفن بها. وكان لا يبصر كالاعمش. ونصّ علی تشيّعه القاضي نور الله المرعشيّ في كتابه «مجالس المؤمنين». وهو في طبقات الشيعة.
أئمّة علم القرآن من الشيعة ـ من أتباع التابعين
16ـ أَبُو حَمْزَة الثُّمَالي
ثَابِتُ بْنُ دِينَار شيخ الشيعة بالكوفة: قال ابن النديم في «الفهرست»: كتاب تفسير أبي حمزة الثمالي، وكان من أصحاب عليّ بن الحسين (ع)، من النجباء الثقات. وصحب أبا جعفر الباقر (ع) ـ انتهي. ومات أبو حمزة سنة مائة وخمسين هجرية.
17ـ يحيى بن القاسم أبو بصير الاسدي
كان أبو بصير الأسدي مُقَدَّماً في الفقه والتفسير وعلم القرآن، وله فيه مصنَّف معروف. ذكره النجاشيّ، وأوصل إسناده إلی رواية التفسير. مات في حياة أبي عبد الله الصادق (ع) المتوفّي سنة 148 هـ.
18ـ علي بن سالم البطائني
المعروف بابن أبي حمزد أبو الحسن الكوفيّ مولي الانصار. له كتاب «تفسير القرآن». يروي فيه عن أبي عبد الله الصادق (ع)، وأبي الحسن موسى الكاظم (ع)، وأبي بصير المتقدّم ذكره.
19ـ الحَصِينُّ بْنُ مُخَارق: أَبُو جُنَادَة السَّلُولي
قال ابن النديم: كان من الشيعة المتقدّمين، وله من الكتب كتاب «التفسير»، كتاب «جامع العلوم» ـ انتهى. وذكر له النجاشيّ أيضاً كتاب «التفسير والقراءات»، وكتاباً كبيراً.
20ـ علي بن حمزة الكِسائي
أحد القرّاء السبعة. اجتمع فيه أُمور: كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب وعلم القرآن. وهو من أولاد الفُرس من سواء العراق. وقد ذكرتُ نسبه في الاصل «تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام» ومن نصّ علی تشيّعه. مات بالري، أو بطوس، وهو في صحبة الرشيد سنة 189 هـ، وقيل: سنة 183 هـ، وقيل: 185 هـ، وقيل: سنة 193 هـ، والاوّل هو الاصحّ.
وبعد هؤلاء طبقة أُخرى، ويفصّل المرحوم السيد حسن الصدر في كتابه تأسيس الشيعة هنا الكلام في ترجمتهم، وتصنيفهم في علوم القرآن المتنوّعة، وهم من الشيعة. ويذكرهم واحداً تلو الآخر.
يبدأ من ابن سَعْدان الضرير: أبي جعفر محمّد بن سعدان بن المبارك الكوفيّ، وينتهي إلی النعمانيّ صاحب التفسير المعروف، ومحمّد بن العبّاس بن عليّ بن مروان المعروف بابن الحَجَّام.
الاستنتاج
أن الكاتب السيد محمد حسين الحسيني الطهراني تتطرق في كتابه (معرفة الإمام) إلى ترجمة مجموعة من أئمة علم القرآن من الشيعة الإمامية، من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، ثم عدّد أسماء مجموعة من أئمة علم القرآن من الشيعة الإمامية في أزمنة متعددة، وذكر ترجمة مختصرة لهم، فأثبت أن هناك رجال من الشيعة لهم دور في علم القرآن.
الهوامش
[1] قال أحمد أمين بك في كتاب «فجر الإسلام» ص275: فاشتغل بعض علمائهم (الشيعة» بعلم الحديث، وسمعوا الثقات وحفظوا الاسانيد أحاديث تتفّق ومذهبهم. وأضلّوا بهذه الاحاديث كثيراً من العلماء لانخداعهم بالإسناد. بل كان منهم مَن سُمِّي بالسُّدِّيّ. ومنهم مَن سُمِّي بابن قُتَيبة.
فكانوا يروون عن السُّدِّيّ، وابن قتيبة، فيظنّ أهل السُّنَّة أ نّهما المحدّثان الشهيران، مع أنّ كلاّ من السُّدِّيّ، وابن قتيبة الذي ينقل عنه الشيعد إنّما هو رافضيّ غالٍ. وقد ميّزوا بينهما بالسُّدِّيّ الكبير، والسُّدِّيّ الصغير. والاوّل ثقة، والثاني شيعيّ وضّاع، وكذلك ابن قُتيبة الشيعيّ غير عبد الله بن مسلم بن قتيبة. بل وضعوا الكتب وحشّوها بتعالیمهم ونسبوها لائمّة أهل السنّة، ككتاب «سرّ العارفين» الذي نسبوه للغزالي. ومن هذا القبيل ما نراه مبثوثاً في الكتب من إسناد كلّ فضل وكلّ علم إلی علي بن أبي طالب إمّا مباشرة، وإمّا بواسطة ذرّيّته. (إلی آخر كلامه هنا).
لقد أخطأ أحمد أمين هنا أيضاً.
أوّلاً: أين لوحظ أنّ علماء الشيعة احتاجوا إلی موضوع يتحقّق إثباته بواسطة الطرق الروائيّة للعامّة؟ ونحن قد رأينا أنّ معظم الرواة في كتب العامّة هم من الشيعة.
ثانياً: كلامنا يحوم حول السُّدِّيّ الكبير وهو شيعيّ، أمّا السُّدِّيّ الصغير فلا كلام لنا حوله.
ثالثاً: مطالب الشيعة مأخوذة من ابن قتيبة العالم المحدِّث المعروف صاحب كتاب «المعارف»، وكتاب «الإمامة والسياسة»، وغيرهما. ومعظم المطالب التي يذكرونها ينقلونها من كتاب «الإمامة والسياسة» المذكور فيه ما يدين العامّة من الوثائق البيِّنة التي تثبت إجرامهم. ولا ريب في نسبته إلی محمّد بن مسلم ابن قتيبة الدينوريّ أبداً.
وعنوان كتاب الغزالي «سرّ العالَمين»، لا «سرّ العارفين». ويبدو أنّ الدكتور أحمد أمين لم ير غلاف الكتاب، ويحكم علی ما فيه! وكان قد اعترف في النجف بأنّ كتب الشيعة غير موجودة عنده. واستبان هنا أنّ كتب العامّة غير موجودة عنده أيضاً! ثمّ أرخي العنان لقلمه ـ كمؤرِّخ ـ ووطأت قدمه هذا المضمار.
وأنا أقتني في مكتبتي ربع طبقات مختلفة من هذا الكتاب وطالعته مراراً. وتحدّثت عن صحّة انتسابه إلی الغزالي حديثاً وافياً في كتابنا هذا.
مصدر المقالة
الحسيني الطهراني، محمد حسين، معرفة الإمام، بيروت، دار المحجة البيضاء، الطبعة الأولى، 1416.
مع تصرف بسيط