ذكر الزمَخشري في ربيع الأبرار : إن هارون كان يقول للإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام ) : يا أبا الحسن ، خذ فدكاً حتى أردَّها عليك ، فيأبى ( عليه السلام ) ، حتى ألحَّ عليه .
فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( لا آخُذُهَا إلاَّ بِحدُودِها ) .
قال : وما حدودها ؟
فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ ، إنَّ حَدَّدْتُهَا لَم تَردَّهَا ) .
قال : بِحقِّ جَدِّك إلاَّ فَعلت .
فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( أمَّا الحَدُّ الأوَّلِ فَعَدن ) ، فتغيَّر وجه الرشيد ، وقال : هيه ، ( والحَدُّ الثَّاني سَمَرْقَنْد ) ، فاربدَّ وَجه الرشيد ، ( وَالحَدُّ الثَّالِثِ أفْرِيقْيَا ) ، فاسْوَدَّ وجه الرشيد ، وقال : هيه ، ( والرَّابِعُ سَيف البَحْر مِمَّا يَلي الخَزَر وَأرْمِينْيَة ) .
فقال الرشيد : فَلَمْ يَبْق لنا شيء .
فقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( قَدْ أعْلَمتُكَ أنِّي إنْ حَدَّدْتُها لَمْ تَردَّهَا ) .
فعنْدَ ذلك عَزم هارون الرشيد عَلى قَتْلِ الإمام الكاظم ( عليه السلام ) .