لا شك ولا ريب أن هناك مجموعة كبيرة من كبار العلماء والفقهاء من الذين نشروا العلم والعرفان في العالم الإسلامي تخرجوا من مدرسة الإمام زين العابدين (ع)، سنتطرق إلى مجموعة منهم في هذا البحث حسب حروف الهجاء، وهم:
1ـ أبان بن تغلب
أبو سعيد البكري الجريري، كان من كبار العلماء، ومن أعلام الفكر في الإسلام، وقد نافح عن أئمة أهل البيت (ع)، وحفظ علومهم وتراثهم، فكان السادن الأمين لفقههم.
ويقول المترجمون له: إنه كان مقدماً في كل فن من العلوم: في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو.
ومما يدلل على سمو مكانته العلمية أنه إذا قدم إلى يثرب تقوضَتْ إليه الحلق العلمية، وأخليت له سارية النبي، ويحف به الفقهاء والعلماء للاستفادة من ثرواته العلمية[1].
وكان أبان من سدنة علوم الأئمة الطاهرين (ع)، فقد روى عن الإمام زين العابدين (ع)، وروى عن الإمام أبي جعفر الباقر، وروى عن الإمام الصادق[2]، وقد روى عنه ثلاثين ألف حديث.
وقد قال (ع) لأبان بن عثمان: إِنَّ أَبانَ بْنَ تَغْلِبَ رَوى عَنِّي ثَلَاثِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ فَارُوها عَنْهُ[3].
كما كان موضع اعتزاز الأئمة (ع) وفخرهم، وذلك لما يملكه من ثروات علمية، بالإضافة لما يتمتع به من التقوى والورع والتحرج في الدين، وكان إذا وفد على الإمام الصادق (ع) قابله بمزيد من العناية والتكريم، فكان يصافحه ويعتنقه، ويرحب به، ويؤمر له بوسادة.
وكان الإمام الباقر (ع) يقول له: اجْلِسُ في مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَأَفْتِ النَّاسَ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يُرى في شيعَتِي مِثْلُكَ[4].
ودل هذا الحديث على اجتهاد أبان، وأنه أهل للفتيا بين الناس.
ولاؤه لأهل البيت (ع)
وأنعم الله على أبان بمعرفته وولائه لأهل البيت (ع)، وقد حفظ علومهم وآدابهم، واجتهد في فقههم، وراح يفتي الناس به، ويحل مشاكلهم على ضوئه، كما راح يتحدث في أندية الكوفة ومجالسها بفضائلهم، ويحاج ويناظر خصومهم وأعداءهم، في وقت كان من يذكرهم بخير يتعرض لأشق ألوان المحن والخطوب، فقد جهد الأمويون على التنكيل وإنزال أقسى العقوبات بمن يحبهم ويواليهم، ولكن أبان قد وطن نفسه على ذلك لأن حبه لهم لم يكن عاطفياً، وإنما كان قائماً على الفكر والدليل، فالكتاب والسنة قد فرضا على المسلمين الولاء لهم، وجعلت ذلك جزءاً من الإسلام لا ينفك عنه.
ومن مظاهر ولاء أبان للسادة الأطهار من عترة النبي (ص) أنه من على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه يروي عن الإمام الباقر، فسخر منهم وقال: إن روايته عن الإمام الباقر كانت تتصل بالرواية عن النبي (ص)، وهي أوثق الروايات وأصحها سنداً.
وتوفي هذا العملاق العظيم سنة ١٤١ه، وقد حزن عليه الإمام الصادق (ع)، وراح يقول بأسى وحزن: أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَوْجَعَ قَلْبِي مَوْتُ أَبَانَ[5].
2ـ إسماعيل بن عبد الخالق
عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)، وقال: إنه عاش إلى أيام أبي عبد الله الصادق[6].
قال النجاشي: إنه وجه من وجوه أصحابنا، وفقيه من فقهائنا، وهو من بيت الشيعة، وعمومته: شهاب وعبد الرحيم ووهب، وأبوه عبد الخالق، كلهم ثقات[7].
3- ثابت بن أسلم
هو أبو حمزة الثمالي العالم الجليل، والورع التقي، الذي تربى بآداب أهل البيت (ع)، وحمل علومهم ومعارفهم.
وأجمع المترجمون له على وثاقته وعدالته، وصدق حديثه، وأنه كسلمان الفارسي في زمانه حسبما يقول الإمام الصادق (ع)[8]. وجرحه ابن معين لتشيعه وولائه لأهل البيت (ع)[9] الذين فرض الله مودتهم على المسلمين.
كما كان من أبرز علماء عصره في الحديث والفقه وعلوم اللغة وغيرها، وكانت الشيعة ترجع إليه في الكوفة، وذلك لا حاطته بفقه أهل البيت (ع).
وألف مجموعة من الكتب في مختلف العلوم، تدلل على غزارة علمه، ومن بينها ما يلي:
1ـ روايته لرسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع)[10].
2ـ روايته لدعاء السحر المعروف بدعاء أبي حمزة[11]، يرويه عن الإمام زين العابدين (ع).
وروى طائفة كبيرة من الأحاديث عن الإمام زين العابدين (ع) والإمام موسى الكاظم (ع).
4ـ الإمام جعفر الصادق ابن الإمام الباقر (ع)
هو العقل المفكر في الإسلام، والمجدد لهذا الدين، والسادن لشريعة جده سيد المرسلين، وهو الذي نشر جميع العلوم، وأرسى قواعدها وأصولها، ولم تقتصر علومه ومعارفه على علوم الشريعة الإسلامية، وإنما شملت علوم الفلسفة والكلام والطب والكيمياء والفيزياء والتشريع وعلم الفلك، ويعتبر عند علماء الغرب الدماغ المفكر للإنسانية.
كما يعتبر عند علماء المسلمين المعجزة الكبرى للإسلام، وقد عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[12]، وروى عنه كثيراً من الأحاديث.
5ـ الحسين ابن الإمام زين العابدين
قال عنه المفيد: «كان فاضلاً ورعاً. روى حديثاً كثيراً عن أبيه علي بن الحسين (ع)، وعمته فاطمة بنت الحسين عليه، وأخيه أبي جعفر[13].
وقال الإمام الباقر (ع) فيه: وَأَمَّا الْحُسَيْنُ فَحَلِيمٌ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً، وَإِذَا خاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قالوا سَلاماً[14].
توفي بالمدينة عام ١٥٧ه، ودفن بالبقيع، وكان له من العمر أربع وسبعون سنة[15].
6ـ رشيد الهجري
إن رشيد الهجري بطل من أبطال الإسلام، وعلم من أعلام الجهاد، ومناضل صلب عن مبادئه وعقيدته، ومن ألمع الرساليين في الإسلام، اختص بالإمام أمير المؤمنين (ع)، وأخلص له، وقد احتفى به الامام وأحبه لما رأى فيه من وفور الإيمان، ومزيد العقل، وقد أخبره بما يجري عليه من الظلم والطغيان من الباغي الأثيم عبيد الله بن زياد، فقد قال له: يا رُشَيْدُ، كَيْفَ صَبْرُكَ إِذا أَرْسَلَ إِلَيْكَ دَعِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ فَقَطَعَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ وَلِسَانَكَ؟
واستقبل رشيد النبأ بمزيد من الاطمئنان والرضا، فقال للإمام: يا أمير المؤمنين (ع)، آخر ذلك إلى الجنة؟
وبادر الإمام قائلا له: يا رُشَيْدُ، أَنْتَ مَعِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ[16].
وقد علمه الإمام (ع) علوماً كثيرة، وعهد إليه بما يجري على الأمة من الظلم والفساد في عهد الأمويين، ويقول المؤرخون: إنه لقن علم البلايا والمنايا.
وقد خرج معه إلى بستان البرني، وكان معه جماعة من أصحابه، فجلس تحت نخلة، فأمر البرني بنخلة فلقط منها بعض الرطب فقدم إليهم، وبهر رشيد بجودة الرطب، فأخبره الإمام بأنه سيصلب على جذعها، فكان يختلف إليها طرفي النهار يسقيها، ويتعهدها حتى قطع سعفها، فأيقن عند ذلك بدنو أجله المحتوم.
وبعد ما رزئت الإنسانية بفقد رائدها الإمام أمير المؤمنين علي (ع) اختص رشيد بالإمام الحسين بن علي (ع)، وبعد كارثة كربلاء اختص بالإمام علي زين العابدين (ع).
وتتبع ابن مرجانة شيعة الإمام أمير المؤمنين (ع) بعد قتله سبط رسول الله (ع)، وقد أخبر بمكانة رشيد عند أهل البيت (ع)، فأمر بإلقاء القبض عليه، فجيء به مخفوراً إلى الطاغية، فلما مثل عنده تميّز الطاغية غيظاً وصاح به:
تبرّأ من علي.
ـ لا أتبرأ.
ـ بأي ميتة قال لك أن تموت؟
ـ أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني.
وورم أنف الطاغية، وراح يقول أمام جلاوزته: والله لأكذبن قوله فيك.
وأمر به أن يشد على الجذع الذي أخبر الإمام بأنه يصلب عليه، وتقطع يداه ورجلاه ويترك لسانه، فأسرعت السيدة ابنته فأخذت أعضاءه لتواريها في التراب، وقالت له: يا أبة، هل تجد ألماً مما أصابك؟
فأجابها وهو غير حافل بآلامه، بأنه لم يصبه أي ألم إلا كالزحام بين الناس، واجتمعت الجماهير حوله وهي تنظر إليه وقد أخذه نزيف الدم، وجعل يخاطبهم قائلاً: ائتوني بصحيفة ودواة لأملي عليكم ما يكون إلى يوم الساعة، وأخذ من على الجذع يحدث الناس بما سيجري عليهم من الجور والاضطهاد في ظل الحكم الأموي، وأسرع المباحث إلى ابن زياد فقالوا له: ما صنعت؟ قطعت يديه ورجليه، وهو يحدث الناس بالعظائم؟
وأمر الطاغية بقطع لسانه وصلبه على ذلك الجذع، فنفذ فيه ذلك[17].
وانتهت بذلك حياة هذا المصلح العظيم على يد أقذر إنسان وأحط مخلوق، وقد رفع رشيد راية الجهاد والإصلاح الاجتماعي، فثار على الظلم والطغيان.
7ـ زيد بن أسلم العدوي
المدني، مولى عمر بن الخطاب، كان يجالسه الإمام زين العابدين (ع) كثيراً[18]. وكان من الفقهاء المشهورين.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، وقد توفي قبل خروج محمد بن عبد الله بن الحسن[19].
8ـ زيد بن الحسن ابن الإمام أمير المؤمنين
عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[20].
ذكره ابن حبان في الثقات، وأنه كان من سادات بني هاشم، وكان يتولى صدقات رسول الله (ص) بالمدينة، وكتب عمر بن عبد العزيز في شأنه إلى عامله في يثرب: أما بعد، فإن زيد بن الحسن شريف بني هاشم وذو سنّهم[21].
قال الشيخ المفيد: كان زيد جليل القدر، كريم الطبع، ظريف النفس، كثير البر، ومدحه الشعراء، وقصده الناس من الآفاق لطلب فضله[22].
9ـ زيد ابن الإمام زين العابدين
عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[23].
وكان على جانب عظيم من العلم والتقوى. قال الشيخ المفيد: كان زيد بن علي بن الحسين عين إخوته بعد أبي جعفر (ع) وأفضلهم، وكان عابداً، فقيهاً، سخياً، شجاعاً، ظهر بالسيف يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويطلب بثارات الحسين (ع)[24].
10ـ سعيد بن جبير
عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[25]، وهو من أعلام المجاهدين والمناضلين في الإسلام، والمدافعين عن حقوق الضعفاء والمحرومين.
كان من أبرز علماء عصره، وكان يسمى جهبذ العلماء. وما على الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه.
قال ابن كثير: كان سعيد من أئمة الإسلام في التفسير والفقه، وأنواع العلوم، وكثرة العمل الصالح.
كان سعيد في طليعة المتقين في عصره، وكان ملازماً لتلاوة القرآن الكريم، وكان يجلس في الكعبة المكرمة، ويتلو القرآن فلا ينصرف حتى يختمه.
وكان كثير الخشية من الله، وكان يقول: إن أفضل الخشية أن تخشى الله خشية تحول بينك وبين معصيته، وتحملك على طاعته، فتلك هي الخشية النافعة[26].
وألقت شرطة الحجاج وجلاوزته القبض على سعيد بن جبير الذي كان من عمالقة الفكر والعلم في الإسلام، وجيء به مخفوراً إلى الطاغية المجرم الحجاج بن يوسف، فلما مثل عنده صاح به: أنت شقي بن كسير؟
فأجابه بمنطق الحق قائلاً: أمي كانت أعرف باسمي، سمتني سعيد بن جبير.
وأمر الطاغية جلاديه بضرب عنقه، فضربوا عنقه، فسقط رأسه إلى الأرض، فهلل ثلاثاً أفصح بالأولى، ولم يفصح بالثانية والثالثة.
وانتهت بذلك حياة هذا العالم العظيم الذي وهب حياته لنشر العلم والفضيلة بين الناس، وقد فجع المسلمون بقتله لأنهم فقدوا الرائد لحياتهم العلمية، ونقل عمرو بن ميمون عن أبيه أنه لما سمع بمقتل سعيد اندفع قائلاً بحزن: لقد مات سعيد بن جبير، وما على ظهر الأرض إلا وهو محتاج إلى علمه.
وكانت شهادته في شهر شعبان سنة ٩٥ه وهو ابن (٤٩) سنة[27].
وقد فزع الحجاج من قتله، فكان يراه في منامه وهو يأخذ بمجامع ثوبه، ويقول له: يا عدو الله فيم قتلتني؟ وقد ندم الطاغية المجرم على قتله له، فكان يقول: ما لي ولسعيد بن جبير، وقبله ندم معاوية بن هند على قتل حجر بن عدي الصحابي العظيم[28].
11ـ سعيد بن المسيب
أبو محمد، المخزومي، كان من أجل علماء عصره، وأكثرهم دراية في علم الحديث، قال مكحول: طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من سعيد بن المسيب[29].
وقال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه[30].
وقال فيه الإمام زين العابدين (ع): سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أَعْلَمُ النَّاسِ بِمَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الْآثَارِ، وَأَفْهَمُهُمْ فِي زَمَانِهِ[31].
كان سعيد يبجل الإمام زين العابدين (ع) ويعظمه، وكان يقول: ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين، وما رأيته قط إلا مقت نفسي[32].
12ـ سليم بن قيس الهلالي
العامري، الكوفي: عده الشيخ من أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع)، ومن أصحاب الإمامين الحسن والحسين علي، ومن أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[33].
وهو صاحب الكتاب المشهور المعروف بكتاب سليم بن قيس، وهو من السابقين في التأليف في العالم الإسلامي، وقد ذكر فيه كثيراً من الأحاديث المؤلمة التي جرت في ذلك العصر، وقد قرأ أبان بن أبي عياش الكتاب على الإمام زين العابدين (ع)، فقال (ع): صَدَقَ سُلَيْمٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ، هَذَا حَدِيثٌ نَعْرِفُهُ[34].
13ـ صفوان بن سليم الزهري
المدني، عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[35].
وعده ابن حجر من الفقهاء… وذكر عند أحمد، فقال: هذا رجل يستسقى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره، ووثقه العجلي والنسائي[36].
14ـ طاووس بن كيسان
أبو عبد الرحمن اليماني، عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[37].
قال ابن حبان: كان من عباد أهل اليمن، ومن سادات التابعين، وكان قد حج أربعين حجة، وكان مستجاب الدعوة. توفي ١٠١ه، وقيل غير ذلك[38].
15ـ ظالم بن عمرو
يكنى أبا الأسود الدولي، عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[39].
كان من ألمع علماء عصره، وهو المؤسس الأول لعلم النحو بعد أن علمه الإمام أمير المؤمنين (ع) قواعده وأصوله، وكان من الشعراء الموهوبين، فمن شعره قوله:
وَمَا طَلَبُ المَعِيشَةِ بِالتَّمَنِّي ** وَلِكُنْ أَلْقِ دَلَوَكَ فِي الدُّلاءِ
تَجِيءُ بِمِلئِها طوراً وَطوراً ** تَجِيءُ بِحَمْأَةٍ وَقَلِيلِ مَاءِ
وكان من البلغاء النابهين، وكان من أشد الناس ولاء وإخلاصاً ومحبة للإمام أمير المؤمنين (ع)، وقد حاول معاوية أن يصرفه عن ذلك فلم يفلح، وقد توفي بالطاعون الجارف في البصرة سنة ٦٩ه[40].
16ـ عامر بن واثلة الكناني
يكنى أبا الطفيل، عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[41]، وأضاف: إنه كان من خواص أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع)، وكان شاعراً موهوباً، ومن شعره:
وَيَدْعُونَني شَيْخاً وَقَدْ عِشْتُ حُقْبَةً ** وَهُنَّ مِنَ الْأَزْوَاجِ نَحْوِي نَوازِعُ
ومَا شَابَ رَأْسِي مِنْ سِنِينٍ تَتَابَعَتْ ** عَلَى وَلكِنْ شَيَّبَتْني الوَقائِعُ
وقد خرج مع المختار طالباً بدم سيد الشهداء (ع)، وكان يقول: ما بقي من السبعين غيري، وينشد هذا البيت:
وَبَقِيتُ سَهْماً في الكِنانة واحداً ** سیر مى بِهِ أَوْ يَكْسِرُ السَّهْمَ كَاسِرُهُ
17ـ عبد الله بن ذكوان
أبو الزناد، عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[42].
قال ابن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم منه ومن ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وبكير بن الأشج.
وعده ابن حبان في الثقات، وقال: كان فقيهاً صاحب كتاب، قال خليفة وغيره: توفي سنة ١٣٠ه وهو ابن (٦٦) سنة[43].
18ـ عبد الله ابن الإمام زين العابدين
عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[44].
قال السيد ابن المهنا: ولقب عبد الله بن علي بن الحسين (الباهر) لجماله، قالوا: ما جلس مجلساً إلا بهر جماله وحسنه من حضر، وولي صدقات النبي (ص)، وأمه أم أخيه محمد الباقر (ع)، وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة، وولي صدقات أمير المؤمنين (ع)[45].
19ـ عبد المؤمن بن القاسم
عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[46].
قال النجاشي: قد روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع)، ثقة هو وأخوه[47].
20ـ الفرزدق
أبو فراس الفرزدق، شاعر العرب الأكبر، عده الشيخ من أصحاب الإمام زين العابدين (ع)[48].
وقد انتصر للإمام زين العابدين (ع) حينما أنكر معرفته هشام بن عبد الملك، فقد انبرى الفرزدق بقصيدته الرائعة إلى تعداد مآثر الإمام وذكر فضائله، فورم أنف هشام وانتفخت أوداجه، فأمر بسجنه.
21ـ القاسم بن محمد ابن أبي بكر
كان من سادات التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وكان أفضل أهل زمانه.
روى عن جماعة من الصحابة، وروى عنه جماعة من كبار التابعين، قال يحيى بن سعيد: ما أدركنا أحداً نفضله على القاسم بن محمد، توفي سنة ١٣١ه، وقيل غير ذلك[49].
22ـ محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين
عده الشيخ ممن روى عن أبيه الإمام زين العابدين (ع)[50].
وقد كان (ع) من أعلام الدنيا، وممن صنع تاريخ الأمة الإسلامية، وفجر في ربوعها ينابيع العلم والحكمة، وقد تشرفت – والحمد لله ـ بالبحث عن سيرته المشرقة التي هي امتداد ذاتي لسيرة آبائه الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
الاستنتاج
ان هناك العديد من العلماء والفقهاء تخرجوا من مدرسة الإمام زين العابدين (ع) ونشروا العلم في العالم الإسلامي، وكانوا معروفين بتفانيهم وولائهم في أهل البيت (ع) وواجهوا التحديات بشجاعة، كما عُرفوا بالتقوى والورع، وتركوا إرثا علميا وثقافيا غنيا، مما ساهم في تعزيز الفكر الإسلامي وتطوير العلوم المختلفة.
الهوامش
[1] النجاشي، رجال النجاشي، ص11، رقم 7.
[2] النجاشي، رجال النجاشي، ص10، رقم 7.
[3] النجاشي، رجال النجاشي، ص12، رقم 7.
[4] النجاشي، رجال النجاشي، ص10، رقم 7.
[5] النجاشي، رجال النجاشي، ص10، رقم 7.
[6] الطوسي، رجال الطوسي، ص110، رقم 1079.
[7] النجاشي، رجال النجاشي، ص27، رقم 50.
[8] النجاشي، رجال النجاشي، ص115، رقم 296.
[9] الذهبي، ميزان الاعتدال، ج١، ص٣٦٣.
[10] النجاشي، رجال النجاشي، ص16، رقم 296.
[11] القمي، الكنى والألقاب، ج2، ص132.
[12] الطوسي، رجال الطوسي، ص111، رقم 1088.
[13] المفيد، الإرشاد، ص302.
[14] القمّي، سفينة البحار، ج2، ص273.
[15] الخوئي، معجم رجال الحديث، ج6، ص43.
[16] الطوسي، رجال الكشي، ص76، رقم 22.
[17] الطوسي، رجال الكشي، ص76، رقم 22.
[18] الطوسي، رجال الطوسي، ص114، رقم 1130.
[19] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج٣، ص٣٩٥.
[20] الطوسي، رجال الطوسي، ص113، رقم 1127.
[21] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج٣، ص٤٠٦.
[22] المفيد، الإرشاد، ص283.
[23] الطوسي، رجال الطوسي، ج113، رقم 1126.
[24] المفيد، الإرشاد، ص391.
[25] الطوسي، رجال الطوسي، ص114، رقم 1132.
[26] ابن كثير، البداية والنهاية، ج9، ص99.
[27] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج4، ص79.
[28] ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص13.
[29] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج4، ص84.
[30] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج4، ص85.
[31] الطوسي، رجال الكشي، ص110، رقم 54.
[32] اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج٣، ص٤٦.
[33] الطوسي، رجال الطوسي، ص66، رقم590.
[34] الطوسي، رجال الكشي، ص97، رقم 44.
[35] الطوسي، رجال الطوسي، ص116، رقم 1160.
[36] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج4، ص373.
[37] الطوسي، رجال الطوسي، ص116، رقم 1166.
[38] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج5، ص5.
[39] الطوسي، رجال الطوسي، ص116، رقم 1168.
[40] القمي، الكنى والألقاب، ج1، ص9.
[41] الطوسي، رجال الطوسي، ص118، رقم 1193.
[42] الطوسي، رجال الطوسي، ص117، رقم 1179.
[43] ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج5، ص178.
[44] الطوسي، رجال الطوسي، ص116، رقم 1169.
[45] ابن عنبة، عمدة الطالب، ص٢٥٢.
[46] الطوسي، رجال الطوسي، ص118، رقم 1203.
[47] النجاشي، رجال النجاشي، ص249، رقم 655.
[48] الطوسي، رجال الطوسي، ص119، رقم 1208.
[49] ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج3، ص224.
[50] الطوسي، رجال الطوسي، ص112، رقم 1215.
مصادر البحث
1ـ ابن الأثير، علي، الكامل في التاريخ، بيروت، دار صادر، طبعة 1386 ه.
2ـ ابن حجر العسقلاني، أحمد، تهذيب التهذيب، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأُولى، 1404 ه.
3ـ ابن خلكان، أحمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، بيروت، دار الفكر، الطبعة الأُولى، بلا تاريخ.
4ـ ابن شهرآشوب، محمّد، مناقب آل أبي طالب، النجف، المكتبة الحيدرية، طبعة 1376 ه.
5ـ ابن عنبة، أحمد، عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب، النجف، منشورات المطبعة الحيدرية، الطبعة الثانية، 1380 ه.
6ـ ابن كثير، إسماعيل، البداية والنهاية، تحقيق علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأُولى، 1408 ه.
7ـ الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، إيران، الطبعة الخامسة، 1413 ه.
8ـ الذهبي، محمّد، میزان الاعتدال في نقد الرجال، تحقيق علي محمد البجاوي، بيروت، دار المعرفة، الطبعة الأُولى، 1382 ه.
9ـ الطوسي، محمّد، اختيار معرفة الرجال، المعروف برجال الكشي، تحقيق مهدي الرجائي، قم، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، طبعة 1404 ه.
10ـ الطوسي، محمّد، الأبواب، المعروف برجال الطوسي، قم، تحقيق جواد القيّومي الإصفهاني، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الأُولى، 1415 ه.
11ـ القمي، عباس، الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، بلا تاريخ.
12ـ القمّي، عباس، سفينة البحار ومدينة الحكم والآثار، تحقيق مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، العتبة الرضوية، الطبعة الثالثة، 1430 ه.
13ـ المفيد، محمّد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأُولى، 1413 ه.
14ـ النجاشي، أحمد، فهرست أسماء مصنّفي الشيعة، المعروف برجال النجاشي، تحقيق موسى الشبيري الزنجاني، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الخامسة، 1416 ه.
15ـ اليعقوبي، أحمد، تأريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، بلا تاريخ.
مصدر المقالة (مع تصرف)
القرشي، باقر، موسوعة سيرة أهل البيت (ع)، تحقيق مهدي باقر القرشي، النجف، دار المعروف، الطبعة الثانية، 1433 ه، ج16، ص214 ـ ص283.