إحدى عشرة صفة من الصفات التنزيهية لله تعالى

إحدى عشرة صفة من الصفات التنزيهية لله تعالى

تُعد الصفات التنزيهية الإلهية من أبرز القضايا التي تشغل الفكر الفلسفي والديني على حد سواء، حيث تسلط الضوء على كمال الله تعالى وتنزهه عن كل ما لا يليق بعظمته، في هذه المقالة سنستعرض إحدى عشرة صفة من الصفات التنزيهية لله تعالى، ونقدم الأدلة العقلية والنقلية التي تثبت بطلان كل ما ينسب إليه من نقص أو احتياج، لنؤكد على وحدانيته وكماله المطلق.

1ـ الاتّحاد

الاتّحاد من الصفات التنزيهية وهو عبارة عن صيرورة الشيئين شيئاً واحداً من غير زيادة ولا نقصان.

القائلون بالاتّحاد:

1- النصارى: قالوا بأنّ الله تعالى اتّحد بالمسيح، أو قالوا باتّحاد الأقانيم الثلاثة الأب والابن وروح القدس.

2- الصوفية: قالوا بأنّ الله تعالى يتّحد بالعارف عندما يصل العارف في سيره وسلوكه إلى مرحلة الفناء في الله تعالى.

3- النصيرية: قالوا بأنّ الله تعالى اتّحد بعلي بن أبي طالب (ع).

أدلة نفي اتّحاده تعالى بالأشياء

1- الاتّحاد بنفسه محال؛ لأنّ الأقسام المتصوّرة بعد فرض اتّحاد شيئين عبارة عن:

أوّلاً: بقاء الشيئين موجودين على ما كانا عليه: فلا اتّحاد بينهما؛ لأنّهما في هذه الحالة اثنان متمايزان لا واحد.

ثانياً: انعدام الشيئين معاً وإيجاد شيء ثالث: فلا اتّحاد بينهما؛ لأنّ المعدوم لا يتّحد بالمعدوم.

ثالثاً: انعدام أحدهما وبقاء الآخر: فلا اتّحاد بينهما؛ لأنّ المعدوم لا يتّحد بالموجود.

2ـ الأقسام المتصوّرة للشيء قبل اتّحاد الله تعالى به:

أ: واجب الوجود: فيلزم تعدّد الواجب، وهو محال.

ب: ممكن الوجود: فالشيء الحاصل بعد الاتّحاد لا يخلو من أمرين:

الأوّل: واجب الوجود: فتكون النتيجة أن يصبح الممكن واجباً.

الثاني: ممكن الوجود: فتكون النتيجة أن يصبح الواجب ممكناً، وكلاهما باطل، فيثبت بطلان اتّحاد الباري بغيره.

2ـ الاحتياج

من الصفات التنزيهية نفي الاحتياج عنه تعالى، للأدلة التالية:

1ـ إنّ الله تعالى غني عن الغير في كلّ شيء، لأنّ الاحتياج من صفات الممكنات، وواجب الوجود منزّه عن الاحتياج.

2ـ إنّ الله تعالى قديم، والقديم هو الذي يتقدّم على الكل فيكون غنيّاً عن الكل.

قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ[1].

تنبيه: أقسام الاحتياج:

1ـ في الذات: كاحتياج الأثر إلى الموثِّر.

2ـ في الصفات: كاحتياج القادر ـ في كونه قادراً ـ إلى القدرة.

3ـ في جلب المنافع ودفع المضار.

والله تعالى غني في جميع هذه الأقسام:

1ـ إنّه تعالى غني بذاته؛ للأدلة الواردة أعلاه.

2ـ إنّه تعالى غني بصفاته؛ لأنّ صفاته عين ذاته.

3ـ إنّه تعالى لا يصح عليه النفع والضرر، لأنّ النفع والضرر لا يجوزان إلاّ على من يلتذ ويتألّم، واللذة والألم لا يجوزان إلاّ على صاحب الشهوة والنفور،والشهوة والنفور من خواص الأجسام، والله تعالى منزّه عن الجسمانية.

3ـ التركيب

من الصفات التنزيهية التركيب، وهو ينقسم إلى:

1- التركيب الخارجي: وهو التركيب من الأجزاء الخارجية، وهذه الأجزاء:

عند الفلاسفة: متكوّنة من المادة والصورة، وعند علماء الطبيعة: متكوّنة من المادة والصورة والأجزاء العنصرية والذرية.

2- التركيب الذهني: وهو التركيب من الأجزاء العقلية، من قبيل: الوجود والماهية والجنس والفصل.

3- التركيب من الجهات والحيثيات، كحيثية الذات والصفة في الصفات الزائدة على ذاته تعالى.

4ـ التركيب من الأجزاء الوهمية كأجزاء الخط والسطح والجسم، والله تعالى منزّه عن جميع أنواع التركيب.

أدلة نفي التركيب في ذات الله

1- المركّب يحتاج ويفتقر إلى أجزائه، ولكن الله تعالى ـ كما ثبت سابقاً ـ منزّه عن الاحتياج والافتقار.

بعبارة أخرى: وجود الجزء مقدّم على وجود الكل، وكلّ جزء من المركّب مغاير لغيره، فيكون المركّب مفتقراً إلى أجزائه، ولكن الله تعالى هو الغني الذي لا يفتقر إلى غيره.

2ـ إذا كانت الذات الإلهية مركّبة، فإنّ هذه الأجزاء لا تخلو من أمرين:

أوّلاً ـ أجزاء قديمة، فيلزم تعدّد القدماء، وهذا باطل.

ثانياً ـ أجزاء حادثة، فيلزم تركيب الواجب من أجزاء غير واجبة، وهذا باطل.

3ـ المركّب بحاجة إلى من يركّبه، وهو منفي عن الذات الإلهية.

4ـ الكل مركب من أجزاء خارجية يكون ذات جوانب، وجانبه هذا غير جوانبه الأخرى، فهو بجانبه هذا منعدم عن الجوانب الأخرى، ويكون بجوانبه الأخرى منعدم عن هذا الجانب، فيلزم هذا الأمر النقص في جميع الجوانب، وبالتالي يستوجب هذا الأمر النقص والقصور في الذات الإلهية، وهذا باطل.

5- لو كان الله تعالى مركّباً من الأجزاء لكان علمه وقدرته ثابتة لكلّ واحدة من أجزائه المتغايرة، فيكون كلّ جزء من الله عالماً قادراً، فتتعدّد الآلهة، وهذا باطل.

4ـ الجسمانية

من الصفات التنزيهية هي الجسمانية، والجسم هو الشيء المستلزم للأبعاد الثلاثة، وهي: الطول والعرض والعمق.

والتجسيم هو الاعتقاد بأنّ الله تعالى جسم.

أدلة تنزيه الله عن الجسمانية

1- الجسم بطبيعته يحتاج إلى مكان، وبما أنّ الله منزّه عن جميع أنواع الاحتياج، فلهذا يثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية.

2- الجسم بطبيعته يتأثّر بالحوادث، فلو كان الله جسماً لما انفك عن الأمور الحادثة من قبيل الحركة والسكون، وكلّ ما لا ينفك عن هذه الأمور فهو حادث، ولكنّه تعالى أزلي قديم، فيثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية.

3- الجسم بطبيعته محدود، فلو كان الله جسماً لكان محدوداً، وبما أنّه تعالى منزّه عن المحدودية، فلهذا يثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية.

4- الجسم بطبيعته مركّب، فلو كان الله جسماً لكان مركباً، وبما أنّه تعالى منزّه عن التركيب، فلهذا يثبت تنزيهه تعالى عن الجسمانية.

أحاديث لأهل البيت (ع) في تنزيه الله عن الجسمانية

1ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع): … ولا بجسم فيتجزّأ[2].

2ـ قال الإمام جعفر الصادق (ع)… إنّ الجسم محدود متناه، والصورة محدودة متناهية، فإذا احتمل الحدّ، احتمل الزيادة والنقصان، وإذا احتمل الزيادة والنقصان، كان مخلوقاً[3].

3- قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): إنّ الجسم محدود[4].

4- قال الإمام علي بن موسى الرضا (ع): سبحان من ليس كمثله شيء، لا جسم ولا صورة[5].

5- قال الإمام علي الرضا (ع): ليس منّا من زعم أنّ الله عزّ وجلّ جسم … إنّ الجسم مُحدَث[6].

5ـ الجهة

من الصفات التنزيهية نفي الجهة عن الله تعالى، والأدلة على ذلك هي:

1- الجهة لا تعقل إلاّ في المكان، والمكان منفي عنه تعالى.

2ـ الشيء الذي يكون في جهة لا يخلو من حالتين:

الأولى: يكون لابثاً في تلك الجهة.

الثانية: يكون متحرّكاً عن تلك الجهة، فيكون الشيء في كلتا الحالتين غير منفك عن الحوادث، وكلّ ما لا ينفك عن الحوادث، فهو حادث، ولكن الله منزّه عن الحوادث.

3- الذات الموجودة في جهة معيّنة تكون محدودة في إطار تلك الجهة، وبما أنّ الله منزّه عن الحدّ، فلهذا يكون منزّهاً عن الوجود في جهة معيّنة.

ولهذا قال الإمام أمير المؤمنين (ع): من أشار إليه فقد حدّه[7].

4ـ الذات الموجودة في جهة معيّنة تكون مفتقرة إلى تلك الجهة، وبما أنّ الله منزّه عن الافتقار، فلهذا يكون منزّهاً عن الوجود في جهة معيّنة.

5- الذات الموجودة في جهة معيّنة تكون غير موجودة في الجهة الأخرى، فإذا كان الله تعالى في جهة، فسيلزم خلوّه عن سائر الجهات، وهذا باطل.

سبب رفع الأيدي نحو السماء في الدعاء

1- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): إذا فرغ أحدكم من الصلاة، فليرفع يديه إلى السماء، ولينصب في الدعاء.

فسأله أحد الأشخاص: يا أميرالمؤمنين أليس الله في كلّ مكان؟ قال (ع): بلى.

قال: فلمَ يرفع يديه إلى السماء؟ فقال (ع): أو ما تقرأ: وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ[8]، فمن أين يطلب الرزق إلاّ من موضع الرزق، وموضع الرزق وما وعد الله السماء[9].

2- سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): ما الفرق بين أن ترفعوا أيديكم إلى السماء وبين أن تخفضوها نحو الأرض؟

قال (ع): ذلك في علمه وإحاطته وقدرته سواء، ولكنّه عزّ وجلّ أمر أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو العرش؛ لأنّه جعله معدن الرزق[10].

تفسير بعض الآيات القرآنية بعد معرفة استحالة إثبات الجهة لله تعالى:

1ـ قول الله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ[11].

المقصود من الفوقية هنا التعالي والعظمة والهيمنة في القوّة والقدرة، وليس المقصود الفوقية الحسيّة، ومن الشواهد القرآنية على الفوقية غير الحسيّة قوله تعالى حكاية عن فرعون: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ[12].

2- قول الله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ[13]، أي: إنّ الأعمال الصالحة تصعد إلى الملائكة الكرام حفظة الأعمال الذين مسكنهم في السماء، ولهذا نُسب هذا الصعود إليه تعالى.

3- قول الله تعالى: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ[14]، أي: أءمنتم من الله الذي يوجد في السماء ملائكته الموكّلون بإنزال العذاب عليكم متى ما يشاء.

4ـ قول الله تعالى: يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ[15]، أي: يخافون ربّهم أن ينزل عليهم العذاب من فوقهم.

6ـ الجوهر والعرض

من الصفات التنزيهية هي كونه تعالى ليس بجوهر والدليل على ذلك:

إنّ الجوهر إمّا جوهر فرد أو خط أو سطح أو جسم، وكلّ واحد منها مفتقر وحادث، ولكن الله ليس بمفتقر ولا حادث.

دليل كونه تعالى ليس بعرض

العرض يعتمد في وجوده على محلّه، وهو مفتقر إلى غيره، و ولكنّه تعالى منزّه عن الافتقار.

حديث شريف: قال عبد العظيم الحسني للإمام علي بن محمّد الهادي (ع): يابن رسول الله إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضياً أثبت عليه حتّى ألقى الله عزّ وجلّ، فقال (ع): هات…، فقال عبد العظيم: إنّي أقول: إنّ الله تبارك وتعالى… لا عرض ولا جوهر….، فقال (ع):… هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فاثبت عليه[16].

7ـ الحد

إنّ الله تعالى منزّه عن الحدّ.

قال الإمام أمير المؤمنين (ع): ليس له سبحانه وتعالى حدّ ينتهي إلى حدّه[17].

وقال (ع) أيضاً: من زعم أنّ إله الخلق محدود فقد جهل الخالق المعبود[18].

أدلة تنزيه الله عن الحد

1- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): من حدّه تعالى فقد عدّه، ومن عدّه فقد أبطل أزله[19].

2- طلب أحد الأشخاص من الإمام علي بن موسى الرضا (ع) أن يحدّ الله تعالى له، قال (ع): لا حدّ له، قال ذلك الشخص: ولم؟ قال (ع): لأنّ كلّ محدود متناه إلى حدّ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزّء…[20].

8ـ الحركة والسكون

من الصفات التنزيهية نفي الحركة عنه تعالى، والدليل عليه:

1- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): لا تجري عليه تعالى الحركة والسكون، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه، أو يعود إليه ما هو ابتدأه، إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزّأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه…[21].

2ـ سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): لم يزل الله متحرّكاً؟ فقال (ع): تعالى الله عن ذلك، إنّ الحركة صفة محدثة بالفعل[22].

3- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع) قال: إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا حركة ولا انتقال ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون، تعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً[23].

4- قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): كلّ متحرّك محتاج إلى من يحرّكه أو يتحرّك به، فمن ظنّ بالله الظنون هلك[24].

بصورة عامة: الحركة تستلزم خلو الذات المتحرّكة من المكان التي كانت فيه واستقرارها في مكان غير المكان السابق، وهذا باطل بالنسبة إلى الله؛ لأنّه تعالى منزّه عن المكان.

9ـ الحلول

من الصفات التنزيهية هي الحلول، وهو عبارة عن: قيام موجود بموجود على سبيل التبعية، والحلول عبارة عن دخول شيء في محل يحويه، ويحلّ داخله على سبيل التبعية، ومعنى على سبيل التبعية: أن تكون الصلة بين الحال و المحل صلة تبعية كالصلة بين الجسم ومكانه.

القائلون بالحلول

ذهب بعض النصارى إلى القول بحلول الله في المسيح (ع).

ذهب بعض الصوفية إلى القول بحلول الله في أبدان العارفين.

أدلة استحالة حلوله تعالى في الأشياء

1ـ الحلول ملازم للجسمانية، والله منزّه عن الجسمانية.

2ـ إذا جوّزنا الحلول على الله فإنّه تعالى:

أوّلاً: إمّا يكون حالاًّ في محل واحد، فيلزم كونه تعالى جزءاً لا يتجزّأ، وهو محال، لأنّ الجزء الذي لا يتجزّأ صغير جدّاً، والله منزّه عن الاتّصاف بهذه الصورة.

ثانياً: أن يكون حالاًّ في أكثر من محل واحد، فيلزم كونه تعالى مركّباً وقابلاً للقسمة، وهو محال.

10ـ الحوادث

من الصفات التنزيهية هي الحوادث، وهي ما يطرء على الذات من التغيّرات المختلفة، من قبيل: الحركة والسكون، النوم واليقظة، اللذّة والألم، النشاط والضعف، ونحوها من الأعراض التي تنقل الذّات من حالة إلى أخرى.

دليل بطلان كونه تعالى محلاًّ للحوادث

الحوادث تستلزم التغيّر والانفعال والتأثّر، لأنّ الذات التي تطرء عليها الحوادث تتغيّر وتنفعل وتنتقل من حالة إلى أخرى، وهذه من صفات الأشياء المادية والجسمانية، وبما أنّه تعالى منزّه عن الأمور المادية والجسمانية، فلهذا يستحيل عليه أن يكون محلاًّ للحوادث.

حديث شريف: قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): … إنّه ليس شيء إلاّ يبيد أو يتغيّر، أو يدخله التغيّر والزوال، أو ينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة، ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة، إلاّ ربّ العالمين فإنّه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة…[25].

11ـ الرؤية

من الصفات التنزيهية هي رؤية الله عز وجل، قال الشيخ المفيد (ره): لا يصح رؤية الباري سبحانه بالأبصار، وبذلك شهد العقل، ونطق القرآن، وتواتر الخبر عن أئمة الهدى من آل محمّد (ع)، وعليه جمهور أهل الإمامة وعامّة متكلّميهم … والمعتزلة بأسرها توافق أهل الإمامة في ذلك[26].

الاستنتاج

أن الصفات التنزيهية الإلهية تعكس كمال الله تعالى وتنزهه عن كل نقص أو احتياج، ثم تناول المقالة مفهوم الاتحاد ورفضه استنادا إلى الأدلة العقلية التي تؤكد على استحالة اتصاله بالأشياء أو احتياجه لها، كما تم تفنيد فكرة التركيب والجسمانية، مشيرا إلى أن الله ليس مركبا أو محدودا، وأنه منزّه عن الحركة والسكون، بالإضافة إلى ذلك تبرز المقالة استحالة الحلول والحوادث في الذات الإلهية، مما يعزز من فهمنا لصفات الله ككائن أزلي وغير مادي، وأخيرا، يُؤكد على عدم إمكانية رؤية الله بالأبصار، مما يساهم في تعزيز مفهوم وحدانيته وكماله.

الهوامش

[1] فاطر، 15.

[2] الصدوق، التوحيد، الباب 2، ح34، ص76.

[3] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب النهي عن الجسم والصورة، ح6، ص106.

[4] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب النهي عن الجسم والصورة، ح7، ص106.

[5] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب النهي عن الجسم والصورة، ح2، ص104.

[6] الصدوق، التوحيد، باب 6، ح20، ص101.

[7] الشريف الرضي، نهج البلاغة، خطبة 1، ص14.

[8] الذاريات، 22.

[9] الصدوق، علل الشرائع، ج2، باب 50، ح1، ص344.

[10] الصدوق، التوحيد، باب 36، ح1، ص242.

[11] الأنعام، 18.

[12] الأعراف، 127.

[13] فاطر، 10.

[14] الملك، 16.

[15] النحل، 50.

[16] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح37، ص79.

[17] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح1، ص35.

[18] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح34، ص77.

[19] الشريف الرضي، نهج البلاغة، خطبة 152، ص278.

[20] الصدوق، التوحيد، باب 36، ح3، ص246.

[21] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح1، ص41.

[22] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب صفات الذات، ح1، ص107.

[23] المجلسي، بحار الأنوار، ج3، كتاب التوحيد، باب 14، ح33، ص330.

[24] الكليني، الكافي، ج1، باب الحركة والانتقال، ح1، ص125.

[25] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب معاني الأسماء واشتقاقها، ح5، ص115.

[26] المفيد، أوائل المقالات، قول 25، ص57.

مصادر البحث

1ـ القرآن الكريم.

2ـ الشريف الرضي، محمّد، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، بيروت، الطبعة الأُولى، 1387 ه‍.

3ـ الصدوق، محمّد، التوحيد، تصحيح وتعليق السيّد هاشم الحسيني الطهراني، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، بلا تاريخ.

4ـ الصدوق، محمّد، علل الشرائع، النجف، منشورات المكتبة الحيدرية، طبعة 1385 ه‍.

5ـ الكليني، محمّد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.

6ـ المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسّسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 ه‍.

7ـ المفيد، محمّد، أوائل المقالات في المذاهب المختارات، بيروت، دار المفيد، الطبعة الثانية، 1414 ه‍.

مصدر المقالة (مع تصرف)

الحسون، علاء، التوحيد عند مذهب أهل البيت (ع)، قم، مركز بحوث الحج، الطبعة الأُولى، 1432ه‍.