السيد حيدر الحلي ينظم في المبعث النبوي

قم فهني الأرض فيها والسماءا

عطرت نفخة رياه الفضاءا

قبل ذا في الملأ الأعلى النداءا

ليس يخشى أبد الدهر انطفاءا

ختم الرحمن فيه الأنبياءا

اختاره الله انتجابا واصطفاءا

من بعلياه أتى الذكر ثناءا

للورى ظلماؤها كانت ضياءا

كشف الله عن الحق الغطاءا

راقت العالم زهوا واجتلاءا

راحت الأفراح رشفا وانتشاءا

عطف نشوان ويختال ازدهاءا

أحكم الله بها منها البناءا

ولتباه اليوم فيه العلماءا

ونبات علم الجود السماءا

كاد أن يقطر منه البشر ماءا

وجد الناس إلى الرشد اهتداءا

فئة الحق بلطف الله فاءا

ولدته لمزاياها وعاءا

وله الفخر ابتداءا وانتهاءا

وصلاحا وعفافا وإباءا

تتشكى من محليها الجفاءا

وهي كانت أوحش الأرض فناءا

وقل زادك الله بهاء وسناءا

أي بشرى كست الدنيا بهاءا

طبق الارجاء منها أرج

بعثة أعلن جبريل بها

قائلا قد بعث النور الذي

فهنيئا فتح الخير بمن

وأتى أكرم مبعوث قد

سيد الرسل جميعا أحمد

مبعث قد ولدته ليلة

بوركت من ليلة في صبحها

خلع الله عليها نضرة

كما مرت حلت في مرها

واستهل الدهر يثني مطربا

فلتهن الملة الغراء من

ولتباهل فيه أعداء الهدى

ذو محيا فيه تستسقى السما

رق بشرا وجهه حتى لقد

فعلى نور الهدى من وجهه

فهو ظل الله في الأرض على

فكفى هاشم فخرا أنها

فلها اليوم انتهى الفخر به

ساد أهل الدين علما وتقى

زان سامرا وكانت عاطلا

وغدت أفناؤها آنسة

حي فيها المرقد الأسنى