ثمان صفات من الصفات التنزيهية لله سبحانه وتعالى

تُعد الصفات التنزيهية الإلهية من أبرز القضايا التي تشغل الفكر الفلسفي والديني على حد سواء، حيث تسلط الضوء على كمال الله تعالى وتنزهه عن كل ما لا يليق بعظمته، في هذه المقالة سنستعرض ثمانية صفة من الصفات التنزيهية لله تعالى، التي تعكس عظمته وتفرده، ونستلهم من آيات القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (ع) التأكيد أن الله عز وجل لا يُقاس بالمخلوقات، وأنه خالق كل شيء، ولا يشبهه شيء، هذه الصفات تدل على كماله وقدمه وعلوه، وتؤكد على وحدانيته، مما يعزز إيمان المؤمنين بربهم.

1ـ الزمان

اختلفت الأقوال حول حقيقة الزمان، ومن هذه الأقوال أنّ الزمان عبارة عن:

1ـ الفلك الأعظم؛ لأنّه محيط بكلّ الأجسام.

2ـ مقدار حركة الفلك الأعظم (قول أرسطو).

3ـ مقدار حركة الطبيعة الفلكية.

من الصفات التنزيهية تنزيه الله تعالى عن إحاطة الزمان به.

1- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): الحمد لله الذي… لم يسبقه وقت، ولم يتقدّمه زمان[1].

2ـ سئل الإمام أمير المؤمنين (ع): يا أميرالمؤمنين متّى كان ربّنا؟ فقال (ع):.. إنّما يقال: متى كان لمن لم يكن فكان، هو كائن بلا كينونة كائن…[2].

3- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): إنّ الله تبارك وتعالى لا يُوصف بزمان… بل هو خالق الزمان[3].

4- سأل أحد الأشخاص الإمام محمّد بن علي الباقر (ع): أخبرني عن الله متى كان؟ فقال الإمام الباقر (ع) له: ويلك أخبرني أنت متى لم يكن حتّى أخبرك متى كان، سبحان من لم يزل ولم يزال…[4].

دليل تنزيه الله عن إحاطة الزمان به

يلزم إحاطة الزمان بالله تعالى: أن يتقدّم جزء من الزمان على الله، وأن يتأخّر جزء آخر منه عليه فيكون الجزء الأول ماضياً، ويكون الجزء الثاني مستقبلاً، وهذا ما لا شك في امتناعه عليه تعالى، لأنّ الله تعالى، لا يتقدّم عليه شيء، وهو عزّ وجلّ بكلّ شيء محيط.

2ـ الشبيه

من الصفات التنزيهية أنّ الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئاً من مخلوقاته، وهذا لا خلاف فيه، وقد قال الله تعالى واصفاً نفسه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[5].

3ـ الشريك

من الصفات التنزيهية استحالة وجود الشريك لله تعالى، والدليل عليه:

1ـ دليل الاشتراك والامتياز، لو فُرض إلاهان في الوجود، فإنّهما سيشتركان في مفهوم الإله، وسيمتاز كلّ واحد منهما بأمر مغاير لما فيه اشتراكهما، وحينئذ يكون كلّ واحد منهما مركباً مما به الاشتراك ومما به الامتياز، وكلّ مركّب ممكن، ولكن الله تعالى واجب الوجود، فيثبت بطلان وجود الشريك له تعالى.

2ـ دليل التمانع، وجود الشريك يستلزم اختلاف إرادتيهما في بعض الأحيان، وهذا ما يؤدّي إلى الفساد في نظام الوجود والإخلال بنظام الكون، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقول الله تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا[6].

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع):… إن قلت: إنّهما اثنان لم يخل من أن يكونا: متّفقين من كلّ جهة، أو مفترقين من كلّ جهة، فلمّا رأينا الخلق منتظماً، والفلك جارياً، والتدبير واحداً، والليل والنهار والشمس والقمر، دلّ صحة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أنّ المدبّر واحد[7].

بعبارة أخرى: لو كان في الوجود إلاهان، لكان كلّ واحد منهما قادراً لذاته، فإذا أراد أحدهما تحريك جسم، وأراد الآخر تسكينه في حالة واحدة، فلا يخلو الأمر من الأقسام التالية:

الأوّل: يقع مرادهما، وهو محال؛ لأنّه جمع بين النقيضين، ويكون الجسم في هذه الحالة متحرّكاً وساكناً في وقت واحد، وهو محال.

الثاني: لا يقع مرادهما، ويلزم منه عجزهما، والإله لا يكون عاجزاً.

الثالث: يقع مراد أحدهما، فيكون الإله هو القادر، وأمّا العاجز فليس أهلاً للألوهية.

سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): لم لا يجوز أن يكون صانع العالم أكثر من واحد؟ قال الصادق (ع): لا يخلو قولك: إنّهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويّاً والآخر ضعيفاً، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كلّ واحد منهما صاحبه ويتفرّد بالربوبية؟ وإن زعمت أنّ أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت أنّه واحد ـ كما نقول ـ للعجز الظاهر في الثاني[8].

3- جاء في وصية الإمام أمير المؤمنين (ع) لولده الإمام الحسن المجتبى (ع): لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله واحد كما وصف نفسه…[9].

4ـ الضد

من الصفات التنزيهية هي الضد، ومن معاني الضدّية بين الشيئين:

المعنى الأوّل: لا يجتمعان في محل وزمان واحد، مثال ذلك: الحرارة والبرودة، السواد والبياض.

المعنى الثاني: لكلّ واحد منهما أثر ينافي أثر الآخر، مثال ذلك: الماء والنار.

المعنى الثالث: لأحدهما قدرة تمنع الآخر، مثال ذلك: أن يتنازع شخصان في فعل واحد، وأحدهما أقوى من الآخر.

أدلة تنزيه الله عن وجود ضدّ له

بالنسبة إلى المعنى الأوّل: إنّ الله منزّه عن المكان والزمان، كما أنّ اجتماعه مع شيء آخر في مكان واحد يستلزم الحلول، والحلول محال بالنسبة إلى الله تعالى.

بالنسبة إلى معنى الثاني: كلّ ما سوى الله مخلوق، وليس له الاستقلالية في وجوده؛ لأنّ وجوده قائم بغيره، فلهذا يستحيل على أي مخلوق أن يترك أثراً منافياً عليه تعالى.

بالنسبة إلى المعنى الثالث: كلّ ما سوى الله ممكن الوجود، والممكن لا يستطيع أبداً مواجهة الواجب، ولهذا قال الله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ[10].

5ـ الكيفيات المحسوسة

من الصفات التنزيهية الكيفيات المحسوسة، وهي: من قبيل اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة و…

أدلة تنزيه الله عن الكيفيات المحسوسة

1ـ الكيفيات المحسوسة من خواص الجسم والله تعالى منزّه عن الجسمانية.

2- الكيفيات المحسوسة حادثة، لكن الباري غير حادث، فيمتنع أن يكون قابلاً للحوادث.

3ـ الكيفيات المحسوسة تستلزم الانفعال، والله منزّه من الانفعال.

أحاديث لأهل البيت (ع) حول تنزيه الله عن الكيفية

1ـ سئل رسول الله (ص) عن الله تعالى: كيف هو؟ قال (ص): وكيف أصف ربّي بالكيف، والكيف مخلوق الله، والله لا يوصف بخلقه[11].

2- قال رسول الله (ص) حول الله تعالى: لا كيف له ولا أين؛ لأنّه عزّ وجلّ كيّف الكيف، وأيّن الأين[12].

3- قال الإمام أمير المؤمنين (ع) حول الله تعالى:… المعروف بغير كيفية[13].

4- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع) حول الله تعالى:… ولا يوصف بكيف… فكيف أصفه بكيف، وهو الذي كيّف الكيف حتّى صار كيفاً…[14].

5- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): من نظر في الله كيف هو هلك[15].

6- قال الإمام علي بن موسى الرضا (ع): إذا سألوك عن الكيفية، فقل كما قال الله عزّ وجلّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[16].[17]

6ـ اللذة والألم

من الصفات التنزيهية هي اللذة والألم، وتعريف اللذة والألم عند المتكلّمين:

اللذة: حالة حاصلة من تغيّر المزاج إلى الاعتدال.

الألم: حالة حاصلة من تغيّر المزاج إلى الفساد.

تعريف اللذة والألم عند الفلاسفة: اللذة: إدراك الذات ما يلائمها، الألم: إدراك الذات ما ينافيها.

الألم في الذات الإلهية: اتّفق الجميع على انتفاء الألم عنه تعالى، ودليل ذلك: المتكلّمون: الألم من توابع المزاج، والمزاج يوجب التغيير والانفعال، والله تعالى منزّه عن هذه الأمور.

الفلاسفة: الألم إدراك الذات ما ينافيها، ولا مناف له تعالى؛ لأنّ ما عداه صادر عنه، فلا يكون منافياً له.

اللذة في الذات الإلهية

وقع الخلاف بين العلماء حول وجود اللذة في الذات الإلهية:

المتكلّمون: إنّ الله تعالى منزّه عن اللذة؛ لأنّ اللذة من توابع المزاج، وملازمة للانفعال، ولا تصح إلاّ في الأجسام، والله تعالى منزّه عن المزاج والانفعال والجسمانية.

الفلاسفة: اللذة عبارة عن إدراك الذات ما يلائمها، والله تعالى مدرك لذاته بذاته، وذاته في غاية الجمال والكمال والبهاء، فلهذا يكون لله تعالى أعظم البهجة والسرور واللذة بذاته.

تنبيه: منع العلماء توصيفه تعالى باللذة؛ لأنّ أوصاف الله توقيفية، ولا يجوز توصيفه تعالى إلاّ بما وصف به نفسه.

وقال مقداد السيوري (ره) في هذا الخصوص: والذي يقتضيه العقل هو عدم التهجّم على هذه الذات المقدّسة بما لا ضرورة إلى إثباته ولم يرد الإذن فيه.

7ـ المثيل

من الصفات التنزيهية هي المثيل، والمثل هو الشيء الذي يتوافق مع غيره في الماهية، مثال ذلك: زيد مثل عمر في الإنسانية.

أدلة استحالة مماثلته تعالى لغيره

1ـ المماثلة تكون في الماهية، والله تعالى ليس له ماهية، فلا مثل له.

2ـ إذا كان الشيئان متماثلين، فسيلزم من ذلك: اشتراكهما في لوازم الذات، ومن لوازم ذات الله تعالى القدم، ومن لوازم ذات غيره تعالى الحدوث.

فإذا قلنا بأنّ ذاته تعالى مماثلة لذات غيره، فمعنى ذلك: أن يكون الحدوث من لوازم ذات الله تعالى الذي هو قديم.

وأن يكون القدم من لوازم ذات غير الله الذي هو حادث، فيصبح الحادث قديماً، والقديم حادثاً، وهذا خلف، فيثبت استحالة مماثلته تعالى لغيره.

3ـ كلّ ذاتين اشتركا في أمر ذاتي: فلابد أن يتميّز أحدهما عن الآخر بأمر عرضي، فيكون ما به الامتياز جزء لكلّ واحد منهما، فلو شارك الله غيره في شيء من الأشياء، لكان مركباً، وبما أنّ الله منزّه عن التركيب، فلا يصح أن يكون له مماثل.

نفي المثيل عنه تعالى في القرآن الكريم

قال الله عزّ وجلّ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[18]، أي: ليس مثله شيء على وجه من الوجوه.

نفي المثيل عنه تعالى في الأحاديث الشريفة

1- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): … فلا شبه له من المخلوقين، وإنّما يُشبّه الشيء بعديله، فأمّا ما لا عديل له، فكيف يُشبّه بغير مثاله[19].

2ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع): كلّ ما في الخلق لا يوجد في خالقه[20].

3- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): كلّ شيء وقع عليه اسم شيء سواه تعالى فهو مخلوق[21].

4- قال الإمام محمّد الباقر (ع): ما وقع همّك عليه من شيء فهو خلافه، لا يشبهه شيء…[22].

8ـ المكان

من الصفات التنزيهية تنزيه الله عن وجوده في مكان، والدليل عليه هو:

1- يستلزم ذلك احتياج الله إلى المكان، ولكنّه تعالى هو الغني الذي لا يحتاج إلى شيء، سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): هل يجوز أن نقول: إنّ الله عزّ وجلّ في مكان؟ فقال الصادق (ع): سبحان الله وتعالى عن ذلك، إنّه لو كان في مكان لكان محدَثاً؛ لأنّ الكائن في مكان محتاج إلى المكان، والاحتياج من صفات المُحدَث لا من صفات القديم[23].

2ـ إنّ المكان الذي يكون الله فيه لا يخلو من أمرين:

الأوّل: قديم، فيستلزم ذلك تعدّد القدماء، وهذا باطل.

الثاني: حادث، والحادث محدود، ولكنّه تعالى غير محدود، والشيء المحدود لا يسعه إحاطة الشيء غير المحدود، فيثبت بطلان وجوده تعالى في مكان.

أحاديث لأهل البيت (ع) حول تنزيه الله تعالى عن الوجود في مكان

1- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): … إنّ اللّه جلّ وعزّ أيّن الأين فلا أين له، وجلّ عن أن يحويه مكان…[24].

2ـ قال الامام أمير المؤمنين (ع): كان الله ولا مكان[25].

3- قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): ولا يوصف عزّ وجلّ بكيف ولا أين…، كيف أصفه بأين وهو الذي أيّن الأين حتّى صار أيناً، فعرفت الأين بما أيّنه لنا من الأين…[26].

4- سُئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): أين كان ربّنا قبل أن يخلق سماءً أو أرضاً؟ فقال الصادق (ع): أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان[27].

معنى نسبة بعض الأماكن إلى الله تعالى

1- ورد في معنى قول النبي إبراهيم (ع): إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ[28]، ومعنى قول النبي موسى (ع): وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ[29]، وقول الله عزّ وجلّ: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ[30]، وغيرها من الآيات القرآنية التي تدل بظاهرها على وجود مكان لله تعالى[31].

قال الإمام علي زين العابدين (ع):.. إنّ الكعبة بيت الله فمن حجّ بيت الله فقد قصد إلى الله، والمساجد بيوت الله، فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله وقصد إليه، والمصلّي مادام في صلاته فهو واقف بين يدي الله جلّ جلاله…

وإنّ لله تبارك وتعالى بقاعاً في سماواته، فمن عُرج به إليها، فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عزّ وجلّ يقول: تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ[32]، ويقول عزّ وجل: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ[33].[34]

2ـ سئل الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): لأيّ علّة عرج الله بنبيه (ص) إلى السماء، ومنها إلى سِدرَة المنتهى، ومنها إلى حجب النور، وخاطبه وناجاه هناك، والله لا يوصف بمكان؟ فقال الكاظم (ع): إنّ الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان، ولا يجري عليه زمان، ولكنّه عزّ وجلّ أراد أن يشرّف به ملائكته وسكّان سماواته ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقول المشبّهون، سبحان الله وتعالى عما يشركون[35].

معنى وجود الله في كلّ مكان

1- قال رسول الله (ص): هو في كلّ مكان، وليس هو في شيء من المكان بمحدود…[36].

2- قال الإمام أمير المؤمنين (ع): … هو في كلّ مكان بغير مماسة ولا مجاورة، يحيط علماً بما فيها، ولا يخلو شيء منها من تدبيره[37].

3ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع): لم يحلُل في الأشياء فيقال هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيقال هو عنها بائن، ولم يخل منها فيقال أينَ، ولم يقرب منها بالالتزاق، ولم يبعد عنها بالافتراق، بل هو في الأشياء بلا كيفية[38].

4- سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادق (ع): فهو عزّ وجلّ في كلّ مكان؟ أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟! وإذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟!

فقال الصادق (ع): إنّما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان، واشتغل به مكان، وخلا منه مكان، فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه، فأمّا الله العظيم الشأن المَلِك الديّان فلا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان[39].

5ـ عن محمّد بن نعمان قال: سألت أبا عبد الله الصادق (ع) عن قول الله عزّ وجلّ: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ[40].

قال الصادق (ع): كذلك هو في كلّ مكان. قلت: بذاته.

قال (ع): ويحك! إنّ الأماكن أقدار، فإذا قلت: في مكان بذاته، لزمك أن تقول: في أقدار وغير ذلك، ولكن هو بائن من خلقه، محيط بما خلق علماً وقدرة وإحاطة وسلطاناً وملكاً… لا يبعد منه شيء، والأشياء له سواء علماً وقدرة وسلطاناً وملكاً وإحاطة[41].

الاستنتاج

أن الصفات التنزيهية الإلهية تمثل جوانب أساسية لفهم عظمة الله سبحانه وتعالى وتميزه عن خلقه، وتبرز هذه المقالة كيف أن الله لا يتقيد بالزمان أو المكان، ولا يشبه شيئا من مخلوقاته، كما أنه واحد بلا شريك أو ضد، وتتناول المقالة أيضا أهمية هذه الصفات في تعزيز إيمان المؤمنين، وتؤكد أن الله خالق كل شيء ومحيط بكل ما في الوجود، من خلال آيات القرآن الكريم وأحاديث أهل البيت (ع) يتضح أن فهم هذه الصفات يساعد في تحقيق تصورات صحيحة عن الله تعالى، مما ينمي العلاقة الروحية مع الخالق.

الهوامش

[1] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح1، ص33.

[2] الصدوق، التوحيد، باب 27، ح6، ص171.

[3] الصدوق، الأمالي، المجلس 47، ح430، ص353.

[4] الصدوق، التوحيد، باب 28، ح1، ص168.

[5] الشورى، 11.

[6] الانبياء، 23.

[7] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب حدوث العالم وإثبات المحدث، ح5، ص81.

[8] المجلسي، بحار الأنوار، ج3، كتاب التوحيد، باب 6، ح22، ص230.

[9] الشريف الرضي، نهج البلاغة، رسالة رقم 31، ص541.

[10] الأنعام، 18.

[11] الصدوق، التوحيد، باب 44، ح1، ص303.

[12] الصدوق، التوحيد، باب 44، ح2، ص304.

[13] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح34، ص76.

[14] الصدوق، التوحيد، باب 8 ، ح14، ص111.

[15] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب النهي عن الكلام في الكيفية، ح5، ص93.

[16] الشورى، 11.

[17] الصدوق، التوحيد، باب 4، ح14، ص92.

[18] الشورى، 11.

[19] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح13، ص52.

[20] الصدوق، التوحيد، ح1، ص41.

[21] الصدوق، التوحيد، ح16، ص58.

[22] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، باب إطلاق القول بأنّه شيء، ح1، ص82.

[23] الصدوق، التوحيد، باب 28، ح11، ص174.

[24] المجلسي، بحار الأنوار، ج57، باب 1، ح63، ص83.

[25] المفيد، الإرشاد، ج1، ص201.

[26] الصدوق، التوحيد، باب 8 ، ح14، ص111.

[27] الصدوق، التوحيد، باب 28، ح4، ص170.

[28] الصافات، 99.

[29] طه، 84.

[30] الذاريات، 51.

[31] من قبيل قول الله تعالى في قصّة النبي عيسى (ع): بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، النساء، 158.

[32] المعارج، 4.

[33] فاطر، 1.

[34] الصدوق، التوحيد، باب 28، ح8 ، ص172.

[35] الصدوق، التوحيد، باب 28، ح5، ص170.

[36] الصدوق، التوحيد، باب 44، ح1، ص303.

[37] المفيد، الإرشاد، ج1، ص201.

[38] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح34، ص77.

[39] الصدوق، التوحيد، باب 36، ح3، ص248.

[40] الأنعام، 3.

[41] الصدوق، التوحيد، باب 9، ح15، ص128.

مصادر البحث

1ـ القرآن الكريم.

2ـ الشريف الرضي، محمّد، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، بيروت، الطبعة الأُولى، 1387 ه‍.

3ـ الصدوق، محمّد، الأمالي، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة، الطبعة الأُولى، 1417 ه‍.

4ـ الصدوق، محمّد، التوحيد، تصحيح وتعليق السيّد هاشم الحسيني الطهراني، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، بلا تاريخ.

5ـ الكليني، محمّد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.

6ـ المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسّسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 ه‍.

7ـ المفيد، محمّد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأُولى، 1413 ه‍.

مصدر المقالة (مع تصرف)

الحسون، علاء، التوحيد عند مذهب أهل البيت (ع)، قم، مركز بحوث الحج، الطبعة الأُولى، 1432ه‍.