تعتبر الرؤية البصرية من المفاهيم الأساسية التي تتعلق بكيفية إدراك المرئيات من خلال حاسة البصر، ويشكّل موضوع رؤية الله تعالى عبر حاسة البصر مسألة خلافية عميقة بين المسلمين، حيث يختلف كل من الشيعة وأهل السنة في فهم هذه الرؤية، وفي هذا السياق، يتناول المبحث الأول تعريف الرؤية البصرية، بينما يتطرق المبحث الثاني إلى الآراء المتباينة حول رؤية الله، ويستعرض المبحث الثالث الأدلة العقلية والقرآنية التي تدعم موقف كل طرف، سنستعرض هذه الآراء والأدلة بدقة وموضوعية.

المبحث الأوّل: معنى الرؤية البصرية

الرؤية البصرية عبارة عن: انعكاس صورة المرئي على العين عن طريق وصول النور النابع أو المنعكس من الأشياء إلى العين، ثمّ انتقال هذا النور على شكل أمواج عصبية إلى الدماغ من أجل تحليله وتفسيره وتعقّل شكل وصورة المرئي.

تنبيه

ما يجدر الالتفات إليه عند دراسة الخلاف الواقع بين المسلمين حول رؤية الله تعالى هو أنّ الرؤية التي وقع الاختلاف حول إمكانها أو استحالتها هي الرؤية بمعنى إدراكه تعالى عن طريق حاسّة البصر، أمّا تفسير رؤية الله بالإدراك المعرفي أو الكشف الشهودي (الرؤية القلبية) أو العلم الحضوري فهو مما لم يقع الاختلاف حول إمكانه ولا خلاف في جوازه.

المبحث الثاني: عقيدة الشيعة وأهل السنّة حول رؤية الله

عقيدة الشيعة

قال الشيخ المفيد (ره): لا يصح رؤية الباري سبحانه بالأبصار، وبذلك شهد العقل ونطق القرآن وتواتر الخبر عن أئمة الهدى من آل محمّد (ع)، وعليه جمهور أهل الإمامة وعامّة متكلّميهم… والمعتزلة بأسرها توافق أهل الإمامة في ذلك[1].

عقيدة أهل السنّة

قال أبو الحسن الأشعري: وندين بأنّ الله يُرى في الآخرة بالأبصار كما يُرى القمر ليلة البدر[2].

وجاء في كتب الحديث لأهل السنة: ورد عن جرير بن عبد الله قال: كنّا عند النبي (ص)، فنظر إلى القمر ليلةً ـ يعني البدر ـ فقال: إنّكم سترون ربّكم كما ترون هذا القمر…[3].

قال النبي محمد (ص): إنّكم سترون ربّكم عياناً[4].

المبحث الثالث: أدلة نفي رؤية الله بالبصر

الأدلة العقلية على استحالة رؤية الله بالبصر

1ـ تستلزم رؤية الله تعالى عن طريق حاسّة البصر إثبات الجهة له تعالى، وبما أنّه تعالى منزّه عن الجهة، فلهذا تكون رؤيته أمراً محالاً.

بعبارة أخرى: تستلزم الرؤية البصرية أن يكون المرئي مقابلاً للرائي[5]، وكلّ مقابل فهو في جهة من الجهات، وبما أنّه تعالى منزّه عن الجهة، فلهذا تستحيل عليه الرؤية.

2ـ لا تتحقّق الرؤية البصرية إلاّ عن طريق وصول الأشعة من المرئي إلى العين، ويستلزم هذا الأمر أن يكون المرئي جسماً.

وبما أنّ الله تعالى منزّه عن الجسمانية، فلهذا تستحيل رؤيته عن طريق حاسّة البصر.

3ـ لا تتحقّق الرؤية البصرية إلاّ عن طريق انطباع صورة المرئي في العين، وبما أنّه تعالى منزّه عن الصورة، فلهذا تستحيل رؤيته عن طريق حاسّة البصر.

4ـ رؤية الله تعالى عن طريق حاسّة البصر لا تخلو من أمرين:

أوّلاً: أن تقع على كلّ الذات الإلهية.

فيستلزم أن تكون الذات الإلهية محدودة ومحصورة في ناحية من النواحي، ولكنّه تعالى منزّه عن المحدودية والحصر.

ثانياً: أن تقع على بعض الذات الإلهية.

فيستلزم أن تكون الذات الإلهية مركّبة وذات أجزاء، ولكنّه تعالى منزّه عن التركيب والأجزاء.

فلهذا نستنتج استحالة رؤية الله عن طريق حاسّة البصر.

النتيجة: القول برؤية الله عن طريق حاسّة البصر تستلزم نسبة الجهة والمحدودية والجمسانية والشكل والصورة إلى الله، وبما أنّه تعالى منزّه عن هذه الأمور، فلهذا نستنتج استحالة وقوع الرؤية البصرية عليه تعالى.

الأدلة القرآنية على نفي رؤية الله بالبصر

1ـ قوله تعالى: لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[6].

والإدراك المضاف إلى البصر يفيد الرؤية، وقد بيّنت هذه الآية بأنّه تعالى منزّه عن الرؤية البصرية[7].

2ـ قوله تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي…[8].

ولن تفيد النفي الأبدي، فيثبت من قوله تعالى لموسى (ع): لن تراني، أنّه تعالى لن يُرى بالبصر أبداً[9].

ولو كان الله ممكن الرؤية بحاسّة البصر لكان النبي موسى (ع) أولى الناس برؤيته.

أحاديث لأهل البيت حول نفي رؤية الله بالبصر

1ـ جاء شخص إلى الإمام أمير المؤمنين (ع) فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربّك حين عبدته؟

فقال (ع): ويلك ما كنت أعبد ربّاً لم أره.

قال: وكيف رأيته؟

قال (ع): ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان[10].

2ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع): انحسرت الأبصار عن أن تناله فيكون بالعيان موصوفاً[11].

3ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع) حول الله تعالى: … ولا بمحدث فيبصر….[12].

4ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع): الحمد لله الذي لا تدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر[13].

5ـ سُئل الإمام جعفر الصادق (ع) حول الله تبارك وتعالى هل يُرى في المعاد؟

فقال (ع): سبحان الله وتعالى عن ذلك علواً كبيراً إنّ الأبصار لا تُدْرِك إلاّ ما له لون وكيفية، والله خالق الألوان والكيفية[14].

6ـ سئل الإمام جعفر الصادق (ع): إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ وجلّ في منامه، فما يكون ذلك؟ فقال (ع): ذلك رجل لا دين له، إنّ الله تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة، ولا في المنام، ولا في الدنيا، ولا في الآخرة[15].

7- سئل الإمام علي الرضا (ع):… إنّا روينا أنّ الله قسّم الرؤية والكلام بين نبيين، فقسّم الكلام لموسى (ع) ولمحمّد (ص) الرؤية.

قال (ع): كيف يجيىء رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنّه جاء من عند الله، وأنّه يدعوهم إلى الله بأمر الله، فيقول: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، ولا يحيطون به علماً، وليس كمثله شيء، ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني؟![16].

8- سئل الإمام علي الرضا (ع): هل رأى رسول الله (ص) ربّه عزّ وجلّ؟

فقال (ع): نعم، بقلبه رآه، أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول: ما كذب الفؤاد ما رأى، أي: لم يره بالبصر، ولكن رآه بالفؤاد[17].

المبحث الرابع: مناقشة أدلة القائلين بامكان رؤية الله بالبصر

الدليل العقلي

ملاك الرؤية هو الوجود، وكلّ موجود يصح رؤيته، وبما أنّه تعالى موجود فيمكن رؤيته[18].

يرد عليه

ملاك الرؤية ليس الوجود بما هو وجود، بل هو الوجود المقيّد بقيود، منها كونه جسماً مادّياً واقعاً في إطار ظروف خاصّة، لتصح رؤيته.

ولهذا توجد أُمور من قبيل: العلم، الإرادة، العقل، النفس، اللذة، والألم موجودة، ولكنّها لا ترى بالعين[19].

مناقشة الأدلة القرآنية التي تمسّك بها القائلون بإمكان رؤية الله

الآية الأولى

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ‎*‏ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ *‏ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ *‏ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ[20].

الاستدلال

استعمال النظر مع حرف إلى يعني الرؤية.

واستعمل النظر في هذه الآية مع حرف إلى، فيكون معنى الآية بأنّ أصحاب الوجوه المبتهجة تنظر إلى ربّها يوم القيامة، وهذا ما يثبت إمكانية رؤية الله تعالى[21].

يرد عليه

1ـ النظر لا يفيد الرؤية دائماً، لأنّ حقيقة النظر في اللغة هو تقليب حدقة العين نحو الشيء طلباً لرؤيته، وقد يقلّب الإنسان نظره طلباً للعثور على شيء، ولكنّه لا يراه، ولذلك يقال: نظرت إلى الهلال فلم أره[22].

2ـ البراهين العقلية والقرآنية، على استحالة رؤية الله بالبصر تلزمنا اتّباع تفسير يجنّبنا الوقوع في محاذير القول برؤية الله بالبصر.

وقد فسّر لنا أهل البيت (ع) هذه الآية بتقدير مضاف محذوف.

فيكون الأصل: وجوه يومئذ ناضرة إلى ثواب ربّها ناظرة.

والنظر إلى الثواب ـ في الواقع ـ كناية عن توقّع مجيئه وانتظار قدومه من الله تعالى.

قال الإمام علي الرضا (ع) حول تفسير قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ‎*‏ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ: يعني مشرقة تنتظر ثواب ربّها[23].

دعم سياق الآية لهذا المعنى

توجد في هذه الآية أمور متقابلة:

التقابل الأوّل: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، ويقابلها: وجوه يومئذ باسرة.

أي: وجوه يومئذ مستبشرة ومبتهجة، ويقابلها وجوه يومئذ كالحة وعابسة.

التقابل الثاني: إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ، ويقابلها: تظن أن يفعل بها فاقرة.

وهنا يتمّ رفع الإبهام الموجود في الفقرة الأولى عن طريق التأمّل في الفقرة الثانية التي تقابلها.

لأنّ التقابل الموجود بين هاتين الآيتين يرشدنا إلى تفسير الفقرة الأولى بما يقابل الفقرة الثانية.

والمقصود من الفقرة الثانية: تظن أن يفعل بها فاقرة.

أي: إنّ الطائفة العاصية ذات الوجوه الكالحة والعابسة نتوقّع أن ينزل عليها عذاب يكسر فقارها ويقصم ظهرها.

ومن هنا يتبيّن مقصود الفقرة الأولى: إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ.

أي: إنّ الطائفة المطيعة ذات الوجوه المستبشرة والمبتهجة تتوقّع عكس ما تتوقّعه الطائفة العاصية، فهي تتوقّع ثواب الله ورحمته وكرمه وفضله تعالى.

فنستنتج بأنّ النظر في هذه الآية كناية عن التوقّع والانتظار.

النتيجة

محور البحث في هذه الآية هو: توقّع الرحمة وتوقّع العذاب.

والعباد المطيعون لله يتوقّعون الرحمة.

والعباد العاصون لله يتوقّعون العذاب.

وليست الآية بصدد الحديث عن رؤية الله البصرية أو القلبية.

ومن هنا نستنتج بأنّ مصطلح النظر استخدم في هذه الآية كناية عن التوقّع والانتظار.

تنبيه

قيل: بأنّ الانتظار يوجب الغم والتنغيص والتكدير، ولكن الآية جاءت لبيان النعم، فلهذا لا يصح تفسير النظر بمعنى الانتظار في هذه الآية[24].

يرد عليه

الانتظار الذي يورث الغم والتنغيص والتكدير هو انتظار النعم مع عدم الاطمئنان من الحصول عليها، وهذا ما يؤدّي إلى الإزعاج والتوتّر والقلق.

ولكن هذه الآية تشير إلى انتظار النعم بعد البشارة الإلهية بها واطمئنان الحصول عليها، وهذا لا يوجب الغم، بل يوجب الفرح والسرور ونضارة الوجه[25].

بعبارة أخرى

الانتظار يوجب الغم… في وعد من يجوز منه خلف الوعد.

أمّا إذا كان وعد من لا يخلف الوعد ـ مع علم الموعود بذلك ـ فإنّه لا يوجب الغم، بل هو سبب للفرح والسرور ونضارة الوجه.

الاستنتاج

هناك خلاف بين الشيعة وأهل السنة حول رؤية الله تعالى، حيث يرفض الشيعة إمكانية رؤية الله بالأبصار، معتبرين أن ذلك يتعارض مع تنزيه الله عن الجهة والمحدودية، وفي المقابل يؤمن أهل السنة بإمكانية رؤية الله في الآخرة، مستندين إلى أحاديث نبوية، وتطرح المقالة أدلة عقلية وقرآنية تدعم وجهة نظر الشيعة، كما تناقش تفسير الآيات المرتبطة برؤية الله، وتؤكد على استحالة رؤية الله بالبصر وتنزه الله عن هذه الخصائص.

الهوامش

[1] المفيد، أوائل المقالات، قول 25، القول في نفي الرؤية على الله تعالى بالأبصار، ص57.

[2] الأشعري، الإبانة عن أصول الديانة، ص17.

[3] البخاري، صحيح البخاري، ج1، كتاب 9، باب 17، ح554، ص138.

[4] البخاري، صحيح البخاري، ج4، كتاب 98، باب 24، ح7435، ص453.

[5] أو في حكم المقابل للرائي، كرؤية الإنسان المرئيات التي حوله عن طريق المرآة.

[6] الأنعام، 103.

[7] انظر: الطوسي، التبيان، ج4، ص223.

[8] الأعراف، 143.

[9] انظر: الطوسي، التبيان، ج4، ص536.

[10] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، ح6، ص98.

[11] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح13، ص51.

[12] الصدوق، التوحيد، باب 2، ح34، ص76.

[13] الشريف الرضي، نهج البلاغة، خطبة 185، ص360.

[14] الصدوق، الأمالي، مجلس 64، ح674، ص495.

[15] الصدوق، الأمالي، مجلس 89، ح974، ص708.

[16] الكليني، الكافي، ج1، كتاب التوحيد، ح2، ص96.

[17] الصدوق، التوحيد، باب 8، ح17، ص112.

[18] الأشعري، الإبانة عن أصول الديانة، ص26.

[19] انظر: الحلّي، المسلك في أصول الدين، نظر 1، مطلب 3، ص69.

[20] القيامة، 22 ـ 25.

[21] انظر: الأشعري، الإبانة عن أصول الديانة، ص22.

[22] انظر: السيد المرتضى، الأمالي، ج1، مجلس 3، ص36.

[23] الصدوق، التوحيد، باب 8 ، ح19، ص113.

[24] انظر: الأشعري، الإبانة عن أصول الديانة، ص21.

[25] انظر: الحلّي، كشف المراد، مقصد 3، فصل 2، مسألة 20، ص412.

مصادر البحث

1ـ القرآن الكريم

2ـ الأشعري، علي، الإبانة عن أُصول الديانة، تحقيق بشير محمّد عيون، دمشق، مكتبة المؤيّد، الطبعة الثالثة، 1411 ه‍.

3ـ البخاري، محمّد، صحيح البخاري، دار الفكر، طبعة 1401ه‍.

4ـ الحلّي، جعفر، المسلك في أُصول الدين، تحقيق رضا الأُستاذي، مشهد، مجمع البحوث الإسلامية، الطبعة الأُولى، 1414ه‍.

5ـ الحلّي، محمّد، كشف المراد، شرح العلّامة الحلّي، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الرابعة، 1413 ه‍.

6ـ السيّد المرتضى، علي، الأمالي، القاهرة، دار الفكر العربي، الطبعة الأولى، 1998م.د

7ـ الشريف الرضي، محمّد، نهج البلاغة، تحقيق صبحي صالح، بيروت، الطبعة الأُولى، 1387 ه‍.

8ـ الصدوق، محمّد، الأمالي، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة، الطبعة الأُولى، 1417 ه‍.

9ـ الصدوق، محمّد، التوحيد، تصحيح وتعليق السيّد هاشم الحسيني الطهراني، قم، مؤسّسة النشر الاسلامي، بلا تاريخ.

10ـ الطوسي، محمّد، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق أحمد حبيب قصير العاملي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأُولى، 1409 ه‍.

11ـ الكليني، محمّد، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.

12ـ المفيد، محمّد، أوائل المقالات في المذاهب المختارات، بيروت، دار المفيد، الطبعة الثانية، 1414 ه‍.

مصدر المقالة (مع تصرف)

الحسون، علاء، التوحيد عند مذهب أهل البيت (ع)، قم، مركز بحوث الحج، الطبعة الأُولى، 1432ه‍