الحديث عن مدّة عمر الإمام الحسن العسكري (ع)، وعن تاريخ استشهاده وكيفيتها، ومن صلى على جنازته المطهّرة، وأين مكان مدفنه الشريف، وما جرى على مرقده المطهّر صلوات الله عليه بمرور الأزمان، فهنا خمسة موضوعات نتطرق إليها، الواحدة تلو الأخرى:
الموضوع الأول: مدّة عمره وتاريخ استشهاده (ع)
1ـ الكليني: وقبض (ع) يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين، وهو ابن ثمان وعشرين سنة[1].
2ـ الخصيبي: عن أبي الفضل محمّد بن علي بن عبد الله الحسيني المعروف بباعر، قال:… توفّي أبو محمّد الحسن (ع) بيوم الجمعة، لثمان ليال خلت من ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين…[2].
3- الخصيبي: مضى أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، وله سبع وعشرون سنة، يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين من الهجرة[3].
4- المسعودي: في سنة ستّين ومائتين قبض أبو محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في خلافة المعتمد، وهو ابن تسع وعشرين سنة[4].
5- الصدوق:… سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمّد العسكري (ع)…، فقد حضرنا… مجلس أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان…، قال: توفّي أبو محمّد الحسن العسكري (ع) لأيّام مضت من شهر ربيع الأوّل من سنة ستّين ومائتين، فصارت سرّ من رأى ضجّة واحدة – مات ابن الرضا -…[5].
6- الصدوق: ووجدت مثبتاً في بعض الكتب المصنّفة في التواريخ، ولم أسمعه إلاّ عن محمّد بن الحسين بن عبّاد أنّه قال: مات أبو محمّد الحسن بن علي (ع) يوم جمعة مع صلاة الغداة، وكان في تلك الليلة قد كتب بيده كتباً كثيرة إلى المدينة، وذلك في شهر ربيع الأوّل لثمان خلون منه سنة ستّين ومائتين من الهجرة، ولم يحضر في ذلك الوقت إلاّ صقيل الجارية وعقيد الخادم ومن علم الله عزّوجلّ غيرهما.
قال عقيد: فدعا بماء قد أغلي بالمصطكي، فجئنا به إليه.
فقال: أبدء بالصلاة هيّئوني، فجئنا به وبسطنا في حجره المنديل، فأخذ من صقيل الماء فغسل به وجهه وذراعيه مرّة مرّة، ومسح على رأسه وقدميه مسحاً، وصلّى صلاة الصبح على فراشه.
وأخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه، ويده ترتعد، فأخذت صقيل القدح من يده.
ومضى من ساعته صلوات الله عليه، ودفن في داره بسرّ من رأى إلى جانب أبيه صلوات الله عليهما، فصار إلى كرامة الله جلّ جلاله.
وقد كمل عمره تسعاً وعشرين سنة.
قال: وقال لي عبّاد في هذا الحديث: قدمت أُمّ أبي محمّد (ع) من المدينة واسمها حديث حين اتّصل بها الخبر إلى سرّ من رأى، فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع أخيه جعفر، ومطالبته إيّاها بميراثه، وسعايته بها إلى السلطان، وكشفه ما امر الله عزّ وجلّ بستره.
فادّعت عند ذلك صقيل أنّها حامل، فحملت إلى دار المعتمد، فجعل نساء المعتمد وخدمه ونساء الموفّق وخدمه ونساء القاضي ابن أبي الشوارب يتعاهدن أمرها في كلّ وقت.
ويراعون إلى أن دهمهم أمر الصغار وموت عبيد الله بن يحيى بن خاقان بغتة، وخروجهم من سرّ من رأى، وأمر صاحب الزنج بالبصرة وغير ذلك، فشغلهم ذلك عنها.
7- الصدوق:… محمّد بن الحسين بن عبّاد، أنّه قال: مات أبو محمّد الحسن بن علي (ع)…، وقد كمل عمره تسعاً وعشرين سنة…[6].
8- الصدوق:… عن أبي غانم، قال: سمعت أبا محمّد الحسن ابن علي (ع) يقول: في سنة مائتين وستّين تفترق شيعتي، ففيها قبض أبو محمّد (ع)…[7].
9- الشيخ المفيد: وفي اليوم الرابع منه [أي ربيع الأوّل]، سنة ستّين ومائتين كانت وفاة سيّدنا أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا (ع)، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة[8].
10- الطوسي:… عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العبّاس، قال: حضرت دار أبي محمّد الحسن بن علي (ع) بسرّ من رأى يوم توفّي… سنة ستّين ومائتين…[9].
11- الطوسي: وفي أوّل منه [أي شهر ربيع الأوّل] كانت وفاة أبي محمّد الحسن بن علي العسكري (ع)[10].
12- أبو جعفر الطبري: ومات (ع) يوم الجمعة، لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين من الهجرة بسرّ من رأى[11].
13ـ الفتّال النيسابوري: وقبض (ع) يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة.
وكانت مدّة خلافته ستّ سنين[12].
14- أبو علي الطبرسي: وكان مرضه (ع) الذي توفّي فيه في أوّل شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين.
وتوفّى (ع) يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر[13].
15- السيّد محسن الأمين: وتوفّي (ع) بسرّ من رأى، يوم الجمعة، مع صلاة الغداة.
وقيل: يوم الأربعاء، وقيل: يوم الأحد، في 8 ربيع الأوّل.
وقيل: أوّل يوم منه، سنة 260، مرض في أوّله، وبقي مريضاً ثمانية أيّام، وتوفّي
وعمره 29، أو 28 سنة[14].
16- سبط ابن الجوزي: وتوفّي (ع) بها [أي سرّ من رأى] سنة ستّين ومائتين في خلافة المعتمد على الله.
وكان سنّه تسعاً وعشرين سنة[15].
17- الكنجي الشافعي: وقبض (ع) يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين، وله يومئذ ثمان وعشرون سنة[16].
18- الذهبي: توفّي (ع) إلى رضوان الله بسامرّاء في ثامن ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين، وله تسع وعشرون سنة[17].
19- القندوزي الحنفي: وتوفّي (ع) سنة ستّين ومائتين.
ودفن عند أبيه، وعمره ثمان وعشرون سنة[18].
20- القندوزي الحنفي: ووفاته (ع) يوم الجمعة، السادس من ربيع الأوّل، سنة ستّين ومائتين[19].
الموضوع الثاني: كيفيّة شهادة الإمام الحسن العسكري (ع)
1ـ الصدوق:… سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمّد العسكري (ع)… فقد حضرنا… مجلس أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان…، وأمرهم [الخليفة] بلزوم دار الحسن بن علي (ع)، وتعرّف خبره وحاله، وبعث إلى نفر من المتطبّبين فأمرهم بالاختلاف إليه، وتعاهده صباحاً ومساءً، فلمّا كان بعد ذلك بيومين جاءه من أخبره أنّه قد ضعف، فركب حتّى بكّر إليه.
ثمّ أمر المتطبّبين بلزومه، وبعث إلى قاضي القضاة، فأحضره مجلسه، وأمره أن يختار من أصحابه عشرة ممّن يوثق به في دينه وأمانته وورعه.
فأحضرهم، فبعث بهم إلى دار الحسن (ع)، وأمرهم بلزوم داره ليلاً ونهاراً، فلم يزالوا هناك حتّى توفّي (ع) لأيّام مضت من شهر ربيع الأوّل من سنة ستّين و مائتين، فصارت سرّ من رأى ضجّة واحدة – مات ابن الرضا -…، فكانت سرّ من رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة.
فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكّل…، فكشف عن وجهه، فعرضه على بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء والمعدّلين، وقال: هذا الحسن بن علي بن محمّد، ابن الرضا، مات حتف أنفه على فراشه، حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن المتطبّبين فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان، ثمّ غطّى وجهه…[20].
2- أبو جعفر الطبري: ومات (ع) مسموماً يوم الجمعة[21].
3- أبو جعفر الطبري:… وبعد خمس سنين من ملكه [أي المعتمد] استشهد [أبو محمّد الحسن بن علي (ع)] وليّ الله…[22].
4- الفتّال النيسابوري: مرض (ع) في أوّل شهر ربيع الأوّل سنة ستّين ومائتين، وتوفّي يوم الجمعة[23].
5ـ السيّد ابن طاووس (ره): في الصلاة على النبيّ والأئمّة (ع) في كلّ يوم من شهر رمضان… اللهمّ صلّ على الحسن بن علي (ع)… وضاعف العذاب على من شرك في دمه، وهو المعتمد…[24].
6- الطريحي: روي عن الصادق (ع) أنّه قال: [عن لوح فاطمة الزهراء (س)]…، الحسن العسكري (ع) يقتل بالسمّ[25].
7- الطريحي: وسمّ المعتمد الحسن بن علي العسكري (ع)[26].
8- القندوزي الحنفي: ويقال: إنّه مات (ع) بالسمّ أيضاً[27].
الموضوع الثالث: الصلاة على جنازته المطهّرة (ع)
1- الخصيبي: قال: حدّثني أحمد بن مطهّر صاحب عبد الصمد بن موسى أنّه كان بائتاً عند عبد الصمد في الليلة التي توفّي بها أبو محمّد (ع)، فإنّه دخل أحمد بن مطهّر على عبد الصمد بن موسى، فأخبره بوفاة أبي محمّد (ع).
فركب عبد الصمد إلى الوزير وأخبره بذلك، فركب الوزير وعبد الصمد بن موسى بن بغا إلى المعتمد، وأخبراه بوفاة أبي محمّد (ع).
فأمر المعتمد أخاه بالركوب والوزير وعبد الصمد إلى دار أبي محمّد (ع) حتّى ينظروا إليه، ويكشفوا عن وجهه، ويغسّلوه، ويكفّنوه، ويصلّوا عليه، ويدفنوه مع أبيه (ع)، وينظروا من خلّف، ويرجعوا إليه بالخبر.
وتقدّم إلى سائر الخاصّة والعامّة والدون أن يحضروا الصلاة عليه.
ففعل أبو عيسى والوزير وعبد الصمد جمع ما أمروا به، ونظروا إلى من في الدار وانصرفوا إلى المعتمد.
فقال المعتمد لأخيه أبي عيسى: أبشر، إنّك ستلي الخلافة، لأنّ أخانا المعتزّ لمّا توفّي أبو الحسن علي بن محمّد، فخرجت وصلّيت وصلّى بصلاتنا في الدار، لأنّه كان التكبير يصل، فلمّا دفنّا أبا الحسن (ع) ورجعت، قال: أبشر يا أحمد ! فإنّك صلّيت على أبي الحسن وأنت تجازى بالخلافة بصلاتك عليه، وأنت يا أبا عيسى ! قد صلّيت على أبي الحسن وأرجوا أن تجازى بالخلافة مثلي[28].
2- الصدوق: وحدّث أبو الأديان، قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمّد (ع)…، فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفّناً.
فتقدّم جعفر بن علي ليصلّي على أخيه، فلمّا همّ بالتكبير خرج صبيّ…، وقال: تأخّر يا عمّ ! فأنا أحقّ بالصلاة على أبي، فتأخّر جعفر، وقد اربدّ وجهه واصفرّ. فتقدّم الصبي وصلّى عليه…[29].
3- الصدوق:… سعد بن عبد الله، قال:… توفّي (ع) لأيّام مضت من شهر ربيع الأوّل من سنة ستّين و مائتين.
فصارت سرّ من رأى ضجّة واحدة – مات ابن الرضا -…، فكانت سرّمن رأى يومئذ شبيهاً بالقيامة.
فلمّا فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكّل، فأمره… فكشف عن وجهه، فعرضه على بني هاشم من العلويّة والعبّاسيّة والقوّاد والكتّاب والقضاة والفقهاء والمعدّلين، وقال: هذا الحسن بن علي بن محمّد، ابن الرضا، مات حتف أنفه على فراشه، حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته فلان وفلان، ومن المتطبّبين فلان وفلان، ومن القضاة فلان وفلان.
ثمّ غطّى وجهه، وقام فصلّى عليه، وكبّر عليه خمساً، وأمر بحمله، فحمل من وسط داره…[30].
4- الطوسي، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن عبد ربّه الأنصاري الهمداني، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العبّاس، قال: حضرت دار أبي محمّد الحسن بن علي (ع) بسرّ من رأى يوم توفّي، وأخرجت جنازته، ووضعت ونحن تسعة وثلاثون رجلاً قعود ننتظر حتّى خرج إلينا غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنّع به.
فلمّا أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدّم وقام الناس فاصطفّوا خلفه، فصلّى عليه، ومشى فدخل بيتاً غير الذي خرج منه.
قال أبو عبد الله الهمداني: فلقيت بالمراغة رجلاً من أهل تبريز يعرف بإبراهيم بن محمّد التبريزي، فحدّثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم منه شيء.
قال: فسألت الهمداني، فقلت: غلام عشاري القدّ أو عشاري السنّ ؟
لأنّه روي: أنّ الولادة كانت سنة ستّ وخمسين ومائتين.
وكانت غيبة أبي محمّد (ع) سنة ستّين ومائتين بعد الولادة بأربع سنين.
فقال: لا أدري هكذا سمعت، فقال لي شيخ معه حسن الفهم من أهل بلده له رواية وعلم: عشاري القدّ[31].
الموضوع الرابع: مدفنه (ع)
1- الكليني: ودفن (ع) في داره، في البيت الذي دفن فيه أبوه (ع) بسرّ من رأى[32].
2- الخصيبي:… دخل أحمد بن مطهّر على عبد الصمد بن موسى، فأخبره بوفاة أبي محمّد (ع)…، ويدفنوه مع أبيه (ع)…[33].
3- الصدوق:… سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمّد العسكري (ع) ودفنه ممّن لا يوقف على إحصاء عددهم…، فلمّا فرغوا من تهيئته، بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكّل… وأمر بحمله، فحمل من وسط داره، ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه (ع)[34].
4- الصدوق:… عن محمّد بن الحسين بن عبّاد أنّه قال:… مات أبو محمّد الحسن بن علي (ع) يوم جمعة…
ودفن في داره بسرّ من رأى، إلى جانب أبيه، صلوات الله عليهما…[35].
5- الصدوق: وحدّث أبو الأديان، قال: كنت أخدم الحسن بن علي بن محمّد (ع)…، فلمّا صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه مكفّناً…، ودفن إلى جانب قبر أبيه (ع)…[36].
6- الطوسي:… عن أبي هاشم الجعفري، قال: قال لي أبو محمّد الحسن بن علي (ع): قبري بسرّ من رأى أمان لأهل الجانبين[37].
7- الطوسي: وقبره (ع) إلى جانب قبر أبيه (ع).
في البيت الذي دفن فيه أبوه، بدارهما بسرّ من رأى[38].
8- الطوسي:… عن أبي نصر هبة الله [بن محمّد] بن أحمد الكاتب ابن بنت أبي جعفر العمري…، أنّه لمّا مات الحسن بن علي (ع) حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه وأرضاه، وتولّى جميع أمره في تكفينه، وتحنيطه، وتقبيره مأموراً بذلك…[39].
9- أبو علي الطبرسي: وبعد مضيّ خمس سنين من ملكه [أي المعتمد] قبض الله وليّه أبا محمّد (ع).
ودفن في داره، بسرّ من رأى، في البيت الذي دفن فيه أبوه (ع)[40].
10- السيّد نور الله التستري: ودفن (ع) في قبر أبيه (ع)[41].
11- السيّد نور الله التستري: أمّا الحسن [العسكري (ع)] فإنّه مات بسامرّاء أيضاً، ودفنا [أي مع أبيه (ع)] بسامرّاء، وقبراهما، ومشهد المنتظر بسامرّاء معروفة تزار[42].
12- الكنجي الشافعي: ودفن (ع) في داره بسرّ من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه[43].
13- القندوزي الحنفي: ودفن (ع) عند أبيه (ع)[44].
الموضوع الخامس: ما جرى على مرقده (ع)
1- العلاّمة المجلسي: ضريح العسكريّين (ع) منحرفة عن يسار نصف النهار قريباً من عشرين درجة[45].
2- العلاّمة المجلسي: أقول: قد وقعت داهية عظمى، وفتنة كبرى، في سنة ستّ ومائة بعد الألف من الهجرة في الروضة المنوّرة بسرّ من رأى، وذلك أنّ لغلبة الأروام، وأجلاف العرب على سرّ من رأى، وقلّة اعتنائهم بإكرام الروضة المقدّسة، وجلاء السادات، والأشراف لظلم الأروام عليهم منها.
وضعوا ليلة من الليالي سراجاً داخل الروضة المطهّرة في غير المحلّ المناسب له، فوقعت من الفتيلة نار على بعض الفروش أو الأخشاب، ولم يكن أحد في حوالي الروضة في طفيها، فاحترقت الفروش، والصناديق المقدّسة، والأخشاب والأبواب، وصار ذلك فنتة لضعفاء العقول من الشيعة والنصّاب من المخالفين جهلاً منهم بأنّ أمثال ذلك لا يضرّ بحال هؤلاء الأجلّة الكرام، ولا يقدح في رفعة شأنهم عند الملك العلاّم، وإنّما ذلك غضب على الناس، ولا يلزم ظهور المعجز في كلّ وقت، وإنّما هو تابع للمصالح الكلّية، والأسرار في ذلك خفيّة، وفيه شدّة تكليف، وافتتان وامتحان للمكلّفين….
ثمّ إنّ هذا الخبر الموحش لمّا وصل إلى سلطان المؤمنين، ومروّج مذهب آبائه الأئمّة الطاهرين، وناصر الدين المبين، نجل المصطفين، السلطان حسين برّأه الله من كلّ شين ومين، عدّ ترميم تلك الروضة البهيّة، وتشييدها فرض العين فأمر بإتمام صناديق أربعة في غاية الترصيص والتزيين، وضريح مشبَّك، كالسماء ذات الحبك، زينة للناظرين، ورجوماً للشياطين، وفّقه الله تعالى لتأسيس جميع مشاهد آبائه الطاهرين، وترويج آثارهم في جميع العالمين[46].
والكلام طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
3- السيّد محسن الأمين: في أواخر سنة 1355 ه، سطا جماعة ليلا على المشهد المقدّس، مشهد العسكريّين (ع) فاقتلعوا عدّة ألواح من الذهب المذهبّة به القبّة الشريفة.
وفي شهر صفر سنة 1356 ه، سطا جماعة ليلا على المشهد، فكسروا القفل الموضوع على باب المشهد، وأخذوا شمعدانين من الفضّة الخالصة، وزنهما ثمانون كيلو غنيمة باردة[47].
الاستنتاج
أن الإمام العسكري (ع) استشهد في الثامن من ربيع الأوّل، عام ستّين ومائتين، وهو ابن ثمان وعشرين سنة، وأنه (ع) مات مسموماً، سمّه المعتمد العباسي، وصلى على جنازته نجله الإمام المهدي (ع) وكان صبيا، ودفن (ع) في داره بجنب أبيه (ع) بسامراء، وقد سطا جماعة على مرقده في سنة 1355 ه، فاقتلعوا عدّة ألواح من الذهب المذهبّة به القبّة الشريفة، وفي سنة 1356 ه، سطا جماعة على المشهد، وأخذوا شمعدانين من الفضّة الخالصة، وزنهما ثمانون كيلو.
الهوامش
[1] الكليني، الكافي، ج1، ص503.
[2] الخصيبي، الهداية الكبرى، ص331.
[3] الخصيبي، الهداية الكبرى، ص327.
[4] المسعودي، مروج الذهب، ج4، ص199.
[5] الصدوق، كمال الدين، ص40.
[6] الصدوق، كمال الدين، ص473.
[7] الصدوق، كمال الدين، ص408، ح6.
[8] المفيد، الإرشاد، ص345.
[9] الطوسي، الغيبة، ص258، ح226.
[10] الطوسي، مصباح المتهجّد، ص791.
[11] الطبري، دلائل الإمامة، ص424.
[12] فتّال النيشابوري، روضة الواعظين، ص276.
[13] الطبرسي، إعلام الورى، ج2، ص151.
[14] الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص40.
[15] ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص324.
[16] الكنجي الشافعي، كفاية الطالب، ص458.
[17] الذهبي، تاريخ الإسلام، ج19، ص113.
[18] القندوزي، ينابيع المودّة، ج3، ص131.
[19] القندوزي، ينابيع المودّة، ج3، ص171.
[20] الصدوق، كمال الدين، ص40.
[21] الطبري، دلائل الإمامة، ص424.
[22] الطبري، دلائل الإمامة، ص423.
[23] فتّال النيشابوري، روضة الواعظين، ص276.
[24] ابن طاووس، إقبال الأعمال، ص372.
[25] الطريحي، المنتخب، ص390.
[26] الطريحي، المنتخب، ص3.
[27] القندوزي، ينابيع المودّة، ج3، ص131.
[28] الخصيبي، الهداية الكبرى، ص384.
[29] الصدوق، كمال الدين، ص475.
[30] الصدوق، كمال الدين، ص40.
[31] الطوسي، الغيبة، ص258، ح226.
[32] الكليني، الكافي، ج1، ص503.
[33] الخصيبي، الهداية الكبرى، ص384.
[34] الصدوق، كمال الدين، ص40.
[35] الصدوق، كمال الدين، ص473.
[36] الصدوق، كمال الدين، ص475.
[37] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6، ص93، ح176.
[38] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج6، ص99.
[39] الطوسي، الغيبة، ص356، ح318.
[40] الطبرسي، إعلام الورى، ج2، ص131.
[41] التستري، إحقاق الحق، ج12، ص460.
[42] التستري، إحقاق الحق، ج12، ص460.
[43] الكنجي الشافعي، كفاية الطالب، ص458.
[44] القندوزي، ينابيع المودّة، ج3، ص131.
[45] المجلسي، بحار الأنوار، ج97، ص433.
[46] المجلسي، بحار الأنوار، ج50، ص337.
[47] الأمين، أعيان الشيعة، ج2، ص44.
مصادر البحث
1ـ ابن الجوزي، يوسف، تذكرة الخواص، قم، انتشارات الشريف الرضي، الطبعة الأُولى، 1418 ه.
2ـ ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، تحقيق جواد القيّومي، نشر مكتب الإعلام الإسلامي، الطبعة الأُولى، 1414 ه.
3ـ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، بلا تاريخ.
4ـ التستري، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، نور الله، طهران، المطبعة الإسلامية، طبعة 1393 ه.
5ـ الخصيبي، حسين، الهداية الكبرى، بيروت، مؤسّسة البلاغ، الطبعة الأُولى، 1419 ه.
6ـ الذهبي، محمّد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، 1409 ه.
7ـ الصدوق، محمّد، كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1416ه.
8ـ الطبرسي، الفضل، إعلام الورى بأعلام الهدى، قم، تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأولى، 1417 ه.
9ـ الطبري، دلائل الإمامة، محمّد، قم، مؤسّسة البعثة، الطبعة الأُولى، 1413 ه.
10ـ الطريحي، فخر الدين، المنتخب للطريحي في جمع المراثي والخطب، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، الطبعة الأُولى، 1424 ه.
11ـ الطوسي، محمّد، الغيبة، قم، مؤسّسة المعارف الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1425 ه.
12ـ الطوسي، محمّد، تهذيب الأحكام، تحقيق وتعليق السيّد حسن الخرسان، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الرابعة، 1365 ش.
13ـ الطوسي، محمّد، مصباح المتهجّد، بيروت، مؤسّسة فقه الشيعة، الطبعة الأُولى، 1411 ه.
14ـ فتّال النيشابوري، محمّد، روضة الواعظين وبصيرة المتعلّمين، قم، انتشارات الشريف الرضي، الطبعة الثانية، 1375 ش.
15ـ القندوزي، سليمان، ينابيع المودّة لذوي القربي، قم، دار الأُسوة، الطبعة الثانية، 1422 ه.
16ـ الكليني، الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1388 ش.
17ـ الكنجي الشافعي، محمّد، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب (ع)، تحقيق محمّد هادي الأميني، طهران، دار إحياء تراث أهل البيت (ع)، الطبعة الثالثة، 1404 ه.
18ـ المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسّسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 ه.
19ـ المسعودي، علي، مروج الذهب ومعدن الجوهر، قم، دار الهجرة، الطبعة الثانية، 1404 ه.
20ـ المفيد، محمّد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأُولى، 1413 ه.
مصدر المقالة (مع تصرّف بسيط)
مؤسسة ولي العصر، موسوعة الإمام العسكري (ع)، قم، مؤسسة ولي العصر للدراسات الإسلامية، الطبعة الأُولى، 1426 ه.