- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ الوحيد البهبهاني ، أحد مراجع كربلاء ، مؤلّف كتاب «مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع» .
اسمه ونسبه(1)
الشيخ محمّد باقر ابن الشيخ محمّد أكمل بن محمّد صالح الإصفهاني المعروف بالوحيد البهبهاني، وينتهي نسبه إلى الشيخ المفيد(قدس سره).
والده
الشيخ محمّد أكمل، قال عنه نجله الشيخ الوحيد البهبهاني في إجازته للسيّد بحر العلوم: «العالم الفاضل الكامل الماهر المحقّق الباذل، بل الأعلم الأفضل الأكمل، أُستاد الأساتيذ والفضلية، وشيخ مشايخ الفقهاء الآقا محمّد أكمل»(2).
ولادته
ولد عام 1117ﻫ في إصفهان بإيران.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1135ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، ثمّ سافر إلى بهبهان ـ من نواحي محافظة خوزستان ـ وسكن فيها حوالي ثلاثين عاماً.
ثمّ انتقل إلى كربلاء واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.
من أساتذته
1ـ والده الشيخ محمّد أكمل، 2ـ والد زوجته السيّد محمّد الطباطبائي البروجردي (جدّ السيّد بحر العلوم)، 3ـ السيّد صدر الدين الرضوي القمّي، 4ـ الشيخ محمّد حسين الإصفهاني، 5ـ السيّد محمّد باقر كلستانه، 6ـ الشيخ محمّد القاساني.
من تلامذته
1ـ السيّد بحر العلوم، 2ـ الشهيد الثالث، 3ـ الشيخ كاشف الغطاء، 4ـ المحقّق البغدادي، 5ـ الشيخ أبو علي الحائري، 6و7ـ المحقّق النراقي ونجله الشيخ أحمد، 8ـ المحقّق القمّي، 9ـ السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي، 10ـ السيّد محمّد مهدي الشهرستاني، 11ـ صهره السيّد علي الطباطبائي، 12ـ الميرزا حسن الزنوزي، 13ـ السيّد محمّد قصير الخراساني، 14ـ الشيخ محمّد تقي الرازي، 15ـ السيّد محمّد باقر الشفتي، 16ـ الشيخ أسد الله التستري، 17ـ السيّد أحمد الطالقاني، 18ـ السيّد أحمد العطّار، 19ـ الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي، 20ـ الشيخ محمّد حسن القزويني، 21ـ نجله الشيخ محمّد علي.
ما قيل في حقّه
1ـ قال الشيخ القزويني في التتميم: «فقيه العصر، فريد الدهر، وحيد الزمان، صدر فضلاء الزمان، صاحب الفكر العميق والذهن الدقيق، صرف عمره في اقتناء العلوم، واكتساب المعارف والدقائق، وتكميل النفس بالعلم بالحقائق، فحباه الله باستعداده علوماً لم يسبقه أحد فيها من المتقدّمين، ولا يلحقه أحد من المتأخّرين إلّا بالأخذ منه، ورزقه من العلوم ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت؛ لدقّتها ورقّتها ووقوعها موقعها، فصار اليوم إماماً في العلم، وركناً للدين»(3).
2ـ قال تلميذه السيّد بحر العلوم ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في بعض إجازاته: «شيخنا العالم العامل العلّامة، وأُستاذنا الحبر الفاضل الفهّامة المحقّق النحرير، والفقيه العديم النظير، بقية العلماء ونادرة الفضلاء، مجدّد ما اندرس من طريقة الفقهاء، ومعيد ما انمحى من آثار القدماء، البحر الزاخر، والإمام الباهر»(4).
3ـ قال تلميذه الشيخ أبو علي الحائري في المنتهى: «أُستاذنا العالم العلّامة، وشيخنا الفاضل الفهّامة، دام علاه ومُدّ في بقاه، علّامة الزمان ونادرة الدوران، عالم عريف، وفاضل غطريف، ثقة وأيّ ثقة، ركن الطائفة وعمادها، وأورع نسّاكها وعبّادها، مؤسّس ملّة سيّد البشر في رأس المائة الثانية عشر، باقر العلم ونحريره، والشاهد عليه تحقيقه وتحبيره، جمع فنون الفضل فانعقدت عليه الخناصر، وحوى صنوف العلم فانقاد له المعاصر، والحريّ به أن لا يمدحه مثلي ويصف، فلعمري تُفنى في نعته القراطيس والصحف»(5).
4ـ قال تلميذه الشيخ التستري في المقابس: «ومنها الأُستاذ الأعظم، شيخنا العظيم الشأن، الساطع البرهان، كشّاف قواعد الإسلام، حلّال معاقد الأحكام، مهذّب قوانين الشريعة ببدائع أفكاره الباهرة، مقرّب أفانين الملّة المنيعة بفرائد أنظاره الزاهرة، مبيّن طوائف العلوم الدينية بعوالي تحقيقاته الرائقة، مزيّن صحائف الرسوم الشرعية بلئالى بدقيقاته الفائقة، فريد الخلائق، واحد الآفاق في محاسن الفضائل ومكارم الأخلاق، مبيد شبهات أُولي الزيغ واللّجاج والشقاق على الإطلاق بمقاليد تبيانه الفاتحة للإغلاق الخالية عن الأغلاق، الفائز بالسباق، الفائت عن اللّحاق، شيخي وأُستادي في مبادي تحصيلي، وشيخ مشايخي قبلي، المحقّق الثالث، والعلّامة الثاني، الزاهد العابد الأتقى الأورع العالم العلم الرباني، مولانا آقا محمّد باقر بن محمّد أكمل الإصبهاني الحائري الشهير بالبهبهاني قدّس الله نفسه الزكية، وأحلّه في الفردوس المنازل العلية»(6).
5ـ قال السيّد الخونساري في الروضات: «العلم العالم الربّاني، والقمر الطالع الشعشعاني، مروّج المذهب والدين، ومعلّم الفقهاء والمجتهدين»(7).
6ـ قال السيّد البروجردي في الطرائف: «وبالجملة، جلالة الشيخ الوحيد واضحة على كلّ أحد، ويكفي في تبحّره وفضله في أغلب العلوم تأليفه وتلميذه، إذ الأوّل مصدر التأليف لكلّ مَن تأخّر، والثاني منتشر في البلاد، وصار كلّ من تلاميذه من أساطين العلماء وجهابذة الفضلاء»(8).
7ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «مجاهد كبير، ومؤسّس محقّق، وأشهر مشاهير علماء الإمامية، وأجلّهم في عصره… وعلى أيّ حال فإنّ المترجم لمّا ورد كربلاء المشرّفة، قام بأعباء الخلافة، ونهض بتكاليف الزعامة والإمامة، ونشر العلم بها، واشتهر تحقيقه وتدقيقه، وبانت للملأ مكانته السامية وعلمه الكثير، فانتهت إليه زعامة الشيعة ورئاسة المذهب الإمامي في سائر الأقطار، وخضع له جميع علماء عصره، وشهدوا له بالتفوّق والعظمة والجلالة»(9).
من صفاته وأخلاقه
سُئل الشيخ الوحيد البهبهاني ذات مرّة: بما بلغت من العلم والعزّة والشرف والقبول في الدنيا والآخرة؟ فكتب في الجواب: «لا أعلم من نفسي شيئاً أستحقّ به ذلك، إلّا أنّي لم أكن أحسب نفسي شيئاً أبداً، ولا أجعلها في عِداد الموجودين، فلم آل جهداً في تعظيم العلماء والمحمّدة على أسمائهم، ولم أترك الاشتغال بتحصيل العلم مهما استطعت، وقدّمته على كلّ مرحلة دائماً»(10).
ومن صفاته التي لازمته حتّى نهاية عمره الشريف، البالغ تسعين عاماً، هي زيارته لقبر الإمام الحسين(ع)، وإحراز غاية الآداب، ونهاية الخضوع والخشوع، حتّى كان يسقط في أبواب الحرم الحسيني الشريف على وجهه، ويُقبّلها ويدخل الحرم، وهكذا كان عند زيارته لقبر أبي الفضل العباس(ع).
والد زوجته
السيّد محمّد السيّد عبد الكريم الطباطبائي البروجردي، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «كان من أكابر علماء عصره»(11).
من أولاده
1ـ الشيخ محمّد علي، قال عنه الشيخ أبو علي الحائري في المنتهى: «قد بلغ الغاية وتجاوز النهاية في دقّة النظر، وجودة الفهم، ووقادة الذهن، إن أردت الأُصول والتفسير والتأريخ والعربية فهو الفائز فيما بالقدح المعلّى، وإن شئت الفروع والرجال والحديث فمورده منها العذب المحلّى»(12).
2ـ الشيخ عبد الحسين، قال عنه السيّد الخونساري في الروضات: «من أعاظم العلماء والمجتهدين، وأفاخم الفقهاء والأُصوليّين»(13).
3ـ آمنه بيكم (زوجة السيّد علي الطباطبائي)، قال عنها السيّد الأمين في الأعيان: «كانت عالمة فقيهة»(14).
من أحفاده
1ـ الشيخ أحمد الشيخ محمّد علي البهبهاني، قال عنه الشيخ كاشف الغطاء في إجازته له: «ولمّا كان ولدي وفلذة كبدي، المؤيّد المسدّد، ثمرة العلماء الأعلام، وخلف المجتهدين الفائقين على كلّ الأنام، الكامل الأوحد، والعالم المفرد، مولانا وابن مولانا آقا أحمد، مَن لم ينكر فضيلته ولا أهليته وقابليته»(15).
2ـ الشيخ محمّد إسماعيل الشيخ محمّد علي البهبهاني، قال عنه السيّد الأمين في الأعيان: «عالم فاضل كامل نبيل مقدّس صالح»(16).
3ـ الشيخ محمّد جعفر الشيخ محمّد علي الكرمانشاهي، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «فاضل عالم فقيه، محقّق مجتهد ربّاني، زاهد عابد مقدّس ورع، جامع لفنون العلم، وأنواع الفضائل، كان معروفاً بالتحقيق في أُصول الفقه»(17).
4ـ الشيخ محمود الشيخ محمّد علي البهبهاني، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم فاضل جليل عارف إلهي فقيه روحاني»(18).
صهره
السيّد علي الطباطبائي (صاحب الرياض)، قال عنه تلميذه الشيخ أبو علي الحائري في المنتهى: «ثقة عالم عرّيف، وفقيه فاضل غطريف، جليل القدر، وحيد العصر، حسن الخُلق، عظيم الحلم»(19).
من أسباطه
1ـ السيّد محمّد المجاهد، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «علّامة العلماء الأعلام، وسيّد الفقهاء العظام، وأعلم أهل العلم بالأُصول والكلام»(20).
2ـ السيّد مهدي، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «عالم متبحّر ربّاني، محقّق مدقّق بلا ثان، طويل الباع، واسع الاطّلاع، كثير التشقيق في المسائل الجزئية، ممّا لا يحوم حوله فكر مفكّر، ولا ذهن حاذق، لا يُمكن وصف ذهنه الوقّاد»(21).
من مؤلّفاته
1ـ مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع (11 مجلّداً)، 2ـ الحاشية على مدارك الأحكام (3 مجلّدات)، 3ـ أُصول الإسلام والإيمان، 4ـ أنساب الأئمّة(عليهم السلام)، 5ـ التُحفة الحسينية، 6ـ التقية، 7ـ الفوائد الحائرية، 8ـ الفوائد الرجالية، 9ـ الفوائد الأُصولية، 10ـ حاشية مجمع الفائدة والبرهان، 11ـ الحاشية على تهذيب الأحكام، 12ـ الحاشية على قوانين الأُصول، 13ـ الحاشية على شرح القواعد، 14ـ الحاشية على منتهى المقال، 15ـ الحاشية على الذخيرة، 16ـ الحاشية على الوافي، 17ـ الحاشية على الكافي، 18ـ حاشية على معالم الأُصول، 19ـ التقريرات في الفقه، 20ـ الرد على شبهات الأخباريّين، 21ـ تعليقة على منهج المقال للأسترابادي، 22ـ رسالة في الجبر والاختيار، 23ـ رسائل فقهية «وهي: عدم جواز تقليد الميّت، حكم عبادة الجاهل، أصالة الطهارة، حكم العصير، رؤية الهلال، الإفادة الإجمالية، الجمع بين الفاطميتين، متعة الصغيرة، القرض بشرط المعاملة المحاباتية، رسالتان في أصالة عدم الصحّة في المعاملات»، 24ـ رسائل أُصولية «وهي: رسالة الاجتهاد والأخبار، رسالة اجتماع الأمر والنهي، رسالة حجّية الإجماع، رسالة القياس، رسالة أخبار الآحاد، رسالة أصالة البراءة، رسالة الاستصحاب، رسالة الجمع بين الأخبار».
ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: 1ـ أجوبة المسائل، 2ـ أحكام تجارت ومكاسب، 3ـ أُصول دين، 4ـ رسالة في مناسك الحج، 5ـ متاجر.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في التاسع والعشرين من شوال 1205ﻫ في كربلاء، ودُفن في رواق حرم الإمام الحسين(ع)، ممّا يلي أرجل الشهداء، وقبره مُشيّد عليه صندوق جليل بارز، مكتوب عليه اسمه، واسم تلميذه السيّد علي الطباطبائي صاحب كتاب «الرياض» المدفون بجنبه.
رثاؤه
أرّخ الشيخ محمّد رضا النحوي عام وفاته بقوله:
«وطارَ بقلبِ الدينِ تاريخُ يومِهِ ** على الباقرِ العلمِ السماءُ بكت دما».
وأرّخ بعض شعراء ذلك العصر بقوله:
«قضى مَن كانَ للإسلامِ سوراً ** فهدم جانب السورِ المنيع
وشيخُ الكلِّ مرجعهُم جميعاً ** إليهِ في الأُصولِ وفي الفروع
خلت منهُ ربوعُ العلمِ حتّى ** بكتهُ عينُ هاتيكَ الربوع
بكاهُ كلُّ تلميذٍ وحبرٍ ** من العلماءِ ذي شرفٍ رفيع
بكوا أُستاذهُم طرّاً فأرّخ ** وقل قد فاتَ أُستاذُ الجميع»(22).
وكلمة «قل» غير داخلة في التاريخ.
الهوامش
1ـ اُنظر: تكملة أمل الآمل 5 /221 رقم2197، معجم رجال الحديث 15 /220 رقم9939، فهرس التراث 2 /94، الحاشية على مدارك الأحكام: مقدّمة: 19، الرسائل الفقهية: المقدّمة: 9.
2ـ خاتمة المستدرك 2 /49.
3ـ تتميم أمل الآمل: 74 رقم27.
4ـ أعيان الشيعة 9 /182 رقم381.
5ـ منتهى المقال 6 /177 رقم2852.
6ـ مقابس الأنوار: 18.
7ـ روضات الجنّات 2 /94 رقم143.
8ـ طرائف المقال 2 /381.
9ـ طبقات أعلام الشيعة 10 /171 رقم360.
10ـ روضات الجنّات 2 /98 رقم143.
11ـ تكملة أمل الآمل 4 /535 رقم2026.
12ـ منتهى المقال 6 /178 رقم2852.
13ـ روضات الجنّات 2 /98 رقم143.
14ـ أعيان الشيعة 9 /443 رقم1058.
15ـ درّة الصدف فيمَن تلمذ من علماء إصفهان بالنجف ١ /٢٠٢.
16ـ أعيان الشيعة 9 /122 رقم241.
17ـ تكملة أمل الآمل 5 /315 رقم2257.
18ـ المصدر السابق 6 /23 رقم2507.
19ـ منتهى المقال 5/63 رقم2101.
20. تكملة أمل الآمل 5 /53 رقم2072.
21ـ المصدر السابق 6 /112 رقم2592.
22ـ أعيان الشيعة 9/182 رقم381.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشيخ الوحيد البهبهاني ، أحد مراجع كربلاء ، ولد في إصفهان ، توفي ودفن في كربلاء ، مؤلّف كتاب «مصابيح الظلام في شرح مفاتيح الشرائع» (11 مجلّداً).