- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق

نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ حسين الحلي ، أحد علماء النجف ، مؤلّف كتاب «أُصول الفقه» .
اسمه وكنيته ونسبه(1)
الشيخ حسين أبو جواد ابن الشيخ علي بن حسين الحلّي النجفي.
والده
الشيخ علي، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «فهو أحد الأبرار والأبدال، كان صالحاً تقيّاً ناسكاً، ومن أئمّة الجماعة في الصحن الشريف»(2).
ولادته
ولد عام 1309ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
بدأ بدراسة العلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
الميرزا النائيني، السيّد أبو الحسن الإصفهاني، الشيخ ضياء الدين العراقي، الشيخ أحمد كاشف الغطاء، والده الشيخ علي.
من تلامذته
السيّد علي السيستاني، السيّد يوسف الحكيم، السيّد محمّد سعيد الحكيم، الأخوان السيّد محمّد حسين والسيّد محمّد تقي الحكيم، السيّد محمّد الروحاني، الشيخ جعفر السبحاني، الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي، الشهيد الميرزا علي الغروي، الأخوان الشهيدان السيّد علاء الدين والسيّد عزّ الدين بحر العلوم، الشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي، الشهيد السيّد محمّد تقي الجلالي، الشيخ حسين الراستي الكاشاني، الشهيد الشيخ محمّد تقي الجواهري، السيّد عبد الرزّاق المقرّم، الشيخ محمّد هادي معرفة، السيّد علي المحقّق الداماد، الشيخ محمّد زين العابدين، الشيخ علي زين الدين، الشيخ محمّد باقر المحمودي، الشيخ حسن سعيد الطهراني، السيّد محمّد مفتي الشيعة، السيّد مسلم الحلّي، السيّد تقي القمّي، الشيخ محمّد مهدي الآصفي، الشيخ جعفر آل محبوبة، الأخوان الشيخ عباس والشيخ جعفر النائيني، السيّد محمّد الرجائي.
مكانته العلمية
كان(قدس سره) من نوابغ عصره، ومن الذين تميّزوا بالتحقيق والتدقيق، وكان ذا اطّلاع واسع بالعلوم الدينية، وكان فقيهاً متبحّراً، له إحاطة واسعة بالفروع الفقهية، وأُصولي محقّق له نظريات وتأسيسات راقية، وهو من المتضلّعين في التاريخ واللغة والأدب.
من أقوال العلماء فيه
1ـ قال أُستاذه الميرزا النائيني في إجازة الاجتهاد له: «وممّن جدّ في الطلب والعمل به، هو قرّة عيني العالم العامل العلّام، والفاضل الكامل الهمام، صفوة المجتهدين العظام، وعماد الأعلام، وركن الإسلام، المؤيّد المسدّد، والتقي الزكي، جناب الآغا الشيخ حسين النجفي الحلّي كثّر الله تعالى في أهل العلم أمثاله، وبلغه في الدارين آماله، فلقد بذل في هذا السبيل برهة من عمره، واشتغل به شطراً من دهره، وقد حضر أبحاثي الفقهية والأُصولية باحثاً فاحصاً مجتهداً، باذلاً جهده في كتابة ما استفاده وضبطه وتنقيحه، فأصبح وبحمد الله تعالى من المجتهدين العظام، والأفاضل الأعلام، وحقّ له العمل بما يستنبطه من الأحكام على النهج الجاري بين المجتهدين الأعلام…»(3).
2ـ قال تلميذه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «هو اليوم من رجال العلم البارزين، ومن أهل الفضل السابقين، مرغوب في التدريس… له إحاطة بما وقع نظره عليه، وسبره من تأريخ ولغة وأدب ونكات»(4).
3ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «أحد علماء العصر في النجف… وقد عُرف بالتحقيق والتبحّر والتقى والعفّة، وشرف النفس، وحُسن الأخلاق، وكثرة التواضع، كما أنّه من الذين يخدمون العلم للعلم، ولم يطلب الرئاسة، ولم يتهالك في سبيل الدنيا، وهو من أجل ذلك محبوب الطبقات، مقدّر بين الجميع، كما أنّه اليوم من أجلّاء العلماء وخيرة المدرّسين ومشاهيرهم في النجف»(5).
4ـ قال الشيخ محمّد علي اليعقوبي: «فهو اليوم ممّن يُشار إليه بالبنان، ويُعدّ في الطبقة العليا بين أهل العلم وذوي الفضيلة».
5ـ قال تلميذه الشيخ حسن سعيد الطهراني في دليل العروة الوثقى: «كان مداراً للبحث والتحقيق، ومحطّاً لأنظار أهل الفضل، يؤمّونه للارتواء من مناهل علومه؛ لما عُرِف به من غزارة العلم، وعمق التجربة، وسعة الأُفق، ووفرة الاطّلاع، وقد تخرّج على يديه جيل من أهل العلم، هم الطليعة اليوم في جامعة مدينة النجف الأشرف»(6).
6ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه فاضل مجتهد جليل متضلّع، من أساتذة الفقه والأُصول… ونبغ نبوغاً باهراً، وعُرف بدقّة النظر والتحقيق والتبحّر والورع والصلاح والعفّة والتواضع وشرف النفس وحُسن الأخلاق، تخرّج عليه نفر من الأعلام والأفاضل، كما أنّ مجالسه تُعتبر مدرسة سيّارة، فهو دائم المذاكرة، ينشر علمه بين الأفاضل، ويفيض على الطلّاب من معارفه وعلومه»(7).
من صفاته وأخلاقه
1ـ الإنسان حيث يضع نفسه: كان يستشهد دائماً بهذه المقولة التربوية النافعة، وهي: «الإنسان حيث يضع نفسه»، فكلّ إنسان يمكن أن يضع نفسه في الموضع الذي يُريده، فكما يمكنه أن يكون صادقاً يمكنه أن يكون كاذباً، وكما يمكنه أن يكون محبّاً للخير له وللآخرين يمكنه أن يكون محبّاً للشرّ، وإلخ.
2ـ التواضع: كان متواضعاً إلى أبعد الحدود، وبسيطاً بكلّ معنى البساطة، فقد كان متواضعاً في مسكنه وملبسه ومأكله ومشيته، فكان يملك بيتاً متواضعاً يسكن فيه هو وعائلته، وكان لا يُحبّ المظاهر بكافّة أشكالها، لذلك تجده لا يعتني بمظهره.
3ـ الزهد: كان زاهداً بكلّ معنى الزهد، وكريماً رغم إمكانياته المحدودة، فكان لا يجد للمال قيمة، إلّا أن يواسي به الفقراء والمساكين والمحتاجين، وكان مصداقاً لقوله تعالى: «وَيُؤْثِرُوْنَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ».
4ـ الورع: كان مثالاً يُحتذى به في الزهد والصلاح، وأُسوة طيّبة في الهداية والاقتداء، وكان من شدّة ورعه واحتياطه أنّه لم يتصدّ للزعامة الدينية التي كانت تتوجّه إليه، فكان يتهرّب منها، وكم من مرّة دفعها عن نفسه وثنى طرفه عنها.
5ـ تعلّقه بالأدب: كان أديباً ممتازاً، وقد مارس الأدب في شبابه بُرهةً من الزمن، وربما تعاطى الشعر بين أقرانه، وكانت النجف في عهد شبابه كسوق عكّاظ، فيها العشرات من النوادي الأدبية، يحضرها أعلام الأدب وكبار الشعراء، وكان يحضر تلك المجالس ويتّخذها وسيلة لترويض الروح، وللتعبير عن خواطره وخوالجه.
6ـ جهاده ضدّ الاستعمار: عندما قامت قوّات الاحتلال البريطاني باحتلال مدينة البصرة في العراق إبان الحرب العالمية الأُولى، وأخذت تُهدّد أمن واستقلال العراق، كان من المنضمّين إلى جموع المجاهدين المتوجّهين إلى ميادين الجهاد والقتال ضدّ العدو، وقد ذكرت بعض المصادر أنّه في تاريخ الرابع من صفر 1333ﻫ توجّه(قدس سره) إلى البصرة عن طريق بغداد، وكان معه الكثير من علماء الدين وطلبة العلم.
أخوه
الشيخ حسن، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «من الأُدباء وأهل الفضل، كان شاعراً ظريفاً حسن الخُلق، خفيف الروح، حلو الطبع، مجيداً في أكثر شعره»(8).
من مؤلّفاته
أُصول الفقه (12 مجلّداً)، دليل العروة الوثقى (7 مجلّدات)، تعليقة على كفاية الأُصول (تقرير درس السيّد الإصفهاني) (3 مجلّدات)، السؤال والجواب (مجلّدان)، تقريرات درس الميرزا النائيني في الفقه والأُصول، تقريرات درس الشيخ العراقي في الفقه والأُصول، تعليقة على الجزء الأوّل من أجود التقريرات، تعليقة على الجزء الثاني من فوائد الأُصول، تعليقة على المكاسب، الأوضاع اللفظية وأقسامها، صلاة الجمعة في عصر الغيبة، كتاب الإجارة، رسالة في حكم بيع جلد الضبّ وطهارته، رسالة في إلحاق ولد الشبهة بالزواج الدائم، رسالة في أخذ الأُجرة على الواجبات، رسالة في الوضع، رسالة في معاملة اليانصيب، رسالة في قاعدة مَن ملك، رسالة في قاعدة الفراش، رسالة في قصد معاني ما يُقرأ في الصلاة من القرآن والأذكار.
من تقريرات درسه
دليل العروة الوثقى للشيخ حسن سعيد الطهراني (مجلّدان)، بحوث فقهية للشهيد السيّد عزّ الدين بحر العلوم، الخيارات للسيّد محمّد حسين الطهراني، الاجتهاد والتقليد للسيّد محمّد حسين الطهراني.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الرابع من شوّال 1394ﻫ في مسقط رأسه، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيّد أبو القاسم الخوئي، ودُفن بجوار قبر أُستاذه الميرزا النائيني في حجرة 21 بالصحن الحيدري.
رثاؤه
أرّخ السيّد محمّد الحلّي عام وفاته بقوله:
«فُجعَ الغريُّ وأصبحت ** تبكي القداسةُ والعلومُ
لمَّا قضى شيخُ الفضائلِ ** مَن بهِ العُليا تريمُ
إنَّ الحسينَ لآيةٍ ** فيها الشريعةُ تستقيمُ
الحلّةُ الفيحاءُ صارت ** فيهِ تحسدُها النجومُ
وبهِ الغريُّ سما مقاماً ** حينَ راحَ بهِ يُقيمُ
سادَ الظلامُ بفقدِهِ ** فوفاتُهُ خطبٌ جسيمُ
فُجعَ الوصيُّ فأرّخُوا ** رزءُ الحسينِ بهِ عظيمُ»(9).
الهوامش
1ـ اُنظر: فهرس التراث 2 /535، لمحات من حياة الشيخ حسين الحلّي، أُصول الفقه 1/ المقدّمة.
2ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /284.
3ـ أُصول الفقه 1/المقدّمة: 49.
4ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /283.
5ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /603 رقم1035.
6ـ دليل العروة الوثقى 1 /8 مقدّمة الكتاب.
7ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /442.
8ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /140.
9ـ أُصول الفقه 1/المقدّمة: 118.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشيخ حسين الحلي ، أحد علماء النجف ، ولد وتوفي ودفن في النجف ، مؤلّف كتاب «أُصول الفقه» (12 مجلّداً).