عن حفص بن غياث ، قال : شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قوله تعالى : * ( كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ) * (۱) ما ذنب الغير ؟
قال ( عليه السلام ) : ويحك هي هي وهي غيرها !
قال الزنديق : فمثل لي ذلك شيئا من أمر الدنيا ، قال : نعم ، أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ، ثم ردها في ملبنها ، فهي هي وهي غيرها .
وروي أنه سأل الصادق ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل في قصة إبراهيم ( عليه السلام ) : * ( قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ) * (۲)،
قال : ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم ( عليه السلام ) .
قيل : وكيف ذلك ؟
فقال ( عليه السلام ) : إنما قال إبراهيم ( عليه السلام ) : فاسألوهم إن كانوا ينطقون ، فإن نطقوا فكبيرهم فعل ، وإن لم ينطقوا فكبيرهم لم يفعل شيئا ، فما نطقوا ، وما كذب إبراهيم ( عليه السلام ) . فسأل عن قوله في سورة يوسف : * ( أيتها العير إنكم لسارقون ) * (۳) ؟
قال ( عليه السلام ) : إنهم سرقوا يوسف من أبيه ، ألا ترى أنه قال لهم : * ( قالوا ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ) * (۴) ؟ ولم يقل سرقتم صواع الملك ، إنما سرقوا يوسف من أبيه . فسأل عن قول إبراهيم : * ( فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم ) * (۵) ، قال : ما كان إبراهيم سقيما ، وما كذب ، إنما عنى سقيما في دينه ، أي مرتادا (۶) .
—————————————
(۱) النساء : ۵۶ .
(۲) الأنبياء : ۶۳ .
(۳) يوسف : ۷۰ .
(۴) يوسف : ۷۲ .
(۵) الصافات : ۸۸ .
(۶) الاحتجاج : ۳۵۴ .
المصدر: مناظرات الإمام الصادق (ع) / الحاج حسين الشاكري