- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولدت في ألمانيا عام ۱۹۲۳ م ، ونشأت في أسرة محافظة تنتمي إلى الديانة المسيحيّة.
اتّساع آفاق رؤيتها للحياة:
تقول “كريستينا”: كنت في المدرسة الثانويّة حينما بدأت الحرب العالميّة الثانية عام ۱۹۳۹ م ، وكان عمري آنذاك ۱۶ سنة ، فكانت فترة، الحرب فترة عصيبة عشت فيها بأقسى الظروف وأتعس الأجواء.
ولكنّني بعد سنوات أدركت أن تلك الفترة المحرجة التي عشت فيها بين الخوف والأمل كان لها دور مؤثّر في تنمية قواي النفسيّة ونضج شخصيّتي ونموّ حالة الصمود والثبات ومواجهة الشدائد في نفسي ، وأدركت أنّ تلك الفترة تركت أثراً في اتّساع آفاق رؤيتي للحياة ، ومنها عرفت القيمة الحقيقيّة للأمور والأشياء ، وهذا ما دفعني لأن انطلق في الحياة مع مراعاة لكثير من القيم الإنسانيّة التي استوحيتها من سطور الحياة في تلك الفترة.
الاستقامة والثبات:
وبعدما انتهت الحرب وعادت المياه إلى مجاريها وذهب كلّ إلى مستقرّه وهيمنت الغفلة على المجتمع وبدأت مظاهر اتّباع الأهواء تظهر على الساحة الاجتماعيّة اجتهّدت; لئلاّ يجرفني التيّار فيسلب منّي حالة اليقظة والانتباه والوعي والبصيرة.
فحاولت أن أوفّر لنفسي الأجواء المناسبة التي تضمن لي بقاء القيم والمبادىء الإنسانيّة التي كنت أعتقد بها، وحاولت أن اتجنّب وابتعد عن كلّ ما يقسي قلبي، ويحجب بصيرتي عن رؤية الحياة بنظرة واعية.
وكنت لا أرغب أن أعيش تافهة في الحياة، وأن لا يكون هدفي مقتصراً على اللذات الزائلة والمتع الفانية ، بل كنت أبحث عن القيم التي ترفع مستواي، وتمنحني الحرّيّة وعدم الأسر في قيود الشهوات والرذائل.
بحثي عن المبادىء:
وبهذه الرؤية اندفعت في حياتي باحثة عن المبادىء التي تأخذ بيدي إلى الكمال والتسامي، وبقيتْ هذه الفكرة معي طيلة حياتي.
وكان عملي هو التدريس في الثانويّة ، ثمّ صادف أن تعرّفت لأوّل مرّة على إمرأة مسلمة في بيت أحد زملائي في العمل ، فدار بيني وبينها حوار حول الأمور الفكريّة والثقافيّة ، ثمّ اشتدّت علاقتي بها ، وكنت أكنّ لها أعظم التقدير والاحترام; لأنّها كانت شخصيّة واعية ومتّزنة ، وكانت تتمتّع بثقافة كبيرة ، وهذا ما جعلني أن أتأسّى بها في تقاليدها وعاداتها.
مع القرآن الكريم:
وصادف ذات يوم أنّني وجدت في إحدى المحلاّت لبيع الكتب نسخة من القرآن معروضة للبيع ، فاشتريتها ، وكان هدفي هو أن أتعرّف على انتماء صديقتي المسلمة الجديدة; لأحيط علماً بمعتقدها وأفكارها الدينيّة التي صاغت شخصيّتها، ومنحتها الوقار والاتّزان والمتانة.
فلمّا قرأت القرآن وجدته كتاب هداية يلبّي الكثير من حاجات الإنسان الفطريّة ، وكنت أخشى أن أبدي أفكاري لأحد ، فكنت ألتجىء إلى الله تعالى ، وأبثّ إليه ما يختلج في صدري وكنت أدعوه ، وذات يوم نطقت بالشهادتين بيني وبين ربّي واعتنقت الدين الإسلاميّ وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) .
التزامي بالدين الإسلاميّ:
وبقيت على هذه الحالة لا أمتلك المحفّز لإنشاء تغيير جذري في واقعي الخارجي حتّى صادف أن التقيت بإحدى المسلمات ، وكان في خلال حديثها الديني معي عبارة هزّت كياني ومنحتني الشحنة الكافية لتغيير مساري في الحياة ، وكانت هذه العبارة هي أنّها قالت: “إنّ الله سبحانه وتعالى محيط بنا وبأعمالنا في جميع الأحوال ، وهو معنا أينما نكون ، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد” فقرّرت بعدها تغيير عملي ومعظم الأمور التي كنت أقوم بها من قبل ، واجتهدت; لأوفّر لنفسي أجواءً مناسبة تزدهر فيها الفضائل ويشعّ فيها الإيمان ، وأن اشكر الله الذي هداني للإسلام وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله.