- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 5 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولد عام ۱۹۶۶م بمدينة ” السليمانية ” في العراق، من عائلة كردية تعتنق المذهب الحنفي، أكمل دراسته إلى حدّ الإعدادية ثم توجه إلى العمل الحرّ.
تشرّف باعتناق مذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام ۱۹۹۷م على اثر عناية ربانية دفعته ليلتقي بأحد أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فيوضّح له ذلك الشخص معالم والسبل الصحيحة الموصلة إلى رضوان الله سبحانه وتعالى.
أوّل إلتفاته إلى التشيع:
يقول الأخ نوزاد طاهر: ” تعرّفت على رجل من أهل الموصل عن طريق شرائه بعض ما يحتاج من الأقمشة مني، وصادف أن رأيته في مسجد السوق وقت الصلاة، فكان مما أثار استغرابي أنني وجدته يصلي على خلاف ما كنت ألفه من أبناء طائفتي، حيث كان يسجد على التربة ولم يتكتف في القيام.
فدفعني حبّ الاستطلاع أن أستفسر منه سبب ذلك، وأحببت أن لا أفاجئه في ذلك، فدعوته لمحل عملي.
ولمّا حانت الفرصة سألته عن سبب أدائه بعض أجزاء الصلاة على خلاف ما نحن عليه، فذكر لي أنّه من معتنقي المذهب الجعفري، ومن أتباع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ، ونحن نأخذ معالم الدين والمعارف الإسلامية منهم ونسير على ضوء ما بيّنوه لنا من الدين، فنحن إنّما نصلي وفق ما رواه لنا أهل البيت (عليهم السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا نعبأ بما اجتهد به غيرهم “.
عقائد الشيعة الاثنى عشرية:
تعتقد الشيعة الإثنى عشرية أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك أمّته وأتباعه من بعده هملا بلا راع تتقاذفهم الأهواء والأغراض، بل عيّن(صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام عليّ (عليه السلام) والعترة من أهل بيته (عليهم السلام) خلفاء من بعده بأمر من الله عزّوجلّ.
وبما أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يدرك حجم الأخطار التي تهدّد مستقبل الإسلام نصّ على هؤلاء ليكونوا من بعده صمّام الأمان الذي يعصم الأمة من الاختلاف والتمزق والفرقة، وصيانة الدين والشريعة من الانحراف، والضمان الوحيد في هداية الإنسانية نحو السعادة الحقيقية والكمال المنشود، وليكونوا مع القرآن السبب الوحيد لاعتصام الأمة من الضلال، وألقى(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر من الله عزّوجلّ على عاتقهم مهمة تصحيح الفهم الخاطىء للشريعة وتصحيح المسار الاجتماعي وحمايته ودفعه في الإتجاه المطلوب.
مرحلة الحيرة والاستغراب:
يقول الأخ نوزاد طاهر: ” استغربت من كلام هذا الشخص، فطلبت منه المزيد من التوضيح حول ما ذهب إليه، فقبل مني ذلك، ووعدني أن يلتقي بي في المستقبل.
وبقيت بعد ذلك متحيراً في أمري، فقرّرت أن أواصل البحث حتى أجد لأسئلتي الحائرة جواباً مقنعاً، وأكثر ما كانت تتوق إليه نفسي معرفة موقف الإمام علي (عليه السلام) إزاء الخلفاء الذين سبقوه واستولوا على زمام الحكم!.
وعندما إلتقيت بصديقي مرّة أخرى عرضت عليه أسئلتي واستفساراتي، وطرحت عليه ما كان عالقاً في ذهني حول هذا الموضوع، فأهداني كتاب (نهج البلاغة) للإمام عليّ (عليه السلام) لأجد بنفسي موقفه وكلامه في هذا المجال، ولكنني حيث كنت لا أجيد اللغة العربية اعتمدت على شخص آخر ليترجم لي كلام الإمام عليّ (عليه السلام) .
موقف الإمام عليّ (عليه السلام) ممن تقدمه:
إنّ الباحث لو أمعن النظر في كلام وأقوال الإمام عليّ (عليه السلام) ، لوجد أنّ العترة من أهل بيت الرسول (عليهم السلام) هم أحقّ بالخلافة من غيرهم.
فقد قال (عليه السلام) في خطبة له بعد انصرافه من صفين: ” لا يقاس بآل محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)من هذه الأمة أحد، ولا يُسوّي بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حقّ الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحقّ إلى أهله، ونقل إلى منتقله “(۱).
وقال (عليه السلام) أيضاً: ” أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدى، وبنا يستجلى العمى، إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة في غيرهم “(۲).
وقال (عليه السلام) : ” فوالله ما زلت مدفوعاً عن حقي، مستأثراً عليَّ منذ قبض الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يوم الناس هذا! “(۳).
وقال (عليه السلام) في جوابه لبعض أصحابه، وقد سأله قائلا: كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام، وأنتم أحقّ به؟
فقال (عليه السلام) : ” يا أخا بني أسد… أعلم: أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسباً، والأشدّون برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) نوطاً ـ أي تعلقاً والتصاقاً ـ، فإنّها كانت أثَرةً ـ أي الاختصاص بالشيء دون مستحقه ـ شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين “(۴).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في مناظرة مع بعضهم يبيّن فيها أحقيته بالخلافة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): ” وقال قائل: إنّك ـ يابن أبي طالب ـ على هذا الأمر لحريص! فقلت: بل أنتم والله أحرص وأبعد، وأنا أخصّ وأقرب، وإنّما طلبت حقاً لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه!
ثم قال مواصلا كلامة: اللهم إنّي أستعديك على قريش، ومن أعانهم، فإنّهم قطعوا رحمي، وصغّروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي أمراً هو لي “(۵).
وروي له (عليه السلام) شعراً في هذا المعنى:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ***** فكيف بهذا والمشيرون غُيَّبُ؟!
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم ****** فغيرك أولى بالنبيّ وأقرب(۶)
وقال (عليه السلام) لمّا بلغه أنّ المهاجرين احتجوا على الأنصار للاستيلاء على خلافة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّهم من قريش وهم قوم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى الناس: ” احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة “(۷).
وللإمام عليّ (عليه السلام) شكوى من أمر الخلافة بيّنها في خطبته المشهورة بـ ” الشقشقية ” إذ قال فيها:
” أما والله لقد تقمّصَها فلان وانّه ليعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إليّ الطير، فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ـ أي مقطوعة ـ أو أصبر على طخية ـ أي ظلمة ـ عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربّه!
فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت، وفي العين قذى وفي الحلق شجا، أرى تراثي نَهبا، حتى مضى الأوّل لسبيله، فأدلى بها إلى فلان بعده….
فيا عجباً! بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته! لشد ما تشطرا ضرعيها ـ أي: اقستماه، فأخذ كل منهما شطراً ـ… فصبرت على طول المدّة وشدّة المحنة حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم!
فيا لله وللشورى، متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر!… “(۸).
أمور تدفع الباحث للتأمّل:
يقول الأخ نوزاد طاهر: ” تعرفت من خلال احاطتي بموقف الإمام عليّ (عليه السلام) وكلامه في شأن الخلافة، أنّه صاحب الحقّ في هذا الأمر وأنّه وأهل بيته (عليهم السلام) أولى بالخلافة من غيرهم، وأنّ الخلافة أمر إلهي يصطفى الله لها من يشاء من عباده “.
فقد قال الإمام علي (عليه السلام) : ” إنّما الأئمة قوام الله على خلقه وعرفاؤه على عباده، لايدخل الجنة إلاّ من عرفهم، ولايدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه “(۹).
وكما هو واضح أنّ عدم طاعة الناس للذي يصطفيه الله عزّوجلّ للإمامة لايعني فقدانه الشرعية، بل هم أئمة وحكام شرعيين وإن لم يسنح لهم ممارسة الحكم عملياً لعدم انصياع الناس لهم وعدم نصرتهم إياهم.
والواقع أنّ المبغضون قد أنجزوا مبتغاهم بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأبعدوا العترة (عليهم السلام) عن منازلهم التي عيّنها لهم الباري، وتشبثوا بشتى السبل للاستيلاء على الحكم والسلطة، ولم يكن ذلك نابع إلاّ عن حسد، كما قال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (النساء: ۵۴)، وما هؤلاء المحسودون إلاّ آل محمّد الذين بيّنهم الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)في مواقف عديده أنّهم سفينة نوح، وأحد الثقلين، وباب حطة، والعترة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً.
نماذج تاريخية لرفض الاصطفاء الإلهي:
وليس هذا الرفض من الأكثرية بمستغرب، فله أمثلة في تاريخ البشرية، يذكره الباري في محكم كتابه بقوله تعالى: (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (البقره: ۲۴۷).
فالتاريخ يعيد نفسه هنا، حيث ورد أنّ عليّاً (عليه السلام) لمّا أُخذ قهراً إلى بيعة أبي بكر، احتج على القوم بأدلّة مقنعة وبراهين ساطعة بأنّه أحقّ بأمر الخلافة، فقال له أبو عبيده بن الجراح: يابن عم، إنّك حديث السن وهؤلاء مشيخة قومك، وليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالا واضطلاعاً به، فسلم لأبي بكر هذا الأمر(۱۰).
وبهذه الأعذار والحجج الواهية انتزع القوم أمر الخلافة من محلها الذي عينه الباري!.
الرجوع إلى الحق والأخذ به:
ومن هنا يقول الأخ نوزاد طاهر : ” أسفرت نقاشاتي العديدة مع صديقي الشيعي وتتبعي في بطون الكتب لمعرفة الحقّ عن نتائج أدت إلى إنشاء تغيير جذري في رؤيتي العقائدية السابقة، ولم أتهيب من مواجهة الواقع، بل تقبلته بروح بناءة، فكانت النتيجة اعتناقي لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) عام ۱۹۹۷م بمدينة ” السليمانية “.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) أنظر: نهج البلاغة: الخطبة ۲٫
(۲) المصدر نفسه: الخطبة: ۱۴۴٫
(۳) المصدر نفسه: الخطبة ۶٫
(۴) المصدر نفسه: الخطبة ۱۶۲٫
(۵) المصدر نفسه: الخطبة ۱۷۲٫
(۶) المصدر نفسه: قصار الحكم ۱۹۰٫
(۷) المصدر نفسه: الخطبة ۶۶، وأنظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ۳۳٫
(۸) المصدر نفسه: الخطبة ۳٫
(۹) المصدر نفسه: الخطبة ۱۵۲٫
(۱۰) أنظر: الإمامة والسياسة لابن قتيبه: ۲۸٫
المصدر: مركز الأبحاث العقائدية