- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
وقد سارع عبيد الله بن زياد بالكتابة الى يزيد بن معاوية في الشام يعلمه بمصرع الامام الشهيد (عليه السلام) ووصول سباياه ورؤوس القتلى الى الكوفة ، فأجابه يزيد بالاسراع في إيفاد الأسرى من السبايا مع الرؤوس اليه ، فبادر ابن زياد حالاً بارسال ركب الأسرى والسبايا والرؤوس الى الشام . فبعث الرؤوس مع زجر بن قيس ، وأرسل السبايا أثر الرؤوس مع مخفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن .
نص المقال :
ولم يكد هذا الركب الحزين يصل الى العاصمة الأموية إلا وعمت النياحات أو ساطها عليه ، كما كانت قد عمت الأوساط الكوفية وسائر المدن والنواحي والقصبات التي مر بها هذا الركب المفجع . ولقد تناقلت الروايات وصف هذه المناحات في الشام فانقل منها بعض ما يلي :
۱ ـ جاء في الجزء «۱ : ۱۴۳» من كتاب « المجالس السنية » السالف الذكر ما نصه : « إنه عند ما أدخل ثقل الحسين (عليه السلام) وسباياه ونساؤه على يزيد بن معاوية في الشام ، وهو بين حاشيته وأعيانها ووجهائها ، وهم مقزنون في الحبال ، والإمام زين العابدين (عليه السلام) مغلول . قال الإمام (عليه السلام) مخاطباً يزيد : أنشدك الله ما ظنك برسول الله لو رآنا على هذه الصفة ؟ فلم يبق في القوم أحد إلا وبكى . فأمر يزيد بالحبال فقطعت ، وأمر بفك الغل عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) .
ثم وضع رأس الحسين (عليه السلام) بين يدي يزيد الذي أجلس النساء خلفه لئلا ينظرون اليه ، فجعلت فاطمة وسكينة بنتا الإمام الحسين (عليه السلام) يتطاولان لينظرا الرأس ، وجعل يزيد يتطاول ليستر عنهما الرأس . فلما رأين الرأس صحن ، فصاحت نساء يزيد ، وولولت بنات معاوية ، فقالت فاطمة : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد ؟ فبكى الناس ، وبكى أهل داره حتى علت الأصوات . وأما زينب فأنها لما رأت الرأس أهوت الى جيبها فشقته ، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب : ياحسيناه ، يا حبيب رسول الله ، يا ابن مكة ومنى ، يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ، يا ابن بنت المصطفى … قال الراوي فأبكت والله كل من كان حاضراً في المجلس ويزيد ساكت ، ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين وتنادي : يا حبيبا ، يا سيد أهل بيتنا ، يا ابن محمداه ، يا ربيع الأرامل واليتامى ، يا قتيل أولاد الأدعياء ، فأبكت كل من سمعها . وكان في السبايا الرباب بنت امرئ القيس زوجة الحسين (عليه السلام) ، وهي أم سكينة بنت الحسين وأم عبد الله الرضيع المقتول بكربلاء ، فأخذت الرباب الرأس ووضعته في حجرها وقبلته … ثم أقيمت المناحة ثلاث أيام وصالا … » .
وكانت هذه أول مناحة عامة على الحسين (عليه السلام) وأهله وآله وصحبه تقام في الشام ، إذ إن الروايات تفيد بأن يزيد أمر بأن تقام للسبيا والأسرى دار تتصل بداره ، وكان هؤلاء مدة مقامهم في أيامهم الحزينة بالشام ينوحون على الحسين في سرهم وعلنهم .
هذا ولم تكن بنات آل البيت والهاشميات وحدهن الباكيات بل واستهن نساء بني أمية بدموعهن ، فلم تبق أموية إلا وأخذت تبكي وتنوح على الحسين (عليه السلام) وسباياه .
۲ ـ جاء في كتاب « أعلام النساء في عالمي العرب والاسلام » لمؤلفه عمر كحالة ، عند بحثه عن مجلس يزيد في الشام وحضور السبايا فيه . قوله : « ثم أخرجهن فأدخلهن دار يزيد بن معاوية ، فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأقمن على الحسين المناحة ثلاثاً … » (۱) .
۳ ـ وصف السيد عبد العزيز سيد الأهل في مؤلفه : « زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) » كيفية وصول الامام (عليه السلام) ومعه السبايا الى الشام وصعود الامام المنبر ليخطب في الناس ، ثم يقول : « وجعل علي بن الحسين يخطب ويفتخر بأهل بيته ويسميهم باسمائهم فرداً فرداً ، ويذكر فضائلهم وأياديهم على الملة والناس ، وما زال يقول ويطنب حتى بكى الناس وانتحبوا ، وتحركوا أو كادوا . فكان أيضاً أول انتحاب … » .
۴ ـ جاء في « موسوعة آل النبي » المار ذكرها عند ترجمة الرباب بنت امرئ القيس بن عدي زوجة الامام الحسين التي توفيت سنة ۶۲ هـ ، والتي كانت ضمن أسرى ركب سبايا الحسين الى الكوفة وفي الشام والمدينة : « إنها ـ أي الرباب ـ قد أنشدت هذين البيتين عندما أخذت رأس الحسين وقبلته ووضعته في حجرها :
واحسينـا فلا نسيت حسيناً * أقـصدته أسنـة الأعـداء
غادروه بكـربلاء صريعاً * لا سقى الله جـانبي كربلاء
وكانت هذه السيدة الجليلة لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً من البكاء على الحسين ولم تستظل تحت سقف حتى ماتت بعد سنة كاملة … » .
۵ ـ وفي الجزء «۱ : ۱۴۱» من « المجالس السنية » عند وصفه كيفية وصول السبايا الى درج باب المسجد الجامع ، في الشام ، قال المؤلف ما عبارته : « جاء شيخ وأخذ يشتم النساء والسبايا ، جابهه الامام زين العابدين بتعريف السبايا وبذكر بعض آيات القرآن الكريم ، وقال له : نحن هم الذين أشار اليهم القرآن ، فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثم رفع رأسه الى السماء وقال : اللهم أني أبرأ اليك من عدو آل محمد . ثم قال : هل لي من توبة ؟ فقال له الامام : نعم إن تبت تاب عليك الله ، وأنت معنا ، فقال : إني تائب . فبلغ يزيد ذلك فأمر به فقتل … » .
۶ ـ في الجزء «۱ : ۱۴۹» من « المجالس السنية » عند وصف صعود الامام زين العابدين المنبر في الشام وإلقائه خطبة موجزة جاء ما نصه : « فلم يزل يقول الامام : أنا ، حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب ، وخشي يزيد أن تكون فتنة ، فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام .. » .
۷ ـ جاء في الصفحة «۷۴۶» من « موسوعة آل النبي » في وصف مثول السبايا بين يدي يزيد ما نصه : « فهم يزيد أن يتلو الآية : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) [ الشورى : ۳۰ ] .. لكنه ما لبث أن سكت ، فقد كان صراخ النسوة يسمع من بعيد ، فاجعا مؤثراً ، عالي الرنين . ولم تكن بنات بني هاشم وحدهن الباكيات بل واستهن نساء بني أمية بدموعهن . فلم تبق من آل معاوية امرأة إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين ، وأقيمت المناحة ثلاثة أيام وصالاً ثم أمر يزيد فجهزن للسفر لى المدينة في صحبة حارس أمين ، معه خيل وأعوان » .
۸ ـ في الصفحة «۱۴۷» من كتاب « نهضة الحسين » عند الحديث عن اختتام مثول السبايا والأسرى بين يدي يزيد يقول مؤلفه الجليل ما لفظه : « هنا ، وفي هذه الساعة انطفأت جذوة الانتقام التي كان لهيباً يستعر في صدر يزيد من قبل . وهنا خاتمة المصائب . هنا أذن يزيد لأهل البيت النبوي بإقامة العزاء لفقد سيدهم ليالي وأياماً ، وعلت من بيوت يزيد ونسوته أصوات البكاء والعويل كحمامات الدوح يتجاوبن مع النوادب من آل الرسول على سيد شباب أهل الجنة » .
۹ ـ جاء في الصفحة «۱۳۳» من كتاب « المجالس الحسينية » لمؤلفه الشيخ مغنية ، نقلاً عن كتاب « نفس المهموم » ما نصه : « إن هند بنت عبد الله بن عامر كانت تحت الحسين (عليه السلام) فطلقها وتزوجت يزيد . وحين دخل السبايا على يزيد في الشام حسرت هند عن رأسها وشقت الثياب ودخلت على يزيد في مجلسه تندب وتصيح ، وقالت : يا يزد أرأس ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب ؟… » .
۱۰ ـ جاء في الصفحة «۱۴۲» من « المجالس السنية » ما عبارته : « روي أن بعض فضلاء التابعين وهو خالد بن معدان لما شاهد رأس الحسين (عليه السلام) بالشام أخفى نفسه شهراً من جميع أصحابه ، فلما وجدوه بعد أن فقدوه وسألوه عن سبب ذلك فقال : ألا ترون ما نزل بنا ؟ ثم أنشأ يقول :
جـاءوا برأسك يابن بنت محمد * مـترملاً بـدمـائه تـرميـلا
وكـأنمـا بك يـابن بنت محمد * قتلـوا جهاراً عـامدين رسولا
قـتلوك عطشاناً ولمـا يـرقبوا * في قـتلك التأويـل والتـنزيلا
ويكـبرون بـأن قـتلت وإنمـا * قـتلوا بك التكبير والتهليلا (۲)
۱۱ ـ ورد في الصفحة «۱۵۳» من كتاب « إقناع اللائم » ما عبارته :
« وفي العقد الفريد (۳) عن المدائني بسنده عن الحسن البصري قال : قتل مع الحسين ستة عشر من أهل بيته والله ما كان على الأرض يومئذ أهل بيت يشبهون بهم ، وحمل أهل الشام بنات رسول الله سبايا على ظهور الابل ، فلما أدخلوا على يزيد قالت فاطمة بنت الحسين : يا يزيد ، أبنات رسول الله سبايا ؟ قال : بل حرائر كرام ، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت . قالت : فدخلت اليهن فما وجدت فيهن سفيانية إلا متلدمة تبكي . وقالت بنت عقيل بن أبي طالب ترثي الحسين ومن أصيب معه :
عيني ابكـي بعبرة وعـويل * واندبي إن ندبت آل الرسول
سـتة كـلهم لصـلب علـي * قد اصـيبوا وخـمسة لعقيل
۱۲ ـ جاء في الصفحة «۳۵۶» من تاريخ الطبري المجلد الرابع ، عند ذكره وضع رأس الحسين بين يدي يزيد في الشام ما نصه : « وقيل (۴) : إن هنداً بنت عبد الله بن عامر زوجة يزيد سمعت بما يدور في مجلس زوجها فتقنعت بثوبها وخرجت ، فقالت : يا أمير المؤمنين أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ؟ قال : نعم ، فأعولي عليه وحدي (۵) عجل عليه ابن زياد فقتله ، قتله الله … » .
۱۳ ـ جاء في الصفحة «۲۱۱» من « إقناع اللائم » عند بحثه عن أفراح عاشوراء لدى بعض الفرق وخاصة في الشام قوله : « والصحيح أن الذين سنوها هم بنو أمية كلهم وأتباعهم من زمن يزيد لا خصوص الحجاج . ولما دخل سهل بن سعد الصحابي الشام رآهم قد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون ، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول . فقال في نفسه : ترى لاهل الشام عيداً لا نعرفه ؟ ثم علم أن ذلك بسبب دخول رأس الحسين (عليه السلام) ، فعجب لذلك » .
۱۴ ـ وللسيد الرضي في هذه الأعياد هذا البيت الذي أورده كتاب « اقناع اللائم » أيضاً :
كانت مآتم بالعراق تعدها * أموية بالشام من أعيادها
وكذلك لابن منير الدين الطرابلسي في رائيته المشهورة هذه الأبيات في تلك الأعياد :
وحـلقت في عـشر المحـرم * ما استطال مـن الشـعر
ونـويت صــوم نـهـاره * وصـــيام أيـام أخــر
ولبـست فـيـه أجمـل ثـو * ب للــملابـس يــدخر
وسهرت في طــبخ الحـبو * ب من العشاء الى السـحر
وغــدوت مكـتحـلا أصـا * فـح من لـقيت مـن البشر
ووقـفت في وسـط الـطـر * يق أقـص شارب من عبر
_____
(۱) أعلام النساء ۲ : ۹۷ .
(۲) اللهوف في قتلى الطفوف : ۷۶ .
(۳) العقد الفريد ۵ : ۱۳۲ .
(۴) في المصدر هكذا : ( قال : فسمعت دور الحديث هند بنت عبد الله بن عامر بن كريز وكانت تحت يزيد بن معاوية فتقنعت ) .
(۵) في المصدر زيادة ( على ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصريحة قريش
الكاتب: السيد صالح الشهرستاني