- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
حجّ هشام بن عبد الملك ، فلم يقدر على استلام الحجر من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وطاف به أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) ، وعليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم رائحة ، بين عينيه ثفنة السجود ، فجعل يطوف ، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتّى يستلمه هيبة له .
فقال شامي : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعرفه ـ لئلاّ يرغب فيه أهل الشام ـ فقال الفرزدق وكان حاضراً : لكنّي أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟ فأنشأ قصيدته المشهورة :
عندي بيان إذا طلا بـه قدمـوا
والبيت يعرفه والحـلّ والحـرم
هذا التقيّ النقيّ الطاهـر العلـم
صلّى عليه إلهي ما جرى القلـم
لخرّ يلثم منـه ما وطـى القـدم
أمسـت بنور هـداه تهتدي الأمم
وابن الوصـي الذي في سيفه نقم
إلى مكارم هـذا ينتهـي الكـرم
ركن الحطيم إذا ما جـاء يسـتلم
العرب تعرف من أنكرت و العجم
عن نيلها عرب الإسـلام والعجم
فمـا يكلّــم إلاّ حيـن يبتسـم
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
مـن كف أروع في عرنينه شمم
لولا التشـهّد كانـت لاؤه نعـم
طابت عناصـره والخيم والشيم
حلو الشـمائل تحلو عنـده نعم
وإن تكلّـم يومـاً زانـه الكلم
بجدّه أنبيـاء الله قـد ختمـوا
جرى بذاك لـه في لوحه القلم
وفضل أُمّتـه دانت لهـا الأُمم
عنها العمايـة والإملاق والظلم
يستو كفان ولا يعروهمـا عدم
يزينه خصلتان الحلمُ والكـرم
رحب الفناء أريب حين يُعترم
كفر وقربهم منجى ومعتصـم
سائلي أين حلّ الجـود والكـرم
هـذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه
هـذا ابن خيـر عبـاد الله كلّهـم
هـذا الذي أحمـد المختـار والده
لو يعلم الرّكن من قد جـاء يلثمـه
هـذا علـي رسـول الله والــده
هذا ابن سـيّدة النسـوان فاطمـة
إذا رأتـه قريـش قـال قائلهــا
يكـاد يمسـكه عرفـان راحتـه
وليـس قولك مـن هذا بضـائره
يُنمى إلى ذروة العزّ التي قصرت
يُغضي حياءً ويُغضـى من مهابته
ينجاب نور الدجى عن نور غرّته
بكفّـه خيـزران ريحـه عبـق
ما قـال لا قطّ إلاّ فـي تشـهّده
مشـتقّة من رسـول الله نبعتـه
حمّال أثقـال أقـوام إذا فدحـوا
إن قال قال بما يهوى جميعهـم
هذا ابن فاطمـة إن كنت جاهله
الله فضّـله قدمــاً وشــرّفه
من جدّه دان فضل الأنبياء لـه
عمّ البريّة بالإحسان وانقشـعت
كلتا يديـه غياث عـمّ نفعهمـا
سـهل الخليقة لا تخشى بوادره
لا يخلف الوعد ميموناً نقيبتـه
من معشر حبّهم دين وبغضهم