موقع الشیعة - النبي وأهل بيته - الإمام العسكري (ع) - مدائحه ومراثيه
فأنزل بأرض الطف كي نسقيها
ما بلت الأكبـاد من جاريـها
ثقل النبـوّة كان ألقـي فيهـا
ببكائهـا حزنـاً على أهليهـا
مذهولة تصغي لصوت أخيها
فغدت تقابلهـا بصـبر أبيها
بفراق أخوتهـا وفقد بنيهـا
تشكو لواجهـا إلى حاميهـا
يرمي حشاها جمرة من فيها
في السر سائقها ومن حاديها
والشمر يحدوها بسب أبيهـا
واليـوم آل أميّــة تبديهـا
لك من ثيابـك ساتراً يكفيها
تسـمو إليه ووجدها يضنيها
أو قدّمـوه فحالـه يشـجيها
إن كان عنـدك عبـرة تجريهـا
فعسى نبل بها مضاجـع صـفوة
ولقد مررت على منـازل صفوة
فبكيـت حتّى خلتهـا سـتجيبني
وذكرت إذ وقفت عقيلـة حيـدر
بأبي التي ورثت مصـائب أمّها
لم تله عن جمع العيال وضـمهم
لم أنس إذ هتكو حماهـا فانثنت
تدعو فتحتـرق القلـوب كأنّمـا
هذي نساؤك من يكون إذا سرت
أيسـوقها زجر بضـرب متنوها
عجباً لها بالأمس أنت تصـونها
حسرى وعز عليك إن لم يتركوا
وسروا برأسك في القنا وقلوبهم
إن أخرّوه شـجاه رؤيـة حالها