- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 28 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
آ –
استشهد علي بن أبي طالب سنة 40 ه فانتقلت الخلافة بعده إلى ابنه الحسن ( 1 ) ، وتذكر المصادر التاريخية أن عليا لم يوص إلى أحد من أبنانه وأنه قال لا آمركم ولا أنهاكم ( 2 ) .
ويقول المسعودي وذكرت طائفة من الناس أن عليا لم يوص إلى ابنيه الحسن والحسين لأنهما شريكاه في آية التطهير وهذا قول كثير ممن ذهب إلى القول بالنص ( 3 ) .
وقد انفرد المسعودي بهذا القول من بين المؤرخين .
فلما توفي علي خرج الحسن إلى المسجد فاجتمع الناس إليه فبايعوه ( 4 ) .
وكانت بيعته التي أخذ على الناس أن يحاربوا من حارب ويسالموا من سالم ، فقال بعض من حضر والله ما ذكر السلم إلا ومن رأيه أن يصالح معاوية ( 5 ) .
ب –
ويبدو أن الفترة التي تولى بها الحسن الخلافة 40 ه ) كانت مليئة بالاضطرابات فمعاوية قد تمكن من الشام ، كما أن كثيرا من أصحاب علي خرجوا بعد التحكيم .
وقد استطاع معاوية أن يستغل هذه الأمور ، فكان يدس إلى عسكر الحسن من يتحدث أن قيس بن سعد قد صالح معاوية وصار معه ويوجه إلى عسكر قيس من يتحدث أن الحسن قد صالح معاوية ، كما أنه أرسل المغيرة بن شعبة وعبد الله بن عامر لابن كريز إلى الحسن واتوه وهو نازل بالمدائن فخرجوا من عنده وهم يقولون ويسمعون الناس ان الله قد حقن بابن رسول الله الدماء وسكن به الفتنة وأجاب إلى الصلح ، فاضطرب العسكر ولم يشك الناس في صدقهم فوثبوا بالحسن . . . وتفرق الناس عنه ( 6 ) .
ويبدو من هذا أن الجماعة المحيطة بالحسن أو شيعته لم يكونوا جميعا شيعة حقا لأنهم لو كانوا شيعة لما أثرت فيهم دسائس معاوية وإنما يظهر أنهم ، كانوا يميلون للعلويين ويرون فيهم منذ قتل علي رمز سلطتهم المفقودة ( 7 ) .
ولكن هناك جماعة أخلصت للحسن ، فيذكر البلاذري أن الحسن حينما جرح نزل في دار سعد بن مسعود عم المختار بن أبي عبيد الثقفي بالمدائن وكان أبوه قد ولاه إياها ، فأشار عليه المختار أن يوثقه ويسير به إلى معاوية على أن يطعمه خراج جوخي ، فأبى ذلك وقال للمختار : قبح الله رأيك أنا عامل أبيه وقد ائتمنني وشرفني ، وهبني نسيت بلاء أبيه أأنس رسول الله ولا أحفظه في ابن بنته وحبيبه ، ثم أنه أتاه بطبيب وأقام عليه حتى برا ( 8 ) . وقد ذكر الطبري ان الشيعة كانت تشتم المختار وتعتبه لهذا السبب ( 9 ) .
فسعد بن مسعود إذن من مخلصي شيعة علي فهو حافظ لعهده ولعهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكون الحسن ابنه . وعندما وثب القوم بالحسن نادى أين ربيعة وهمدان فتبادروا إليه ( 10 ) . فخص بالنداء ربيعة وهمدان لثقته بولائهما وكانت نصرتهم له دليلا على أنهما بقيتا شيعة للحسن كما كانت لعلي .
ولكن الظاهر أن الحسن لم يكن واثقا من أصحابه ونصرتهم له وإلا لما أقدم على الصلح ، ويؤكد هذا اليعقوبي ولما رأى الحسن أن لا قوة به وأن أصحابه قد افترقوا عنه فلم يقوموا له صالح معاوية وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وقد سالمت معاوية وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ( 11 ) .
وقد تم الصلح بين معاوية والحسن بشروط اشترطها الحسن عليه ، على أن يسلم له الخلافة بعده ، وأن لا يأخذ أحدا من أهل العراق بأحنه ، ويحمل إلى أخيه الحسين في كل عام ألفي درهم ويفضل بني هاشم في العطاء على بني عبد شمس ( 12 ) .
ويذكر البلاذري ان من ضمن شروط الصلح التي أخذها الحسن على معاوية أن لا يعهد لأحد من بعده وأن يكون الأمر شورى بين الناس وعلى أن لا يبغي الحسن بن علي غايله سرا ولا علانية ولا يخيف أحدا من أصحابه ( 13 ) .
فالدينوري يرى أن الحسن بن علي اوصى بأهل العراق ، والبلاذري يؤكد اهتمام الحسن بأصحابه وأصحابه هم الشيعة .
ويورد الطبري أن من شروط الصلح أن لا يشتم معاوية عليا على مسمع من الحسن ( 14 ) . ويقول المقدسي أن الحسن طلب أمانا لشيعة علي ( 15 ) .
وبالرغم من اهتمام الحسن بأصحابه إلا أنه كان عاتبا عليهم وذلك حين خاطبهم بعد الصلح ، يا أهل الكوفة لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت فقلتكم أبي وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني ، وأني قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا ( 16 ) .
وكانت الشيعة قد ساءها تنازل الحسن عن الخلافة وقد أظهرت له ذلك وأول من كلمه في ذلك حجر بن عدي الكندي قال : يا ابن رسول الله لوددت أني مت قبل ما رأيت ، أخرجتنا من العدل إلى الجور فتركنا الحق الذي كنا عليه ودخلنا في الباطل الذي نهرب منه وأعطيتنا الدنية من أنفسنا وقبلنا الخسيسة التي لم تلق بنا ، فكان جواب الحسن له : إنما صالحت بقيا على شيعتنا خاصة من القتل ( 17).
وحجر بن عدي من الشيعة ومن المخلصين لعلي ، وكذلك أنكر سليمان بن صرد الخزاعي الصلح وكان سيد أهل العراق ورأسهم فدخل على الحسن فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين ، وكان يعاتب الحسن على قعوده عن الحرب بالرغم من كثرة أنصاره هم مائة ألف مقاتل من أهل العراق سوى شيعته من أهل البصرة وأهل الحجاز (18).
وكان جواب الحسن فإنكم شيعتنا وأهل مودتنا . . . وإني لم أرد بما رأيتم إلا حقن دماءكم وإصلاح ذات بينكم . . . وأما قولكم يا مذل المؤمنين فوالله لأن تذلوا وتعافوا أحب إلي من أن تعزوا وتقتلوا ( 19 ) .
وقد منع الحسن أتباعه من القيام بأي عمل وقال : وليكن كل رجل منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام معاوية حيا ( 20 ) .
ويظهر أن الشيعة قد يئسوا من الحسن فمال قسم منهم إلى الحسين وطلبوا منه أن يجمع شيعته ويحارب معاوية إلا أنه رفض ذلك وأوصاهم بما طلب منهم الحسن ( 21 ) .
ويبدو أن معاوية لم يهدأ باله ما دام الحسن حيا فتشير بعض المصادر إلى احتمال تحريضه على سمه .
فيروي البلاذري إنه شرب شربة عسل فمات منها ، ويقال أن معاوية دس إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس امرأة الحسن وأرغبها حتى سمته ( 22 ) .
ولما بلغ أهل الكوفة وفاة الحسن بن علي كتبوا إلى الحسين يعزونه بوفاة أخيه أما بعد فإن من قبلنا من شيعتك متطلعة أنفسهم إليك لا يعدلون بك أحدا وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في دفع الحرب وعرفوك باللين لأوليائك والغلظة على أعدائك والشدة في أمر الله فإن كنت تحب أن تطلب هذا الأمر فأقدم علينا فقد وطنا أنفسنا على الموت معك ، فكتب إليهم أما أخي فأرجو أن يكون الله قد وفقه وسدده وأما أنا فليس رأي اليوم ذاك ما دام معاوية حيا ( 23 ) .
يظهر من هذا تطور الحال إلى قيام جماعة موالية لآل علي ولكنها غير جادة ، وأنها مستعدة لرد الإمامة إليهم بالثورة . ولكن الحسين لم يستطع إجابة طلبهم حفظا لعهد أخيه .
ولم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن حتى بايع لابنه يزيد وقد امتنع عن بيعته الحسين بن علي وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير ( 24 ) .
فكانت بيعة يزيد أول نقض لشروط الصلح بين معاوية والحسن ولم يكتف معاوية بهذا وإنما نقض الشرط الآخر وهو أن لا يسئ إلى أصحاب الحسن .
فأمر معاوية عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وأمر بحرمان كل من عرف منه موالاة علي من العطاء وإسقاطه من الديوان والتنكيل به وهدم داره ( 25 ) .
وأمر معاوية بلعن علي على المنابر ( 26 ) . ونادى مناديه وكتب بذلك إلى عماله ألا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي وأهل بيته وقامت الخطباء في كل كورة ومكان على المنابر بلعن علي بن أبي طالب والبراءة منه ( 27 ) .
كما كتب معاوية كتابا إلى ابن عباس يأمره بالكف عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ( 28 ) .
وكانت الكوفة مركزا للشيعة ، وقد لاقي الشيعة الاضطهاد في فترة تولي زياد على الكوفة وكان زياد عامل علي بن أبي طالب على فارس فلما صار الأمر إلى معاوية كتب إليه يتهدده ثم عفا عنه وولاه البصرة والكوفة ( 29 ) .
وقد طارد زياد الشيعة وعاملهم بقسوة حتى قيل : إن أول ذل دخل الكوفة موت الحسن بن علي وقتل حجر بن عدي ودعوة زيادة ( 30 ) .
واستمر شيعة علي على إخلاصهم ووفائهم حتى أن معاوية كان يعجب من وفائهم فكان يقول : والله لوفاؤكم له بعد موته أكثر من إخلاصكم له في حياته ( 31 ) .
وأثارهم معاوية بمختلف الوسائل ولكنهم جابهوه بشدة ووقفوا بوجهه .
ج –
وقام الشيعة بأول حركة ضد معاوية وهي حركة حجر بن عدي الكندي وأصحابه وكانوا من الناقمين على زياد والي الكوفة ، فأخذ زياد حجرا وثلاثة عشر رجلا من أصحابه ، وكانت التهمة الموجهة إليهم أنهم خالفوا الجماعة في لعن أبي تراب وزوروا على الولاة فخرجوا بذلك على الطاعة ( 32 ) .
وكتب زياد إلى معاوية إن طواغيت من هذه الترابية السبأية رأسهم حجر بن عدي خالفوا أمير المؤمنين وفارقوا جماعة المسلمين . . . ( 33 ) .
وهنا نلاحظ أن زيادا يسمي الشيعة الترابية والسبأية ، فالترابية مأخوذة من كنية علي أبو تراب التي كناه بها النبي وكانت من أحب الكنى له ( 34 ) ولكن الأمويين اعتبروها منقصة لعلي فأكثروا من ذكرها .
أما السباية فهم من أصحاب عبد الله بن سبأ ، والسبأية غير الشيعة وحجر وأصحابه من مخلصي الشيعة فلا يمكن عدهم من السبأية .
وقد احتار معاوية في أمر حجر وأصحابه فأشار عليه زياد أن يقتلهم فقتلهم بمرج عذراء ( 35 ) .
ولكن يبدو ان معاوية ندم بعد قتلهم سيما بعد أن لامته عائشة وكان يقول : ما أعد نفسي حليما بعد قتلي حجرا وأصحاب حجر ( 36 ) .
وبعد مقتل حجر وأصحابه سكتت الشيعة خوفا من الاضطهاد والقتل بعد أن صار شعار الأمويين لا صلاة إلا بلعن أبي تراب ( 37 ) .
ويمكن أن يفسر سكوتهم بأنهم كانوا يتقون الأمويين ولم تكن لهم طاقة بمواجهتهم ، إلا أن الوضع لم يستمر على هذه الحال .
د –
ولما توفي معاوية خلفه ابنه يزيد فأمر الوليد بن عتبة واليه على المدينة أن يأخذ له البيعة من أهل المدينة ومن الحسين بن علي وعبد الله ابن الزبير وكان أبوه لم يكرههم على البيعة ، فامتنع الحسين عن البيعة وترك المدينة خارجا إلى مكة ( 38 ) .
وجاءته الرسل من العراق من شيعته تدعوه إلى القدوم فقد اجتمع جماعة من الشيعة في منزل سليمان بن صرد واتفقوا على أن يكتبوا إلى الحسين يسألونه القدوم عليهم ليسلموا الأمر إليه ( 39 ) .
وكان الحسين بن علي منكرا لصلح الحسن معاوية فلما وقع الصلح دخل جندب بن عبد الله الأزدي والمسيب بن نجبة الغزاري وسليمان بن صرد الخزاعي وسعيد بن عبد الله الحنفي في قصر الكوفة وسلموا عليه فلما رأى سوء حالهم ، تكلم وذكر كراهيته للصلح وقال : ولكنه أخي عزم علي وناشدني فأطعته كأنما يحز أنفي بالمواسي ويشرح قلبي بالمدى . . . ( 40 ) .
فيبدو أن الشيعة قد استعدت للقيام بعمل إيجابي أي الثورة بوجه السلطان الأموي .
ولما وردت رسل أهل العراق إلى الحسين تستعجله القدوم بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين ، أما بعد فحي هلا فإن الناس ينتظرونك لا إمام لهم غيرك فالعجل العجل والسلام ( 41 ) .
ونلاحظ أن كلمة شيعة هنا لا تستعمل بمفردها وإنما يقال شيعة الحسين التي تدين بموالاة الحسين وإمامته بعد الحسن .
وخرج الحسين إلى مكة ومعه مواليه وبنو أخيه وجميع أهل بيته إلا محمد بن الحنفية وقد نصح الحسين أن لا يذهب إلا بعد أن يستوثق بيعة الناس له لئلا يختلف عليه الناس فيقتل ويذهب دمه هدرا ( 42 ) .
فيظهر من كلام محمد بن الحنيفة أنهم لا زالوا في شك من نصرة أهل العراق لهم بالرغم من كثرة عددهم .
وخرج الحسين قاصدا الكوفة وأرسل قبله مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ليتأكد من بيعة الناس له فوصل مسلم بن عقيل الكوفة واجتمع إليه خلق كبير من الشيعة وجعلت الشيعة تختلف إليه وهو في دار عروة بن هانئ المذحجي ويبايعون الحسين سرا ومسلم بن عقيل يكتب أسماءهم ويأخذ عليهم العهود أنهم لا ينكثون حتى بايعه ما ينيف على عشرين ألفا ( 43 ) .
وبينما الحسين في طريقه لقي الفرزدق بن غالب الشاعر فسأله عن أمر الناس فقال له الفرزدق : الخبير سألت ان قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية ( 44 ) .
ونفهم من هذا النص أن الشك كان يحوم حول مدى نصرة أهل الكوفة من شيعة وغيرهم للعلويين .
ثم توالت الأحداث ، فقتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وخافت الشيعة ولم تخرج لنصرتهم ولم يعلم الحسين ما حدث إلا بعد وصوله ولم يبق معه غير أهل بيته وعددهم 62 أو 72 رجلا ، وعمر بن سعد في 4 آلاف ( 45 ) .
وقد خير الحسين أهل بيته بين البقاء معه أو الخروج لأن القوم لا يريدون غيره فأبوا وقاتلوا معه حتى قتل وقتلوا ( 46 ) .
وهكذا نرى أن حركة التشيع كانت لا تزال متعثرة في طريقها لأن التشيع في نظر أهل العراق كان مرتبطا بذكرى حكم علي الذي يمثل زعامة العراق بين الأمصار ( 47 ) .
وكان لاستشهاد الحسين أثر كبير في نفوس شيعته وقد أغنت هذه الحادثة الأدب العربي بالروائع وألفت الكتب الكثيرة في وصف مقتل الحسين ( 48 ) .
وهكذا كان تبلور الحركة السياسية تحت اسم الشيعة كان بعد مقتل الحسين مباشرة ( 49 ) .
فنلاحظ في أيام الحسين أن كلمة شيعة أصبحت تطلق مفردة فيقال الشيعة ولا يقال شيعة علي أو شيعة الحسين وهذا يعني أن مفهوم الشيعة كجماعة بدأ بالوضوح والتحديد .
ويرى الشيخ المفيد أن كلمة شيعة إذا دخلت عليها أل التعريف فهي على التخصيص لأتباع أمير المؤمنين ( 50 )، وسوف يتوضح معنى كلمة شيعة أكثر بحركة التوابين .
ه –
ولما قتل الحسين بن علي ( سنة 61 ه ) تلاقت الشيعة بالتلاوم والتندم ففزعوا إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة وهم سليمان بن صرد الخزاعي وكانت له صحبة والمسيب بن نجبة الفزاري وكان من خيار أصحاب علي وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي ، وعبد الله بن وال التيمي ، ورفاعة بن شداد البجلي ، ثم الفتياني ، فاجتمع هؤلاء في منزل سليمان بن صرد ومعهم ناس من وجوه الشيعة ، فتلاوموا على خذلانهم الحسين واتفقوا على قتل قتلته كما اتفقوا على تولية هذا الأمر شيخ الشيعة وصاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذا السابقة والقدم سليمان بن صرد الخزاعي ، وخطب فيهم : كونوا كتوابي بني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم ، إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلك خير لكم عند بارئكم ( 51 ) .
وبدأ سليمان بن صرد يبث الرسل إلى الشيعة في المدائن والبصرة ( 52 ) .
ويبدو من هذا أن هناك شيعة لعلي في المدائن والبصرة ، وكان ابتداء أمر التوابين سنة 61 ه لكنهم اتفقوا على الخروج سنة 65 ه وأن يجتمعوا بالنخيلة ( 53 ) .
فيظهر أن الشيعة كانوا يستعدون ويتحينون الفرصة المناسبة للطلب بدم الحسين ولكنهم لم يتمكنوا من الظهور زمن يزيد . فلما مات يزيد اجتمعت الشيعة إلى سليمان بن صرد وقالوا : قد مات هذا الطاغية فإن شئت أظهرنا الطلب بدم الحسين وتتبعنا قاتليه فمنعهم من ذلك وطلب منهم أن يصبروا وقال لهم إن قتلة الحسين هم أشراف أهل الكوفة وفرسان العرب وهم المطالبون بدمه ومتى علموا ما تريدون وعلموا أنهم المطلوبون كانوا أشد عليكم ، ثم أوصاهم أن يدعوا إلى أمرهم هذا شيعتهم وغير شيعتهم لأنه قال ، فإني أرجو أن يكون الناس اليوم حيث هلك هذا الطاغية أسرع إلى أمركم استجابة منهم قبل هلاكه ( 54 ) .
فلما كانت سنة 65 ه خرج سليمان إلى النخيلة ونادوا أصحابه يا لثارات الحسين وكان معه ستة عشر ألفا ، فلما عرض أصحابه وجدهم أربعة آلاف ( 55).
وهكذا كانت الشيعة لا تزال حتى في هذه الفترة غير مستقرة إذ ما تبدأ بعمل وتتفق عليه حتى تتفرق متأثرة بتأثيرات مختلفة . وكان نصيب حركة التوابين الفشل ( 56 ) .
ويتضح لنا مما مر من الروايات التاريخية أن الشيعة أصبحت بعد خروج التوابين حزبا سياسيا واضح المفهوم فكان يقال الشيعة وشيخ الشيعة فيعرف مدلولهما ( 57) .
ولما كانت حركة التوابين دعوة للثأر من قتلى الحسين كان المفروض أن تلاقي تأييدا من كل الشيعة لا سيما بعد أن كثر عدد الشيعة كما رأينا وأن يكتب للحركة النجاح ، لكن الحركة الشيعية قد تعرضت لتأثيرات مختلفة منها تأثير السلطة الأموية ، وأناس عدوا من الشيعة ولكنهم كما يبدو قد جعلوا مصلحتهم الشخصية فوق ما اعتقدوه ، فكل هذه الأمور أدت إلى فشل هذه الحركة بالرغم من كثرة مؤيديها .
و –
وقد تزعم المختار بن أبي عبيد الثقفي الشيعة المطالبين بثأر الحسين بعد فشل حركة التوابين .
وقد ولد المختار في السنة التي هاجر فيها رسول الله من مكة إلى المدينة وكان مع أبيه حين وجهه عمر بن الخطاب إلى العراق وأقام مع عمه في المدائن وكان واليا عليها من قبل علي بن أبي طالب ، وكان المختار عند الشيعة عثمانيا ، فلما قدم مسلم بن عقيل الكوفة نزل دار المختار وكان فيمن بايع مسلما سرا ( 58 ) .
واختلف الآراء في حركة المختار والمختار نفسه فمنهم من قال أنه دعا للثأر من قتلة الحسين وأن هذا غرضه من الثورة ، ويقال أن المختار لما أراد الذهاب إلى الكوفة أتى ابن الحنفية وأخبره أنه خارج للطلب بدمائهم والانتصار لهم فسكت ابن الحنفية ولم يأمره ولم ينهه ، وقيل أنه قال له اني لأحب أن ينصرنا الله ويهلك من سفك دماءنا ولست آمن بحرب ولا إراقة دم ( 59 ) .
أما الدينوري فيرى أن المختار إنما قام بهذه الحركة طلبا لمصلحة شخصية ، فيروى ، قد قيل للمختار يا أبا إسحاق لقد ظن الناس أن قيامك بهذا الأمر دينونة فقال المختار لا لعمري ما كان إلا لطلب دنيا فإني رأيت عبد الملك بن مروان قد غلب على الشام وعبد الله بن الزبير على الحجاز ومصعبا على البصرة ونجده الحروري على العروض وعبد الله بن خازم على خراسان ولست بواحد منهم ولكن ما كنت أقدر على ما أردت إلا بالدعاء إلى الطلب بثار الحسين ( 60 ) .
ومن هذا يتبين أن الدعوات التي قامت لنصرة آل البيت لم تكن خالصة في حد ذاتها .
ومهما يكن من أمر فقد قام المختار بحركته فيذكر الدينوري أن المختار جعل يختلف إلى شيعة بني هاشم وهم يختلفون إليه فيدعوهم إلى الخروج معه والطلب بدم الحسين فاستجاب له بشر كثير وأكثر من استجاب له همدان وقوم كثير من أبناء العجم كانوا بالكوفة ، وكان يجتمع بأصحابه سرا ( 61 ) .
فالدينوري يورد هنا كلمة شيعة بني هاشم ، وهذا التعبير يدخل ضمنه كل آل الرسول وليس عليا وأولاده فقط ، ثم أن المختار حينما ظهر كان ظهوره للأخذ بثار الحسين وأنه من الشيعة والشيعة أتباع علي وأولاده .
وقد استطاع المختار أن يستغل الظروف المحيطة به فقد ذكر البلاذري أن المختار ثبط الناس عن سليمان بن صرد لأن المختار عندما قدم الكوفة ودعا إلى الطلب بثار الحسين لم يجبه أحد وقال له الناس هذا سليمان شيخ الشيعة وقد أطاعته الشيعة وانقادت له فيقول لهم أن سليمان رجل لا علم له بالحروب وسياسة الرجال وقد جئتكم من قبل المهدي ، يعني ابن الحنفية ، فلم يزل حتى انشعبت له طائفة ( 62 ) .
وعندما اجتمعت الشيعة إلى المختار كان يقول أن محمد بن الحنيفة بعثه إليهم أن المهدي ابن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم أمينا ووزيرا ( 63 ) .
وواضح من هذا أن المختار قد دعا إلى إمامة محمد بن الحنفية ( 64 ) .
كما أنه كان يلقب محمد بن الحنفية بالمهدي وقد تطورت هذه الفكرة فيما بعد وأصبحت من مبادئ الكيسانية الرئيسية ( 65 ) .
ويعلل المسعودي سبب اعتقاد المختار بمحمد بن الحنفية فيقول : والذي دفع المختار الاعتقاد بإمامة محمد بن الحنفية أنه كتب كتابا إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ويقول بإمامته ويظهر دعوته وأنفذ إليه مالا كثيرا فأبى علي بن الحسين أن يقبل ذلك منه أو يجيبه عن كتابه وسبه على رؤوس الملأ في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأظهر كذبه وفجوره ودخوله على الناس بإظهار الميل إلى آل أبي طالب فلما يئس المختار من علي بن الحسين كتب إلى عمه محمد بن الحنفية يريده على مثل ذلك فأشار عليه علي بن الحسين أن لا يجيبه ، لأن باطنه مخالف لظاهره في الميل إليهم فهو في عداد أعدائهم لا أوليائهم ، ولكن ابن الحنفية سكت عن المختار عملا بنصيحة ابن عباس وخوفا من ابن الزبير ( 66 ) .
ولم يرد هذا الخبر عند أحد غير المسعودي ، وبهذا استطاع المختار إيهام الناس بأنه مرسل من قبل ابن الحنفية . ويذكر ابن سعد أن المختار كان يدعو الناس إلى محمد بن الحنفية فبايعه عدد كبير إلا أنهم شكوا في أمره فأرادوا التأكد من أمره فسألوا محمد بن الحنيفة فأجابهم ابن الحنفية ، نحن حيث ترون محتسبون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حق ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه فاخذروا الكذابين وانظروا لأنفسكم ودينكم ( 67 ) .
فجواب محمد لا يدل على تأييد المختار وكان له تأثير في اضعاف دعوة المختار .
ولو تتبعنا سيرة محمد بن الحنيفة فلا نجد ما يشير إلى أنه كان طامعا في الأمر بعد الحسين وإنما كان ممن أخلص النصح للحسن والحسين وقد أوصى الحسن الحسين به وقال : يا أخي أوصيك بمحمد أخيك فإنه جلدة ما بين العينين وقال يا محمد أوصيك بالحسين كانفه ووازره ( 68 ) .
واستمر المختار في الطلب بثار الحسين وتتبع قتلته فقتل عبيد الله بن زياد ، وعمير بن الحباب ، وفرات بن سالم ، وشمر بن الجوشن ، وكثير غيرهم ( 69 ) .
ولم يدم أمر المختار طويلا فقد انتهى أمره بقتاله مع ابن الزبير ( 70 ) .
وتظهر أهمية حركة المختار في أحداث التطور على الشيعة بظهور فرقة جديدة تقول بإمامة محمد بن الحنفية سميت بالكيسانية ( 71 ) .
وقد انقسمت الكيسانية إلى فرق عديدة ، ظهرت نتيجة لحركة المختار وقد اختلف كتاب الفرق في النظر إليها فمنهم من عدها من الشيعة ، ومنهم من عدها من الغلاة وقد اتصلت الكيسانية بالسبأية في بعض مبادئها وتطورت حتى أخرجت الإمامة من أولاد علي إلى أولاد العباس وسنأتي على بيان ذلك في باب الدعوة العباسية .
وقد امتازت هذه الفترة بظهور محمد بن علي بن الحنفية ، ومحمد ابن علي بن عبد الله بن عباس ، وأبي محمد علي بن الحسين .
فأما محمد بن الحنفية فقد ظهرت حوله دعوات كما مر من دعوة المختار له .
وكان محمد بن عبد الله بن عباس لا يزال في بداية أمره .
أما أبو محمد علي بن الحسين فلم يحاول الاشتراك في الأحداث التي مرت بعد مقتل أبيه الحسين ، وإنما انصرف إلى الزهد وكان يلقب بزين العابدين لشدة ورعه .
وانصرف كذلك إلى مقاومة حركات الغلو التي ظهرت في عصره يدل على ذلك قوله أيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا ( 72 ) .
وامتاز عصر الإمام علي بن الحسين بالشدة في معاملة الشيعة خاصة في زمن ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان معروفا بشدة عدائه للشيعة ( 73 ) .
وفي أيام عبد الملك بن مروان مرت على الشيعة فترة هدوء بعدما اشتد الحجاج في معاملتهم فقد ذكر اليعقوبي ، أن عبد الملك أمر الحجاج وقال له : جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت آل حرب لما تهجموا لم ينصروا ( 74 ) .
وحينما جاء عمر بن عبد العزيز اتبع مع الشيعة وآل الرسول سياسة مخالفة لمن سبقه ففي زمنه ترك لعن علي بن أبي طالب على المنابر .
وأعطى بني هاشم الخمس ورد فدك وفي ذلك يقول كثير :
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تتبع مقالة مجرم ( 75 ).
وفي أيام عمر بن عبد العزيز ابتدأ أمر الشيعة العباسية التي دعت إلى أولاد العباس مستغلين فترة الهدوء وحسن معاملة عمر بن عبد العزيز واستمر الحال هكذا حتى ظهور زيد بن علي بن الحسين .
ز – وقد ظهر زيد بن علي وهو أخو محمد بن علي بن الحسين الباقر في زمن هشام بن عبد الملك فأقدمه هشام واتهمه أنه يطلب الخلافة وهو لا يستحقها لأنه ابن أمة ، وكانت مناقشات ثم أمر هشام بإخراج زيد خوفا من لسانه ( 76 ) .
وقد اختلفت المصادر التاريخية في زمن خروج زيد ، فالدينوري يذكر أن زيدا خرج سنة 118 ه ( 77 ) .
أما البلاذري فيرى أن زيدا خرج في زمن الباقر وأنه لم يجد التأييد لحركته من الشيعة التي قالت بإمامة محمد الباقر ( 78 ) .
ولكن الباقر كما تذكر المصادر الإمامية وبعض المصادر التاريخية أنه توفي ما بين سنة 114 ه – 117 ه فيكون زيد قد خرج بعد وفاة الباقر أي في عصر الإمام جعفر الصادق ( 79 ) .
أما اليعقوبي فيذكر أن زيدا خرج سنة 121 ه ( 80 ) .
والطبري يرى أن زيدا قتل سنة 121 ه . أو 122 ه على اختلاف الروايات ( 81 ) .
وعلى أية حال فالأرجح أن زيدا ثار سنة 121 ه أي في عصر الإمام الصادق .
وكانت الشيعة في زمن زيد أكثر من جماعة منهم الذين قالوا بإمامة محمد بن الحنفية وأولاده وأخرجوا الإمامة إلى محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس ، وهؤلاء الشيعة العباسية فقد ذكر صاحب أخبار العباس قال :
سمعت أبا هاشم يقول : قال لي محمد بن علي : قد أظلكم خروج رجل من أهل بيتي بالكوفة يغتر في خروجه كما غر غيره فيقتل ضيعة ويصلب فحذر الشيعة قبلكم منه ( 82 ) .
وقد حذر بكير بن ماهان أتباعه من زيد وأصحابه قال : إني أعلم ما تعلمون الزموا بيوتكم وتجنبوا أصحاب زيد ومخالطتهم ( 83 ) .
فلم يشارك هؤلاء في حركة زيد وتركوه . ولم يوافق أيضا أبناء الحسن زيدا على الثورة ، وقد حذره عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب حيث ذكر مسكويه كتابا من عبد الله إلى زيد قال فيه : يا بن عمي إن أهل الكوفة نفخ العلانية خور السريرة تقدمهم ألسنتهم ولا تتابعهم قلوبهم ولقد تواترت إلى كتبهم فصمت عن ندائهم وألبست قلبي غشاء عن ذكرهم يأسا منهم واطراحا لهم ومالهم إلا ما قال علي بن أبي طالب وذكره بأشياء قالها في أهل العراق ( 84 ) .
فيظهر من هذا أن أهل الكوفة بالرغم من كونهم شيعة إلا أنه لا يركن إليهم وأن هناك دعوة في هذه الفترة لعبد الله بن الحسن بن الحسن .
أما الشيعة أتباع محمد الباقر فلم يوافقوا زيدا على رأيه وحذروه من الخروج فيذكر المسعودي ، أن محمد الباقر حذر أخاه زيدا حينما شاوره في الخروج فأشار عليه بأن لا يركن إلى أهل الكوفة إذ كانوا أهل غدر ومكر وقال له بها قتل جدك علي وطعن عمك الحسن وقتل أبوك الحسين وفيها وفي أعمالها شتمنا أهل البيت ( 85 ) .
إلا أن زيدا خرج ثائرا وقدم الكوفة فأسرعت إليه الشيعة وقالت : إنا لنرجو أن يكون هذا الزمان هلاك بني أمية وجعلوا يبايعونه سرا وبايعه أربعة عشر ألفا على جهاد الظالمين ( 86 ) .
ويبدو أن هناك جماعة من الشيعة كانت في شك من أمر زيد فقد ذكر البلاذري أن طائفة من الشيعة قالوا لمحمد بن علي قبل خروج زيد : إن أخاك فينا نبايع ، فقال : بايعوه فهو اليوم أفضلنا فلما قدم الكوفة كتموا زيدا ما سمعوه من أبي جعفر ( 87 ) .
ويقال أن زيدا طلب منهم أن يسألوا أبا جعفر محمد بن علي فإن أمرهم بالخروج معه خرجوا فاعتلوا عليه ثم قالوا : لو أمرنا بالخروج معك ما خرجنا لأنا نعلم أن ذلك تقية واستحياء منك فقال ما قال ( 88 ) .
إلا أن محمد الباقر كما يبدو لم يتخذ موقفا إيجابيا من حركته ، لكنه لم يمنع الناس عن نصرته .
ومما فرق الشيعة عن زيد أنهم سألوه ما قوله في أبي بكر وعمر فقال : كنا أحق البرية بسلطان رسول الله فاستأثرا علينا وقد وليا علينا وعلى الناس فلم يألوا عن العمل بالكتاب والسنة ففارقوه ورفضوا بيعته ، وقالوا : إن أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين هو الإمام وجعفر بن محمد إمامنا بعد أبيه وهو أحق بها من زيد وإن كان أخاه ( 89 ) .
وكان زيد إذا بويع قال : أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين وقسم هذا الفئ في أهله ورد المظالم ونصرنا أهل البيت على من نصب لنا الحرب أتبايعون على هذا فبايعوه ( 90 ) .
ورغم كل هذه الاختلافات بين فئات الشيعة وموقفهم من زيد فقد بايعه في بادئ الأمر عدد كبير إلا أنهم انفضوا من حوله وجعلوها حسينية كما قال زيد ( 91 ) .
وأرسل هشام لمواجهة زيد يوسف بن عمر الثقفي ، فقتل زيد وصلب وفي ذلك يقول بعض شعراء بني أمية لآل أبي طالب :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب ( 92).
ويذكر اليعقوبي أنه بعد مقتل زيد تحركت الشيعة بخراسان وظهر أمرهم وكثر من يأتيهم ويميل معهم وجعلوا يذكرون للناس أفعال بني أمية وما نالوا من آل الرسول حتى لم يبق بلد إلا فشا فيه هذا الخبر وظهرت الدعاة ورؤيت المنامات وتدورست كتب الملاحم ( 93 ) .
وهذا الخبر يدل على وجود الشيعة بخراسان وأن هناك دعوة لآل الرسول قام بها أهل خراسان ، ولكن كما يبدو أن الدعوة هنا لا يقصد بها إلى الشيعة أتباع علي بن أبي طالب وأولاده وإنما إلى الشيعة بني العباس لأنه في هذه السنة توجه الدعاة إلى خراسان .
كما أن وجود دعوة لآل البيت في خراسان كان أمرها معروفا من قبل الأمويين فيذكر الطبري ، أنهم تمكنوا من القضاء على زيد بواسطة رجل من أهل خراسان فدس يوسف بن عمر مملوكا خراسانيا الكن وأعطاه خمسة آلاف درهم وأمره أن يلطف لبعض الشيعة فيخبره أنه قدم من خراسان حبا لأهل البيت وأن معه مالا يريد أن يقويهم به فلم يزل المملوك يلقى الشيعة ويخبرهم عن المال الذي معه حتى أدخلوه على زيد فخرج فدل يوسف على موضعه ( 94 ) .
فيبدو أن العلويين كانوا على علم بأمر أنصارهم في خراسان .
وجاء بعد زيد ابنه يحيى ولم يكن بأحسن من حظ أبيه فقد خرج في أيام الوليد بن زيد بالجوزجان ( 95 ) .
فيذكر الطبري لما قتل زيد عمد رجل من بني أسد إلى يحيى بن زيد فقال له :
قتل أبوك وأهل خراسان لكم شيعة فالرأي أن تخرج إليها قال : وكيف لي بذلك قال : تتوارى حتى يكف عنك الطلب ثم تخرج ( 96 ) .
فلما سكن الطلب خرج يحيى في نفر من الزيدية إلى خراسان فقتل هناك ( 97 ) .
وتظهر أهمية ثورة زيد فيما حدث من التطورات على الشيعة ، فبعد أن كانت الشيعة تدين بموالاة علي وأبنائه فقد ظهرت نظرة جديدة للإمامة قالوا : إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد الرسول لقرابته وسابقته ولكن كان جائزا للناس أن يولوا غيره إذا كان الوالي الذي يولونه مجربا ( 98 ) .
ثم جعلوا الإمامة بعد علي في الحسن والحسين وأولادهما وهي شورى بينهما فمن خرج منهم وشهر سفه ودعا إلى نفسه فهو مستحق الإمامة ( 99 ) .
كما أن أتباع زيد أجازوا إمامة المفضول مع وجود الأفضل فالبرغم من أن عليا أفضل الصحابة إلا أن الخلافة فوضت إلى أبي بكر لمصلحة دينية رأوها لتسكين الفتنة وتطييب قلوب العامة فإن عهد الحروب التي جرت في أيام النبوة كان قريبا وسيف أمير المؤمنين لم يجف بعد والضغائن في صدور القوم من طلب الثأر كما هي(100).
وقد برر الإمامية خروج زيد ، بأنه إنما خرج يدعو إلى الرضا من آل محمد ، فيرد عن الصادق أنه قال : إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وأنه كان أتقى لله من ذلك أنه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد ( 101 ) .
كما أن الشيعة الإمامية تؤكد أن زيدا لم يدع الإمامة لأن الإمامة لا تجوز في أخوين ، فيرد عن الصادق أيضا قوله : لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا ، وانما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) ( 102 ) فلا تكون بعد علي بن الحسين إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب ( 103 ) .
فلا يمكن أن يكون زيد إماما لأنه لم يكن منصوصا عليه ( 104 ) ويذكر صاحب غاية الاختصار أن الخلاف بين الشيعة الإمامية وأتباع زيد ليس على زيد وإنما على أتباعه الذين ادعوا أنه طلب الإمارة لنفسه ( 105 ) .
كما ينسب قول إلى يحيى بن زيد أنه قال : إن أبي لم يكن بإمام ولكن من سادات القوم الكرام وزهادهم كان أبي أعقل من أن يدعي ما ليس له بحق وإنما قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد ، وعني بذلك عمي جعفرا ( 106 ) .
وقد كانت آراء زيد سببا في انفصال كثير من الشيعة عنه ، وهنا تأتي لفظة رافضة .
المصادر التاريخية ترى أن هذه التسمية ظهرت في زمن زيد . ويقول ابن حبيب :
وبسبب زيد سميت الرافضة وذلك أنهم بايعوه ثم امتحنوه بعد ، فتولى أبو بكر وعمر فرفضوه ( 107 ) .
أما البلاذري فيرى أن الرافضة ظهرت بعد أن انفصل جماعة عن زيد وقالوا بإمامة أخيه الباقر لأنه كان يتولى أبا بكر وعمر فرفضته الجماعة التي تدين بالولاء للباقر ( 108 ) .
اليعقوبي يذكر ثورة زيد ولكنه لا يذكر الرافضة ( 109 ) .
إلا أنه يذكر تسمية رافضة في فترة أسبق من هذه الفترة مما يدل على أن استعمال هذه الكلمة قديم فقد ذكررسالة من معاوية إلى عمرو بن العاص أما بعد فقد سقط إلينا مروان في رافضة أهل البصرة ( 110 ) .
فاستعمال رافضة هنا على الأرجح لمن أنكر خلافة علي لأن مروان لا يمكن أن يعد من الشيعة ، كما أن أهل البصرة في هذا الوقت عثمانية .
الطبري يذكر أن التسمية ظهرت بعد خروج زيد وتفرق أصحابه وقولهم سبق الإمام وكانوا يزعمون أن أبا جعفر محمد بن علي بن علي زيد هو الإمام وكان قد هلك يومئذ وكان ابنه جعفر بن محمد حيا فقالوا : جعفر إمامنا اليوم بعد أبيه وهو أحق بالأمر بعد أبيه ولا نتبع زيد بن علي فليس بإمام فسماهم زيد الرافضة ، فهم اليوم يزعمون أن الذي سماهم الرافضة المغيرة ( 111 ) حيث فارقوه ( 112 ) .
المسعودي يتكلم عن زيد وثورته ولكنه لا يذكر الرافضة ولا سبب التسمية في هذه الفترة ( 113 ) .
ويذكر صاحب العيون والحدائق : أن زيدا سمى الجماعة التي فارقته الرافضة ( 114 ) .
وأورد مسكويه في تسمية الرافضة نفس ما أورده الطبري وصاحب العيون والحدائق وأن زيدا سماهم الرافضة أو المغيرة حينما فارقوه بالكوفة تركوه حتى قتل ( 115 ) .
أما المقريزي فيرى : إن الروافض هم الغلاة في حب علي بن أبي طالب وبغض أبي بكر وعثمان وعائشة وزمن خروجهم أيام زيد حينما امتنع من لعن أبي بكر وعمر ( 116 ) .
والغلاة غير الروافض لأن الروافض كما مر بنا هم القائلون بإمامة علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما بينته المصادر التاريخية .
وترد في كتب الجغرافيين تسمية الرافضة فيرى المقدسي : إن الروافض عند الشيعة من آخر خلافة علي وعند غيرهم من نفى خلافة العمرين ( 117 ) .
أما ابن رسته فيطلق كلمة رافضة على كل فرق الشيعة وحتى الزيدية منهم ( 118 ) .
وقد بحث كتاب الفرق تعبير رافضة ، فيذكر الأشعري القمي إنما سموا رافضة لأن المغيرة بن سعيد هو الذي سماهم رافضة لما رفضوه ، وكان المغيرة بن سعيد يزعم أن أبا جعفر أوصى إليه فقالت فرقة بإمامته يقال لها المغيرية ( 119 ) .
ويذكر النوبختي أنه لما توفي أبو جعفر الباقر افترق أصحابه فمنهم من قال بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن ، وكان المغيرة بن سعيد قال بهذا القول فبرئت منه الشيعة ورفضوه فزعم أنهم رافضة وهو الذي سماهم بهذا الاسم ( 120 ) .
ويرى الرازي أن تسمية الرافضة قديمة وموجودة في زمن النبي في دعائه على قوم مشركين يسميهم الرافضة ويدعو إلى قتالهم ( 121 ) .
ثم يقول الرازي : إن طائفة من الشيعة كانت مجتمعة على أمر واحد قبل ظهور زيد ، فانحازت طائفة إلى جعفر بن محمد وقالوا بإمامته فسماهم أصحاب زيد الرافضة لرفضهم زيدا ( 122 ) .
فالرازي هنا يرى أن أصحاب زيد هم الذين أطلقوا التسمية على من خرج عن زيد .
ويقول الأشعري في كلامه عن الشيعة : الشيعة يجمعها ثلاثة أصناف وهم الرافضة وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر ولكنه لا يذكر تسمية الرافضة في زمن زيد ( 123 ) .
البغدادي يطلق التسمية على كل الشيعة ويدخل الزيدية ضمنهم ، وكذا الأسفراييني وابن حزم والرسعني والحنفي ( 124 ) .
أما الشهرستاني فيرى أن ظهور الرافضة زمن زيد ، وكذلك الفخر الرازي ( 125 ) .
أما ابن قتيبة فيطلق اللفظة على كل الشيعة ويدخل حتى الزيدية ضمنها ( 126 ) .
ويرى ابن عبد ربه أن سبب تسميتهم بالرافضة لرفضهم أبا بكر وعمر ويطلق الرافضة على كل الشيعة ( 127 ) .
ويبدو مما مر أن التسمية ظهرت في زمن زيد حينما خرج ثائرا في وقت الإمام أبي عبد الله الصادق وكانت الشيعة التي تدين بإمامته قد تركته لأنه خرج على إمامة من هو أولى بالإمامة منه لكونه منصوصا عليه من قبل أبيه الباقر ، كما أن زيدا تولى عمر وأبو بكر فتركته الشيعة فسماهم رافضة .
أما إطلاق كلمة رافضة على كل الشيعة فلا يصح ولكن يبدو أن التسمية جاءت متأخرة .
فقلب الرافضة إذن يعني به الشيعة التي دانت بإمامة علي والحسن والحسين وأبناء الحسين أي على الشيعة الإمامية كما سموا فيما بعد .
ويظهر أن لقب الرافضة غير مستحب عند من لقب به فيقول المقدسي في كلامه عن الشيعة . . . ولقبهم المذموم الرافضة ( 128 ) .
أو أن غير الشيعة كانوا يحاولون الحط من شأنهم بتلقيبهم به ، فلذلك تنفي الشيعة صفة الذم عن هذا اللقب ، فيذكر البرقي عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولاة دماءنا وأموالنا وعذابنا قال : وما هو ؟ قال : الرافضة فقال أبو جعفر : ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى فلم يكن في قوم موسى الرافضة فأوحى الله إلى موسى أن ثبت لهم هذا الاسم في التوارة فإني قد نحلتهم وذلك اسم قد نحلكموه الله ( 129 ) .
ويورد أيضا رواية عن عيينة عن أبي عبد الله قال : والله نعم الاسم الذي منحكم الله ما دمتم تأخذون بقولنا ولا تكذبون علينا ، قال : وقال لي أبو عبد الله هذا القول اني كنت أخبرته أن رجلا قال لي : إياك أن تكون رافضيا ( 130 ).
ويعلل ابن رستم الطبري سبب هذه التسمية إنهم إنما قيل لهم رافضة لأنهم رفضوا الباطل وتمسكوا بالحق (131).
وذكر أيضا أن عمار الدهني شهد شهادة عند أبي ليلى القاضي فقال له : قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنك رافضي ، فقام عمار يبكي فقال ابن أبي ليلى : أنت رجل من أهل العلم والحديث ، إن كان يسوؤك أن نقول لك رافضي فتبرأ من الرفض وأنت من إخواننا ، فقال له عمار : ما هذا والله إلى حيث ذهبت ، ولكني بكيت عليك وعلي أما بكائي على نفسي فنسبتي إلى رتبه شريفة لست من أهلها ( 132 ) .
وهكذا فالنسبة اختصت بالشيعة الإمامية فحاولت الشيعة تفسير هذا اللقب بما هو في صالحهم .
وقد ظهرت الزيدية كخط جديد من خطوط الحركة الشيعية وتبنى مبادئها فيما بعد أبناء الحسن والتزموا الثورة والخروج على السلطان . وقد انقسمت الزيدية إلى عدة فرق واختلفت حول الإمامة ( 133 ) .
ولما توفي أبو جعفر الباقر ظهر الخلاف بين جماعته وظهرت فرق لا يمكن عدها من فرق الشيعة كما سنرى في بحث الإمامة ، واعتقدت شيعة بإمامة أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ( 134 ) .
فكان مجئ الصادق في هذه الفترة فترة النشاط الفكري وظهور الاختلافات بين شيعته فقام بأعظم دور في تطوير الحركة الشيعية.
ـــــــــــــــــــ
( 1 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 189 .
( 2 ) المسعودي : مروج الذهب ج 2 ص 425 .
( 3 ) المسعودي : مروج الذهب ج 2 ص 425 . وآية التطهير قوله تعالى : ( إنما
يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .
( 4 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 216 .
( 5 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 3 آ .
( 6 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 191 .
( 7 ) الدوري : العصر العباسي الأول ص 15 .
( 8 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 3 ب .
( 9 ) الطبري ج 5 ص 569 .
( 10 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 217 .
( 11 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 192 .
( 12 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 218 .
( 13 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 4 آ .
( 14 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 5 ص 160 .
( 15 ) المقدسي : البدء والتاريخ ج 5 ص 236 .
( 16 ) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 9 .
( 17 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 220 .
( 18 ) ابن قتيبة : الإمامة والسياسة ج 1 ص 171 .
( 19 ) ن . م ج 1 ص 171 – 172 .
( 20 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 221 .
( 21 ) ن . م ص 221 ، ابن قتيبة : الإمامية والسياسة ج 1 ص 173 .
( 22 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 5 آ وذكر ذلك أيضا اليعقوبي ج 2
ص 200 .
( 23 ) أبو مخنف ( ت 170 ه ) : مقتل الحسين ص 6 ، الدينوري : الأخبار
الطوال 203 ، اليعقوبي ج 2 ص 203 .
( 24 ) اليعقوبي : ج 2 ص 203 .
( 25 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 5 ص 224 .
( 26 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 205 .
( 27 ) ابن أبي الحديد : شرح النهج ج 3 ص 15 .
( 28 ) اخبار العباس : مؤلف مجهول الورقة 14 آ ويذكر ذلك نقلا عن سليم بن قيس .
( 29 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 204 – 205 .
( 30 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 5 ص 279 .
( 31 ) ابن عبد ربه : العقد الفريد ج 2 ص 108 .
( 32 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 205 ، الطبري : ج 5 ص 253 – 270 .
( 33 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 5 ص 272 .
( 34 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 2 الورقة 65 ب .
( 35 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 205 .
( 36 ) اليعقوبي : ج 2 ص 206 .
( 37 ) ن . م ج 2 ص 215 .
( 38 ) اليعقوبي ج 2 ص 215 .
( 39 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 229 .
( 40 ) أبو مخنف : مقتل الحسين ص 14 .
( 41 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 192 .
( 42 ) أبو مخنف : مقتل الحسين ص 14 .
( 43 ) أبو مخنف : مقتل الحسين ص 28 – 29 ، وانظر الخوارزمي : مقتل الحسين
ج 1 ص 200 .
( 44 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 20 آ .
( 45 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 216 .
( 46 ) أبو مخنف : مقتل الحسين ص 61 – 62 .
( 47 ) الدوري : مقدمة في صدر الإسلام ص 61 .
( 48 ) كتاب اللهوف في قتلى الطفوف : ابن طاووس ( ت 664 ه ) ، كتاب مثير الأحزان : ابن نما الحلي ( ت 654 ه ) وكتاب مقتل الحسين للخوارزمي ( ت 568 ه ) وكتاب عين العبرة في غبن العترة : جمال آل طاووس .
( 49 ) الشيبي : الصلة بين التشيع والتصوف ج 1 ص 17 .
( 50 ) الشيخ المفيد : أوائل المقالات ص 3 .
( 51 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 5 ص 204 – 206 والرواية عن أبي مخنف وذكر ذلك أيضا الطبري ج 5 ص 552 مع اختلاف بسيط في الألفاظ .
( 52 ) ن . م ج 5 ص 206 .
( 53 ) ن . م ج 5 ص 206 .
( 54 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 5 ص 558 .
( 55 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 5 ص 207 – 208 ، الطبري ج 5 ص 560 .
( 56 ) ن . م ج 5 ص 210 .
( 57 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 5 ص 558 .
( 58 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 5 ص 214 .
( 59 ) ن . م ج 5 ص 218 ، الطبري ج 5 ص 580 .
( 60 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 307 .
( 61 ) ن . م ص 288 .
( 62 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 5 ص 207 – 208 الطبري ج 5 ص 560 .
( 63 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 5 ص 218 .
( 64 ) الأشعري القمي : المقالات والفرق ص 25 ، النوبختي ص 23 .
( 65 ) الأشعري القمي : المقالات والفرق ص 24 .
( 66 ) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 83 – 84 .
( 67 ) ابن سعد : الطبقات ج 5 ص 72 .
( 68 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 221 .
( 69 ) ن . م ص 293 .
( 70 ) ن . م ص 293 .
( 71 ) نسبة إلى المختار بن أبي عبيد الثقفي لأن اسمه كيسان ويكنى أبا عمره ويرى الدينوري أن أبا عمره صاحب شرطة المختار الدينوري ، ص 289 ويذكر الأشعري القمي في المقالات والفرق : أن كيسان غير المختار وأنه مولى لعلي بن أبي طالب ، ( ص 21 ) وانظر :
W . Montgomery watt . Shiism under the Umayyads . Journal of the Royal Asiatic Society Part . 1 London 2 1960 . P . 158 168
( 72 ) الأصبهاني : حلية الأولياء ج 3 ص 136 ، وانظر الصحيفة السجادية لعلي
بن الحسين فإنها أصدق دليل على زهده وورعه .
( 73 ) يروى أن رجلا يقال أنه جد الأصمعي وقف للحجاج فقال : أيها الأمير إن
أهلي عفوني فسموني عليا وإني فقير بائس وأنا إلى صلة الأمير محتاج فتضاحك له
الحجاج وولاه عملا .
( 74 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 47 .
( 75 ) اليعقوبي ج 3 ص 48 .
( 76 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 65 .
( 77 ) الدينوري : الأخبار الطوال ص 344 .
( 78 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 22 آ .
( 79 ) انظر الكليني ج 1 ص 479 ابن رستم دلائل الإمامة ص 94 ، اليعقوبي ج 3
ص 384 .
( 80 ) اليعقوبي : التاريخ ج 2 ص 391 .
( 81 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 7 ص 180 .
( 82 ) أخبار العباس الورقة 109 ب .
( 83 ) ن . م الورقة 110 آ .
( 84 ) مسكويه : تجارب الأمم الورقة 53 ب .
( 85 ) المسعودي : مروج الذهبي ج 3 ص 217 .
( 86 ) المقدسي : البدء والتاريخ ج 6 ص 49 .
( 87 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 21 آ .
( 88 ) ن . م ج 3 الورقة 21 ب
( 89 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 21 آ .
( 90 ) ن . م ج 3 الورقة 22 آ وانظر الطبري ج 7 ص 183 .
( 91 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 7 ص 184 .
( 92 ) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 219 .
( 93 ) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 66 .
( 94 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 7 ص 188 .
( 95 ) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 225 .
( 96 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 7 ص 189 .
( 97 ) ن . م ج 7 ص 228 .
( 98 ) النوبختي : فرق الشيعة ص 37 .
( 99 ) الأشعري القمي : المقالات والفرق ص 18 .
( 100 ) الشهرستاني : الملل والنحل ج 1 ص 249 – 250 .
( 101 ) الكليني : الروضة من الكافي ج ص 264 وذكر ذلك الصدوق في عيون
أخبار الرضا ج 1 ص 248 – 249 .
( 102 ) سورة الأنفال 8 : 75 .
( 103 ) الكليني : الكافي ج 1 ص 285 .
( 104 ) الطوسي : تلخيص الشافي ج 4 ص 194 .
( 105 ) ابن زهرة الحسني : غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من
الغبار ص 130 .
( 106 ) الصدوق : عيون أخبار الرضا ج 1 ص 249 .
( 107 ) ابن حبيب : المحبر ص 483 .
( 108 ) البلاذري : أنساب الأشراف ج 3 الورقة 22 آ .
( 109 ) اليعقوبي : التاريخ ج 3 ص 66 .
( 110 ) ن . م ج 2 ص 161 .
( 111 ) المغيرة بن سعيد البجلي يذكر عنه الطبري أنه كان ساحرا فأخذه خالد
القسري فقتله وصلبه : انظر الطبري ج 7 ص 129 .
( 112 ) الطبري : تاريخ الرسل والملوك ج 7 ص 181 .
( 113 ) المسعودي : مروج الذهب ج 3 ص 217 .
( 114 ) العيون والحدائق : مؤلف مجهول ص 95 ويورد نفس خبر البلاذري ج 3
الورقة 22 آ .
( 115 ) مسكويه : تجارب الأمم الورقة 55 آ .
( 116 ) المقريزي : الخطط ج 2 ص 351 .
( 117 ) المقدسي : أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص 38 .
( 118 ) ابن رسته : الأعلاق النفيسة ص 219 .
( 119 ) الأشعري القمي : المقالات والفرق ص 77 وانظر النوبختي ص 54 ، الرازي الزينة الورقة 215 .
( 120 ) النوبختي : فرق الشيعة ص 54 .
( 121 ) الرازي : الزينة الورقة 216 .
( 122 ) الرازي : الزينة الورقة 215 .
( 123 ) الأشعري : مقالات الإسلامين ص 16 ، 75 .
( 124 ) البغدادي : الفرق بين الفرق ص 22 ، الإسفراييني : التبصير في الدين ص 32 ، ابن حزم : الفصل في الملل والنحل ج 1 ص 80 ، الرسعني : مختصر الفرق بين ص 30 ، الحنفي : الفرق المفترقة ص 30 .
( 125 ) الشهرستاني : الملل والنحل ج 1 ص 251 الفخر الرازي : اعتقادات فرق
المسلمين والمشركين ص 52 .
( 126 ) ابن قتيبة : المعارف ص 623 .
( 127 ) ابن عبد ربه : العقد الفريد ج 2 ص 404 .
( 128 ) المقدسي : البدء والتاريخ ج 5 ص 124 .
( 129 ) البرقي : المحاسن ص 119 .
( 130 ) ن . م ص 119 .
( 131 ) ابن رستم الطبري : دلائل الإمامة ص 255 ، الرازي : الزينة الورقة 216 .
( 132 ) الأشتري : تنبيه الخواطر ونزهة النواظر ج 2 ص 106 .
( 133 ) انظر كتب الفرق ، النوبختي : فرق الشيعة ص 19 ، 50 ، الأشعري القمي : المقالات والفرق ص 50 ، 71 ، أبو الحسن الأشعري : مقالات الإسلاميين ص 65 – 75 البغدادي : الفرق بين الفرق ص 22 ، 23 الشهرستاني : الملل والنحل ج 1 ص 429 .
( 134 ) النوبختي : فرق الشيعة ص 84 .
المصدر: نشأة الشيعة الإمامية / نبيلة عبد المنعم داود