- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
السؤال:
قالوا : ( من صار عبداً صار ربّاً ) ، وقالوا : ( العبودية جوهرة كُنهها الرّبوبية ) .
فما مدى مطابقة هذين القاعدتين لفكر أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟
وجوهر السؤال : ( هل قول القائل : إن الإمام المهدي ( عليه السلام ) صار عبداً ، وعندما صار عبداً صار ربّاً ، لأن العبودية جوهرة كنهها الربوبية ) موافق لمُعتقدات أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أم لا ؟
الجواب:
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : ( العُبودية جَوهرة ، كُنهُها الرّبوبية ، فما فُقد من العبودية وُجد في الربوبية ، وما خُفي في الربوبية أُصيب في العبودية [ صاحب كتاب مصباح الشريعة ص 536 ] ) .
وصاحب مصباح الشريعة ينقل جمَلاً كثيرة عن الصوفيَّة ، ولعل هذه الجملة منهم ، وعلى فرض أنها صدرت عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) فهي رواية ضعيفة .
وعلى فرض صحَّة سندها يكون معناها الذي لا يتعارض مع أفكار أهل البيت ( عليهم السلام ) هو كالتالي :
إن العبد إذا التزم بوظائف العبودية لله عزَّ وجلَّ ، وأطاع الله حقَّ الطاعة ، تحصل له مرتبة عظيمة ، ومنزلة كبيرة ، بحيث يكون مصداقاً للحديث القدسي :
( عَبدي أطِعني حتى أجعلك مَثَلي [ أو : مِثلي ] ، تقُل للشيء كُنْ فيكون ) .
بمعنى أنه يفعل ما يشاء ولكنْ بإذن الله وإرادته ، وهذه هو مقام الربوبية ، فلا عجب من نفس أشرقت واستنارت واستضاءت بنور الله أن تتصرَّف في الكون كما تشاء بإذن من الله عزَّ وجلَّ .
وأما العبودية فهي مرتبة عظيمة لا يكاد يتناولها كل أحد ، وحقيقة العبودية هي ما قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لعنوان البصري حين دخل عليه :
( ليس العلمُ بكِثرة التعلُّم ، إنما هو نور يضعه الله في قلب من يريد أن يَهديه ، فإن أردت العلم فاطلب أولاً في نفسك حقيقة العبودية ، واطلب العلم باستعماله ، واستفهم الله بِفِهمك ) .
وعلى هذا يصح أن نقول :
إن الإمام المهدي ( عليه السلام ) باعتباره عبداً جسَّد حقيقة العبودية ، صارت له القدرة على التصرف في الكون كالقدرة الإلهية ، ولكن القدرة الإليهة مطلقة ، وقدرته ( عليه السلام ) مشروطة بإذن من الله تعالى وإرادته .
وهذا المعنى لا يتعارض مع فكر أهل البيت ( عليهم السلام ) ومعتقداتهم ، وإن أُريد غيره بمعنى أنه ( عليه السلام ) صارَ ربّاً ، وله مقام الربوبية ، فهذا يتعارض مع أفكار أهل البيت ( عليهم السلام ) .