- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 18 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
في ذكر مكر المشركين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واجتماعهم في دار الندوة لذلك ، وذكر هجرته صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وما كان من استقبال الأنصار إياه ، ونزوله وما ظهر من آثار النبوة واثارها ، ومختصر من أخباره إلى أن امر بالقتال ثم اجتمعت قريش في دار الندوة وكانوا أربعين رجلا من أشرافهم ، وكان لا يدخلها إلا من أتى له أربعون سنة سوى عتبة بن ربيعة فقد كان سنه دون الأربعين ، فجاء الملعون إبليس في صورة شيخ فقال له البواب : من أنت .
قال : أنا شيخ من نجد .
فاستأذن فاذنوا له ، وقال : بلغني اجتماعكم في أمر هذا الرجل ، فجئتكم لأشير عليكم ، فلا يعدمكم مني رأي صائب .
فلما أخذوا مجلسهم قال أبو جهل : يا معشر قريش ، إنه لم يكن أحد من العرب أعزمنا ونحن في حرم الله وأمنه تفد إلينا العرب في السنة مرتين ولا يطمع فينا طامع ، حتى نشأ فينا محمد ، فكنا . نسميه الأمين لصلاحه وأمانته ، فزعم أنه رسول الله ، وسب آلهتنا ، وسفه أحلامنا ، وأفسد شباننا ، وفرق جماعتنا ، وقد رأيت فيه رأيا ، وهو أن ندس إليه رجلا يقتله ، فإن طلبت بنو هاشم بدمه أعطيناهم عشر ديات .
فقال إبليس : هذا رأي خبيث ، فإن بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمد على الأرض أبدا ، وتقع بينكم الحروب في حرمكم .
فقال اخر : الرأي أن نأخذه فنحبسه في بيت ونثبته فيه ونلقي إليه قوته حتى يموت كما مات زهير والنابغة .
فقال إبليس : إن بني هاشم لا ترضى بذلك ، فإذا جاء موسم العرب اجتمعوا عليكم وأخرجوه فيخدعهم بسحره .
وقال اخر : الرأي أن نخرجه من بلادنا ونطرده فنفرغ نحن لآلهتنا .
فقال إبليس : هذا أخبث من الرأيين المتقدمين ، لأنكم تعمدون إلى أصبح الناس وجها ، وأفصح الناس لسانا ، وأسحرهم ، فتخرجوه إلى بوادي العرب فيخدعهم بسحره ولسانه ، فلا يفجأكم إلا وقد ملأها عليكم خيلا ورجلا .
فبقوا حيارى . ثم قالوا للملعون إبليس : فما الرأي عندك فيه ؟
قال : ما فيه إلا رأي واحد ، أن يجتمع من كل بطن من بطون قريش رجل شريف ، ويكون معكم من بني هاشم واحد ، فيأخذون حديدة أو سيفا ويدخلون عليه فيضربوه كلهم ضربة واحدة ، فيتفرق دمه في قريش كلها ، فلا يستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه ، فما بقي لهم إلا أن تعطوهم الدية ، فأعطوهم ثلاث ديات .
قالوا : نعم وعشر ديات .
وقالوا بأجمعهم : الرأي رأي الشيخ النجدي .
فاختاروا خمسة عشر رجلا فيهم أبو لهب على أن يدخلوا على رسول الله فيقتلونه ، فأنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ) الآية ( 1 ) .
ثم تفرقوا على هذا وأجمعوا أن يدخلوا عليه ليلا وكتموا أمرهم ، فقال أبو لهب : بل نحرسه فإذا أصبحنا دخلنا عليه .
فباتوا حول حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفرش له ، وقال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : ( يا علي افدني بنفسك ) .
قال : ( نعم يا رسول الله ) .
قال : ( نم على فراشي والتحف ببردي ) .
فنام عليه السلام على فراش رسول الله والتحف ببردته ، وجاء جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : ( اخرج ) والقوم يشرفون على الحجرة فيرون فراشه وعلي عليه السلام نائم عليه ، فيتوهمون أنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليهم وهو يقرأ ( يس ) إلى قوله : ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) ( 2 ) وأخذ ترابا بكفه ونثره عليهم وهم نيام ومضى .
فقال له جبرئيل عليه السلام : ( يا محمد ، خذ ناحية ثور ) وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور ، فمر رسول الله وتلقاه أبو بكر في الطريق ، فأخذ بيده ومر به ، فلما انتهى إلى ثور دخل الغار .
فلما أصبحت قريش وأضاء الصبح وثبوا في الحجرة وقصدوا الفراش ، فوثب علي عليه السلام إليهم وقام في وجوههم فقال لهم : ( ما لكم ؟ ) .
قالوا : أين ابن عمك محمد ؟
قال علي عليه السلام : ( جعلتموني عليه رقيبا ؟ ألستم قلتم له : اخرج عنا ، فقد خرج عنكم ، فما تريدون ؟ ) .
فأقبلوا عليه يضربونه ، فمنعهم أبو لهب ، وقالوا : أنت كنت تخدعنا منذ الليلة .
فلما أصبحوا تفرقوا في الجبال ، وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له : أبو كرز يقفو الآثار ، فقالوا له : يا أبا كرز اليوم اليوم . فما زال يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى وقف بهم على باب الحجرة ، فقال : هذه قدم محمد ، هي والله أخت القدم التي في المقام ، وهذه قدم أبي قحافة أو ابنه ، وقال : ههنا عبر ابن أبي قحافة .
فلم يزل بهم حتى وقفهم إلى باب الغار وقال لهم : ما جازوا هذا المكان ، إما أن يكونوا صعدوا السماء أو دخلوا الأرض .
وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار – وقد ذكرناه فيما قبل ( 3 ) -قال : وجاء فارس من الملائكة في صورة الأنس فوقف على باب الغار وهو يقول لهم : ( اطلبوه في هذه الشعاب ، فليس ههنا ) . فأقبلوا يدورون في الشعاب .
وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الغار ثلاثة أيام ، ثم أذن الله له في الهجرة وقال : ( أخرج عن مكة يا محمد فليس لك بها ناصر بعد أبي طالب ) فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الغار ، وأقبل راع لبعض قريش يقال له : ابن أريقط فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له : ( يا ابن أريقط أءتمنك على دمي ؟ ) .
قال : إذا والله أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك ، فأين تريد يا محمد ؟
قال : ( يثرب ) .
قال : والله لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي فيه أحد .
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ائت عليا وبشره بأن الله قد أذن لي في الهجرة فيهيئ لي زادا وراحلة ) .
وقال أبو بكر : ائت أسماء ابنتي وتل لها : أن تهيئ لي زادا وراحلتين ، وأعلم عامر بن فهيرة أمرنا – وكان من موالي أبي بكر وقد كان أسلم – وقل له : ائتنا بالزاد والراحلتين .
فجاء ابن أريقط إلى علي عليه السلام ، فأخبره بذلك ، فبعث علي بن أبي طالب إلى رسول الله صلى الله عاليه وآله وسلم بزاد وراحلة ، وبعث ابن فهيرة بزاد وراحلتين .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله سلم من الغار وأخذ به ابن أريقط على طريق نخلة بين الجبال ، فلم يرجعوا إلى الطريق إلا بقديد ( 4 ) فنزلوا على أم معبد هناك ، وقد ذكرنا حديث شاة أم معبد والمعجزة التي ظهرت فيها فيما قبل ( 5 ) ، وحديث سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي ورسوخ قوائم فرسه في الأرض ( 6 ) ، فلا وجه لإعادته .
فرجع عنه سراقة ، فلما كان من الغد وافته قريش ، فقالوا : يا سراقة هل لك علم بمحمد ؟
فقال : قد بلغني أنه خرج عنكم ، وقد نفضت هذه الناحية لكم ولم أر أحدا ولا أثرا ، فارجعوا فقد كفيتكم ما ههنا .
وقد كانت الأنصار بلغهم خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم ، فكانوا يتوقعون قدومه ، وكان يخرج الرجال والنساء والصبيان إذا أصبحوا إلى طريقه ، فإذا اشتد الحر رجعوا ( 7 ) .
وروي عن ابن شهاب الزهري قال : كان بين ليلة العقبة وبين مهاجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أشهر وكانت بيعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة في ذي الحجة ، وقدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة في شهر ربيع الأول لاثنتي عشرة ليلة خلت منه في يوم الاثنين .
وكانت الأنصار خرجوا يتوكفون ( 8 ) أخباره ، فلما آيسوا رجعوا إلى منازلهم ، فلما رجعوا أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما وافى ذا الحليفة ( 9 ) سأل عن طريق بني عمرو بن عوف ، فدلوه فرفعه الآل ( 10 ) ، فنظر رجل من اليهود وهو على أطم ( 11 ) له إلى ركبان ثلاثة يمرون على طريق بني عمرو بن عوف ، فصاح : يا معشر المسلمة هذا صاحبكم قد وافى . فوقعت الصيحة بالمدينة فخرج الرجال والنساء والصبيان مستبشرين لقدومه يتعاودون ، فوافى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقصد مسجد قبا ونزل واجتمع إليه بنو عمرو بن عوف ، وسروا به واستبشروا واجتمعوا حوله ، ونزل على كلثوم بن الهدم ، شيخ من بني عمرو ، صالح مكفوف البصر .
واجتمعت إليه بطون الأوس ، وكان بين الأوس والخزرج عداوة ، فلم يجسروا أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان بينهم من الحروب ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتصفح الوجوه فلا يرى أحدا من الخزرج ، وقد كان قدم على بني عمرو بن عوف قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناس من المهاجرين ، ونزلوا فيهم .
وروي : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة جاء النساء والصبيان يقلن :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ** وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
وكان سلمان الفارسي عبدا لبعض اليهود ، وقد كان خرج من بلاده من فارس يطلب الدين الحنيف الذي كان أهل الكتاب يخبرونه به ، فوقع إلى راهب من رهبان النصارى بالشام فسأله عن ذلك وصحبه فقال : أطلبه بمكة فثم مخرجه ، واطلبه بيثرب فثم مهاجره .
فقصد يثرب فأخذه بعض الأعراب فسبوه واشتراه رجل من اليهود ، فكان يعمل في نخله ، وكان في ذلك اليوم النخلة يصرمها ( 12 ) ، فيدخل على صاحبه رجل من اليهود ، فقال : يا أبا فلان أشعرت أن هؤلاء المسلمة قد قدم عليهم نبيهم ؟
فقال سلمان : جعلت فداك ، ما الذي تقول ؟
فقال له صاحبه : مالك وللسؤال عن هذا ، أقبل على عملك .
قال : فنزل وأخذ طبقا وصير عليه من ذلك الرطب فحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما هذا ) .
قال : صدقة تمورنا ، بلغنا أنكم قوم غرباء قدمتم هذه البلاد ، فأحببت أن تأكلوا من صدقاتنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( سموا وكلوا ) .
فقال سلمان في نفسه وعقد بإصبعه : هذه واحدة – يقولها بالفارسية – ثم أتاه بطبق آخر ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ما هذا ؟ )
فقال له سلمان : رأيتك لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية أهديتها إليك فقال عليه واله السلام : ( سموا وكلوا ) وأكل عليه وآله السلام . فعقد سلمان بيده اثنين ، وقال : هذه اثنتان – يتولها بالفارسية – .
ثم دار خلفه فألقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كتفه الإزار فنظر سلمان إلى خاتم النبوة والشامة فأقبل يقبلها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أنت ؟ ) .
قال : أنا رجل من أهل فارس ، قد خرجت من بلادي منذ كذا وكذا .
وحدثه بحديثه وله حديث فيه طول . فأسلم ، وبشره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له : ( أبشر واصبر ، فإن الله سيجعل لك فرجا من هذا اليهودي ) .
فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فارقه أبو بكر ودخل المدينة ونزل على بعض الأنصار ، وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقبا نازلا على كلثوم بن الهدم ، فلقا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المغرب والعشاء الآخرة جاءه أسعد بن زرارة مقنعا فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفرح بقدومه ، ثم قال : يا رسول الله ما ظننت أن أسمع بك في مكان فاقعد عنك ، إلا أن بيننا وبين إخواننا من الأوس ما تعلم ، فكرهت أن اتيهم ، فلما أن كان هذا الوقت لم أحتمل أن أقعد عنك .
هجرة الرسول ( ص ) إلى المدينة المنورة
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأوس : ( من يجيره منكم ؟ ) .
فقالوا : يا رسول الله ، جوارنا في جوارك فأجره .
قال : ( لا ، بل يجيره بعضكم ) .
فقال عويم بن ساعدة وسعد بن خيثمة : نحن نجيره يا رسول الله .
فأجاروه ، وكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيتحدث عنده ويصلي خلفه ، فبقي رسول الله خمسة عشر يوما ، فجاءه أبو بكر فقال : يا رسول الله تدخل المدينة ؟ فإن القوم متشوفون إلى نزولك عليهم ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا أريم من هذا المكان حتى يوافي أخي علي ) .
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث إليه : أن أحمل العيال وأقدم ، فقال أبو بكر : ما أحسب عليا يوافي ، قال : ( بلى ما أسرعه إن شاء الله ) .
فبقي خمسة عشر يوما ، فوافى علي عليه السلام بعياله ، فلما وافى كان سعد بن الربيع وعبد الله بن رواحة يكسران أصنام الخزرج ، وكان كل رجل شريف في بيته صنم يمسحه ويطيبه ، ولكل بطن من الأوس والخزرج صنم في بيت لجماعة يكرمونه ويجعلون عليه منديلا ويذبحون له ، فلما قدم الاثنا عشر من الأنصار أخرجوها من بيوتهم وبيوت من أطاعهم ، فلما قدم السبعون كثر الإسلام وفشا ، وجعلوا يكسرون الأصنام .
قال : وبقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد قدوم علي يوما أو يومين ثم ركب راحلته ، فاجتمعت إليه بنو عمرو بن عوف ، فقالوا : يا رسول الله أقم عندنا فإنا أهل الجد وا الجلد والحلفة والمنعة .
فقال عليه وآله السلام : ( خلوا عنها فإنها مأمورة ) .
وبلغ الأوس والخزرج خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلبسوا السلاح وأقبلوا يعدون حول ناقته ، لا يمر بحي من أحياء للأنصار إلا وثبوا في وجهه وأخذوا بزمام ناقته وتطلبوا إليه أن ينزل عليهم ، ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( خلوا سبيلها فإنها مأمورة ) حتى مر ببني سالم .
وكان خروج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبا يوم الجمعة ، فوافى بني سالم عند زوال الشمس فتعرضت له بنو سالم فقالوا : يا رسول الله هلم إلى الجد والجلد والحلفة والمنعة .
فبركت ناقته عند مسجدهم ، وقد كانوا بنوا مسجدا قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزل عليه وآله السلام في مسجدهم وصلى بهم الظهر وخطبهم ، وكان أول مسجد صلى فيه بالجمعة ، وصلى إلى بيت المقدس ، وكان الذين صلوا معه في ذلك الوقت مائة رجل .
ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقته وأرخى زمامها ، فانتهى إلى عبد الله بن أبي ، فوقف عليه وهو يقدر أنه يعرض عليه النزول عنده ، فقال له عبد الله بن أبي – بعد أن ثارت الغبرة وأخذ كمه ووضعه على أنفه – : يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك وأتوا بك فأنزل عليهم ولا تغشنا في ديارنا . فسلط الله على دور بني الحبلى الذر ( 13 ) . فخرق دورهم فصار وانزالا على غيرهم ، وكان جد عبد الله بن أبي يقال له : ابن الحبلى . فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله لا يعرض في قلبك من قول هذا شئ ، فإنا كنا اجتمعنا على أن نملكه علينا وهو يرى الآن أنك قد سلبته أمرا قد كان أشرف عليه ، فأنزل علي يا رسول الله ، فإنه ليس في الخزرج ولا في الأوس أكثر فم بئر مني ، ونحن أهل الجلد والعز ، فلا تجزنا يا رسول الله . فأرخى زمام ناقته ، ومرت تخب ( 14 ) به حتى انتهت إلى باب المسجد الذي هو اليوم ، ولم يكن مسجدا إنما كان مربدا ( 15 ) ليتيمين من الخزرج يقال لهما : سهل وسهيل ، وكانا في حجر أسعد بن زرارة ، فبركت الناقة على باب أبي أيوب خالد بن زيد ، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما نزل اجتمع عليه الناس وسألوه أن ينزل عليهم ، فوثبت أم أبي أيوب إلى الرحل فحلته وأدخلته منزلها ، فلما أكثروا عليه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أين الرحل ؟ ) .
فقالوا : أم أبي أيوب قد أدخلته بيتها .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( المرء مع رحله ) .
وأخذ أسعد بن زرارة بزمام الناقة فحولها إلى منزله ، وكان أبو أيوب له منزل أسفل وفوق المنزل غرفة ، فكره أن يعلو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي العلو أحب إليك أم السفل ؟ فإني أكره أن أعلو فوقك .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( السفل أرفق بنا لمن يأتينا ) .
قال أبو أيوب : فكنا في العلو أنا وأمي ، فكنت إذا استقيت الدلو أخاف أن تقع منه قطرة على رسول الله ، وكنت أصعد وأمي إلى العلو خفيا من حيث لا يعلم ولا يحس بنا ، ولا نتكلم إلا خفيا ، وكان إذا نام صلى الله عليه وآله وسلم لا نتحرك ، وربما طبخنا في غرفتنا فنجيف الباب على غرفتنا مخافة أن يصيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخان ، ولقد سقطت جرة لنا وأهريق الماء فقامت أم أبي أيوب إلى قطيفة – لم يكن لها والله غيرها – فألقتها على ذلك الماء تستنشف به مخافة أن يسيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك شئ ، وكان يحضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمون من الأوس والخزرج والمهاجرين .
وكان أبو أمامة أسعد بن زرارة يبعث إليه في كل يوم غداء وعشاء في قصعة ثريد عليها عراق ( 16 ) ، وكان يأكل معه من حوله حتى يشبعون ، ثم ترد القصعة كما هي ، وكان سعد بن عبادة يبعث إليه في كل يوم عشاء ويتعشى معه من حضره وترد القصعة كما هي ، فكانوا يتناوبون في بعثة الغداء والعشاء إليه : أسعد بن زرارة ، وسعد بن خيثمة ، والمنذر بن عمرو ، وسعد بن الربيع ، وأسيد بن حضير .
قال : فطبخ له أسيد يوما قدرا ، فلم يجد من يحملها فحملها بنفسه ، وكان رجلا شريفا من النقباء ، فوافاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد رجع من الصلاة ، فقال : ( حملتها بنفسك ؟ ) .
قال : نعم يا رسول الله ، لم أجد أحدا يحملها .
فقال : ( بارك الله عليكم من أهل بيت ) ( 17 ) .
وفي كتاب دلائل النبوة : عن أنس بن مالك قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة ، فلما دخلها جاءت الأنصار برجالها ونسائها فقالوا : إلينا يا رسول الله .
فقال : ( دعوا الناقة فإنها مأمورة ) .
فبركت على باب أبي أيوب ، فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف ويقلن :
نحن جوار من بني النجار ** يا حبذا محمد من جار
فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : ( أتحبوني ؟ ) .
فقالوا : إي والله يا رسول الله .
قال : ( أنا والله أحبكم ) ثلاث مرات ( 18 ) .
قال علي بن إبراهيم بن هاشم : وجاءته اليهود – قريظة والنضير والقينقاع – فقالوا : يا محمد إلى ما تدعو ؟
قال : ( إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، واني رسول الله ، واني الذي تجدوني مكتوبا في التوراة ، والذي أخبركم به علماؤكم أن مخرجي بمكة ومهاجري في هذه الحرة ، وأخبركم عالم منكم جاءكم من الشام ، فقال :
تركت الخمر والخمير ، وجئت إلى البؤس والتمور ، لنبي يبعث في هذه الحرة مخرجه بمكة ومهاجره ههنا ، وهو اخر الأنبياء وأفضلهم ، يركب الحمار ، ويلبس الشملة ، ويجتزئ بالكسرة ، في عينيه حمرة ، وبين كتفيه خاتم النبوة ، ويضع سيفه على عاتقه ، لا يبالي من لاقى ، وهو لضحوك القتال ، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ) .
فقالوا له : قد سمعنا ما تقول ، وقد جئناك لنطلب منك الهدنة على أن لا نكون لك ولا عليك ولا نعين عليك أحدا ، ولا نتعرض لأحد من أصحابك ولا تتعرض لنا ولا لأحد من أصحابنا حتى ننظر إلى ما يصير أمرك وأمر قومك .
فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ذلك ، وكتب بينهم كتابا : أن لا يعينوا على رسول الله ولا على أحد من أصحابه بلسان ولا يد ولا بسلاح ولا بكراع ( 19 ) في السر والعلانية لا بليل ولا بنهار والله بذلك عليهم شهيد ، فإن فعلوا فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حل من سفك دمائهم ، وسبي ذراريهم ونسائهم ، وأخذ أموالهم ، وكتب لكل قبيلة منهم كتابا على حدة .
وكان الذي تولى أمر بني النضير حمي بن أخطب ، فلما رجع إلى منزله قال له أخويه جدي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب : ما عندك ؟
قال : هو الذي نجده في التوراة ، والذي بشرنا به علماؤنا ، ولا أزال له عدوا ، لان النبوة خرجت من ولد إسحاق وصارت في ولد إسماعيل ، ولا نكون تبعا لولد إسماعيل أبدا .
وكان الذي ولي أمر قريظة كعب بن أسد ، والذي تولى أمر بني قينقاع مخيريق ، وكان أكثرهم مالا وحدائق ، فقال لقومه : تعلمون أنه النبي المبعوث ، فهلم نؤمن به ونكون قد أدركنا الكتابين . فلم تجبه قينقاع إلى ذلك ( 20 ) .
قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في المربد بأصحابه ، فقال لأسعد بن زرارة : ( اشتر هذا المربد من أصحابه ) .
فساوم اليتيمين عليه فقالا : هو لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال رسول الله : ( لا ، إلا بثمن ) .
فاشتراه بعشرة دنانير ، وكان فيه ماء مستنقع ، فأمر به رسول الله فسيل ، وأمر باللبن فضرب ، فبناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فحفره في الأرض ، ثم أمر بالحجارة فنقلت من الحرة ، وكان المسلمون ينقلونها ، فاقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمل حجرا على بطنه ، فاستقبله أسيد ابن حضير فقال : يا رسول الله أعطني أحمله عنك .
قال : ( لا ، اذهب فاحمل غيره ) .
فنقلوا الحجارة ورفعوها من الحفرة حتى بلغ وجه الأرض ، ثم بناه أولا بالسعيدة لبنة لبنة ، ثم بناه بالسميط ( 21 ) ، وهو لبنة ونصف ، ثم بناه بالأنثى والذكر لبنتين مخالفتين ، ورفع حائطه قامة ، وكان مؤخره ( ذراع ) في مائة ، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا : يا رسول الله لو : أظللت عليه ظلا . فرفع صلى الله عليه وآله وسلم أساطينه في مقدم المسجد إلى ما يلي الصحن بالخشب ، ثم ظلله وألقى عليه سعف النخل ، فعاشوا فيه ، فقالوا : يا رسول الله لو سقفت سقفا .
قال : ( لا ، عريش كعريش موسى ، الأمر أعجل من ذلك ) .
وابتنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منازله ومنازل أصحابه حول المسجد ، وخط لأصحابه خططا ، فبنوا فيها منازلهم ، وكل شرع منه بابا إلى المسجد ، وخط لحمزة وشرع بابه إلى المسجد ، وخط لعلي بن أبي طالب عليه السلام مثل ما خط لهم ، وكانوا يخرجون من منازلهم فيدخلون المسجد ، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال : ( يا محمد إن الله يأمرك أن تأمر كل من كان له باب إلى المسجد يسده ، ولا يكون لأحد باب إلى المسجد إلا لك ولعلي ، ويحل لعلي فيه ما يحل لك ) .
فغضب أصحابه وغضب حمزة وقال : أنا عمه يأمر بسد بابي ويترك باب ابن أخي وهو أصغر مني ، فجاءه فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا عم لا تغضبن من سد بابك وترك باب علي ، فوالله ما أنا أمرت بذلك ولكن الله أمر بسد أبوابكم وترك باب علي ) .
فقال : يا رسول الله رضيت وسلمت لله ولرسوله ( 22 ) .
قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث بنى منازله كانت فاطمة عليها السلام عنده ، فخطبها أبو بكر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( أنتظر أمر الله عز وجل ) ثم خطبها عمر ، فقال : مثل ذلك .
فقيل لعلي عليه السلام : لم لا تخطب فاطمة ؟
فقال : ( والله ما عندي شئ ) .
فقيل له : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يسألك شيئا .
فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستحيى أن يسأله فرجع ، ثم جاءه في اليوم الثاني فاستحيى فرجع ، ثم جاء في اليوم الثالث فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا علي ألك حاجة ؟ ) .
قال : ( بلى يا رسول الله ) .
فقال : ( لعلك جئت ( خاطبا ) ؟ ( 23 ) .
قال : ( نعم يا رسول الله ) .
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( هل عندك شئ يا علي ؟ ) .
قال : ( ما عندي يا رسول الله شئ إلا درعي ) .
فزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على – اثنتي عشرة أوقية ونش ( 24 ) ودفع إليه درعه ، فقال له رسول الله : ( هيئ منزلا حتى تحول فاطمة إليه ) .
فقال عليه السلام : ( يا رسول الله ما ههنا منزل إلا منزل حارثة بن النعمان ) .
وكان لفاطمة يوم بنى بها أمير المؤمنين عليه السلام تسع سنين .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( والد لقد استحيينا من حارثة ، قد أخذنا عامة منازله ) .
فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله أنا ومالي لله ولرسوله ، والله ما شئ أحب إلي مما تأخذه ، ولذي تأخذه أحب إلي مما تترك . فجزاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيرا .
فحولت فاطمة عليها السلام إلى علي عليه السلام في منزل حارثة ، وكان فراشهما إهاب كبش جعلا صوفه تحت جنوبهما ( 25 ) .
قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إلى بيت المقدس مدة مقامه بمكة وفي هجرته حتى أتى له سبعة أشهر ( 26 ) ، فلما أتى له سبعة أشهر عيرته اليهود وقالوا له : أنت تابع لنا تصلي إلى قبلتنا ونحن أقدم منك في الصلاة . فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ذلك وأحب .
أن يحول الله قبلته إلى الكعبة ، فخرج في جوف الليل ونظر إلى آفاق السماء ينتظر أمر الله ، وخرج في ذلك اليوم إلى مسجد بني سالم الذي جمع فيه أول جمعة كانت بالمدينة ، وصلى بهم الظهر هناك بركعتين إلى بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة ، ونزل عليه : ( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها ) الآيات ( 27 ) ( 28 ) .
ثم نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اية القتال واذن له في محاربة قريش ، وهي قوله : ( اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) الآية ( 29 ) ( 30 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنفال 8 : 30
( 2 ) يس 36 : 9 .
( 3 ) تقدم في صفحة : 79 .
( 4 ) قديد : اسم موضع قرب مكة .
قال ابن الكلبي : لما رجع تبع من المدينة بعد حرب لأهلها نزل قديدا ، فهبت بريح قدت خيم أصحابه ، فسمي قديدا . ( معجم البلدان 4 : 313 )
( 5 ) تقدم في صفحة : 76
( 6 ) تقدم في صفحة 77 ، فراجع .
( 7 ) انظر : تفسير القمي 1 : 273 ، قصص الأنبياء للراوندي : 335 / 144 – 115 ، السيرة النبوية لابن هشام 2 : 124 ، الطبقات الكبرى 1 : 227 ، دلائل البيهقي 2 : 467 الوفا بأحوال المصطفى 1 : 229 ، الكامل في التاريخ 2 : 101 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 48
( 8 ) التوكف : التطلع والتوقيع ( انظر : العين 5 : 413 ) .
( 9 ) ذو الحليفة : قرية بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ، ومنها ميقات أهل المدينة . ( معجم البلدان 2 : 295 )
( 10 ) لآل : السراب . ( العين 8 : 359 ) .
( 11 ) الأطم ( بالضم ) . بناء مرتفع ، وجمعه آطام . ( النهاية 1 : 54 )
( 12 ) الصرام : جداد النخل ، أي قطع الثمرة واجتناؤها من النخلة ( انظر لسان العرب – 12 : 336 )
( 13 ) الذر . جمع ذرة ، وهي أصغر النمل . ( الصحاح 2 : 663 )
( 14 ) الخبب : ضرب من العدو ، وقيل . هو السرعة ، أي جاءت به تعدو مسرعة . انظر : ( لسان العرب 1 : 341 ) .
( 15 ) الماربد : الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم ، وبه سمي مربد المدينة والبصرة . ( النهاية 2 : 182 ) .
( 16 ) العرق ( بالسكون ) : العظم إذا أخذ عنه معظم اللحم ، وجمعه عراق ( النهاية 3 : 220 ) .
( 17 ) أنظر : الخرائج والجرائح 1 : 0 5 1 / 0 4 2 ، وقصص الأنبياء للراوندي : 337 ، وسيرة ابن هشام 2 : 37 1 ، والطبقات الكبرى 1 : 233 ، ودلائل النبوة للبيهقي 2 : 98 4 ، والوفا بأحوال المصطفى 1 : 48 2 ، والكامل في التاريخ 2 : 109 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : . 104 / 1 .
( 18 ) دلائل النبوة للبيهقي 2 : 508 وكذا في البداية والنهاية 3 : 199 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 109 .
( 19 ) الكراع : اسم لجماعة الخيل خاصة . ( مجمع البحرين 4 : 5 38
( 20 ) انظر : تفسير القمي 2 : 0 8 1 ، وقصص الأنبياء للراوندي : 338 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 110
( 21 ) السميط : الآجر القائم بعضه فوق بعض . ( لسان العرب 7 : 324 )
( 22 ) انظر الطبقات الكبرى 1 : 239 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 111 ( 2 ) في نسخة ( ط ) : تخطب فاطمة .
( 23 ) النش : عشرون درهما ، وهو نصف أوقية . ( الصحاح – نشش
– 3 : 1021 ) .
( 24 ) انظر : الطبقات الكبرى 8 : 9 1 – 23 ، ذخائر العقبى : 29 ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 112 .
( 25 ) اختلف في تاريخ تحويل القبلة إلى الكعبة ، فمنهم من روى سبعة أشهر بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ومنهم من قال : سبعة عشر شهرا من مقدمه المدينة ومنهم من قال : تسعة أشهر أو عشرة أشهر ، وقيل : بسنة ونصف . انظر : مجمع البيان 1 : 23 2 ، سيرة ابن هشام 2 : 8 9 1 تاريخ اليعقولي 2 : 42
( 26 ) البقرة 2 : 144 .
( 27 ) انظر : من لا يحضره الفقيه 1 : 178 / 843 ، ومجمع البيان 1 : 223 وتفسير الطبري 2 : 13 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 19 : 113 .
( 28 ) الحج 22 : 39 – 0 4 .
( 29 ) انظر : مجمع ، البيان 4 : 87 ، تفسير الطبري 7 1 : 123 ، وأسباب النزول – للواحدي : 177 .
( 30 ) في نسخة ( م ) زيادة : وما ظهر في أثناء ذلك من أعلام نبوته دلائل صدقه ورسالته .
المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى ج1 / الشيخ الطبرسي