- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 10 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
أما كتاب الله العظيم – الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه – فقد أعلن فضل الإمام الحسين في إطار أهل البيت ( ع ) وله في كتاب الله غنى عن مدح المادحين ووصف الواصفين ، وهذه بعض الآيات الناطقة في فضلهم .
آية المودة :
وفرض الله على المسلمين مودة أهل البيت ( ع ) قال تعالى : ” قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور ” (29) .
ذهب جمهور المسلمين إلى أن المراد بالقربى هم علي وفاطمة وابناهما الحسن والحسين وان اقتراف الحسنة إنما هي في مودتهم ومحبتهم ، وفيما يلي بعض ما أثر في ذلك :
1 – روى ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية قالوا : يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم ؟ قال ( ص ) : ” علي وفاطمة وابناهما ” (30) .
2 – روى جابر بن عبد الله قال : جاء اعرابي إلى النبي ( ص ) فقال : يا محمد اعرض علي الاسلام ، فقال ( ص ) : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، قال الأعرابي :
تسألني عليه أجرا ؟ قال ( ص ) لا إلا المودة في القربى .
الأعرابي : قرباي أم قرباك ؟ الرسول ( ص ) : قرباي .
الأعرابي : هات أبايعك . فعلى من لا يحبك ، ولا يحب قرباك لعنة الله .
قال ( ص ) : ( آمين ) (31) .
3 – روى ابن عباس قال : لما نزل قوله تعالى : ” قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ” ، قال قوم في نفوسهم : ما يريد إلا أن يحثنا على قرابته من بعده فأخبر جبرئيل النبي ( ص ) انهم اتهموه ، فأنزل ” أم يقولون افترى على الله كذبا ” ، فقال القوم : يا رسول الله انك صادق فنزل ” وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ” (32) .
4 – احتجاج العترة الطاهرة بأنها نزلت فيهم فقد خطب سبط الرسول صلى الله عليه وآله الأول وريحانته الإمام الحسن ( ع ) فقال في جملة خطابه :
” وأنا من أهل البيت الذين أفترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى : ” قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ” فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت ” (33) .
واحتج بها سيد الساجدين والعابدين الإمام علي بن الحسين ( ع ) لما جئ به أسيرا إلى الطاغية يزيد وأقيم على درج دمشق انبرى إليه رجل من أهل الشام فقال له : ” الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، وقطع قرني الفتنة ” .
فنظر إليه الامام فرآه مغفلا قد خدعته الدعايات المضللة وحادت به عن الطريق القويم فقال له : ” أقرأت القرآن ؟ ” .
” نعم ” .
” أقرأت آل حم ؟ ” . ” قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم ” .
” ما قرأت ( لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟ ” .
فذهل الرجل ومشت الرعدة بأوصاله وسارع يقول : ” وانكم لأنتم هم ؟ ” .
” نعم ” (34) .
وقال الامام أمير المؤمنين ( ع ) : فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأ ” قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ” (35) كلمة الفخر الرازي .
وعلق الفخر الرازي على هذه الآية مشيدا بآل النبي ( ص ) قال ما نصه : ” وإذا ثبت هذا – يعني اختصاص الآية بآل البيت ( ع ) – وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد التعظيم قال ويدل عليه وجوه :
” الأول ” : قوله تعالى : ” إلا المودة في القربى ” ووجه الاستدلال به ما سبق وهو ما ذكره من قبل أن آل محمد ( ص ) هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بهم وبين رسول الله ( ص ) أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل .
” الثاني ” : لا شك أن النبي ( ص ) كان يحب فاطمة ( ع ) قال ( ص ) : ” فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ” وثبت بالنقل المتواتر عن محمد ( ص ) أنه كان يحب عليا والحسن والحسين عليهم السلام ، وإذا ثبت ذلك وجب على كل الأمة مثله لقوله تعالى : ” واتبعوه لعلكم تهتدون ” .
ولقوله تعالى : ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره ” ولقوله : ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ” ولقوله سبحانه : ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ” .
” الثالث ” : إن الدعاء للآل منصب عظيم ، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة وهو قوله : ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وارحم محمدا وآل محمد ” واجب . . . (36) .
ان مودة أهل البيت ( ع ) من أهم الواجبات الاسلامية ، ومن أقدس الفروض الدينية يقول الإمام محمد بن إدريس الشافعي :
يا أهل بيت رسول الله حبكم * فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر انكم * من لم يصل عليكم لا صلاة له (37)
وقال ابن العربي :
رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربى
فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى
ويقول شاعر الاسلام الكميت :
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقي ومعرب
إن في مودة آل البيت ( ع ) أداءا لاجر الرسالة ، وصلة للرسول الأعظم ( ص ) وشكرا له على ما لاقاه من عظيم العناء والجهد في سبيل انقاذ المسلمين من الشرك ، وتحرير عقولهم من الخرافات ، وقد جعل تعالى حق نبيه العظيم على هذه الأمة أن توالي عترته ، وتكن لها المودة والولاء .
آية المباهلة :
من آيات الله البينات التي أعلنت فضل أهل البيت عليهم السلام آية المباهلة قال تعالى : ” فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” (38) .
واتفق المفسرون ورواة الحديث أنها نزلت في أهل البيت (39) .
وان أبناءنا إشارة إلى ( الحسنين ) ونساءنا إشارة إلى ( فاطمة ) ، وأنفسنا إلى علي . . . نزلت الآية الكريمة في واقعة تاريخية بالغة الخطورة جرت بين قوى الاسلام وبين القوى الممثلة للنصارى ، وموجز هذه الحادثة أن وفدا من نصارى نجران قدموا على رسول الله ( ص ) ليناظروه في الاسلام ، وبعد حديث دار بينهم وبين النبي ( ص ) اتفقوا على الابتهال أمام الله ليجعل لعنته ، وعذابه على الكاذبين والحائدين على الحق ، وعينوا وقتا خاصا لذلك ، وانصرف وفد النصارى على موعد للعودة للمباهلة حتى يستبين أمر الله ويظهر الحق ويزهق الباطل ، وقد هامت نفوسهم بتيارات من الهواجس والأحاسيس ، لا يعلمون أن النبي ( ص ) بمن يباهلهم ؟
وفي اليوم الذي اتفقا عليه خرج النبي ( ص ) وقد اختار للمباهلة أفضل الناس وأكرمهم عند الله ، وهم باب مدينة علمه وأبو سبطيه الامام أمير المؤمنين ( ع ) وبضعته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة .
وأقبل ( ص ) وقد احتضن الحسين ، وأمسك بيده الأخرى الحسن وسارت خلفه الزهراء مغشاة بملأة من نور الله ، يسير خلفها الامام أمير المؤمنين ( ع ) وهو باد الجلال . . .
وخرج السيد والعاقب بولديهما وعليهما الحلي والحلل ، ومعهم نصارى نجران وفرسان بني الحرث على خيولهم وهم على أحسن هيأة واستعداد ، واحتشدت الجماهير وقد اشرأبت الأعناق تراقب الحادث الخطير ، وساد الوجوم وصار الكلام همسا ، ولما رأت النصارى هيأة الرسول مع أهل بيته ، وهي تملأ العيون ، وتعنو لها الجباه امتلأت نفوسهم رعبا وهلعا من هيبة الرسول وروعة طلعته ، وجثا النبي صلى الله عليه وآله للمباهلة بخضوع فتقدم إليه السيد والعاقب وقد سرت الرعدة في نفوسهم قائلين :
” يا أبا القاسم بمن تباهلنا ؟ ” .
فأجابهم ( ص ) بكلمات تمثلت فيها روعة الايمان والخشية من الله قائلا : ” أباهلكم بخير أهل الأرض ، وأكرمهم إلى الله ، وأشار إلى علي وفاطمة والحسنين ” .
وانبريا يسألان بتعجب قائلين : ” لم لا تباهلنا بأهل الكرامة ، والكبر وأهل الشارة ممن آمن بك واتبعك ؟ ! ! ” .
فانطلق الرسول ( ص ) يؤكد لهم أن أهل بيته أفضل بيته أفضل الخلق عند الله قائلا : ” أجل أباهلكم بهؤلاء خير أهل الأرض وأفضل الخلق ” .
فذهلوا ، وعرفوا أن الرسول ( ص ) على حق ، وقفلوا راجعين إلى الأسقف زعيمهم يستشيرونه في الامر قائلين له : ” يا أبا حارثة ماذا ترى في الامر ؟ ”
” أرى وجوها لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله ” ولا يكتفى بذلك ، وانما دعهم قوله بالبرهان ، واليمين قائلا : ” أفلا تنظرون محمدا رافعا يديه ، ينظر ما تجيئان به ، وحق المسيح – إن نطق فوه بكلمة – لا نرجع إلى أهل ، ولا إلى مال ! ! ! ” .
وجعل ينهاهم عن المباهلة ويهتف فيهم قائلا :
” ألا ترون الشمس قد تغير لونها ، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة والريح تهب هائجة سوداء ، حمراء ، وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان ، لقد أطل علينا العذاب ، انظروا إلى الطير وهي تقئ حواصلها والى الشجر كيف تتساقط أوراقها ، والى هذه الأرض كيف ترجف تحت أقدامنا ! ! ! ” .
لقد غمرتهم تلك الوجوه العظيمة ، رأوا بالعيان ما لها من مزيد الفضل والكرامة عند الله ، ويتدارك النصارى الامر فأسرعوا إلى النبي صلى الله عليه وآله قائلين : ” يا أبا القاسم . أقلنا أقال الله عثرتك ” .
ويخضعون لما شرطه النبي ( ص ) عليهم ، وأعلن بعد ذلك أنهم لو استجابوا للمباهلة لهلكت النصارى قائلا :
” والذي نفسي بيده ان العذاب تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله ، حتى الطير على الشجر ، وما حال الحول على النصارى كلهم . . . ” (40) .
وأوضحت هذه الحادثة الخطيرة مدى أهمية أهل البيت ( ع ) وأنهم لا مثيل لهم في المجتمع الاسلامي الحافل آنذاك بالمجاهدين والمكافحين في سبيل الاسلام ولو أن النبي ( ص ) وجد من هو خير منهم ورعا وتقوى لاختارهم للمباهلة ، بل لو كان هناك من يساويهم في الفضل لامتنع أن يقدم أهل بيته عليهم لقبح الترجيح بلا مرجح – كما يقول علماء الأصول – كما أنه ( ص ) لم ينتدب للمباهلة أحدا من عشيرته الأقربين فلم يدع صنو أبيه وعمه العباس بن عبد المطلب ، ولم يدع أحدا من أبناء الهاشميين ليضمه إلى سبطيه وكذلك لم يدع واحدة من أمهات المؤمنين وهن كن في حجراته بل لم يدع شقيقة أبيه صفية ولا غيرها ليضمها إلى بضعته سيدة نساء العالمين ولم يدع غيرها من عقائل الشرف وخفرات عمرو العلى وشيبة الحمد ولا واحدة من نساء الخلفاء الثلاثة وغيرهم من المهاجرين والأنصار ، وجميع أسرته كانوا بمرأى منه ومسمع ، والغرض من ذلك التدليل على فضل أهل بيته وعظيم شأنه عند الله ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ” .
يقول الامام شرف الدين رحمه الله . . . ” وأنت تعلم أن مباهلته ( ص ) بهم والتماسه منهم التأمين على دعائه بمجرده لفضل عظيم ، وانتخابه إياهم لهذه المهمة العظيمة ، واختصاصهم بهذا الشأن الكبير ، وايثارهم فيه على من سواهم من أهل السوابق ، فضل على فضل لم يسبقهم إليه سابق ولن يلحقهم فيه لاحق ، ونزول القرآن العزيز آمرا بالمباهلة بهم بالخصوص فضل ثالث ، يزيد فضل المباهلة ظهورا ، ويضيف إلى شرف اختصاصهم بها شرفا ، والى نوره نورا ” (41) .
كما دلت الآية – بوضوح – على أن الامام أمير المؤمنين هو نفس رسول الله ( ص ) ورسول الله أفضل من جميع خلق الله فعلي كذلك بمقتضى المساواة بينهما ، وقد أدلى بهذا الفخر الرازي في تفسيره الكبير قال : ” كان في الري رجل يقال له محمد بن الحسن الحمصي ، وكان معلم الاثني عشرية وكان يزعم أن عليا أفضل من جميع الأنبياء سوى محمد ( ص ) واستدل على ذلك بقوله تعالى : ” وأنفسنا وأنفسكم ” إذ ليس المراد بقوله : ” وأنفسنا ” نفس محمد ( ص ) ، لان الانسان لا يدعو نفسه بل المراد غيرها ، وأجمعوا على أن ذلك الغير كان علي بن أبي طالب ، فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد ، ولا يمكن أن يكون المراد أن هذه النفس هي عين تلك ، فالمراد أن هذه النفس مثل تلك النفس ، وذلك يقتضي المساواة بينهما في جميع الوجوه ، تركنا العمل بهذا العموم في حق النبوة ، وفي حق الفضل بقيام الدلائل على أن محمدا ( ص ) كان نبيا ، وما كان علي كذلك ، ولانعقاد الاجماع على أن محمدا ( ص ) كان أفضل من علي فبقي ما وراءه معمولا به ، ثم الاجماع دل على أن محمدا ( ص ) كان أفضل من سائر الأنبياء ( ع ) فيلزم أن يكون على أفضل من سائر الأنبياء . . . ” (42) .
آية الأبرار :
من آيات الله الباهرات التي أشادت بفضل العترة الطاهرة ، آية الأبرار ، قال تعالى : ” إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ” (43) .
روى جمهور المفسرين والمحدثين أنها نزلت في أهل البيت ( ع ) (44) وكان السبب في ذلك أن الحسن والحسين ( ع ) مرضا فعادهما جدهما الرسول صلى الله عليه وآله مع كوكبة من أصحابه ، وطلبوا من علي أن ينذر لله صوما ان عافاهما مما ألم بهما من السقم فنذر أمير المؤمنين صوم ثلاثة أيام ، وتابعته الصديقة عليها السلام وجاريتها فضة في ذلك ، ولما أبل الحسنان من المرض صاموا جميعا ، ولم يكن عند الامام في ذلك الوقت شئ من الطعام ليجعله افطارا لهم فاستقرض سلام الله عليه ثلاث أصواع من الشعير ، فعمدت الصديقة في اليوم الأول إلى صاع فطحنته وخبزته فلما آن وقت الافطار وإذا بمسكين يطرق الباب يستمنحهم شيئا من الطعام فعمدوا جميعا إلى هبة قوتهم إلى المسكين واستمروا في صيامهم لم يتناولوا سوى الماء .
وفي اليوم الثاني عمدت بضعة النبي ( ص ) إلى تهيأة الطعام الذي كان قوامه خبز الشعير ، ولما حان وقت الغروب وإذا بيتيم قد أضناه الجوع وهو يطلب الاسعاف منهم فتبرعوا جميعا بقوتهم ، ولم يتناولوا سوى الماء .
وفي اليوم الثالث قامت سيدة النساء فطحنت ما فضل من الطعام وخبزته فلما حان وقت الافطار قدمت لهم الطعام ، وسرعان ما طرق الباب أسير قد ألم به الجوع فسحبوا أيديهم من الطعام ومنحوه له .
سبحانك اللهم أي مبرة أعظم من هذه المبرة ! ! ! أي إيثار أبلغ من هذا الايثار ، إنه ايثار ما قصد به إلا وجه الله الكريم .
ووفد عليهم رسول الله ( ص ) في اليوم الرابع فرآهم ، ويا لهول ما رأى رأى أجساما مرتعشة من الضعف ونفوسا قد ذابت من الجوع ، فتغير حاله وطفق يقول :
” وا غوثاه أهل بيت محمد يموتون جياعا ! ! ! ” .
ولم ينه الرسول كلامه حتى هبط عليه أمين الوحي وهو يحمل المكافأة العظمى لأهل البيت والتقييم لايثارهم الخالد . . . إنها مكافأة لا توصف بكيف ولا تقدر بكم ، فهي مغفرة ورحمة ورضوان من الله ليس لها حد ، فقد ” جزاهم بما صبروا جنة وحريرا . متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا . وانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا . ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا ، قوارير من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ” .
إنه عطاء سمح وجزيل فقد حباهم ربهم في الدار الآخرة من عظيم النعم والكرامات ، وأجزل لهم المزيد من مغفرته ورضوانه .
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض الآيات الكريمة التي نزلت في أهل البيت ( ع ) ومما لا شك فيه أن الإمام الحسين ( ع ) من المعنيين بتلك الآيات الكريمة النازلة من السماء ، وقد أبرزت مدى مقامه العظيم عند الله .
الهوامش
( 29 ) سورة آل حم الشورى : آية 23 .
( 30 ) مجمع الزوائد 7 / 103 ، ذخائر العقبى ( ص 25 ) ، نور الابصار ( ص 101 ) ، الدر المنثور .
( 31 ) حلية الأولياء 3 / 201 .
( 32 ) الصواعق المحرقة ( ص 102 ) .
( 33 ) حياة الإمام الحسن 1 / 68 .
( 34 ) تفسير الطبري 25 / 16 .
( 35 ) كنز العمال 1 / 218 ، الصواعق المحرقة ( ص 101 ) .
( 36 ) تفسير الرازي في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى .
( 37 ) الصواعق المحرقة ( ص 88 ) .
( 38 ) سورة آل عمران : آية 60 .
( 39 ) تفسير الرازي 2 / 699 ، تفسير البيضاوي ( ص 76 ) تفسير الكشاف 1 / 49 ، تفسير روح البيان 1 / 457 ، تفسير الجلالين 1 / 35 ، صحيح الترمذي 2 / 166 ، سنن البيهقي 7 / 63 ، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة ، مسند أحمد بن حنبل 1 / 185 ، مصابيح السنة للبغوي 2 / 201 ، سير أعلام النبلاء 3 / 193 .
( 40 ) نور الابصار ( ص 100 )
( 41 ) الكلمة الغراء ( ص 184 ) .
( 42 ) تفسير الرازي 2 / 488 .
( 43 ) سورة هل أتى .
( 44 ) تفسير الفخر 8 / 392 ، أسباب النزول للواحدي ( ص 133 ) النيسابوري في تفسير سورة هل أتى ، روح البيان 6 / 546 ، الدر المنثور ينابيع المودة 1 / 93 ، الرياض النضرة 2 / 227 ، إمتاع الأسماع للمقريزي ( ص 502 ) .
المصدر: حياة الإمام الحسين(ع) / ج1 / الشيخ باقر شريف القرشي
الخلاصة
هناك آيات قرآنية كثيرة نطقت بفضل أهل البيت (عليهم السلام) ومن ضمنهم الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن تلك الآيات القرآنية هي: آية المودة، آية المباهلة، آية الأبرار.