- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 8 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
في السنة النبوية كوكبة ضخمة من الأحاديث نطق بها الرسول العظيم صلى الله عليه وآله أبرزت معالم شخصية الإمام الحسين ( ع ) وحددت أبعاد فضله على سائر المسلمين . . . وقد تضافرت النصوص بذلك ، وتواترت وهي على طوائف بعضها ورد في أهل البيت ( ع ) مما هو شامل للإمام الحسين قطعا ، وبعضها الآخر ورد فيه وفي أخيه الحسن ( ع ) ، وطائفة ثالثة وردت فيه خاصة ، وفيما يلي ذلك :
الطائفة الأولى :
أما ما أثر عن النبي ( ص ) في فضل عترته ولزوم مودتهم فطائفة كبيرة من الاخبار وفيما يلي بعضها :
1 – روى أبو بكر قال رأيت رسول الله ( ص ) : خيم خيمة وهو متكئ على قوس عربية ، وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين ( ع ) فقال : ” معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد ردئ الولادة ” ( 1 ) .
2 – روى زيد بن أرقم أن رسول الله ( ص ) قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام : ” أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم ” ( 2 ) .
3 – روى أحمد بن حنبل بسنده أن النبي ( ص ) أخذ بيد الحسن والحسين وقال : ” من أحبني وأحب هذين وأباهما ، وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ” ( 3 ) .
4 – روي جابر قال رسول الله ( ص ) : ذات يوم بعرفات ، وعلى تجاهه ” ادنو مني يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها ، والحسن والحسين أغصانها فمن تعلق بغصن منها أدخله الله الجنة . . . ” ( 4 ) .
5 – روى ابن عباس قال : قال رسول الله ( ص ) : ” النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس . . . ” ( 5 )
6 – روى زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( ص ) : ” إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما . . . ” ( 6 ) .
إن حديث الثقلين من أروع الأحاديث النبوية وأكثرها ذيوعا وانتشارا بين المسلمين ، وقد تكرر هذا الحديث من النبي ( ص ) في مواضع كثيرة نشير إلى بعضها :
أ – أعلن ( ص ) ذلك وهو في حجة يوم عرفة فقد روى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت رسول الله في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعه يقول : ” يا أيها الناس اني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . . . ” ( 7 ) .
ب – انه ( ص ) أدلى بذلك في يوم الغدير ، فقد روى زيد بن أرقم قال : نزل رسول الله ( ص ) ( الجحفة ) ثم أقبل على الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني لا أجد النبي إلا نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن ادعى فأجيب ، فما أنتم قائلون ؟
قالوا : ” نصحت ” .
قال : ” أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق ، وأن النار حق ؟ ” . قالوا : ” نشهد ” .
فرفع ( ص ) يده فوضعها على صدره ، ثم قال : ” وأنا أشهد معكم ” والتفت ( ص ) إليهم فقال : ” الا تسمعون ؟ ” . ” نعم ” .
” فاني فرط على الحوض ، وأنتم واردون على الحوض ، وان عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ؟ ” .
فناداه مناد: وما الثقلان يا رسول الله ؟
قال ( ص ) : ” كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به والآخر عشيرتي ” ( 8 ) وان اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي ، فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما ، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ، ثم أخذ بيد علي ( ع ) فقال : من كنت أولى به من نفسه ، فعلي وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ” ( 9 ) .
ج – أعلن ( ص ) ذلك وهو على فراش الموت ، فقد التفت ( ص ) إلى أصحابه فقال لهم :
” أيها الناس ، يوشك أن أقبض قبضا سريعا فينطلق بي ، وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم إلا اني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل ، وعترتي أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي فرفعها ، فقال هذا علي مع القرآن ، والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما . . . ” ( 10 ) .
ان حديث الثقلين من أوثق الأحاديث النبوية وأوفرها صحة ، وقد ذكر المناوي عن السمهودي أنه قال : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة ( 11 ) ، وكلهم قد رووا هذا الحديث وقال ابن حجر : ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بعض وعشرين صحابيا ( 12 ) .
ويدل هذا الحديث دلالة صريحة واضحة على حصر الإمامة في أهل البيت ( ع ) وعلى عصمتهم من الآثام والأهواء لان النبي ( ص ) قرنهم بكتاب الله العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ومن الطبيعي أن اي انحراف منهم عن الدين يعتبر افتراقا عن الكتاب العزيز ، وقد صرح ( ص ) بعدم افتراقهما حتى يردا عليه الحوض فدلالته على العصمة ظاهرة جليه لا خفاء فيها ، كما أكد النبي ( ص ) في هذا الحديث على أمته أن لا تتقدم عليهم ، وأن تسلم إليهم قيادتها لئلا تهلك في مجال هذه الحياة والبحث عن معطيات هذا الحديث الشريف يستدعي وضع كتاب خاص فيه ، وقد عرض جماعة من العلماء بصورة موضوعية وشاملة للبحث عنه ( 13 ) .
7 – روى أبو سعيد الخدري ، قال : سمعت النبي ( ص ) يقول : ” إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له . . . ” ( 14 ) .
وفي هذا الحديث دعوة خلافة وملزمة إلى التمسك بالعترة الطاهرة فإنه ضمان لنجاة الأمة وسلامتها ، كما أن في البعد عنها غواية وهلاكا ، يقول الامام شرف الدين في بيان هذا الحديث .
” وأنت تعلم أن المراد من تشبيههم عليه السلام بسفينة نوح أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عن أئمتهم نجا من عذاب النار ومن تخلف عنهم كان كمن آوى ” يوم الطوفان ” إلى جبل ليعصمه من أمر الله ، غير أن ذاك غرق في الماء ، وهذا في الحميم – والعياذ بالله – والوجه في تشبيههم ( ع ) بباب حطة هو ان الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة هذا وجه الشبه ، وقد حاوله ابن حجر إذ قال : – بعد أن أورد هذه الأحاديث وغيرها من أمثالها – .
” ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة شرفهم وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان إلى أن قال : ” وباب حطة – يعني ووجه تشبيههم بباب حطة – ان الله جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحا أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها . . . ” ( 15 ) .
واستدل المتكلمون من الشيعة بهذا الحديث على حصر الإمامة في أهل البيت ( ع ) لان النبي ( ص ) جعلهم كسفينة نوح تميزا لهم عن غيرهم فالرجوع إليهم سبب للنجاة والتخلف عنهم سبب للضلالة والهلاك .
8 – قال رسول الله ( ص ) : معرفة آل محمد براءة من النار ، وحب آل محمد جواز على الصراط ، والولاية لآل محمد أمان من العذاب ” ( 16 ) .
9 – قال صلى الله عليه وآله : ” من مات على حب آل محمد مات شهيدا ، إلا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له ، الا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، إلا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، إلا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الايمان ، إلا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، إلا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، إلا ومن مات على حب آل محمد فتح في قبره بابان إلى الجنة ، إلا ومن مات على حب آل محمد جعل قبره مزار ملائكة الرحمة ، إلا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، الا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه : آيس من رحمة الله . . . ” ( 17 ) .
لقد دعا الرسول ( ص ) إلى موالاة عترته ، وأن نكن لهم في أعماق نفوسنا أصدق آيات الحب والولاء ، وأن يكون ذلك مستمرا حتى آخر لحظة من حياتنا .
10 – قال ( ص ) : ” اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ، ومكان العينين من الرأس ، ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين ” ( 18 )
11 – قال ( ص ) : ” لا تزول قدما عبد – يوم القيامة – حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن محبتنا أهل البيت ” ( 19 ) .
12 – قال ( ص ) : ” من سره أن يحيا حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، وليوال وليه ، وليعتد بأهل بيتي من بعدي فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، ورزقوا فهمي وعلمي ، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي ” ( 20 ) .
13 – قال علي ( ع ) أخبرني رسول الله ( ص ) ، إن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين ، قلت يا رسول الله فمحبونا قال : من ورائكم ( 21 ) .
14 – روى أبو سعيد الخدري أن النبي ( ص ) دخل على فاطمة عليها السلام ، قفال : إني إياك وهذا النائم – يعني عليا ، وهما – يعني الحسن والحسين – لفي مكان واحد يوم القيامة ( 22 ) .
هذه بعض الأحاديث التي أثرت عن النبي ( ص ) في فضل عترته والمتأمل فيها يطل على الغاية التي ينشدها ( ص ) وهي جعل القيادة الاسلامية بيد أئمة أهل البيت ( ع ) الذين آثروا طاعة الله على كل شئ حتى لا تزيغ الأمة في مسيرتها عن طريق الهدى والصلاح ، ولا تنحرف عن سلوكها عما أمر الله به وتشيع في أوساطها العدالة والحق ، وينسد الطريق أمام القوى الباغية من أن تنزو على منابر الحكم والخلافة الاسلامية .
الهوامش
( 1 ) الرياض النضرة 2 / 252 .
( 2 ) صحيح الترمذي 2 / 319 ، وروى ابن ماجة في سننه 1 / 52 أنه ( ص ) قال : ” أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم ” ومثله رواه الحاكم في مستدركه 3 / 149 ، وابن الأثير في أسد الغابة 5 / 523 ، ورواه أحمد في مسنده 2 / 442 بسنده عن أبي هريرة ، وكذلك رواه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 / 36 .
( 3 ) مسند أحمد 1 / 77 ، صحيح الترمذي 2 / 301 ، وجاء في تهذيب التهذيب 10 / 430 أن نصر بن علي حدث بهذا الحديث فأمر المتوكل بضربه ألف سوط ، فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد ، وجعل يقول له : هذا من أهل السنة ، فلم يزل به حتى تركه .
( 4 ) مسند أحمد 1 / 77 .
( 5 ) مستدرك الحاكم 3 / 149 ، وفي كنز العمال 6 / 116 ، والصواعق المحرقة ( ص 111 ) أنه ( ص ) قال : ” النجوم أمان لأهل الأرض وأهل بيتي أمان لامتي ، ورواه المناوي في فيض القدير 6 / 297 ، والهيثمي في مجمعه 9 / 174 .
( 6 ) صحيح الترمذي 2 / 308 ، أسد الغابة 2 / 12 .
( 7 ) كنز العمال 1 / 48 ، صحيح الترمذي 2 / 308 .
( 8 ) في كنز العمال 1 / 48 لفظ ” عترتي ” .
( 9 ) مجمع الهيثمي 9 / 163 .
( 10 ) الصواعق ( ص 75 ) .
( 11 ) فيض القدير 3 / 14 .
( 12 ) الصواعق ( ص 136 ) .
( 13 ) يراجع في ذلك المراجعات ( ص 49 – 52 ) الأصول العامة للفقه المقارن ( ص 164 – 187 ) .
( 14 ) مجمع الزوائد 9 / 168 ، ورواه الحاكم في مستدركه 2 / 43 عن حنش عن أبي ذر ، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه 2 / 19 بسنده عن أنس بن مالك ، ورواه أبو نعيم في الحلية 4 / 306 بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، ورواه المتقى في كنز العمال بسنده عن ابن الزبير وابن عباس ، ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى ( ص 20 ) بسنده عن علي ، ورواه الطبراني في كتابيه الأصغر والأوسط عن أبي سعيد الخدري .
( 15 ) المراجعات ( ص 54 ) .
( 16 ) المراجعات ( ص 54 ) .
( 17 ) المراجعات ( ص 59 ) نقله عن الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسير الكبير .
( 18 ) المراجعات ( ص 58 ) نقله عن الشرف المؤبد ( ص 58 ) .
( 19 ) المراجعات نقله عن السيوطي في احياء الميت والنبهاني في أربعينه
( 20 ) كنز العمال 6 / 217 .
( 21 ) مستدرك الحاكم 3 / 151 .
( 22 ) مستدرك الحاكم 3 / 137 .
المصدر: حياة الإمام الحسين(ع) / ج1 / الشيخ باقر شريف القرشي