- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 10 دقیقة
- بواسطة : المشرف
- 0 تعليق
يتطرق الكاتب في كتابه إلى ذكر ولادة الإمام الحسين (ع) ونسبه وتسميته وكنيته ولقبه وفيما ورد في حقه من النبي وإمامته وما ورد في حقه من النبي (ص) قولا وفعلا.
في ولادته (ع)
ولد بالمدينة بخمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة وكانت والدته الطهر البتول فاطمة (ع) علقت به بعد أن ولدت أخاه الحسن (ع) بخمسين ليلة هكذا صح النقل فلم يكن بينه وبين أخيه عليهما السلام سوى هذه المدة المذكورة ومدة الحمل ولما ولد وأعلم النبي (ص) به أخذه وأذن في أذنه.
قيل أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.
قال الشيخ المفيد رحمه الله ولد بالمدينة في التاريخ المذكور قال وجاءت به أمه فاطمة عليها السلام إلى جده رسول الله (ص) فاستبشر به وسماه حسينا وعق عنه كبشا وكذلك قال الحافظ عبد العزيز الجنابذي رحمه الله تعالى.
في نسبه (ع)
نسبه نسب أخيه الحسن (ع) وقد تقدم ذكره وهو النسب الذي افترع هام الكواكب شرفا وعلا وفاق النيرات سنا وسناءا فلا حاجة إلى إعادة ذكره.
في تسميته (ع)
قال كمال الدين رحمه الله هذا الاسم سماه به رسول الله (ص) فإنه لما أعلم به أخذه وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وقال سموه حسينا فكانت تسمية أخيه بالحسن وتسميته بالحسين صادرة عن النبي (ص) ثم إنه (ص) عق عنه وذبح عنه كبشا وحلقت والدته عليها السلام رأسه وتصدقت بوزن شعره فضة كما أمرها رسول الله (ص) وقد تقدم ذلك في أخبار الحسن (ع)
في كنيته ولقبه (ع)
قال كمال الدين رحمه الله كنيته أبو عبد الله لا غير وأما ألقابه فكثيرة الرشيد والطيب والوفي والسيد والزكي والمبارك والتابع لمرضاة الله والسبط فكل هذه كانت تقال له وتطلق عليه وأشهرها الزكي لكن أعلاها رتبة ما لقبه به رسول الله (ص) في قوله عنه وعن أخيه إنهما سيدا شباب أهل الجنة فيكون السيد أشرفها وكذلك السبط فإنه صح عن رسول الله (ص) أنه قال حسين سبط من الأسباط وسيأتي هذا الحديث في الفصل الخامس تلو هذا إن شاء الله تعالى.
قال ابن الخشاب رحمه الله يكنى بأبي عبد الله لقبه الرشيد والطيب والوفي والسيد والمبارك والتابع لمرضاة الله والدليل على ذات الله عز وجل والسبط.
في إمامته (ع) وما ورد في حقه من النبي (ص) قولا وفعلا
أما إمامته (ع) فدليلها النص من أبيه وجده (ع) ووصية أخيه الحسن (ع) إليه فكانت إمامته بعد وفاة أخيه بما قدمناه ثابتة وطاعته لجميع الخلق لازمه وإن لم يدع إلى نفسه (ع) للتقية التي كان عليها والهدنة الحاصلة بينه وبين معاوية والتزم الوفاء بها.
وجرى في ذلك مجرى أبيه أمير المؤمنين وثبوت إمامته بعد النبي (ص) مع الصموت وإمامة أخيه الحسن (ع) بعد الهدنة مع الكف والسكوت وكانوا في ذلك على سيرة نبي الله (ص) وهو في الشعب محصور وعند خروجه مهاجرا من مكة .
فلما مات معاوية وانقضت مدة الهدنة التي كانت تمنع الحسين بن علي (ع) من الدعوة إلى نفسه أظهر أمره بحسب الإمكان وأبان عن حقه للجاهلين به حالا بحال إلى أن اجتمع له في الظاهر الأنصار فدعا (ع) إلى الجهاد وشمر للقتال وتوجه بولده وأهل بيته من حرم الله وحرم رسوله (ص) نحو العراق للاستنصار بمن دعاه من شيعته على الأعداء.
وقدم أمامه ابن عمه مسلم بن عقيل رضي الله عنه وأرضاه للدعوة إلى الله والبيعة له فبايعه أهل الكوفة على ذلك وعاهدوه وضمنوا له النصرة والنصيحة ووثقوا له في ذلك وعاقدوه ثم لم تطل المدة بهم حتى نكثوا بيعته وخذلوه وأسلموه وقتل بينهم ولم يمنعوه وخرجوا إلى الحسين (ع) فحصروه ومنعوه المسير في بلاد الله واضطروه إلى حيث لا يجد ناصرا ولا مهربا منهم.
وحالوا بينه وبين ماء الفرات حتى تمكنوا منه وقتلوه فمضى (ع) ظمآنا مجاهدا صابرا محتسبا مظلوما قد نكثت بيعته وانتهكت حرمته ولم يوف له بعهد ولا رعيت فيه ذمة عقد شهيدا على ما مضى عليه أبوه وأخوه عليهما السلام والصلاة والرحمة.
أقول مناقب الحسين (ع) واضحة الظهور وسنا شرفه ومجده مشرق النور فله الرتبة العالية والمكانة السامية في كل الأمور فما اختلف في نبله وفضله واعتلاء محله أحد من الشيعة ولا الجمهور.
عرف العالمون فضلك بالعلم * وقال الجهال بالتقليد
وكيف لا يكون كذلك وقد اكتنفه الشرف من جميع أكنافه وظهرت مخايل السؤدد على شمائله وأعطافه وكاد الجلال يقطر من نواحيه وأطرافه وهذا قول لا أخاف أن يقول مسلم بخلافه الجد محمد المصطفى والأب على المرتضى والجدة خديجة الكبرى والأم فاطمة الزهراء والأخ الحسن ذو الشرف والفخار والعم جعفر الطيار والبيت من هاشم الصفوة الأخيار فهو وأخوه عليهما السلام صفوة الصفوة ونور الأنوار وهو في نفسه السيد الشريف والطود المنيف والشجاع الغطريف والأسد الهصور والفارس المذكور والعلم المشهور.
أتاه المجد من هنا وهنا * وكان له بمجتمع السيول
وقد تقدم في أخبار أبيه وأخيه ما هو قسيمهما فيه فما افترعا غارب مجد إلا افترعه ولا جمعا شمل سؤدد إلا جمعه ولا نالا رتبة علاء إلا نالها ولا طالا هضبة عز إلا طالها وأنا أذكر في هذا الفصل شيئا مما ورد في وصف فضائله وما ورد فيه التذاذا بتكرير مناقبه ومفاخره وطربا بعد مزاياه ومآثره وإن كان في تضاعيف هذا الكتاب من نعوته وصفاته ما فيه غنية كافية لأولى الألباب والله الموفق للصواب.
قال يعلى بن مرة سمعت رسول الله (ص) يقول حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط وروى عن أبي عوانة يرفعه إلى النبي (ص) أنه قال إن الحسن والحسين شنفا العرش وان الجنة قالت يا رب أسكنتني الضعفاء والمساكين فقال الله تعالى لها أما ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين قال فماست كما تميس العروس فرحا.
وروى عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال اصطرع الحسن والحسين بين يدي رسول الله (ص) فقال رسول الله (ص) إيها حسن خذ حسينا فقالت فاطمة عليها السلام يا رسول الله أتستنهض الكبير على الصغير فقال رسول الله (ص) هذا جبرئيل يقول للحسين إيها حسين خذ الحسن وروى عن أم الفضل بنت الحارث انها دخلت على رسول الله (ص) فقالت يا رسول الله رأيت البارحة حلما منكرا قال وما هو قالت إنه شديد.
قال ما هو قالت رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت فوضعت في حجري فقال رسول الله (ص) رأيت خيرا تلد فاطمة عليها السلام الحسين قالت وكان في حجري كما قال رسول الله (ص) فدخلت يوما على النبي (ص) فوضعته في حجره فم حانت منى التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهرقان بالدموع فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لك ؟ قال أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا وأتاني بتربة من تربته حمراء.
وروى عن أم سلمة رضي الله عنها قالت بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالس والحسن والحسين عليهما السلام في حجره إذ هملت عيناه بالدموع فقلت يا رسول الله ما لي أراك تبكي جعلت فداك ؟ فقال جاءني جبرئيل (ع) فعزاني بابني الحسين وأخبرني أن طائفة من أمتي تقتله لا أنالهم الله شفاعتي.
وروى باسناد آخر عن أم سلمة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله (ص) من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلا وعاد وهو أشعث أغبر ويده مضمومة فقلت يا رسول الله ما لي أراك أشعث مغبرا ؟
فقال أسرى بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق يقال له كربلا فأريت فيه مصرع الحسين ابني وجماعة من ولدى وأهل بيتي فلم أزل القط دماءهم فها هي في يدي وبسطها لي فقال لي خذيها فاحتفظي بها فأخذتها فإذا هي شبه تراب أحمر فوضعته في قارورة وسددت رأسها واحتفظت بها.
فلما خرج الحسين (ع) من مكة متوجها إلى العراق كنت أخرج تلك القارورة في كل يوم فأشمها وأنظر إليها وأبكى لمصابه فلما كان اليوم العاشر من المحرم وهو اليوم الذي قتل فيه (ع) أخرجتها في أول النهار وهي بحالها ثم عدت إليها في آخر النهار فإذا هي دم عبيط فصحت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة أن تسمع أعداؤهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاء الناعي ينعاه فحقق ما رأيت وروى أن النبي (ص) كان ذات يوم جالسا وحوله على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فقال لهم كيف أنتم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتى ؟
فقال له الحسين (ع) أنموت موتا أو نقتل قتلا فقال بل تقتل يا بنى ظلما ويقتل أخوك ظلما وتشرد ذراريكم في الأرض فقال الحسين (ع) ومن يقتلنا يا رسول الله قال شرار الناس قال فهل يزورنا بعد قتلنا أحد قال نعم يا بنى طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برى وصلتي فإذا كان يوم القيامة جئتها إلى الموقف حتى آخذ بأعضادها فأخلصها من أهواله وشدايده.
قلت هذا الخبر بهذه السياقة نقلته من إرشاد الشيخ المفيد رحمه الله تعالى وعندي فيه نظر فان الحسين (ع) كان أصغر الجماعة الذين ذكرهم عليهم السلام فكيف خصه بالسؤال والجواب دونهم وكيف صدع قلبه على صغره وحداثته بذكر القتل وأزعج قلب الأم (ع) بما لقى به ولديها عليها وعليهما السلام وكيف تفرغ الحسين (ع) مع سماع هذا جميعه إلى أن يسأل عن الزوار والله سبحانه أعلم.
وروى عبد الله بن شريك العامري قال كنت أسمع أصحاب محمد (ع) إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين بن علي عليهما السلام وذلك قبل أن يقتل بزمان طويل.
وروى سالم بن أبي حفصة قال قال عمر بن سعد للحسين يا أبا عبد الله ان قبلنا ناسا سفهاء يزعمون إني أقتلك فقال الحسين (ع) إنهم ليسوا بسفهاء ولكنهم حلماء أما أنه يقر بعيني أنك لا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا.
وروى يوسف بن عبيدة قال سمعت محمد بن سيرين يقول لم نر هذه الحمرة في السماء إلا بعد قتل الحسين (ع) وروى سعد الإسكاف قال قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام كان قاتل يحيى بن زكريا (ع) ولد زنا وكان قاتل الحسين بن علي عليهما السلام ولد زنا ولم تحمر السماء إلا لهما وروى سفيان بن عيينة عن علي بن زيد عن علي بن الحسين عليهما السلام.
قال خرجنا مع الحسين (ع) فما نزلنا منزلا ولا ارتحلنا منه إلا وذكر يحيى بن زكريا (ع) وقال يوما من الأيام من هوان الدنيا على الله عز وجل إن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغى من بغايا من بني إسرائيل وتظاهرت الأخبار بأنه لم ينج أحد ممن قاتل الحسين (ع) وأصحابه رضي الله عنهم من قتل أو بلاء افتضح به قبل موته.
قال الشيخ كمال الدين رحمه الله ( الفصل الخامس فيما ورد في حقه من جهة النبي (ص) قولا وفعلا ) وهو فصل مستحلي الموارد والمصادر ومستعلي المحامد والمآثر مسفر عن جمل المناقب السوافر مشعر بأن الحسن والحسين عليهما السلام أحرزا على المعالي وأفخرا المفاخر فان رسول الله (ص) خصهما من مزايا العلاء بأتم معنى ومنحهما من سجايا الثناء كل مثنى فأفرد وثنى ومدح وأثنى وأنزلهما ذروة السناء الأسنى.
فأما ما يخص الحسن (ع) فقد تقدم في فضله وأما تمام المشترك وما يخص الحسين فهذا أوان إحراز خصله فمنه حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أخرجه الإمام أحمد بن حنبل والترمذي كل منهما في صحيحه يرويه عنه بسنده وقد تقدم طرف منه في فضل فاطمة عليها السلام.
وجملة الحديث أن حذيفة قال لأمه دعيني آتي رسول الله (ص) فأصلي معه وأسأله أن يستغفر لي ولك فأتيته وصليت معه المغرب ثم قام فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال من هذا حذيفة قلت نعم قال ما حاجتك قلت تستغفر لي ولأمي.
فقال غفر الله لك ولأمك ان هذا ملك لم ينزل الأرض قط من قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم على ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنه ما أخرجه الترمذي أيضا أن النبي (ص) أبصر حسنا وحسينا فقال اللهم إني أحبهما فأحبهما.
ومنه ما رواه ابن الجوزي رحمه الله بسنده في صفوة الصفوة عن رسول الله (ص) انه قال إن هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني يعنى الحسن والحسين.
ومن المشترك جملة تقدمت في فضل الحسن (ع) فلا حاجة إلى إعادتها ههنا.
ومنه ما أخرجه أيضا الترمذي بسنده عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله (ص) حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا حسين سبط من الأسباط.
ومنه ما نقله الإمام محمد بن إسماعيل البخاري الترمذي رضي الله عنهما بسندهما كل واحد منهما في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه وسأله رجل عن دم البعوض فقال ممن أنت ؟ فقال من أهل العراق فقال انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص) وسمعت النبي (ص) يقول هما ريحانتاي من الدنيا
وروى أنه سأله عن المحرم يقتل الذباب فقال يا أهل العراق تسألوني عن قتل الذباب وقد قتلتم ابن رسول الله (ص) وذكر الحديث وفي آخره وهما سيدا شباب أهل الجنة.
ومنه ما أخرجه الترمذي رحمه الله في صحيحه بسنده عن سلمى الأنصارية قالت دخلت على أم سلمة زوج النبي (ص) وهي تبكي فقلت ما يبكيك قالت رأيت الآن النبي (ص) في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب فقلت ما لك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا.
ومنه ما أخرجه البخاري والترمذي رضي الله عنهما في صحيحيهما كل منهما بسنده عن أنس رضي الله عنه قال أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين (ع) فجعل في طست فجعل ينكته فقال في حسنه شيئا قال أنس فقلت والله أنه كان أشبههم برسول الله (ص) وكان مخضوبا بالوسمة.
وفي رواية الترمذي فجعل يضرب بقضيب في أنفه ولقد وفق الترمذي فإنه لما روى هذا الحديث وذكر فعل ابن زياد زاده الله عذابا نقل ما فيه اعتبار واستبصار فإنه روى في صحيحه بسنده عن عمار بن عمير قال لما قتل عبيد الله ابن زياد وجئ برأسه ورؤوس أصحابه ونضدت في المسجد في الرحبة فانتهيت إليهم والناس يقولون قد جاءت قد جاءت فإذا حية قد جاءت تخلل الرؤوس حتى جاءت فدخلت في منخر عبيد الله بن زياد فمكث هنيئة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت ثم قالوا قد جاءت ففعلت ذلك مرارا.
قال علي بن عيسى عفا الله عنه بكرمه ووفقه لتأدية شكر إحسانه ونعمه لا ريب أن هذه موعظة لأولى الأبصار وعجيبة من عجائب هذه الدار وصغيرة بالنسبة إلى ما أعد الله لهؤلاء الظلمة من عذاب النار فإنهم ركبوا من قتل الحسين وأهله وسبي حريمه ما لا يركب مثله مردة الكفار ولا يقدم عليه إلا من خلع ربقة الدين وجاهر الله بالعداوة فحسبه جهنم وبئس القرار.
قلت وقد ذكر عز الدين بن الأثير الجزري رحمه الله في تاريخه.
وروى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة مرفوعا إلى عائشة قالت كانت لنا مشربة فكان النبي (ص) إذا أراد لقاء جبرئيل (ع) لقيه فيها فلقيه رسول الله (ص) مرة من ذلك فيها وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد ودخل حسين بن علي ولم تعلم حتى غشيهما فقال له جبرئيل من هذا ؟
فقال رسول الله (ص) ابني فأخذه النبي (ص) فجعله على فخذه فقال أما إنه سيقتل فقال رسول الله (ص) ومن يقتله ؟ قال أمتك فقال النبي (ص) أمتي تقتله قال نعم وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها فأشار جبرئيل إلى الطف بالعراق وأخذ تربة حمراء فأراه إياها وقال هذه من تربة مصرعه.
ومن الكتاب المذكور عن الأصبغ بن نباتة عن علي (ع) قال أتينا معه موضع قبر الحسين فقال علي (ع) ههنا مناخ ركابهم وموضع رحالهم وههنا مهراق دمائهم فتية من آل محمد (ص) يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض.
ومنه يرفعه إلى عبد الله بمسعود قال بينما نحن جلوس عند النبي (ص) إذ دخل فتية من قريش فتغير لونه فقلنا يا رسول الله لا نزال نرى في وجهك الشئ نكرهه فقال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا.
ومن كتابه مرفوعا إلى العوام بن حوشب قال بلغني أن رسول الله (ص) نظر إلى شباب من قريش كأن وجوههم سيوف مصقولة ثم رؤى في وجهه كآبة حتى عرفوا ذلك فقالوا يا رسول الله ما شأنك قال إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا واني ذكرت ما يلقى أهل بيتي من بعدي من أمتي من قتل وتطريد وتشريد.
وروى الجنابذي مرفوعا إلى يحيى بن أبي بكر عن بعض مشيخته قال قال الحسين بن علي عليهما السلام حين أتاه الناس فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس أنسبوني وانظروني من أنا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم سفك دمى وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيكم (ص) وابن ابن عمه وابن أولى المؤمنين بالله أو ليس حمزة سيد الشهداء عمى ؟
أولم يبلغكم قول رسول الله (ص) مستفيضا فيكم لي ولأخي إنا سيدا شباب أهل الجنة أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمى وانتهاك حرمتي ؟
قالوا ما نعرف شيئا مما تقول فقال إن فيكم من سألتموه لأخبركم أنه سمع ذلك من رسول الله (ص) في وفي أخي الحسن سلوا زيد بن ثابت والبراء ابن عازب وأنس بن مالك يحدثكم أنه سمع ذلك من رسول الله (ص) في وفي أخي فان كنتم تشكون في هذا فتشكون ( في ) أني ابن بنت نبيكم (ص) ؟
فوالله ما تعمدت كذبا منذ عرفت إن الله تعالى يمقت على الكذب أهله ويضربه من اختلقه فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري منكم ولا من غيركم ثم أنا ابن بنت نبيكم (ص) خاصة دون غيره خبروني هل تطلبوني بقتيل منكم قتلته أو بمال استهلكته أو بقصاص من جراحة ؟ فسكتوا.
قال أفقر عباد الله إلى رحمته وشفاعة نبيه وأئمته عليهم السلام علي بن عيسى أغاثه الله تعالى يوم الفزع الأكبر كأن الحسين (ع) فارس الحرب الذي لا يصطلي بناره ولا تقدم غلب الأسود على شق غباره ولم يقل هذا القول ضراعة ولا خوارا فإنه كان عالما بما يؤل أمره إليه عارفا بما هو قادم عليه عرف ذلك من أبيه وجده عليهم الصلاة والسلام واطلع على حقيقته بما خصه الله به من بين الأنام فله الكشف والنظر وهو وأخوه قبله وبنوه من بعده خيرة الله من البشر ينظرون إلى الغيب من وراء ستر رقيق.
ويشاهدون بمرايا خواطرهم الصقيلة ويشهدون بعداوة العدو وصداقة الصديق وإنما كان ذلك القول منه وتكراره إقامة للحجة عليهم ودفعا في صدر من ربما قال لم أعلم أو كنت مشدوها أو اشتبه على الأمر فلم أهتد لوجه الصواب فنفى هذه الاحتمالات بانذاره وإعذاره وتركهم ولا حاجز بينهم وبين عذاب الله وناره وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
الخلاصة
الكاتب قد تطرق في كتابه إلى ذكر ولادة الإمام الحسين (ع) ونسبه وتسميته وكنيته ولقبه وفيما ورد في حقه من النبي وإمامته وما ورد في حقه من النبي (ص) قولا وفعلا.
المصدر: كشف الغمة في معرفة الأئمة ج2 ص212 / الشيخ علي الأربلي