الفاضل الأردكاني الشيخ محمد حسين بن محمد إسماعيل (قده)

الفاضل الأردكاني الشيخ محمد حسين بن محمد إسماعيل (قده)

کپی کردن لینک

نبذة مختصرة عن حياة العالم الفاضل الأردكاني، أحد مراجع الدين في كربلاء، مؤلّف كتاب «شرح نتائج الأفكار» للسيّد إبراهيم القزويني، ولد عام 1235ه‍ في كربلاء، وتُوفّي الفاضل الأردكاني في عام 1302ﻫ في كربلاء ودفن بها.

اسمه ونسبه

الشيخ محمّد حسين بن محمّد إسماعيل بن أبي طالب الأردكاني المعروف بالفاضل الأردكاني.

ولادته

ولد الفاضل الأردكاني عام 1235ه‍ في أردكان ـ التابعة لمحافظة يزد ـ بإيران.

دراسته وتدريسه

بدأ الفاضل الأردكاني دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر الفاضل الأردكاني إلى كربلاء لإكمال دراسته الحوزوية، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، منشغلاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.

من أساتذته

1ـ السيّد محمّد إبراهيم السيّد محمّد باقر القزويني، 2ـ الشيخ محمّد شريف المازندراني المعروف بشريف العلماء، 3ـ السيّد محمّد السيّد عبد الصمد الشهشهاني الإصفهاني، 4ـ عمّه الشيخ محمّد تقي الأردكاني.

من تلامذته

الشيخ حبيب الله الكاشاني، 2ـ الميرزا حسن الشيخ علي العلياري التبريزي، 3ـ الميرزا صادق المجتهد القره داغي التبريزي، 4ـ السيّد محمّد السيّد محمّد باقر الفيروزآبادي، 5ـ السيّد محمّد السيّد محسن البحراني الحائري، 6ـ السيّد محمّد باقر السيّد أبو القاسم الطباطبائي الحائري المعروف بالحجّة، 7ـ السيّد محمّد بن مير قاسم الفشاركي، 8ـ الميرزا محمّد تقي ابن الميرزا محبّ علي الشيرازي، 9ـ السيّد محمّد حسين السيّد محمّد علي الشهرستاني، 10ـ الشيخ محمّد حسن ابن المولى محمّد حسين البيرجندي‏، 11ـ السيّد محمّد حسن السيّد عبد الله الكشميري‏.

12ـ السيّد أبو القاسم السيّد حسين الرضوي‏، 13ـ السيّد أحمد السيّد إبراهيم الموسوي الدزفولي‏، 14ـ الشيخ جعفر الشيخ صادق الحائري المعروف بالهر، 15ـ السيّد حسن السيّد محمّد تقي بحر العلوم، 16ـ السيّد محمّد باقر السيّد مرتضى الطباطبائي اليزدي‏، 17ـ السيّد علي السيّد محمّد علي الميبدي اليزدي، 18ـ الشيخ إبراهيم اللنكراني، 19ـ الشيخ أحمد بن مصطفى الخوئيني المعروف بملّا آقا، 20ـ نجله الشيخ محمّد.

ما قيل في حقّ الفاضل الأردكاني

1ـ قال الشيخ علي كاشف الغطاء في الحصون المنيعة: «كان عالماً فاضلاً، تقيّاً نقيّاً، فقيهاً أُصوليّاً، ورعاً زاهداً، مزّاحاً متعارفاً، ذا أخلاق حسنة، وصفات مستحسنة، غير مداهن مع أهل زمانه، لا تأخذه في الله لومة لائم»[1].

2ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «المعروف بالفاضل الأردكاني، نزيل الحائر المقدّس، كان عالماً محقّقاً، وفقيهاً متبحّراً، وأُصوليّاً مؤسّساً، مرجعاً في الأحكام، وملاذاً للإسلام، كان سوق العلم قائماً به في أيّامه بالحائر، وتربّى على يده جماعة من العلماء، وكان (ره) قليل الاعتناء بالدنيا والرئاسة، ما رأيت أقلّ اعتناء منه في علماء العصر مع إقبال الرئاسة عليه بكلّها، زاهداً ناسكاً روحانيّاً ربّانيّاً، يروي عن عمّه وأُستاذه العالم الربّاني الآخوند ملّا محمّد تقي الأردكاني (قده)، الراوي عن حجّة الإسلام السيّد محمّد باقر الرشتي الإصفهاني (قده)»[2].

3ـ قال الشيخ القمّي في الكنى والألقاب: «الشيخ الأجل العلّامة المولى حسين… كان عالماً جليلاً، مرجعاً للتقليد، خرج من مجلسه جماعة من المجتهدين العظام»[3].

4ـ قال محمّد حسن المراغي في المآثر والآثار ما معرّبه: «إنّ السلطان ناصر الدين شاه القاجاري كان كثير العناية به، والتوجّه له، كما كان يأمر ولاته بإنفاذ أوامره‏…»[4].

5ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «كان عالماً محقّقاً، وفقيهاً متبحّراً، وأُصوليّاً مؤسّساً، مرجعاً في الأحكام، وملاذاً للإسلام، كان سوق العلم قائماً في أيّامه بالحائر، وتخرّج على يده جماعة من العلماء، كان قليل الاعتناء بالدنيا والرئاسة، ما رئي أقلّ اعتناء منه في علماء عصره مع إقبال الرئاسة عليه بكلّيتها، زاهداً ناسكاً روحانيّاً ربّانيّاً، ترابي الأخلاق، كريم الطبع، هشّاً بشّاً، كثير المداعبة، وكلامه حكم وأمثال، لا يحابي أحداً، يقول الحق، ولا يخشى لومة لائم»[5].

6ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «أحد كبار علماء الشيعة في أوائل هذه المائة… حتّى بلغ في الفقه والأُصول مبلغاً عظيماً، واشتُهر بين العلماء والطلّاب بالتحقيق والتدقيق والتبحّر والخبرة، فاتّجهت الأنظار إليه، وكثر الإقبال عليه، وكان له بحث في كربلاء يحضره الأجلّاء والفضلاء والخيرة المنتجبة من طلّاب العلم، لما يجدونه فيه من الحقائق العلمية الراقية، والأفكار الرشيقة العالية، والنظريات الدقيقة السامية، وقد تخرّج من معهد درسه جمع من الفطاحل الكبار، والمجتهدين الأعاظم‏… فقد قام سوق العلم بكربلاء في عصره، وزهت البلدة بوجوده، وأعاد إليها نظارة عصر الوحيد البهبهاني في كثرة العلماء وزيادة المشتغلين.

اشتُهر اسمه في الأوساط، وأخذ بالرقي يوماً فيوماً حتّى رجع إليه في التقليد، وأصبحت له زعامة دينية عامّة، ونفوذ ممتد، وسمعة طائلة، وجاه عريض، وكان من أُولئك الأوتاد العبّاد، والزهّاد النسّاك، الذين يضرب بتقواهم المثل، فقد كان كثير الإعراض عن الدنيا، قليل الاعتناء بالرئاسة، منصرفاً إلى أداء واجبه الديني، من تدريس وإمامة وإرشاد ونشر أحكام، وكان مثال الروحاني الربّاني في نزاهته وأخلاقه، فقد كان مع تلك الصولة كثير التواضع، حسن الأخلاق، هشّاً بشّاً، لا يعرف الرياء ولا الكبرياء، قضى على ذلك حياة شريفة صرفها فيما يرضي الله والرسول إلى أن تُوفّي‏»[6].

7ـ قال السيّد الإصفهاني الكاظمي في الوديعة: «العالم المحقّق الربّاني المجتهد، والفاضل الصمداني، مولانا الشيخ محمّد حسين الأردكاني الحائري قدّس الله سرّه الشريف، ونوّر مرقده المنيف، كان (ره) مروّجاً للمذهب الحقّ الاثني عشري كما هو حقّه، ومفرّجاً عن كلّ ما أشكل في الإدراك البشري، وبيده رتقه وفتقه، صاحب تحقيقات أنيقة، وتدقيقات رشيقة، تفرّد في زمانه، والزمان مشحون بأخدانه، اشتُهر اسمه فملأ الأقطار والأصقاع، وشاع ذكره في جميع الأماكن والبقاع، حضر بحثه العلماء الكبار، ورحلت إليه الطلبة من الأقطار، وحسب الدلالة على علوّ درجته في العلم والعمل، والشهرة والصيت أنّ سلطان زمانه مضافاً إلى علماء أوانه، أعني الناصر لدين الله، كان يأمر ولاته بإنفاذ أوامره وأحكامه وسجلّاته»[7].

8ـ ورد في موسوعة طبقات الفقهاء ـ بإشراف المرجع الديني الشيخ جعفر السبحاني ـ: «كان من أجلّاء علماء الإمامية، فقيهاً، أُصوليّاً، محقّقاً، مرجعاً في الأحكام… وبلغ في الفقه والأُصول مرتبة سامية، وتصدّى للتدريس فبرع فيه‏‏، وعُرف في الأوساط العلمية بالتحقيق والتدقيق والتبحّر، فتهافت عليه العلماء والطلّاب، وازدهر العلم بكربلاء في عصره، واشتُهر اسم المترجم، وذاع صيته، وأصبحت له زعامة دينية، ورجع إليه في التقليد، وكان قليل الاعتناء بالزعامة مع إقبالها عليه، زاهداً، يقول الحقّ ولا يحابي أحداً»[8].

من صفاته وأخلاقه

قال السيّد الصدر في التكملة: «وأمّا مكارم أخلاقه وسيرته: كان (قده) ترابي الأخلاق، كريم الطبع، هشّاً بشّاً، كثير الملاطفة، وكلماته حكم وأمثال، مهذّباً صفيّاً، لا يحابي أحداً في الدين، يقول الحق، ولا يخشى لومة لائم»[9].

من نشاطاته

إقامة الفاضل الأردكاني صلاة الجماعة في الصحن الحسيني.

من أعمامه

الشيخ محمّد تقي، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «من أعاظم الفقهاء، وأكابر العلماء»[10].

من أولاد الفاضل الأردكاني

الشيخ محمّد، فاضل، أحد أئمّة الجماعة في كربلاء.

من مؤلّفاته

1ـ شرح نتائج الأفكار لأُستاذه السيّد إبراهيم القزويني، 2ـ التقريرات الأُصولية (تقرير عمّه الشيخ محمّد تقي الأردكاني في الأُصول)، 3ـ كتاب الطهارة، 4ـ كتاب الصلاة، 5ـ كتاب المتاجر، 6ـ تعليقات على رياض المسائل للسيّد علي الطباطبائي، 7ـ تعليقات على معالم الدين لابن الشهيد الثاني، 8ـ رسالة في علم الحروف‏.

من تقريرات درس الفاضل الأردكاني

غاية المسؤول في علم الأُصول للسيّد محمّد حسين الشهرستاني.

وفاته

تُوفّي الفاضل الأردكاني (قده) عام 1302ه‍ في كربلاء، ودُفن في الصحن الحسيني بجوار مرقد أُستاذه السيّد محمّد إبراهيم القزويني.

رثاؤه

أرّخ تلميذه السيّد محمّد حسين الشهرستاني (قده) عام وفاته بقوله:

«وَقَالَ مُفَجِعُ التَّأْرِيخِ أُوهٌ ** سَيلْقَى الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا»[11].

وقال أيضاً في رثاء الفاضل الأردكاني (قده):

«وَقَدْ تَلَقَّتْهُ حُورٌ وَنَضْرَةٌ وَسُرُورٌ * أَرَّخنَ حُبًّا وَأَهْلًا لِفَاضِلِ الأُرْدَكَانِي».

ورثاه السيّد جعفر الحلّي (ره) ـ معزّياً بهذه القصيدة السيّد محمّد الطباطبائي (قده) الذي أقام له العزاء في النجف ـ بقوله:

«وَلا عَجيبٌ إِذا أَضحى مُحَمَّدٌ في ** أُفقِ العُلى وَحُسينٌ باتَ مُستَتِراً

مُحَمَّدٌ لِلورى شَمْسٌ وَذا قَمَرٌ ** وَالشَّمسُ لا تَنْبَغي أَنْ تُدْرِكَ القَمَرا

اللهُ مِن مَلَكِ أَيّامِهِ لمَعَت ** بِجَبْهَةِ الدَّهْرِ مِن مَعروفِهِ غُرَرا

سُوَائِمُ الرُّشْدِ قَد حامَت فَأَوْرَدَها ** وَأَوْرَدَ الغَيَّ في آرائِهِ صَدْرا

هذا الَّذي قامَ في العُلْياء مُعْتَدِلاً ** وَمَن سِواهُ كَبَا عَنْهَا وَما قَدَرَا

إِذا السَّحابُ هَمَى الأَنْواءُ فَهُوَ لَهُ ** كَفَّ إِذا هِيَ تَسْتَسْقِي هَمَّتْ بَدْرا

فَكَمْ لَنا حُكْمًا أَبْدَتْ بَدِيهَتُهُ ** بِقُراطٍ عَنْهَا وَجَالينُوسَ قَدْ قَصَّرا

لَم يَسْتَتِرْ عَنْ أَخِي جَلّى يُفاجِئُهُ ** لَكِنَّهُ يَصْنَعُ المَعروفَ مُسْتَتِرا

أَمْضَى الكُمَاةِ ظُبًا أَزْكَى الأنامِ أَبًا ** أَعْلى الوَرَى حَسَبًا أَنْدَى الكِرامِ قَرَا

لا رَيْعَ يا خَلَفَ المهديِّ جانِبَكُمْ ** فَأَنْتُمْ بَعْدَهُ الأَبْدَالُ وَالسُّفَرَا

يُحارُ كُلُّ لبيبٍ في صِفاتِكُمْ ** فَما عَسى فيكُمْ أَنْ تَنْطِقَ الشُّعَرَا»[12].

الاستنتاج

أن الفاضل الأردكاني، وُلِد عام 1235ه‍ في أردكان بإيران، ودرس العلوم الدينية في كربلاء حيث أسّس مكانته كعالم وفقيه بارز، وتخرّج على يده العديد من العلماء، وكان معروفا بتواضعه وزهده، كما عُرف بخلقه الكريم وكلماته الحكيمة، وقد ترك مؤلفات قيمة في الفقه والأصول، وتوفي الفاضل الأردكاني عام 1302ه‍ في كربلاء ودفن بجوار مرقد أستاذه، ويُعتبر الفاضل الأردكاني رمزا للعلم والروحانية، حيث ساهم في نشر المذهب الاثني عشري وأثرى الحياة العلمية في عصره.

الهوامش

[1] كاشف الغطاء، الحصون المنيعة، ج10، ص135، رقم 3369.

[2] الصدر، تكملة أمل الآمل، ج2، ص435، رقم 494.

[3] القمّي، الكنى والألقاب، ج2، ص21.

[4] آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج14، ص532، رقم 958، نقلاً عن المآثر والآثار للفاضل المراغي، ص144.

[5] الأمين، أعيان الشيعة، ج5، ص452، رقم 986.

[6] آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج14، ص531، رقم 958.

[7] الإصفهاني الكاظمي، أحسن الوديعة، ج1، ص84، رقم 33.

[8] السبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج14، ص227، رقم 4551.

[9] الصدر، تكملة أمل الآمل، ج2، ص435، رقم 494.

[10] آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج10، ص207، رقم 428.

[11] آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج14، ص532، رقم 958، نقلاً عن المآثر والآثار للفاضل المراغي، ص181.

[12] الحلّي، سحر بابل وسجع البلابل، ص196.

مصادر البحث

1ـ الإصفهاني الكاظمي، محمّد مهدي، أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة تراث الشيعة، الطبعة الأُولى، 1437ه‍.

2ـ آقا بزرك الطهراني، محمّد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأُولى 1430ه‍.

3ـ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، بلا تاريخ.

4ـ الحلّي، جعفر، سحر بابل وسجع البلابل (ديوان)، صيدا، مطبعة العرفان، طبعة 1331 ه‍.

5ـ السبحاني، جعفر، موسوعة طبقات الفقهاء، قم، مؤسّسة الإمام الصادق (ع)، الطبعة الأُولى، 1418ه‍.

6ـ الصدر، حسن، تكملة أمل الآمل، تحقيق د حسين علي محفوظ، بيروت، دار المؤرّخ العربي، الطبعة الأُولى، بلا تاريخ.

7ـ كاشف الغطاء، علي، الحصون المنيعة في طبقات الشيعة، النجف، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1442 ه‍.

8ـ القمّي، عبّاس، الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، بلا تاريخ.

بقلم: محمد أمين نجف

لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *