- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
المولد والنشأة
ولدت في أمريكا ، ونشأت في أسرة مسيحيّة ، ثمّ واصلت دراستها ، وحصلت على شهادة جامعيّة، ثمّ تعرّفت على الدين الإسلاميّ خلال زيارتها إلى إيران ، فالتقت بالعديد من النساء المسلمات ، وقرأت العديد من الكتب الإسلاميّة ، فكان ذلك تمهيداً لاعتناقها مذهب أهل البيت(عليهم السلام).
الإسلام والعقل:
إنّ من أهمّ الأمور التي لفتت انتباه “باولاتوتل” خلال دراستها للإسلام هو اهتمام هذا الدين بالعقل ، واعتباره أسمى موهبة أختصّ بها الإنسان، وأولى ميزة يرتفع بسببها عمّا حوله من الكائنات، أضف إلى ذلك إنّ الدين الإسلاميّ قدّم نهجاً قويماً لتنمية العقل، وتوجيهه إلى الرشد ، وذلك لأهمّيّة العقل، ولكونه المصدر الأوّل لأفكار الإنسان.
ومن جهة أخرى فإنّ الإسلام قدّم مبادئه وعقائده بصورة واضحة لا أثر فيها للغموض ، ولا مجال فيها للتزلزل، ولا موقع فيها للريب ; لأنّ الإسلام أدرك بأنّ العقيدة وظيفة عقليّة والعقل لا يقبل مافيه شكّ أو ارتياب أو اضطراب أو غموض .
ورأت “باولاتوتل” بأنّ الكنيسة ضربت كبرياء العقل ، ودفعت إليه حزمة من العقائد التي لا مفهوم لها ولا برهان ، بل إنّ الكثير منها متناقض الفكرة ومنحلّ القواعد ، ولهذا انكمش العقل وتقوقع بسبب هذه الضربة القاصمة.
ولكن الدين الإسلاميّ تنوّع في البرهنة على أصوله ومبادئه ، وحفّز الإنسان على التأمّل فيها ، وشجّعه على النقد; كي يوقن عن بصيرة، ثمّ يعتقد عن يقين.
ولم يطلب الإسلام من أتباعه أن يجمّدوا عقولهم، وأن يقبلوا ما يقدّم لهم من دون إعمالها; لأنّ الإسلام نظر إلى العقيدة بأنّها وسيلة لتثقيف الإنسان، وإذكاء مواهبه، وتفجير طاقاته الذهنيّة، والسموّ به إلى العقليّة الواعية.
وأراد الإسلام من وراء العقيدة أن يندفع الإنسان إلى الاكتشاف والابتكار والتقدّم; ليزداد الإنسان بذلك رسوخاً في العلم.
وقد ذهب الإسلام إلى أنّ الإنسان لن يتكامل إلاّ عن طريق العقل ولا يتكامل العقل، إلاّ عن طريق العلم، ولا يتمّ هذا التكامل إلاّ بالتهذيب.
وبعبارة أخرى: إنّ الإنسان لا يهتدي إلى الصواب إلاّ بالعقل ، ولكنّ العقل يحتاج في رؤيته للحقائق الغيبيّة إلى النور ، ومن دون هذا النور سيكون العقل فاقداً للبصيرة ، وهذا النور هو الذي جاء به الأنبياء من عند الله تعالى.
استنارة بصيرتها بنور الإسلام:
إنّ الحقائق التي اكتشفتها “باولاتوتل” أوصلتها إلى أنّ الإسلام هو النور الذي أرسله الله تعالى عن طريق خاتم رسله إلى البشريّة ، وينبغي للإنسان أن ينير عقله بهذا النور ، ليتمكّن من الاهتداء إلى سواء السبيل.
ومن هذا المنطلق بادرت “باولاتوتل” إلى تنوير بصيرتها بنور الإسلام ، فاستبصرت، وغدت ترى بعد ذلك الكثير من الحقائق التي لم ترها من قبل نتيجة معيشتها بعيداً عن نور الإسلام.