ثمّ قال بعد كلام : ( أبصنو رسول الله تستهزئون ؟ أم بيعسوب الدين تلمزون ؟ وأي سبيل بعده تسلكون ؟ وأي حزب بعده تتبعون ؟!
هيهات هيهات برز لله بالسبق ، وفاز بالفضل ، واستوى على الغاية ، وأحرز الخطار ، فانحسرت عنه الأبصار ، وخضعت دونه الرقاب ، وفرع الذروة العليا ، فكذّب من رام من نفسه السعي ، وأعياه الطلب ، فأنّى لهم التناوش من مكان بعيد ) .
وقال :
أقلّـوا أقلّـوا لا أبـاً لأبيــكم *** من اللوم بل سدّوا المكان الذي سدّوا
أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البناء *** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدّوا
فأنى يسد ثلمة أخي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ شفعوا ، وشقيقه إذ نسبوا ، ونديده إذ قتلوا ، وذي قرني كنزها إذ فتحوا ، ومصلي القبلتين إذ انحرفوا ، والمشهود له بالإيمان إذ كفروا ، والمبيد لعهد المشركين إذ نكلوا ، والخليفة على المهاد ليلة الحصار إذ جزعوا ، والمستودع لأسرار ساعة الوداع ) .
المصدر: العوالم، الإمام محمد الباقر (ع) / الشيخ عبد الله البحراني ج ١