- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 4 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب ، ممثل الإمام الخميني في شيراز وإمام جمعتها ، مؤلّف كتاب «الذنوب الكبيرة» .
اسمه ونسبه(1)
السيّد عبد الحسين ابن السيّد محمّد تقي ابن السيّد هداية الله دستغيب، وعُرف بعد استشهاده بشهيد المحراب الثالث.
ولادته
ولد في محرّم 1332ﻫ في شيراز بإيران.
دراسته
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1353ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية العليا، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، ثمّ رجع إلى شيراز، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتأليف وأداء واجباته الدينية.
من أساتذته
1ـ السيّد أبو الحسن الإصفهاني، 2ـ السيّد علي القاضي، 3ـ الشيخ محمّد كاظم الشيرازي، 4ـ الشيخ ضياء الدين العراقي، 5ـ الشيخ علي أكبر آخوند، 6ـ السيّد إبراهيم الاصطهباناتي، 7ـ الشيخ أحمد الدارابي.
ما قيل في حقّه
1ـ قال السيّد الخامنئي ـ قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ـ في بيان تعزيته: «كانت شخصيّته شخصية محبوبة بين أهالي فارس، وكان يحظى باحترام كبير من قبل الناس في جميع أنحاء إيران، وكانت روحه النقية وصفاء باطنه سكينة لقلوب الناس… وقضى حياته السبعون عاماً التي ملؤها الطهارة والتقوى في سبيل الإسلام والثورة الإسلامية، ممّا جعلته محبوباً ومحترماً لدى عامّة الناس»(2).
2ـ قال السيّد الجلالي في فهرس التراث: «من أعلام شيراز المجاهدين والمروّجين للدين»(3).
من صفاته وأخلاقه
كان(قدس سره) يعيش في دار بسيطة لا تختلف عمّا كان يعيش فيه أجداده الطاهرون، وكان معرضاً عن كلّ الكماليات والزخارف، ولم يكن طعامه يتجاوز ربع قرص من خبز الشعير مع شيء من البصل والملح، وأحياناً شيء من الجبن، وكان دائم الوضوء، مداوماً على الرياضات الروحية، تاركاً للملذّات.
ومن صفاته الأُخرى: كان شديد الولاء لآل البيت(عليهم السلام)، وكان له حبّ شديد بالحضور في المجالس الحسينية، وكان تقياً زاهداً صابراً، حسن الأخلاق والبيان، لديه قوّة على التعبير والكتابة.
ومن صفاته الأُخرى: كان كثير الحبّ للناس، ويُخالط أفراد الطبقة الثالثة من المجتمع، وكان يُسارع باستمرار إلى إعانتهم وحلّ مشاكلهم، وكان له أُسلوب متميّز مع مخالفيه، فلم يكن يسمح لأحد أن يتناولهم بكلام بذيء، بل كان أحياناً يُثني عليهم مثيراً استغرابهم.
من نشاطاته
1ـ بعد عودته من النجف أخذ يُقيم صلاة الجماعة بالمسجد الجامع في شيراز، ويُؤدّي دوره في المسجد في إرشاد الناس وتوعيتهم.
2ـ كان يُقيم مراسم دعاء كميل الأُسبوعية، وكان يتحدّث للناس من خلال تلك المراسم، وكان لأحاديثه أثر كبير في هداية كثير من الضالّين على الرغم من تفشّي الفساد، وضغط النظام الحاكم في إيران آنذاك.
3ـ بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1398ﻫ أصبح ممثّلاً للإمام الخميني في محافظة فارس، وإماماً للجمعة في مدينة شيراز، فأصبح يُؤدّي مهامّه الرسمية جنباً إلى جنب مع رسالته التربوية والأخلاقية، والتي كان يُسمّيها: رسالة الأنبياء(عليهم السلام).
4ـ بعد أن أصبح نائباً عن محافظة فارس في مجلس الخبراء، أخذ يهتمّ كثيراً بوحدات الجيش، وحرس الثورة الإسلامية، وقوّات الأمن الداخلي، ويقوم بزيارات منظّمة لهم، ممّا أدّى إلى سرعة الانسجام بين هذه الوحدات.
5ـ إعادة بناء المسجد الجامع في مدينة شيراز، والذي يُعتبر من الأبنية الأثرية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وبهمّة المؤمنين من أصحابه تمّ تعميره، ليُؤدّي هذا المسجد الشريف رسالته بين الناس.
6ـ أمر بتوزيع آلاف الأمتار المربّعة لسكن المحرومين والمستضعفين على شكل مجمّعات سكنية، منها: مجمّع خاتم الأنبياء(ص)، مجمّع علي بن أبي طالب(ع)، مدينة الشهيد دستغيب.
جدّه
السيّد هداية الله، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «من أجلّاء تلاميذ السيّد المجدّد الشيرازي، ومن أعاظم العلماء»(4).
من أعمامه
السيّد حسين، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل، وفاضل ورع، من أجلّاء السادة في شيراز»(5).
من مؤلّفاته
1ـ الدار الآخرة، 2ـ صلاة الخاشعين، 3ـ النهضة الحسينية.
ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: 1ـ ولايت، 2ـ سراى دیگر (شرح وتفسیر سوره واقعه).
والمترجم منها إلى العربية: 1ـ الذنوب الكبيرة (مجلّدان)، 2ـ العصمة والإمامة وصلاة الجمعة، 3ـ حياة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء(عليها السلام)، 4ـ التوبة إلى الله، 5ـ القلب السليم، 6ـ الأخلاق الإسلامية، 7ـ النفس المطمئنة، 8ـ القصص العجيبة، 9ـ الاستعاذة، 10ـ الإخلاص والنفاق، 11ـ سلسلة أُصول الدين، 12ـ القيامة والقرآن، 13ـ أسرار القرآن، 14ـ المظالم، المهدي الموعود، 15ـ آداب من القرآن (تفسير سورة الحجرات)، 16ـ معارف من القرآن (تفسير سورة الحديد)، 17ـ قلب القرآن (تفسير سورة ياسين)، 18ـ المعراج (تفسير سورة النجم)، 19ـ تفسير سورة الرحمن، 20ـ العبودية سرّ الخليقة، 21ـ البرزخ.
استشهاده
استُشهد(قدس سره) في الرابع عشر من صفر 1402ﻫ في مسقط رأسه، وهو في طريقه إلى أداء صلاة الجمعة، حيث أسرعت إليه فتاة تُنتسب إلى زمرة المنافقين بحجّة أنّها تريد إيصال رسالة إليه، ثمّ دوّى انفجار مهيب لقنبلة، فتقطّع على أثره جسده، ثمّ جُمعت الأجزاء المقطّعة، ودُفنت بمدينة شيراز.
وفي اليوم السابع لاستشهاده(قدس سره) جاءت إحدى السيّدات العلويات وقالت: رأيت في الليلة الماضية الشهيد دستغيب في منامي، وأبلغني بأنّه غير مرتاح، لأنّ قطعاً من جسمه لا تزال باقية على أرض الزقاق الذي استشهد فيه، وطلب منّي أن أخبركم عن ذلك، وبعد البحث والسعي الحثيث في ذلك الزقاق، تمّ العثور على قطع من الجلد واللحم وأعلنوا عن ذلك، وفتحوا القبر الشريف وألحقوا تلك القطع بجثمانه الطاهر.
بيان تعزية الإمام الخميني بمناسبة استشهاده ما معرّبه
«… لقد سلبت أيدي الأمريكان المجرمة في يوم الجمعة هذا وأثناء الصلاة والعبادة الشعب الإيراني وأهالي محافظة فارس المحترمين شخصاً مهمّاً، كان مربّياً فاضلاً، وعالماً عاملاً، كان ذنبه الوحيد الالتزام بالإسلام.
ممّا أدخل الحوزات العلمية والشعب الإيراني في مأتم، لقد قتلوا سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الشهيد الحاج السيّد عبد الحسين دستغيب، الذي كان معلّماً للأخلاق، ومهذّباً للنفوس، وملتزماً بالإسلام والجمهورية الإسلامية مع جمع من رفاقه، وقدّموا خدمتهم للقوّة الكبرى وأكبر مجرم لهذا العصر، زعماً منهم بأنّهم سيضرّون بالشعب الإيراني البطل، ويُضعّفونه في سبيل الهدف… .
إنّني أُعزّي الإمام المهدي أرواحنا فداه، والشعب الإيراني الشجاع، وأهالي محافظة فارس المحترمين، وأُسرة هذا الشهيد، بمناسبة هذه الكارثة العظيمة والفاجعة المؤسفة…»(6).
الهوامش
1ـ اُنظر: الموقع الإلكتروني للسيّد علي محمّد دستغيب.
2ـ الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي باللغة الفارسية.
3ـ فهرس التراث 2 /594.
4ـ طبقات أعلام الشيعة 14 /669 رقم1105.
5ـ المصدر السابق.
6ـ الموقع الإلكتروني لمكتب الإمام الخميني باللغة الفارسية.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب ، ممثل الإمام الخميني في شيراز وإمام جمعتها ، ولد واستشهد ودفن في شيراز ، مؤلّف كتاب «الذنوب الكبيرة» (مجلّدان).