السيد أبو القاسم الخوئي ابن السيد علي أكبر (قده)

کپی کردن لینک

نبذة مختصرة عن حياة السيد أبو القاسم الخوئي زعيم الحوزة العلمية في النجف وأحد مراجع الدين العظام فيها، مؤلّف كتاب «معجم رجال الحديث» (24 مجلّداً)، ولد عام 1317ه‍ في مدينة خوي، وتُوفّي في شهر صفر 1413ﻫ في النجف.

ولادته

ولد السيّد أبو القاسم ابن السيّد علي أكبر ابن السيّد مير هاشم الموسوي الخوئي[1]، في الخامس عشر من رجب 1317ﻫ في مدينة خوي ـ التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية ـ بإيران.

وقال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات عن والده السيّد علي أكبر: «عالم ورع، وفاضل جليل»[2].

دراسته وتدريسه

بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، ثمّ سافر إلى النجف عام 1330ﻫ لإكمال دراسته الحوزوية، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها، هذا وكان من أساتذته الذين تتلمذ على أيديهم:

  1. الميرزا النائيني.
  2. الشيخ الكُمباني.
  3. شيخ الشريعة الإصفهاني.
  4. الشيخ ضياء الدين العراقي.
  5. والده السيّد علي أكبر.
  6. الشيخ محمّد جواد البلاغي.
  7. الشيخ مهدي المازندراني.
  8. السيّد حسين البادكوبي.
  9. السيّد أبو القاسم الخونساري.
  10. السيّد علي القاضي.
  11. السيّد عبد الغفّار المازندراني.

كما تتلمذ على يدي السيد أبو القاسم الخوئي مجموعة من الفضلاء نذكر منهم:

  1. السيّد علي السيستاني.
  2. الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر.
  3. الشيخ حسين الوحيد الخراساني.
  4. السيّد محمّد سعيد الحكيم.
  5. السيّد محمّد تقي الحكيم.
  6. الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي.
  7. الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم.
  8. الشيخ محمّد تقي الجعفري.
  9. الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري.
  10. الشيخ محمّد إسحاق الفياض.
  11. الشهيد الميرزا علي الغروي.
  12. الشهيد الشيخ محمّد تقي الجواهري.
  13. السيّد أبو القاسم الكوكبي.
  14. الميرزا جواد التبريزي.
  15. السيّد أحمد المستنبط.
  16. السيّد محمّد الروحاني.
  17. الميرزا علي الفلسفي.
  18. السيّد تقي القمّي.
  19. الشيخ محمّد آصف المحسني.
  20. السيّد إبراهيم الأمين.
  21. السيّد عبد الرزاق المقرّم.
  22. الشيخ سلمان الخاقاني.
  23. الشهيد السيّد أسد الله المدني.
  24. الشهيد السيّد محمّد طاهر الحيدري.
  25. الشهيد السيّد مصطفى الخميني.
  26. نجله السيّد محمّد تقي.
  27. السيّد محمّد مهدي الخرسان.
  28. الشهيد السيّد محمّد تقي الجلالي.
  29. الشهيد السيّد مرتضى الخلخالي.
  30. الشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي.

ما قيل في حقّه

1ـ قال السيّد أبو الحسن الإصفهاني ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في إجازة الاجتهاد له: «وبعد، فإنّ جناب العالم العلّام ومصباح الظلام، المحقّق المدقّق، صاحب القريحة القويمة والسليقة المستقيمة، ولدنا الأعز السيّد أبو القاسم الخوئي أدام الله تعالى تأييده وتسديده، ممّن صرف عمره في تحصيل العلوم الشرعية وتنقيح مبانيها النظرية، حضر على جماعة من الأعلام فاحصاً باحثاً مجدّاً مجتهداً حتّى صار بحمد الله تعالى من العلماء الأعيان، ومَن يُشار إليه بالبنان، وقد بلغ مرتبة سامية من الاجتهاد، ودرجة عالية من الرشاد والسداد، فليحمد الله تعالى على ما أعطاه من النعم العظام، وليشكره على ما أولاه من الفضل والإنعام»[3].

2ـ قال أُستاذه الشيخ الكُمباني ـ أحد علماء الدين في النجف ـ في إجازة الاجتهاد له: «وبعد، فإنّ السيّد السند، والمولى المعتمد، عماد العلماء الأعلام، وسناد الفقهاء الكرام، وملاذ الأنام، وثقة الإسلام، التقي النقي، والمهذّب الصفي، جناب السيّد أبو القاسم الخوئي النجفي دامت تأييداته وإفاداته، قد حضر على غير واحد من الأعيان، وعليّ شطراً وافياً من الزمان، لتحقيق المباحث العلمية من العقلية والنقلية، وتنقيح القواعد الأُصولية والمباني الفقهية، متأدّباً بالآداب الدينية، متخلّقاً بالأخلاق الإلهية، حتّى فاز وله الحمد بالمراد، وحاز درجة الاجتهاد، وبلغ من المراتب العلمية أعلاها، ومن المقامات السنية اسناها، فله دام علاه التصدّي لاستنباط الأحكام الشرعية، فإنّه خبير بمداركها، بصير بمسالكها، كما أنّه له التصدّي لوظائف الفقيه…»[4].

3ـ قال أُستاذه الميرزا النائيني ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في تقريظه لتقريرات أبحاثه: «فإنّ قرّة عيني، العالم العامل، والفاضل الكامل، عماد الأعلام، وثقة الإسلام، صاحب القريحة القويمة، والسليقة المستقيمة، والنظر الصائب، والفكر الثاقب، المؤيّد المسدّد، والنقي الزكي، جناب الآغا…»[5].

4ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «وهو اليوم من مشاهير المدرّسين في النجف، وحلقته تمتدّ بالعشرات»[6].

5ـ قال الشيخ علي الهمداني: «لم أرَ بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيّد الخوئي متمكّناً من المادّة الدراسية، بحيث أنّه كان يُلقي الدرس بأكمله باللغة العربية الفصيحة».

6ـ قال السيّد محمّد رضا الكلبايكاني ـ أحد مراجع الدين في قم ـ: «كان السيّد الخوئي شمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة على مدى خمسين عاماً».

7ـ قال السيّد علي السيّد حسن البهشتي ـ أحد علماء الدين في النجف ـ في كلمته التأبينية له: «إِلَى أَنْ وَصَلَ الدَّوْرُ لِفَقِيدِنا الرَّاحِل، وَعَمِيدِنا البازل، نابِغَةِ الوَعْيِ وَالتَّمْحِيص، وَنادِرَةِ البَحْثِ وَالتَّنْصِيص، وَحِيدِ عَصْرِه، وحَلِيفِ نَصْرِه في مجالاتِ السباق، وَمَساراتِ المَشاق، أبو القاسم المُوسَوِيِّ نَسَباً، الخُونِيِّ مَوْلِداً، والغَروِيِّ مُوفَداً ومَرْقَداً، طَابَ مَرْقَدُهُ الرَّعْيد، وَرُفِعَ فِي الجِنانِ مَقعَدُهُ المَجِيد»[7].

8ـ قال السيّد الخامنئي ـ قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ـ في بيان تعزيته: «تلقّينا بأسى وأسف شديدين نبأ وفاة العالم الجليل القدر، والفقيه الكبير، سماحة آية الله العظمى الحاج السيّد أبو القاسم… كان أحد مراجع الدين الكبار في هذا العصر، ويُعتبر من الأساتذة الممتازين في تدريس العلوم الدينية السائدة في الحوزات العلمية… فهو فقيه كبير، وأُصولي عميق، ومفسّر لامع، ورجالي صاحب منهج، ومتكلّم بارع…»[8].

9ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي كبير، ومجتهد محقّق نحرير، وعالم مدقّق، ومن كبار مراجع التقليد، وأساتذة الفقه والأُصول، وفي طليعة الزعماء الدينيّين… لذلك يعتبر اليوم سيّدنا الحجّة المدرّس والمعلّم الأوّل، والمربّي الفذ للحوزة العلمية، وهو اليوم زعيم الحوزة العلمية النجفية من دون منازع، والمرجع الأعلى للطائفة بحق، وأُستاذ الفقهاء والمجتهدين»[9].

من نشاطاته

  1. تأسيس مؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية بلندن، وسوانزي، وفروعها في نيويورك، وفي لوس آنجلس، وفي ديترويت، وفي باريس، وفي مونترال بكندا، وفي مدينة خوي بإيران.
  2. إنشاء مكتبة عامّة في النجف وقم ومشهد.
  3. إنشاء مجمّع سكني لطلبة العلوم الدينية باسم مدينة العلم في قم.
  4. إنشاء مستشفى الخوئي الخيرية في مدينة خوي بإيران.
  5. تأسيس دار الخوئي للمسنّين في خوي بإيران.
  6. إنشاء مدرسة الخوئي لطلبة العلوم الدينية بمشهد.
  7. إنشاء مدرسة دار العلم بالنجف، وإصفهان، وبعاصمة بانكوك.
  8. إنشاء جامعة الکوثر للدراسات الدینیة والعلوم الإنسانیة في إسلام ‌آباد بباكستان.
  9. إنشاء مبرّة الإمام الخوئي في بیروت.
  10. إنشاء مجتمع الإمام الزمان (ع) في إصفهان.
  11. تأسيس مدرسة دينية في داكا ببنغلاديش.
  12. إقامته صلاة الجماعة في الجامع الخضراء بالنجف.

قرابته من الشخصيات العلمية

من أولاده

1ـ السيّد جمال الدين، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني: «عالم فاضل متتبّع بليغ محقّق أديب… واشتغل بالتدريس والبحث»[10].

2ـ السيّد عبد الصاحب، أمين عامّ لمؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية في لندن بعد استشهاد أخيه السيّد عبد المجيد.

3ـ السيّد محمّد تقي، قال عنه أُستاذه السيّد علي السيّد حسن البهشتي في إجازة الرواية له: «العميد السعيد، والشريف السديد، ذو المفاخر العالية، والمحاضر الغالية، العلّامة الهمام، حجّة الإسلام، وسليل خير الأنام، الحاج السيّد محمّد تقي أبو جواد الجاد، وأخو الأماثل الأمجاد…»[11].

4ـ الشهيد السيّد عبد المجيد، فاضل، أمين عامّ لمؤسّسة الإمام الخوئي الخيرية بعد وفاة أخيه السيّد محمّد تقي.

5ـ الشهيد السيّد إبراهيم، رجل أعمال، يحمل شهادة البكالوريوس، اُعتقل من قبل أزلام النظام البعثي في العراق بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1411ﻫ مع والده، ونال شرف الشهادة في فترة الاعتقال.

من أحفاده الحوزويين

1ـ السيّد أمين السيّد جمال الدين، 2ـ السيّد محسن السيّد عبد الصاحب، 3ـ السيّد حسن السيّد إبراهيم، 4و5ـ الأخوان: السيّد جواد والسيّد علي ابنا السيّد محمّد تقي.

أصهاره

1ـ السيّد نصر الله المستنبط، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني: «مجتهد محقّق مدقّق عالم كامل جليل ورع، طيّب الحديث، حلو المعشر، من أساتذة الفقه والأُصول، كثير البحث والتدقيق، وحسن البيان، محمود السيرة، من ذوي الخبرة والبصيرة، ضابط في العلوم العقلية والنقلية»[12].

2ـ السيّد جلال الدين السيّد مصطفى الفقيه الإيماني، فاضل، من أساتذة السطوح العليا في إصفهان، وممثّل السيّد الخوئي فيها، له دور بارز في تأسيس المكتبات والمدارس العلمية في كلّ من قم ومشهد وإصفهان، كما أسهم في إنشاء مدينة العلم ـ مجمّع سكني لطلبة الحوزة في قم ـ التابعة لمكتب السيّد الخوئي.

3ـ السيّد مرتضى السيّد محمّد حسين الحكمي، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم فاضل أديب جليل كاتب متتبّع، واصل دراسته في كلّية الفقه، وتخرّج منها، وتولّى إدارة تحرير مجلّة النشاط الثقافي سنة 1377ه‍… انتقل لظروف سياسية إلى طهران، وتصدّى لإمامة الجماعة»[13].

فاضل، من علماء الدين في طهران، إمام جماعة مسجد رضوان الله في طهران، مستشار مركز متابعة شؤون المساجد، أُستاذ جامعة الإلهيّات، یحمل شهادة اليسانس في الشريعة واللغة من كلّية الفقه في النجف، مؤلّف كتاب «الأدب النجفي المعاصر».

4ـ الشيخ جعفر ابن الميرزا علي النائيني، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من العلماء الأفاضل، وأجلّاء العاملين الكاملين، والمشتغلين في حقلي الفقه والأُصول، عذب الحديث، طيّب الضمير، حسن الأخلاق، متواضع صالح»[14].

عالم فاضل، من أساتذة البحث الخارج في حوزة قم، شارح ومحقّق رسالة «الصلاة في المشكوك» لجدّه الميرزا النائيني.

5ـ الشهيد السيّد محمود السيّد عباس الميلاني، فاضل، أحد أساتذة حوزة النجف، اُعتقل من قبل أزلام النظام البعثي في العراق بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1411ﻫ، ونال شرف الشهادة في فترة الاعتقال.

من أسباطه الحوزويين

1و2ـ الأخوان: السيّد محمّد والسيّد مجتبى ابنا السيّد جلال الدين الفقيه الإيماني، 3ـ السيّد محمّد حسين السيّد مرتضى الحكمي، 4ـ الشيخ محمّد الشيخ جعفر النائيني.

من مؤلّفاته

  1. معجم رجال الحديث (24 مجلّداً).
  2. أجود التقريرات (تقرير درس الميرزا النائيني في الأُصول) (مجلّدان).
  3. منهاج الصالحين (رسالته العملية) (مجلّدان).
  4. مباني تكملة منهاج الصالحين (مجلّدان).
  5. تكملة منهاج الصالحين.
  6. البيان في تفسير القرآن.
  7. فقه القرآن على المذاهب الخمسة.
  8. تعليقة على توضيح المسائل.
  9. تعليقة على المسائل الفقهية.
  10. تعليقة على العروة الوثقى.
  11. نفحات الإعجاز في إثبات القرآن.
  12. منتخب توضيح المسائل.
  13. رسالة في تعارض الاستصحابين.
  14. مستحدثات المسائل.
  15. رسالة في اللباس المشكوك.
  16. رسالة في البداء.
  17. رسالة في الخلافة.
  18. رسالة في قاعدة التجاوز.
  19. المسائل المنتخبة.
  20. مناسك الحج.
  21. منية السائل.

من تقريرات درسه

  1. مستند العروة الوثقى للشهيد الشيخ مرتضى البروجردي (15 مجلّداً).
  2. التنقيح في شرح العروة الوثقى للشهيد الميرزا علي الغروي (10 مجلّدات).
  3. التنقيح في شرح المكاسب للشهيد الميرزا علي الغروي (5 مجلّدات).
  4. معتمد العروة الوثقى للشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي (5 مجلّدات).
  5. مصباح الفقاهة للشيخ محمّد علي التوحيدي التبريزي (5 مجلّدات).
  6. محاضرات في أُصول الفقه للشيخ محمّد إسحاق الفياض (5 مجلّدات).
  7. دراسات في علم الأُصول للسيّد علي الهاشمي الشاهرودي (4 مجلّدات).
  8. الهداية في الأُصول للشيخ حسن الصافي الإصفهاني (4 مجلّدات).
  9. مباني الاستنباط للسيّد أبو القاسم الكوكبي (4 مجلّدات).
  10. غاية المأمول من علم الأُصول للشهيد الشيخ محمّد تقي الجواهري (مجلّدان).
  11. القضاء والشهادات للشيخ محمّد الجواهري (مجلّدان).
  12. المعتمد في شرح المناسك للشهيد السيّد محمّد رضا الخلخالي (مجلّدان).
  13. مصباح الأُصول للسيّد محمّد سرور الواعظ الحسيني (مجلّدان).
  14. مباني العروة الوثقى للسيّد محمّد تقي الخوئي (مجلّدان).
  15. محاضرات في الفقه الجعفري والمعاملات للسيّد علي الهاشمي الشاهرودي.
  16. تحرير العروة الوثقى للشيخ قربان علي المحقّق الكابلي.
  17. الأمر بين الأمرين للشيخ محمّد تقي الجعفري.
  18. الدرر الغوالي في فروع العلم الإجمالي للشيخ رضا لطفي التبريزي.
  19. أحكام الرضاع في فقه الشيعة للشيخ محمّد تقي الإيرواني والسيّد محمّد مهدي الخلخالي.
  20. الرأي السديد في الاجتهاد والتقليد للشيخ غلام رضا عرفانيان.
  21. رسالة في القطع والظن للسيّد محمّد حسين الطهراني.
  22. تقرير درس خارج أُصول الفقه للدكتور أبو القاسم الكرجي.
  23. البيان المسؤول في تقريرات الأُصول للشيخ أبي الفضل النجفي الخونساري.
  24. فقه العترة في زكاة الفطرة للسيّد محمّد تقي الجلالي.

وأخيراً طُبعت بعض مؤلّفاته وتقريرات درسه تحت عنوان «موسوعة الإمام الخوئي» في خمسين مجلّداً.

وفاته

تُوفّي (قده) في الثامن من صفر 1413ﻫ في النجف، وصلّى على جثمانه الطاهر المرجع الديني السيّد علي السيستاني، ودُفن سرّاً بعد منتصف الليل ـ حسب أوامر أزلام النظام العراقي البائد ـ في حجرة 31 بالصحن الحيدري.

بيان تعزية السيّد السيستاني ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ بمناسبة وفاته

«فُجع العالَم الإسلامي والحوزات العلمية بوفاة سيّدنا الأُستاذ، آية الله العظمى المغفور له السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي (قده)، فقد فاضت روحه الزكية إلى بارئها بعد عمر حافل بالمنجزات العظيمة والعطاء الثر، قضاه في خدمة العلم والدين.

كان أعلى الله مقامه نموذج السلف الصالح بعبقريته الفذّة، ومواهبه الكثيرة، وملكاته الشريفة التي أهلّته لأن يُعدّ في الطليعة من علماء الإمامية، الذين كرّسوا حياتهم لنصرة الدين والمذهب.

كان رحمه الله قد نذر نفسه لخدمة العلم، وكان همّه التحقيق والتدقيق والبحث والتدريس، وقد رافقه التوفيق، وأعانته المشيئة الإلهية، فربّى أجيالاً من العلماء والفضلاء، الذين التفّوا حول منبره الشريف، ونهلوا من عذب فراته طول عقود من الزمن.

وقد ترك رحيله فراغاً واسعاً في الأُمّة الإسلامية، وخسر المسلمون بفقده خسارة كبيرة، وثُلم الدين بوفاته ثلمة عظمى، وقد طويت بموته تلك الراية العالية التي كانت تخفق على طلّاب العلم والدين، ويستظلّ بظلالها روّاد الفضل والحقيقة، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

وبهذه المناسبة الأليمة أرفع أحر التعازي إلى ساحة إمامنا صاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وإلى جميع إخواني المؤمنين أيّدهم الله تعالى، سائلاً المولى العليّ القدير أن يتغمّد الفقيد العظيم بواسع رحمته، ويحشره مع أجداده الطاهرين، ويجزيه عن الإسلام خير جزاء المحسنين، ويعوّض المسلمين بخسارتهم به، ويُلهم الجميع الصبر والسلوان، إنّه سميع مجيب»[15].

رثاؤه

أرّخ السيّد علي السيّد حسن البهشتي عام وفاته بقوله:

«مُنْذ تَوَلَّى عَنِ الرُّبُوعِ الوَلِيُّ ** مُقْتَدَى النَّاسِ وَالْأَمِينُ الوَفِيُّ

حُجَّةُ الرَّبِّ فِي هُدَاهُمْ بِحَقِّ ** مَنْ يُسَمَّى بِمَا يُكَنَّى النَّبِيُّ

ذا أَبو القاسم المُفَضَّلُ رَأْياً ** قَدْ شَأ مَنْ سِواهُ حَامِ أَبِي

إلى أن يقول:

لكن اليَوْمَ حِينَ غَابَ فَأَمْسَى ** في جوارِ الإِلَهِ وَهُوَ رَضِي

عندَ أَجْدَادِهِ الكِرامِ فَمَنْ ذا ** مِنْ بَدِيلٍ يَحُوطُهُمْ عَبْقَرِيُّ

يَسْتَفِيدُونَ مِنْ هُداهُ وَيَنْفِي الْـ ** فَقْرَ عَنْهُمْ وَالفَقْرُ مَوْتٌ وَحِيُّ

لِذَوِي العَائِلاتِ إِلَّا بِفَضْلِ ** مِنْ إِلهٍ وَاللهُ حَيٌّ غَنِيٌّ

مِنْهُ نَرْجُو رُؤَى الرَّخَا وِالتَّسَلِّي ** أَرِّخَنْ غَابَ بَدْرُنا المُوسَوِيُّ»[16].

الهوامش

[1] اُنظر: أـ سيرة وحياة الإمام الخوئي، ص11، ب ـ معارف الرجال، ج1، ص285، ج ـ مستدركات أعيان الشيعة، ج7، ص15، د ـ فهرس التراث، ج2، ص655، ه‍ ـ موسوعة عن قتل واضطهاد مراجع الدين، ج3، ص1702.

[2] طبقات أعلام الشيعة، ج16، ص1609، رقم 2149.

[3] عندي صورة الإجازة.

[4] عندي صورة الإجازة.

[5] عندي صورة التقريظ.

[6] طبقات أعلام الشيعة، ج13، ص71، رقم 164.

[7] السيّد علي الحسيني البهشتي حياته سيرته وآثاره الفقهية، ص115.

[8] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي.

[9] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج2، ص532.

[10] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج2، ص533.

[11] السيّد علي الحسيني البهشتي حياته سيرته وآثاره الفقهية، ص41.

[12] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج3، ص1198.

[13] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص419.

[14] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج3، ص1263.

[15] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد السيستاني.

[16] السيّد علي الحسيني البهشتي حياته سيرته وآثاره الفقهية، ص88.

بقلم: محمد أمين نجف