- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 9 دقیقة
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، أحد علماء النجف ، نجل المرجع الديني السيد محسن الحكيم ، مؤلّف كتاب «دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة» .
اسمه وكنيته ونسبه[1]
السيّد محمّد باقر أبو صادق ابن السيّد محسن ابن السيّد مهدي الطباطبائي الحكيم.
والده
السيّد محسن، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه العصر، وسيّد الطائفة، وزعيم الأُمّة، كبير مراجع التقليد والفتيا، ومجدّد الفقه الجعفري في القرن الرابع عشر الهجري، كانت له الزعامة الدينية العامّة والمرجعية الروحية المطلقة، والرئاسة العلمية، قام بمشاريع ومآثر خالدة، وتصدّى للتدريس والتأليف والإمامة، وجاهد في الله حقّ جهاده، ولم تأخذه في الله لومة لائم، ازدهرت الحوزة النجفية، ونشطت الحركة الفكرية على عهده»[2].
ولادته
ولد في الخامس والعشرين من جمادى الأُولى 1358ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه عام 1370ﻫ، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من العلماء في النجف، وبسبب مضايقات أزلام النظام العراقي البائد له، اضطرّ للسفر إلى طهران عام 1400ه، واستقرّ بها حتّى سقوط النظام العراقي البائد، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.
من أساتذته
1ـ السيّد أبو القاسم الخوئي، 2ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، 3ـ السيّد محمّد سعيد الحكيم، 4ـ أخوه السيّد يوسف، 5ـ الشهيد السيّد مرتضى السيّد جواد الخلخالي، 6ـ السيّد محمّد حسين السيّد سعيد الحكيم، 7ـ السيّد محمّد علي السيّد مرتضى الموحّد الأبطحي.
تدريسه
مارس التدريس لطلّاب السطوح العليا في الفقه والأُصول، وكانت له حلقة للدرس في جامع الهندي بالنجف، وعُرف بقوّة الدليل، وعُمق الاستدلال، ودقّة البحث والنظر، فتخرّج على يديه فضلاء انتشروا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
انتُخب عام 1385ﻫ ليكون أُستاذاً لعلوم القرآن والشريعة والفقه المقارن في كلّية أُصول الدين ببغداد، وقد استمرّ في إلقاء دروسه حتّى عام 1395ﻫ، حيث كان عمره الشريف حين شرع بالتدريس خمسة وعشرون عاماً.
وعلى صعيد التدريس في إيران، فقد مارس تدريس طلبة العلوم الدينية لمرحلة البحث الخارج بشكلٍ محدود؛ بسبب انشغاله بقيادة الجهاد السياسي، كما قام بتدريس علم التفسير لعدّة سنوات من خلال منهج التفسير الموضوعي.
من تلامذته
إخوته: 1ـ الشهيد السيّد عبد الصاحب، 2ـ الشهيد السيّد محمّد حسين، 3ـ السيّد عبد العزيز، 4ـ الشهيد السيّد عباس الموسوي (أمين عام حزب الله في لبنان)، 5ـ السيّد صدر الدين السيّد حسن القبّانجي، 6ـ السيّد محمّد باقر السيّد عبّاس المهري، 7ـ الشيخ أسد الله الحرشي، 8ـ الشيخ عدنان زلغوط، 9ـ الشيخ علي الكوراني، 10ـ السيّد حسن النوري، 11ـ الشيخ حسن شحاده، 12ـ الشيخ هاني الثامر، 13ـ الشيخ محسن الأراكي، 14ـ ابن اُخته الشيخ محمّد مهدي الشيخ محمّد حسن نجف، 15ـ السيّد حيدر السيّد أمين الحكيم.
مكانته العلمية
عُرف منذ سنّ مبكّر بنبوغه العلمي، وقدرته الذهنية والفكرية العالية، فحُظي باحترام كبار العلماء والأوساط العلمية، كما نال في أوائل شبابه من الشيخ مرتضى آل ياسين شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأُصوله، وذلك عام 1384ﻫ.
ما قيل في حقّه
1ـ قال والده الإمام الحكيم في وكالته له: «وبعد، فإنّي قد جعلت ولدي وقُرّة عیني ومعتمدي السیّد محمّد باقر الحکیم سلّمه الله تعالی، وأسعده في الدنیا والآخرة، وکیلاً عنّي في جمیع الأُمور الحسبیة، التي هي من وظائف الحاكم الشرعي، وكالة مطلقة في جميع الأُمور الخاصّة والعامّة…»[3].
2ـ قال آية الله الشيخ مرتضى آل ياسين في إجازة الاجتهاد له: «إنّ قرّة العين العلّامة السيّد باقر السيّد محسن الحكيم، قد حضر دروس المجتهدين الأعلام في النجف حضور تفهّم وتدبّر وتعمّق، حتّى وصل إلى درجة الاجتهاد في الفقه وأُصوله وعلوم القرآن، وباشر التدريس في بعض مدارس النجف الأشرف بجدارة، وله بحوث تشهد بذلك…»[4].
3ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم جليل، ومن أعلام رجال الجهاد والإصلاح، ومن العلماء الصابرين المناضلين… ومنطيق فاضل، اختصّ بالفلسفة وعلوم القرآن»[5].
جهاده خارج العراق
منذ اللحظات الأُولى التي تمكّن فيها (قده) من الخروج من العراق في تمّوز عام 1980م، توجّه نحو تنظيم المواجهة ضدّ النظام العراقي البائد، وتعبئة كلّ الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق وخارجه؛ من أجل دفعها لتحمّل مسؤوليّاتها في مواجهة هذا النظام الجائر.
وبعد مخاضات صعبة، أسفر النشاط المتواصل والجهود الكبيرة للسيّد الحكيم عن انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في أواخر عام 1402ﻫ، وانتُخِب ناطقاً رسمياً له، حيث أُوكلت له مهمّة إدارة الحركة السياسية للمجلس على الصعيد الميداني والإعلامي وتمثيله، ومنذ عام 1986م أصبح رئيساً لهذا المجلس حتّى حين استشهاده.
من نشاطاته في العراق
1ـ قيامه بزيارات عمل وتفقّد للمدن العراقية، واللقاء بالمؤمنين ورعاية نشاطاتهم العامّة.
2ـ أولى اهتماماً خاصّاً للمجالس والمواكب الحسينية لتطويرها من ناحية المحتوى والمضمون والتنظيم.
3ـ أولى اهتماماً خاصّاً لتأسيس المكتبات والجمعيات الإسلامية؛ لما لها من دور كبير في نشر الوعي الإسلامي، وكونها تُمثّل منتدى لتجمّع المؤمنين في كلّ المدن العراقية.
4ـ له دور المساهمة في تأسيس الاحتفالات الدينية ذات الطابع الجماهيري والسياسي والعقائدي.
5ـ كان مسؤولاً عن بعثة الحج الدينية التابعة لوالده الإمام الحكيم (قده)، حيث كان في كلّ عام ـ ولمدّة تسع سنوات متوالية ـ يسافر إلى الحج؛ ليلتقي بالمسلمين القادمين من كلّ مكان، من أجل بث الوعي الديني في صفوفهم، وتعليمهم الأحكام الشرعية، وتنظيم أُمورهم الدينية.
من نشاطاته ومناصبه في إيران
1ـ رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
2ـ نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام).
3ـ مؤسّس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث.
4ـ مؤسّس مجمع الكوادر الإسلامية، لتربية الكوادر الإسلامية، والقيام بالنشاطات الثقافية السياسية.
5ـ مؤسّس مؤسّسة الشهيد الصدر (قده)، والمستوصفات الطبية التابعة لها.
6ـ مؤسّس مؤسّسة دار الحكمة، والتي تضم: أ ـ مدرسة علمية، ب ـ مركز للنشر، ج ـ مركز للبحوث والدراسات، د ـ مكتبة علمية تخصّصية.
7ـ أولى اهتماماً خاصّاً لقضايا اللاجئين العراقيّين في كلّ مكان، وخصوصاً في إيران والسعودية.
8ـ له دور كبير في إسقاط نظام صدام المجرم وانقاذ الشعب العراقي من هذه المحنة الطويلة التي يُعاني منها، من خلال تحرّكه على الأُمم المتّحدة ولقاؤه بأمينها العام، وكذا لقاؤه بملوك ورؤساء دول العالم لا سيما دول الجوار، فضلاً عن علاقاته ولقاءاته المتميّزة مع قادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما التقى بسفراء دول المجموعة الأُوروبية عدّة مرّات لدعم هذا التحرّك الدولي، كما أرسل الوفود والمبعوثين للمنظمّات الدولية والدول المعنية في مناسبات عديدة، كما استقبل في مكتبه بطهران عشرات السفراء للدول الأُوربية والعربية والإفريقية، مبيّناً لهم همجية النظام العراقي البائد، ومظلومية الشعب العراقي.
جدّه
السيّد مهدي السيّد صالح، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «كان عالماً مجتهداً، وفقيهاً محقّقاً، وتقيّاً عابداً ورعاً، وواعظاً متّعظاً، وكان حافظاً يحفظ الخطب الأخلاقية، والتي فيها توجيه وارشاد، وربما تلاها في مجالس العلماء والأخيار، وكنّا نحضر بعض موعظته»[6].
عمّاه
1ـ السيّد محمود، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «مجتهد جليل عالم فاضل، من أساتذة الفقه والأُصول… وكان على جانب عظيم من الورع والتقوى والزهد والتواضع، والأدب الواسع، والخُلق الرفيع»[7].
2ـ السيّد هاشم، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم فاضل»[8].
إخوته
1ـ السيّد يوسف، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «فقيه أُصولي مجتهد عالم كبير، من أساتذة الفقه والأُصول، شاعر جليل ورع، وعلى جانب كبير من التقوى والعفّة والتواضع، تصدّى على حياة أبيه بالتدريس والتأليف وترك الشعر جانباً، وانقادت له الزعامة والمرجعية بعد وفاة والده، غير أنّه لورعه وزهده وتقواه لم يتقبّلها، وانصرف الى مواصلة الجهاد العلمي، وترك الدنيا وما فيها، فتخرّج عليه نفر من الأعلام والأفاضل»[9].
2ـ الشهيد السيّد محمّد رضا، فاضل جليل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها في السطوح العليا، مشرف على مدرسة دار الحكمة في النجف التي انشأها والده (قده)، مؤلّف، صاحب كتاب «المتقن في أُصول الفقه» (7 مجلّدات).
3ـ الشهيد السيّد محمّد مهدي، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من أعلام العلم والفضيلة، عالم كامل عارف متواضع، طيّب القلب، نقيّ الضمير، متكلّم خطيب مجاهد عبقري»[10].
4ـ السيّد كاظم، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها، وكان محلّ ثقة واعتماد كبير عند والده، فكان يعتمد عليه في كثير من أُموره.
5ـ الشهيد السيّد عبد الهادي، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم جليل كاتب محقّق أديب فاضل متتبّع، تخرّج من كلّية الفقه في النجف الأشرف، وحصل على شهادة الدكتوراه في القاهرة، وتصدّى للتدريس والتأليف، وكان على جانب كبير من العلم والفضل والورع والتقوى والكمال»[11].
6ـ الشهيد السيّد عبد الصاحب، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم جليل، من أعلام الفضل والدين والأخلاق والمعرفة… وبلغ درجة الاجتهاد، ثمّ استقلّ بالبحث والتدريس»[12].
7ـ الشهيد السيّد علاء الدين، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها في السطوح العليا، عضو هيئة الإشراف ومسؤول عن إدارة مدرسة العلوم الإسلامية.
8ـ الشهيد السيّد محمّد حسين، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها في السطوح.
9ـ السيّد عبد العزيز، فاضل، جاء في بيان تعزية مكتب السيّد محمّد سعيد الحكيم ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ: «بمزيد من الأسى واللوعة ننعى سماحة العلّامة الجليل حجّة الإسلام والمسلمين السيّد عبد العزيز الحكيم، الذي قضى عُمراً حافلاً بالتضحية والصراع المرير من أجل الشعب العراقي، ورفع الظلم عنه، والدفاع عن هويّته الدينية وثقافته الأصيلة، وكان له(ره) الأثر الكبير في بناء العراق في هذه المرحلة الحسّاسة على أُسس متوازنة، تحفظ للشعب كرامته وحقوقه»[13].
والد زوجته
الشيخ محيي الدين المامقاني، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «العالم الفاضل الشيخ محيي الدين المامقاني زاد الله توفيقه»[14].
من أصهاره
ابن أخيه السيّد عمّار السيّد عبد العزيز، فاضل، يحمل شهادة ماجستير في الشريعة والمعارف الإسلامية من الجامعة الإسلامية في قم، كان من طلبة البحث الخارج في حوزة قم، له أنشطة سياسية واجتماعية ودينية وثقافية مختلفة، مؤسّس مؤسّسة التبليغ الإسلامي في العراق، كان رئيس المجلس الأعلى العراقي بعد والده، ورئيس التحالف الوطني العراقي، ورئيس تحالف الاصلاح والإعمار، ورئيس تحالف عراقيّون، ورئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، ويشغل الآن منصب رئاسة تيّار الحكمة الوطني، محاضر، مؤلّف، صاحب كتاب «الأُخوة الإيمانية».
من مؤلّفاته
1ـ دور أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الجماعة الصالحة (مجلّدان)، 2ـ علوم القرآن، 3ـ الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق، 4ـ حقوق الإنسان من وجهة نظر إسلامية، 5ـ المستشرقون وشُبهاتهم حول القرآن، 6ـ الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين، 7ـ الشيعة والتشيّع، 8ـ العلاقة بين القيادة الإسلامية والأُمّة، 9ـ دعبل بن علي الخزاعي (شاعر أهل البيت)، 10ـ دور الفرد في النظرية الاقتصادية الإسلامية، 11ـ أهل البيت (عليهم السلام) في الحياة الإسلامية، 12ـ النظرية الإسلامية في العلاقات الاجتماعية، 13ـ النظرية الإسلامية في التحرّك الإسلامي، 14ـ القضية الكردية من وجهة نظر إسلامية، 15ـ أفكار ونظرات جماعة العلماء، 16ـ الظاهرة الطاغوتية في القرآن، 17ـ منهج التزكية في القرآن، 18ـ الهدف من نزول القرآن، 19ـ تفسير سورة الحمد، 20ـ التقية من منظور الشيخ المفيد، 21ـ القصص القرآنية، 22ـ أهل البيت (عليهم السلام) ودورهم في الدفاع عن الإسلام، 23ـ الوجه الآخر للنظام العراقي، 24ـ النظرية السياسية للشهيد الصدر، 25ـ الكفاح المسلّح في الإسلام، 26ـ الصراع الحضاري والقضية الفلسطينية، 27ـ العراق.. تصوّرات الحاضر والمستقبل، 28ـ تفسير سورة الصف، 29ـ تفسير سورة الجمعة، 30ـ تفسير سورة الحشر.
اعتقاله وسجنه
اُعتقل (قده) من قبل أزلام النظام العراقي البائد عام 1972م مع الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر، وتعرّض للتعذيب القاسي الشديد، كما اُعتقل مرّة ثانية عام 1974م مع الشهيد الصدر كذلك وعلماء كثيرين آخرين، واُعتقل ثالثة في أعقاب انتفاضة صفر عام 1397ه، وتعرّض للتعذيب النفسي والجسدي الفظيع، ثمّ حُكم عليه بالسجن المؤبّد مع خمسة عشر شخصاً، وبقي فيه سنتين، ثمّ أُفرج عنه بعفو عام عن السجناء السياسيّين والعاديّين، ولكنّه مُنع من السفر، ووضع تحت المراقبة السرّية والمستمرّة[15].
عودته إلى العراق
بعد سقوط النظام العراقي البائد بتاريخ 9/4/2003م، رجع السيّد الحكيم إلى النجف، بعد أن قضى أكثر من عقدين في بلاد الهجرة (إيران)؛ ليواصل من هناك مسيرة الجهاد السياسي، وفي طريق عودته إلى النجف قامت الجماهير العراقية المؤمنة من أهالي مدن البصرة والعمارة والديوانية والنجف وكربلاء وباقي المدن الأُخرى باستقباله استقبالاً مهيباً.
ومنذ أن استقرّ السيّد الحكيم في النجف شرع بإقامة صلاة الجمعة العبادية السياسية في صحن أمير المؤمنين (ع)؛ موضّحاً من خلالها مواقفه السياسية وتصوّراته المستقبلية لمستقبل العراق.
استشهاده
تعرّض (قده) خلال عمره الشريف إلى ثمان محاولات اغتيال من قبل أزلام النظام العراقي البائد، كان منها اثنان عندما كان في العراق قبل سفره إلى إيران، والباقيات كانت خارج العراق أيّام قيادته للجهاد السياسي ضدّ النظام العراقي البائد.
وفي غرّة رجب عام 1424ﻫ، وبعد إقامته لمراسم صلاة الجمعة الرابعة عشر في الصحن الحيدري، وفي طريق عودته إلى داره، تعرّض إلى عملٍ جبان، حيث انفجرت سيّارة مفخّخة تحمل (700) كيلو غرام من المتفجّرات بالقرب من الصحن الحيدري، فاستُشهد، ولم يبقَ من جسمه إلّا قطعة أو قطعتان، حيث تقطّع جسده الشريف، واستُشهد كذلك عدد من مرافقيه، وعشرات من المصلّين وزوّار المرقد الشريف، ودُفن في مقبرة خاصّة له ـ وللشهداء الذين سقطوا معه ـ بالنجف.
بيان تعزية السيّد الخامنئي ـ قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ـ بمناسبة استشهاده
«ارتكبت اليد الأثيمة القذرة لمرتزقة الاستكبار فاجعة كبرى، وسلبت الشعب العراقي شخصية قيّمة كانت تُعدّ خندقاً منيعاً أمام محتلّي العراق، فعمدت إلى هدم هذا الخندق، اليوم وإلى جوار الحرم الملكوتي لمولى المتّقين عليه آلاف التحية والثناء، انتهل آية الله محمّد باقر الحكيم والعشرات من الرجال والنساء المؤمنين الذين اغترفوا من زلال الذكر وخشوع صلاة الجمعة، انتهلوا كأس الشهادة، وعرجوا إلى حريم الأمن والرحمة، والفيض الإلهي الخاص.
كان هذا الشهيد العزيز عالماً مجاهداً، كافح نظام صدام الخبيث سنوات طوالاً؛ لإحقاق حقوق الشعب العراقي، وبعد سقوط صنم الشرّ والفساد وقف سدّاً قويّاً بوجه المحتلّين الأمريكيّين والإنجليز، وبدأ كفاحاً صعباً ضدّ مخطّطاتهم المشؤومة، وأعدّ نفسه للاستشهاد في سبيل هذا الجهاد الكبير، والالتحاق بقافلة شهداء عائلة آل الحكيم المعظّمة، وسائر شهداء العلم والفضيلة في العراق.
الفاجعة التي وقعت اليوم في النجف واستشهاد هذا السيّد الجليل، والعالم المجاهد، تصبّ بلا شكّ في خدمة أهداف أمريكا والصهاينة الغادرين…»[16].
رثاؤه
رثاه الشاعر حميد حلمي البغدادي بقوله:
«أيُّها الباقرُ الحكيمُ سلاماً ** أنتَ وَفَّيْتَ فاجتُبِيتَ رشيدا
فلقد ذُدْتَ واحتَمَلْتَ احتساباً ** وتحَدَّيْتَ حاكِماً عِربيدا
يا أبا صادقِ الحَكيمَ شَهِدْنا ** كيفَ عَبَّأْتَ لِلمآثرِ صِيدا
عَظُمَتْ مِحنَةُ العراقِ بيومٍ ** قيلَ فيهِ الحكيمُ لَبَّى شهيدا
سِرْتَ للخُلْدِ بعدَ لَأْيٍ طويلٍ ** وابتلاءٍ لم يُثنياكَ عَتيدا
هو ذا مَنهجُ الحسينِ فَلاحاً ** مَنْ يَفِ للإلهِ يَفْدِ الوَرِيدا
طِبْتَ يا باقرَ الحكيمُ كريماً ** قَدْ أجَدْتَ القِرَى وأَبلَيْتَ جُودا
يومَ غَالتْكَ والرزايا هُجُومٌ ** زُمْرَةُ الحِقْدِ لَمْ تُراعِ الجُدُودا
بجوارِ المَولى الوَصِيِّ مَقاماً ** وصلاةً تبُثُّ عَزما مَزيدا
فتَشظَّيْتَ للعراقِ جميعاً ** كلُّ جزءٍ مِنكَ استَثارَ حُشُودا
أيُّها الباقرُ الحكيمُ استَضاءَتْ ** بدِماكَ الكُماةُ تَفري الحَقُودا
أيُّها الباقرُ الحكيمُ عَضيداً ** لعظيمِ العراقِ مَجْداً تليداً
أيهِ يا باقرَ الحكيمِ سَلامٌ ** لِثَواءٍ حَلَلْتَ فيه سَعيدا
حبَّذا الفوزُ بالشَّهادةِ فَخْرَاً ** واجتماعٌ في جنةٍ لن تبيدا»([17]).
الهوامش
[1] استفدت من الترجمة التي أعدّها عنه المرحوم الأُستاذ محمّد الشيخ هادي الأسدي، واُنظر: 1ـ موسوعة عن قتل واضطهاد مراجع الدين، ج2، ص1626، وج4، ص3024، 2ـ الموقع الإلكتروني لمركز آل الحكيم الوثائقي، 3ـ الموقع الإلكتروني لمؤسّسة تراث الشهيد الحكيم.
[2] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص423.
[3] الموقع الإلكتروني لمكتب الإمام الخميني.
[4] عندي صورة الإجازة.
[5] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص432.
[6] معارف الرجال، ج3، ص121، رقم 476.
[7] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص422.
[8] طبقات أعلام الشيعة، ج17، ص574، رقم 799.
[9] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص425.
[10] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص425.
[11] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص431.
[12] معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص432.
[13] عندي صورة البيان.
[14] طبقات أعلام الشيعة، ج15، ص1199.
[15] اُنظر: موسوعة عن قتل واضطهاد مراجع الدين، ج3، ص2322.
[16] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي.
[17] اُنظر: الموقع الإلكتروني لقناة العالم.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، أحد علماء النجف ، نجل المرجع الديني السيد محسن الحكيم ، ولد واستشهد ودفن في النجف ، مؤلّف كتاب «دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة» (مجلّدان).