إثبات النص على إمامة الإمام المهدي (ع) من طريق الاعتبار

إثبات النص على إمامة الإمام المهدي (ع) من طريق الاعتبار

2025-02-25

102 بازدید

هل هناك نصوص تدل على إمامة الإمام المهدي (ع) ثابتة بصحيح الاعتبار؟ وهل ورد النص من النبي محمد (ص) ومن أئمة أهل البيت (ع) على غيبته ودولته بعد غيبته؟ هذا ما سنتطرق إليه في هذا المقال.

ثبوت الإمامة بالدليل العقلي

إذا ثبت بالدليل العقلي وجوب الإمامة، واستحالة أن يخلي الحكيم سبحانه عباده المكلفين وقتا من الأوقات من وجود إمام معصوم من القبائح، كامل غني عن رعاياه في العلوم، ليكونوا بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد.

وثبت وجوب النص على من هذه صفته من الأنام، أو ظهور المعجز الدال عليه المميز له عمن سواه، وعدم هذه الصفات من كل أحد بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ممن ادعيت الإمامة له في تلك الحال، سوى من أثبت إمامته أصحابه (ع) من ولده، القائم مقامه، ثبتت إمامته (ع)، وإلا أدى إلى خروج الحق عن أقوال الأمة.

وهذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى رواية النصوص، وتعداد ما جاء فيها من الروايات والاخبار، لقيامه بنفسه في قضية العقل، وثبوته بصحيح الاعتبار، على أنه قد سبق النص عليه من النبي (ص) ثم من أمير المؤمنين (ع) ثم من الأئمة (ع) واحدا بعد واحد إلى أبيه (ع)، وإخبارهم (ع) بغيبته قبل وجوده، وبدولته بعد غيبته.

ما جاء عن رسول الله في الإمام المهدي

1ـ قال رسول الله (ص): المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا[1].

2ـ قال رسول الله (ص): المهدي من ولدي اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة حتى يضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما[2].

3ـ قال رسول الله (ص): المهدي من ولدي، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، يأتي بذخيرة الأنبياء، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا[3].

ما جاء عن أمير المؤمنين في الإمام المهدي

1ـ من كلام الإمام أمير المؤمنين (ع) لكميل بن زياد: اللهم إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجة، إما ظاهر مشهور، أو خائف مغمور، لئلا تبطل حججك وبيناتك[4].

2ـ عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (ع): أنه ذكر القائم فقال: أما ليغيبن حتى يقول الجاهل: ما لله في آل محمد حاجة[5].

3ـ قال الإمام أمير المؤمنين (ع): للقائم منا غيبة أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعى فلا يجدونه، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول مدة غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة[6].

ما جاء عن الإمام الحسن في الإمام المهدي

عن أبي سعيد عقيصا قال: لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية دخل عليه الناس، فلامه بعضهم على بيعته، فقال (ع): ويحكم، ما تدرون ما عملت، والله للذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أني إمامكم، ومفترض الطاعة عليكم، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (ص) علي؟.

قالوا: بلى.

قال: أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى (ع)، إذ خفي عليه وجه الحكمة في الإمام المهدي (ع)، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصوابا؟ أما علمتم أنه ما منا أحد إلا وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه، فإن الله عز وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير[7].

ما جاء عن الإمام الحسين في الإمام المهدي

1ـ قال الإمام الحسين (ع): في التاسع من ولدي سنة من يوسف، وسنة من موسى بن عمران، وهو قائمنا أهل البيت، يصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة[8].

2ـ روى جعيد الهمداني، عن الإمام الحسين (ع) قال: قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي، وهو صاحب الغيبة، وهو الذي يقسم ميراثه وهو حي[9].

3ـ عن عبد الله بن عمر قال: سمعت الحسين ابن علي بن أبي طالب (ع) يقول: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، كذلك سمعت رسول الله (ص) يقول[10].

ما جاء عن الإمام زين العابدين في الإمام المهدي

1ـ عن سعيد بن جبير قال: سمعته يقول: في القائم منا سنن من ستة من الأنبياء (ع): سنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من أيوب، وسنة من محمد.

فأما من نوح (ع) فطول العمر، وأما من إبراهيم (ع) فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأما من موسى (ع) فالخوف والغيبة، وأما من عيسى (ع) فاختلاف الناس فيه، وأما من أيوب (ع) فالفرج بعد البلوى، وأما من محمد (ص) فالخروج بالسيف[11].

2ـ عن سعيد بن جبير قال: سمعته يقول: القائم منا تخفى على الناس ولادته حتى يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لاحد في عنقه بيعة[12].

3ـ عن عمرو بن ثابت قال: قال علي بن الحسين سيد العابدين (ع): من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر[13].

ما جاء عن الإمام الباقر في الإمام المهدي

1ـ عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لأبي جعفر (ع): إن شيعتك بالعراق كثيرون، ووالله ما في أهل بيتك مثلك.

فقال: يا عبد الله، قد أمكنت الحشو من أذنيك، والله ما أنا بصاحبكم.

قلت: فمن صاحبنا؟ قال: أنظر من تخفى في علي الناس ولادته فهو صاحبكم[14].

2ـ روى أبو الجارود زياد بن المنذر عنه قال: قال لي: يا أبا الجارود، إذا دار الفلك، وقال الناس: مات القائم أو هلك، باي واد سلك، وقال الطالب: أنى يكون ذلك، وقد بليت عظامه. فعند ذلك فارجوه، فإذا سمعتم به فأتوه ولو حبوا على الثلج[15].

3ـ أبو بصير، عنه (ع) قال: في صاحب هذا الامر أربع سنن من أربعة أنبياء: سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله وعليهم.

فاما من موسى فخائف يترقب، وأما من يوسف فالسجن، وأما من عيسى فيقال: إنه مات ولم يمت، وأما من محمد صلى الله عليه وآله وعليهم فالسيف[16].

ما جاء عن الإمام الصادق في الإمام المهدي

1ـ قال الإمام الصادق (ع): من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمدا (ص) نبوته.

فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن المهدي من ولدك؟

قال: الخامس من ولد السابع، يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته[17].

2ـ قال الإمام الصادق (ع): إذا توالت ثلاثة أسماء: محمد، وعلي، والحسن، فالرابع القائم[18].

3ـ روى المفضل بن عمر قال: دخلت على سيدي جعفر بن محمد الصادق (ع) فقلت: يا سيدي، لو عهدت إلينا من الخلف من بعدك؟

فقال: يا مفضل، الامام من بعدي موسى، والخلف المنتظر ( م ح م د ) بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى (ع)[19] .

ما جاء عن الإمام الكاظم في الإمام المهدي

1ـ قال الإمام موسى الكاظم (ع): إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم، لا يزيلكم أحد عنها. يا أخي، إنه لابد لصاحب هذا الامر، من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه.

فقلت: يا سيدي، من الخامس من ولد السابع؟

فقال: يا أخي، عقولكم تصغر عن هذا، وأحلامكم تضيق عن ذلك، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه[20].

2ـ عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على الإمام موسى بن جعفر (ع) فقلت له: يا ابن رسول الله، أنت القائم بالحق؟

قال: أنا القائم بالحق، ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله، ويملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، وهو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها قوم ويثبت فيها آخرون.

وقال (ع): طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة[21].

ما جاء عن الإمام الرضا في الإمام المهدي

1ـ عن أيوب بن نوح قال: قلت للرضا (ع): إنا نرجو أن تكون صاحب هذا الامر، وأن يسديه الله إليك من غير سيف، فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك.

فقال: ما منا أحد اختلفت إليه الكتب، وسئل عن المسائل، وأشارت إليه الأصابع، وحملت إليه الأموال إلا اغتيل أو مات على فراشه، حتى يبعث الله عز وجل بهذا الامر رجلا خفي المولد والمنشأ غير خفي في نسبه[22].

2ـ عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا (ع): أنت صاحب هذا الامر؟

فقال: أنا صاحب هذا الامر، ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا، وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ! وأن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان، قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان. ذلك الرابع من ولدي، يغيبه الله في ستره ما شاء ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، كأني بهم أين ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب، يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين[23].

3ـ عن الحسين بن خالد: قال: قال الإمام الرضا (ع): لا دين لمن لا ورع له، ولا إيمان لمن لا تقية له، وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.

فقيل له: يا ابن رسول الله، إلى متى؟

قال: إلى يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا.

فقيل له: يا ابن رسول الله، ومن القائم منكم أهل البيت؟

قال: الرابع من ولدي، ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا. وهو الذي تطوى له الأرض، ولا يكون له ظل، وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول: ألا ان حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فإن الحق معه وفيه، وهو قول الله عز وجل: إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ[24]، [25].

ما جاء عن الإمام الجواد في الإمام المهدي

1ـ عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي محمد بن علي وأنا أريد أن أسأله عن القائم (ع) أهو المهدي أو غيره، فابتدأني فقال: يا أبا القاسم، إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي. والذي بعث محمدا بالنبوة، وخصنا بالإمامة، إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وإن الله تعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (ع) إذ ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي.

ثم قال الإمام الجواد (ع): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج[26].

2ـ وعنه أيضا قال: قلت لمحمد بن علي (ع): إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

فقال: يا أبا القاسم، ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله، ولكن القائم منا هو الذي يطهر الله عز وجل الأرض به من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلا وقسطا، هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته.

وهو سمي رسول الله (ص) وكنيه، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذل له كل صعب. يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض، وهو قول الله عز وجل: أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[27]، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر أمره، وإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى.

قال عبد العظيم فقلت له: يا سيدي، وكيف يعلم أن الله قد رضي؟

قال: يلقي في قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فاحرقهما[28].

3ـ روى حمدان بن سليمان قال: حدثنا الصقر بن أبي دلف قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا (ع) يقول: إن الإمام بعدي علي، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والامام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه.

ثم سكت، فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الامام بعد الحسن؟

فبكى بكاء شديدا ثم قال: إن الامام من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر.

فقلت له: يا ابن رسول الله، ولم سمي القائم؟

قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته.

فقلت له: ولم سمي المنتظر؟

قال: لان له غيبة تكثر أيامها، ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقاتون، ويهلك فيه المستعجلون، وينجو فيه المسلمون.[29]

ما جاء عن الإمام الهادي في الإمام المهدي

1ـ ما رواه عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: دخلت على سيدي علي ابن محمد (ع)، فلما أبصرني قال لي: مرحبا بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقا.

فقلت له: يا ابن رسول الله، اني أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل.

فقال: هات يا أبا القاسم.

فقلت: إني أقول: إن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه، وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الأجسام، ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه. وإن محمدا عبده ورسوله، وخاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة، وإن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة.

وأقول: إن الامام والخليفة وولي الامر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد ابن علي (ع) ثم أنت يا مولاي.

فقال (ع): ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده.

قال: فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟

قال: لأنه لا يرى شخصه، ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

قال: فقلت: أقررت، وأقول: إن وليهم ولي الله، وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله.

وأقول: إن المعراج حق، والمسألة في القبر حق، وأن الجنة حق، والنار حق، والصراط حق، والميزان حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.

وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فقال: علي بن محمد (ع): يا أبا القاسم، هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده، فأثبت عليه، ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة[30].

2ـ عن الصقر ابن أبي دلف قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن (ع) جئت أسأل عن خبره، قال: فنظر إلي حاجب المتوكل فامر أن أدخل إليه فأدخلت إليه، فقال: يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خيرا أيها الأستاذ. قال: أقعد.

قال الصقر: وأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت: أخطأت في المجئ.

قال: فوحى الناس عنه ثم قال: ما شأنك وفيم جئت؟ لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك؟ فقلت له: ومن مولاي؟ ! مولاي أمير المؤمنين.

فقال: اسكت، مولاك هو الحق، لا تحتشمني فاني على مذهبك.

فقلت: الحمد لله. فقال: تحب أن تراه؟ فقلت: نعم.

فقال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد.

قال: فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر فادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس، وخل بينه وبينه.

قال: فأدخلني الحجرة، وأوما إلى بيت فدخلت، فإذا هو (ع) جالس على صدر حصير، وبحذاه قبر محفور. قال: فسلّمت فرد، ثم أمرني بالجلوس فجلست، ثم قال (ع) لي: يا صقر، ما أتى بك؟.

قلت: يا سيدي جئت أتعرف خبرك؟

قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إليّ ثم قال (ع): يا صقر لا عليك، لن يصلوا إلينا بسوء.

فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي (ص) لا أعرف معناه.

فقال: وما هو؟.

قلت: قوله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟

فقال: نعم، الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض، فالسبت اسم رسول الله (ص)، والأحد أمير المؤمنين، والاثنين الحسن والحسين، والثلاثاء علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد.

والأربعاء موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وأنا، والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني، إليه تجتمع عصابة الحق، وهو الذي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فهذا معنى الأيام، فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة. ثم قال: ودع واخرج فلا آمن عليك[31].

3ـ عن الصقر بن أبي دلف قال: سمعت علي بن محمد ابن علي الرضا (ع) يقول: الإمام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما[32].

والاخبار في هذا الباب كثيرة ظاهرة، في الشيعة متواترة، ثابتة في أصولها المتقدمة لزمان الحسن العسكري (ع)، وفي الإمام المهدي (ع) أصح دليل وبرهان على إمامة القائم ابن الحسن (ع).

الاستنتاج

أن هناك نصوص وأخبار وردت عن النبي محمد (ص) وعن أئمة أهل البيت (ع) تنص على إمامة الإمام المهدي (ع) وتدل على غيبته ومن ثم ظهوره وقيام دولته بعد غيبته الكبرى حيث يملئ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

الهوامش

[1] الصدوق، كمال الدين، ص286، ح1.
[2] الصدوق، كمال الدين، ص287، ح4.
[3] الصدوق، كمال الدين، ص287، ح5.
[4] الصدوق، كمال الدين، ص293.
[5] الصدوق، كمال الدين، ص303، ح9.
[6] الصدوق، كمال الدين، ص303، ح14.
[7] الصدوق، كمال الدين، ص315، ح2.
[8] الصدوق، كمال الدين، ص316، ح1.
[9] الصدوق، كمال الدين، ص317، ح2.
[10] الصدوق، كمال الدين، ص317، ح4.
[11] الصدوق، كمال الدين، ص321، ح3.
[12] الصدوق، كمال الدين، ص322، ح6.
[13] الصدوق، كمال الدين، ص323، ح7.
[14] الصدوق، كمال الدين، ص325، ح2.
[15]  الصدوق، كمال الدين، ص326، ح5.
[16] الصدوق، كمال الدين، ص326، ح6.
[17] الصدوق، كمال الدين، ص333، ح1.
[18] الصدوق، كمال الدين، ص55.
[19] الطبرسي، إعلام الورى، ج2، ص234.
[20] الصدوق، كمال الدين، ص359، ح1.
[21] الصدوق، كمال الدين، ص361، ح5.
[22] الصدوق، كمال الدين، ص370، ح1.
[23] الطبرسي، إعلام الورى، ج2، ص240.
[24]  الشعراء، 4.
[25] الصدوق، كمال الدين، ص370، ح5.
[26] الصدوق، كمال الدين، ص377، ح1.
[27] البقرة، 148.
[28] الصدوق، كمال الدين، ص377، ح2.
[29] الطبرسي، إعلام الورى، ص243.
[30] الصدوق، كمال الدين، ص379، ح1.
[31] الصدوق، كمال الدين، ص382، ح9.
[32] الطبرسي، إعلام الورى، ص247.

مصادر البحث

1ـ القرآن الكريم.
2ـ الصدوق، محمّد، كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة، قم، مؤسّسة النشر الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1416ه‍.
3ـ الطبرسي، الفضل، إعلام الورى بأعلام الهدى، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1417 ه‍.

مصدر المقالة (مع تصرف)

الطبرسي، الفضل، إعلام الورى بأعلام الهدى، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، 1417 ه‍، ج2، ص225 ـ ص247.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *