نبذة مختصرة عن حياة العالم السيد محمود الهاشمي الشاهرودي ، أحد علماء قم ، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران ، مؤلّف كتاب «بحوث في علم الأُصول» .
اسمه وكنيته ونسبه[1]
السيّد محمود أبو علاء ابن السيّد علي ابن السيّد علي أكبر الهاشمي الشاهرودي.
والده
السيّد علي، قال عنه أُستاذه السيّد الخوئي في تقريظه لتقريراته في الفقه والأُصول: «وقد حضر أبحاثي في الفقه والأُصول والتفسير حضور تفهّم وتحقيق وتدبّر وتدقيق، حتّى بلغ بفضل الله سبحانه الدرجة العالية، وفاز بالقدح المعلّى من العلم والعمل، فأصبح من العلماء العظماء، والأجلّة الأعلام»[2].
ولادته
ولد في الثاني من ذي القعدة 1367ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وفي عام 1399ﻫ صدر بحقّه قرار بإلقاء القبض عليه من قبل مديرية الأمن العامّة في العراق، فلُوحق من قبل أزلام النظام العراقي البائد، فسافر إلى قم، واستقرّ بها حتّى وافاه الأجل، مشغولاً بالتدريس والتأليف وأداء واجباته الدينية.
من أساتذته
1ـ الإمام الخميني، 2ـ السيّد أبو القاسم الخوئي، 3ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر.
من تلامذته
1ـ الشيخ باقر الإيرواني، 2ـ الشيخ حسن الشيخ محمّد تقي الجواهري، 3ـ الشيخ محسن الأراكي، 4ـ السيّد علي الأشكوري، 5ـ الشيخ عيسى قاسم البحراني، 6ـ السيد سامي البدري، 7ـ السيّد منذر الحكيم، 8و9ـ السيّد عبد العزيز الحكيم ونجله السيّد عمّار، 10ـ السيّد حسين السيّد علاء الدين الحكيم، 11و12ـ الأخوان الشهيد السيّد عزّ الدين والسيّد صدر الدين القبانجي، 13و14ـ الأخوان السيّد مسعود والسيّد ميثم الخامنئي، 15و16ـ الأخوان الشهيد الشيخ حسين والشيخ همام حمّودي، 17ـ السيّد محمّد الحيدري، 18ـ السيّد إبراهيم رئيسي، 19ـ الشيخ خالد العطية، 20ـ الشيخ حسّان سويدان العاملي، 21ـ الشيخ عفيف النابلسي، 22ـ الشيخ حميد البغدادي، 23ـ الشيخ عبد الكريم الأنصاري، 24ـ الشيخ حسين الكوراني، 25ـ الشيخ عبد الجبّار الرفاعي، 26ـ الشيخ عبد الرسول آل عنوز، 27ـ الشيخ مهدي النيازي، 28ـ الشيخ مصطفى الهروي، 29ـ الشهيد السيّد عباس الموسوي، 30ـ السيّد حسن نصر الله.
ما قيل في حقّه
1ـ قال أُستاذه الشهيد الصدر ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في إجازة الاجتهاد له: «فإنّ ولدنا المبجّل حجّة الإسلام والمسلمين السيّد محمود الهاشمي دامت بركاته، قد صرف شطراً من عمره في تحصيل الفقه والأُصول وعلوم الشريعة، وحباه الله سبحانه وتعالى بالتأييد والتسديد حتّى بلغ مرتبة الاجتهاد، والحمد الله ربّ العالمين، فهو اليوم من المجتهدين الذين تُناط بهم آمال الإسلام والمسلمين…»[3].
2ـ قال أُستاذه الشهيد الصدر في تقريظه لتقريراته في علم الأُصول: «وبعد، فقد لاحظت ما كتبه من بحوثنا في علم الأُصول، ولدنا العزيز العلّامة المدقّق الألمعي السيّد محمود الهاشمي الحسيني حفظه الله تعالى، فوجدته وافياً بما استوعبته بحوثنا من أفكار وآراء، دقيقاً في عرض ما اشتملت عليه من نظرات ومناقشات، ومعبّراً عمّا وصل إليه الكاتب الفاضل من ألمعية ونباهة علمية…»[4].
3ـ قال السيّد علي السيستاني ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في بيان تعزيته: «تلقّينا بألم وأسى نبأ رحيل والدكم المكرّم، سماحة آية الله السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي (طاب ثراه)…»[5].
4ـ قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي ـ أحد مراجع الدين في قم ـ في بيان تعزيته ما معرّبه: «تلقّينا ببالغ الأسى نبأ فقدان العالم البارز والفقيه الكبير، سماحة آية الله السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي (رحمة الله عليه).
لقد مثّل هذا العالم الجليل والربّاني ركناً من أركان النظام في الجمهورية الإسلامية في إيران، إذ كان من العلماء البارزين في حوزة قم العلمية، واستفاد من دروس أكابر العلماء في حوزتي النجف وقم، وتتلمذ على يديه العديد من الطلّاب الفاضلين.
لقد كان الفقيد يحظى باحترام خاص في الوسط الحوزوي، وترك آثاراً كثيرة في المجال العلمي، كما أسهم بشكل كبير في انتصار الثورة الإسلامية في إيران واستمرارها، بحيث ترك فراغاً واضحاً برحيله…»[6].
5ـ قال الشيخ عبد الله الجوادي الآملي ـ أحد مراجع الدين في قم ـ في بيان تعزيته ما معرّبه: «إنّ ارتحال آية الله الحاج السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي أوجب كمال التأسّف والتأثّر، وأُقدّم التعازي الحارّة بهذه الخسارة المؤسفة إلى الحوزة العلمية وطلّابه…»[7].
6ـ قال الشيخ حسين النوري الهمداني ـ أحد مراجع الدين في قم ـ في بيان تعزيته ما معرّبه: «إنّ ارتحال العالم الربّاني آية الله الحاج السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي أوجب كمال التأسّف والتأثّر، وكان هذا الفقيه العظيم من الشخصيّات العلمية في الحوزة العلمية بقم…»[8].
7ـ قال الشيخ بشير النجفي ـ أحد مراجع الدين في النجف ـ في بيان تعزيته: «سماحة العلّامة السيّد علاء الهاشمي الشاهرودي… سيّدنا العزيز، ببالغ الحزن وردنا خبر وفاة هذا العلم المتميّز، والعالم المتمكّن، وأنّ حزننا مع حزنكم، وعواطفنا مع عواطفكم، فرحم الله فقيدنا…»[9].
8ـ قال السيّد كاظم الحائري ـ أحد علماء الدين في قم ـ في بيان تعزيته: «بمزيد من الأسى بلغنا خبر ارتحال سماحة آية الله السيّد محمود الهاشمي، فلقد فقدنا عزيزنا المعظّم بعد معاناة طويلة مع المرض، وقد كان(رحمه الله) عزيزاً لدى أُستاذنا الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليه)، وعلماً من أعلام الإسلام، وتُعدّ وفاته خسارة كبيرة للحوزة العلمية…»[10].
من نشاطاته
1ـ شارك في المؤتمر الخاص ببنك التنمية الإسلامية، الذي انعقد في جدّة عام 1398ﻫ، كممثّل عام للشهيد السيّد محمّد باقر الصدر.
2ـ رئيس أوّل مؤتمر فقهي اختصاصي دعا إليه الإمام الخميني(قدس سره)، وكان تحت عنوان «تأثير الزمان والمكان على الاجتهاد».
3ـ رئيس المؤتمر الأوّل لدائرة معارف الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت(عليهم السلام)، الذي انعقد في قم.
4ـ له مشاركات فعّالة في مجال المؤتمرات الإسلامية الفكرية والاجتماعات التي يُقيمها المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام)، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والحوزة العلمية في قم، والتجمّعات التي تُقام في مشهد.
من مناصبه
1ـ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران.
2ـ كان رئيس السلطة القضائية الإيرانية لمدّة عشر سنوات.
3ـ رئيس مؤسّسة دائرة معارف الفقه الإسلامي طبقاً لمذهب أهل البيت(عليهم السلام).
4ـ رئيس الهيئة العليا لحلّ الخلاف، وتنظيم العلاقات بين السلطات الثلاث في إيران، والتي تشكّلت بأمر من السيّد الخامنئي.
5ـ كان رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق في أربع دورات.
6ـ نائب رئيس مجلس خبراء القيادة.
7ـ عضو مجلس صيانة الدستور، ومسؤولية المجلس هي الإشراف علی عمل مجلس الشورى الإسلامي.
8ـ عضو المجمع العالمي لأهل البيت(عليهم السلام).
9ـ عضو المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
10ـ عضو رابطة مدرّسي الحوزة العلمية في قم.
11ـ كان عضواً في الهيئة الإدارية لجماعة العلماء المجاهدين في العراق.
12ـ أوّل رئيس للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، ثمّ أصبح الناطق الرسمي في الدورة السادسة.
جدّه لأُمّه
السيّد علي مدد القائني، قال عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «عالم جليل، وفاضل معروف… وقد أُجيز في الاجتهاد من النائيني والإصفهاني»[11].
من أخواله
السيّد محمّد السيّد علي مدد المددي، عالم فاضل، إمام جماعة الحرم الرضوي في مشهد.
والد زوجته
السيّد علي السيّد محمود الشاهرودي، فاضل، له دور فعّال في إدارة شؤون مرجعية والده في النجف، ثمّ سكن شاهرود وصار من علمائها.
من مؤلّفاته
1ـ بحوث في علم الأُصول (تقرير درس الشهيد السيّد الصدر في الأُصول) (7 مجلّدات)، 2ـ كتاب الزكاة (4 مجلّدات)، 3ـ أضواء وآراء (3 مجلّدات)، 4ـ كتاب الخمس (مجلّدان)، 5ـ كتاب الإجارة (مجلّدان)، 6ـ قراءات فقهية معاصرة (مجلّدان)، 7ـ منهاج الصالحين (رسالته العملية) (مجلّدان)، 8ـ مصدر التشريع ونظام الحكم في الإسلام، 9ـ كتاب المضاربة، 10ـ قاعدة الفراغ والتجاوز، 11ـ معطيات آية المودّة، 12ـ التفسير الموضوعي لنهج البلاغة، 13ـ مناسك الحج، 14ـ الصوم مسائل وردود.
ومن مؤلّفاته باللغة الفارسية: 1ـ صحيفه عدالت (8 مجلّدات)، 2ـ الحكومة الإسلامية، 3ـ نقد في الفلسفة الحقوقية.
من تقريرات درسه
1ـ المحصول في علم الأُصول للشيخ نوري حاتم الساعدي (4 مجلّدات)، 2ـ بحوث في الفقه الزراعي للشيخ حيدر حبّ الله.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في السادس عشر من ربيع الآخر 1440ﻫ في طهران، وصلّى على جثمانه القائد السيّد الخامنئي، ثمّ نُقل إلى قم، ودُفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة(عليها السلام).
بيان تعزية السيّد الخامنئي ـ قائد الثورة الإسلامية الإيرانية ـ بمناسبة وفاته
«تلقّيت ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل الفقيه الجليل، ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، سماحة آية الله الحاج السيّد محمود الهاشمي الشاهرودي رضوان الله عليه.
إنّ هذه الخسارة المؤلمة التي استجدّت بعد حوالي عام من المرض العسير والمؤلم لهي موجعة لجميع المطّلعين على مكانة سماحته العلمية وخدماته القيّمة للنظام الإسلامي، وأيضاً للتشكيلات الفقهية والأُصولية والحقوقية في الحوزات العلمية.
لقد كان سماحته أُستاذاً عظيماً في حوزة قم العلمية، وعاملاً وفيّاً ضمن أهمّ مؤسّسات نظام الجمهورية الإسلامية، وعضواً مؤثّراً في مجلس صيانة الدستور، ورئيساً ناجحاً لمجمع تشخيص مصلحة النظام، وقد خلّف آثاراً وعطايا علمية عديدة، لقد كان سماحته أيضاً شقيقاً لثلاثة شهداء، ومن أصحاب وتلامذة ومرافقي الشهيد الشهير والجليل سماحة السيّد محمد باقر الصدر.
إنّني أتقّدم من العائلة المكرّمة، وزوجته الفاضلة، وأبنائه الأجلّاء، وجميع الأقارب، وأيضاً من الحوزة العلمية في قم، وتلامذة ومحبّي وزملاء سماحته في المجال العلمي بالعزاء مع حلول مصيبة رحيل هذا العالم البارز، وأسأل الله عزّ وجل لسماحته الرحمة والمغفرة الإلهيّين، وعلوّ الدرجات»[12].
رثاؤه
رثاه الشاعر حميد حلمي البغدادي بقوله:
«هوَ ترجمانُ الصدرِ نابغةً ** كُشفَتِ بهِ الأسرارُ والحُجُبُ
عرفتهُ إيرانُ النُّهى علَماً ** فتلاقفتهُ مناصِبٌ تجِبُ
عَضَدَ الحُسينيَّ الزعيمَ أخاً ** ومُدافعاً عن أُمّةٍ تثِبُ
هيَ أُمّةُ المُستضعفينَ إذا ** وجبَ القيامُ فأمرُهُمْ عجَبُ
للخامنئيِّ عَزاؤُنا أسفاً ** برحيلِ فَخَرٍ كانَ يُنتَجَبُ
شاءَ الإلهُ وفاتَهُ مرَضاً ** فمضى إليهِ وكانَ يُطَّلَبُ
نرجُو لهُ الرحماتِ مُغتبِطاً ** وبفقدِهِ للهِ نحتسِبُ
الهاشميُّ أطاعَ خالقَهُ ** فلهُ العلا والمَجْدُ والرتَبُ».
الهوامش
[1] اُنظر: الموقع الإلكتروني لمكتب المترجم له، أضواء على حياة السيّد محمود الهاشمي، موسوعة عن قتل واضطهاد مراجع الدين، ج3، ص2582.
[2] عندي صورة التقريظ.
[3] عندي صورة الإجازة.
[4] عندي صورة التقريظ.
[5] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد السيستاني.
[6] الموقع الإلكتروني لمكتب الشيخ مكارم الشيرازي باللغة الفارسية.
[7] الموقع الإلكتروني لمكتب الشيخ الجوادي الآملي باللغة الفارسية.
[8] الموقع الإلكتروني لمكتب الشيخ النوري الهمداني باللغة الفارسية.
[9] الموقع الإلكتروني لمكتب الشيخ بشير النجفي.
[10] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الحائري.
[11] طبقات أعلام الشيعة، ج16، ص1626، رقم 2173.
[12] الموقع الإلكتروني لمكتب السيّد الخامنئي.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم السيد محمود الهاشمي الشاهرودي ، أحد علماء قم ، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران ، ولد في النجف ، توفي في طهران ، دفن في قم ، مؤلّف كتاب «بحوث في علم الأُصول» (7 مجلّدات) .