نبذة مختصرة عن حياة العالم الشهيد السيد جعفر بحر العلوم، أحد علماء الدين في النجف الأشرف، مؤلّف كتاب «إعراب القرآن الكريم»، وكيل المرجع الديني السيّد محسن الحكيم في مدينة المشخاب ومن ثم المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي، ومؤسس مكتبة عامّة في المشخاب، ولد في شوّال عام 1353 ﻫ في النجف الأشرف، اعتُقل واستُشهد على أيدي البعثيّين بالعراق.
سيرته
اسمه وكنيته ونسبه
السيّد جعفر أبو أحمد ابن السيّد موسى ابن السيّد جعفر بحر العلوم، وينتهي نسبه إلى إبراهيم الملقّب طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنّى ابن الإمام الحسن المجتبى (ع)[1].
والده
السيّد موسى السيّد جعفر بحر العلوم، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من العلماء المجتهدين النابهين، والفقهاء النابغين، وأساتذة الفقه والأُصول الذين يُعتمد عليهم في الفقه والبحث والتحقيق، كما أنّه من أساطين أدب التاريخ، وله التبحّر في التاريخ، وقد أرّخ حوادث وقضايا هامّة شعراً، وفي السنين الأخيرة من القرن الرابع عشر الهجري، كان يُقيم الجماعة في مسجد الكوفة، وبعد انقضاء الصلاة يجلس للوعظ والإرشاد والتهذيب، ويتمتّع بصفات نفسية كريمة، وقيم أخلاقية معنوية»[2].
ولادته
ولد السيد جعفر بحر العلوم في الأوّل من شوال عام 1353 ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته
بدأ السيد جعفر بحر العلوم دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من الفضلاء في حوزة النجف الأشرف.
من أساتذته
1ـ السيّد محسن الحكيم، 2ـ السيّد محمّد علي السيّد أحمد الحكيم، 3ـ الشيخ حسين الحلّي، 4ـ السيّد أبو القاسم الخوئي، 5ـ السيّد مهدي الحسيني المرعشي.
ما قيل في حقّه
قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم فاضل، من أجلّاء المشتغلين وأعلام الفضلاء، أديب كاتب ناثر شاعر جليل، حضر على شيوخ الفقه والأُصول وكتب تقريراتهم، وجمع إلى تفوّقه العلمي اطّلاعاً واسعاً في الأدب والتاريخ وعامّة المواضيع الإسلامية، ولسموّ مقامه ومركزه الاجتماعي، انتقل إلى بلدة المشخاب كمندوب عن علماء النجف الأشرف، ومرشد ديني، ومرجع اجتماعي، وداعية للإسلام، وبعد وفاة السيّد الحكيم سنة 1390 ه، وقد عمّت الكارثة البعثية كافّة نقاط العراق، وحكمت على الشعب بالتشريد والنفي والإعلام والإبادة، عاد إلى النجف، وأقام فيها يواصل البحث والمطالعة»[3].
من صفاته وأخلاقه
كان السيد جعفر بحر العلوم (قده) وجيهاً بين الناس في المناطق التي تحت إشرافه، يحلّ خصوماتهم ومنازعاتهم ومشاكلهم، ويُشاركهم في السرّاء والضراء.
من نشاطاته
قام السيّد جعفر بحر العلوم (قده) بعدّة نشاطات، نذكر منها ما يلي:
1ـ وكيل السيّد محسن الحكيم في مدينة المشخاب بالعراق، ثمّ من بعده عن السيّد أبو القاسم الخوئي.
2ـ أسّس السيد جعفر بحر العلوم مكتبة عامّة في مدينة المشخاب.
3ـ أحد أعضاء اللجنة المركزية للانتفاضة الشعبانية عام 1411 ﻫ، التي أمر بتشكيلها المرجع الديني السيّد أبو القاسم الخوئي لتكون حلقة وصل بينه وبين الجماهير.
قرابته
جدّه
السيّد جعفر السيّد محمّد بحر العلوم، قال عنه السيّد الأمين في الأعيان: «كان عالماً فاضلاً، له شرح الصلاة والإرث من نجاة العباد»[4].
جدّه لأُمّه
السيّد عباس السيّد محمّد بحر العلوم، فاضل، من طلبة العلوم الدينية في حوزة النجف الأشرف.
من إخوته
1ـ الشهيد السيّد حسن، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، وكيل عن السيّد محسن الحكيم، إمام جماعة مسجد الكوفة بعد وفاة والده (قده).
2ـ الشهيد السيّد محمّد حسين، فاضل أديب، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، يحمل شهادة البكالوريوس باللغة العربية والعلوم الإسلامية من كلّية الفقه في النجف الأشرف.
3ـ الشهيد السيّد محمّد رضا، فاضل أديب، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، يحمل شهادة البكالوريوس من كلّية الفقه في النجف الأشرف.
اُعتقل هؤلاء الإخوة الثلاثة من قبل أزلام النظام البعثي في العراق بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1411 ﻫ، ونالوا شرف الشهادة في فترة الاعتقال.
والد زوجته
السيّد علي السيّد هادي بحر العلوم، قال عنه الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «عالم جليل، وفاضل متواضع، ومن أعلام النجف المبرّزين وأعيانها المحترمين، له شهرة واسعة ومكانة طيّبة ومنزلة سامية عند كافّة الطبقات، بالإضافة إلى منزلته العلمية والأخلاقية، وقد نذر نفسه وجميع يومه وليله لحلّ مشاكل الناس بكلّ رحابة وارتياح، وحُسن أخلاق، وطيب معاشرة، وكان مجلسه مجمع العلماء والأُدباء والأفاضل، وأندية الأعلام، وحلّ المشاكل مهما كلّف الأمر من تعب وعناء، وبذل وتضحية»[5].
من أولاده
1ـ الشهيد السيّد أحمد، خرّيج كلّية الهندسة، اُعتقل مع والده، ومن ثمّ أُعدم.
2ـ السيّد محمّد زكي، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف الأشرف.
3ـ الشهيد السيّد محمّد جواد، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف الأشرف.
صهره
الشهيد السيّد محمّد باقر السيّد محمّد إبراهيم الشيرازي، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، اُعتقل من قبل أزلام النظام البعثي في العراق بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1411 ﻫ، ونال شرف الشهادة في فترة الاعتقال.
من مؤلّفاته
إعراب القرآن الكريم.
اعتقاله
اُعتقل السيد جعفر بحر العلوم (قده) من قبل أزلام النظام البعثي في العراق مع بعض مَن كان من أعضاء اللجنة المركزية وثلاثة من إخوته وابنيه، وزُجّ بهم في السجن، وانقطعت أخبارهم، وبعد سقوط الطاغية صدام المجرم عام 1423 ﻫ، تبيّن أنّهم قد نالوا شرف الشهادة في فترة الاعتقال.
استشهاده
استُشهد السيد جعفر بحر العلوم (قده) في سجون الطاغية صدام المجرم، ولم تُسلّم جثّته إلى أهله، ولم يُعلم مكان دفنه.
الاستنتاج
تستعرض المقالة سيرة السيد جعفر بحر العلوم، عالم دين بارز من أسرة علمية عريقة، وُلد عام 1353ه في النجف، ودرس على أيدي عدد من العلماء الكبار، وبرز في مجالات الفقه والأدب والتاريخ، عُرف بنشاطه الاجتماعي وعمله كوكيل للمرجعيات الدينية، وساهم في تأسيس مكتبة عامة في مدينة المشخاب، استشهد في سجون النظام البعثي مع عدد من أفراد أسرته بعد اعتقالهم إثر الانتفاضة الشعبانية، ترك السيد جعفر بحر العلوم وراءه مؤلفات، منها إعراب القرآن الكريم، لم تُسلّم جثته إلى عائلته بعد استشهاده (قده).
الهوامش
[1] اُنظر: الموقع الإلكتروني لمركز تراث السيّد بحر العلوم (قده).
[2] الأميني، معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص219.
[3] الأميني، معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص220.
[4] الأمين، أعيان الشيعة، ج4، ص183.
[5] الأميني، معجم رجال الفكر والأدب في النجف، ج1، ص217.
مصادر البحث
1ـ الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، بلا تاريخ.
2ـ الأميني، محمّد هادي، معجم رجال الفكر والأدب في النجف، الطبعة الثانية 1413 ه.
بقلم: محمد أمين نجف