نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ راضي النجفي ، أحد علماء النجف ، جد أسرة آل راضي ، مؤلّف كتاب «هداية المؤمنين» .
اسمه وكنيته ونسبه
الشيخ راضي أبو عبد الحسن ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ محسن ابن الشيخ خضر النجفي.
هو جدّ الأُسرة المعروفة في النجف بآل راضي، وهي قسيمة آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في تعدد النسب، وجدّ الجميع هو الشيخ خضر والد الشيخ جعفر، تجتمع الطائفتان فيه، وفيهما الكثرة والعدد والعلم والفضل، وأوّل مَن نبغ في الطائفة الجعفرية الشيخ جعفر، وفي الأُخرى الشيخ راضي، فنُسبا إليهما، وهو سبط الشيخ جعفر المذكور من ابنته.
والده
الشيخ محمّد، فاضل، من طلبة البحث الخارج في حوزة النجف، ومن أساتذتها، صهر الشيخ كاشف الغطاء وتلميذه.
ولادته
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته، إلّا أنّه ولد في القرن الثالث عشر الهجري في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى نال درجة الاجتهاد، وصار من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
1و2ـ خالاه الشيخ علي والشيخ حسن ابنا الشيخ جعفر كاشف الغطاء، 3ـ ابن خاله الشيخ محمّد الشيخ علي كاشف الغطاء، 4ـ الشيخ صاحب الجواهر.
من تلامذته
1ـ الآخوند الخراساني، 2ـ الشيخ محمّد حسن المامقاني، 3ـ السيّد محمّد كاظم اليزدي، 4ـ الشهيد الشيخ فضل الله النوري، 5ـ السيّد إسماعيل السيّد صدر الدين محمّد الصدر، 6ـ الشيخ باقر التستري، 7ـ السيّد علي أصغر البروجردي، 8ـ الشيخ علي يونس، 9ـ الشيخ محمّد يونس الشروقي، 10ـ الشيخ إبراهيم الغرّاوي، 11ـ الشيخ جواد الرشتي، 12ـ الشيخ محمّد الحمّامي الرشتي، 13ـ الشيخ علي المقدّس الرشتي، 14ـ الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب الكاظمي، 15ـ الشيخ حسين ابن الحاج باقر، 16ـ الشيخ صالح الجعفري، 17ـ السيّد محمّد السيّد محمّد تقي بحر العلوم، 18ـ الشيخ علي العاصي العاملي، 19ـ الشيخ جبر النجفي، 20ـ السيّد محمّد باقر السيّد مرتضى اليزدي، 21ـ الشيخ هادي النجم آبادي الطهراني، 22ـ الشيخ أحمد آل طعّان البحراني، 23ـ الشيخ علي الشيخ حسين الخاقاني، 24ـ الشيخ حسن الفرطوسي، 25ـ الشيخ سعد الحسّاني، 26ـ الميرزا محمّد الهمداني، 27ـ السيّد علي الغريفي، 28ـ السيّد ناصر البحراني، 29ـ الشيخ سعد الحسّاني، 30ـ نجله الشيخ عبد الحسن.
ما قيل في حقّه
1ـ قال السيّد البروجردي في الطرائف: «كان فقيهاً عالماً، له تسلّط في تفريع الفروع على الأُصول، لم أر مثله في زمانه»(1).
2ـ قال الشيخ علي كاشف الغطاء في الحصون المنيعة: «كان علّامة عصره وأوانه، وأفهم أهل زمانه، عالماً عاملاً فاضلاً كاملاً، فقيهاً أُصوليّاً، كان آية في قُوَّة الحفظ، وشدَّة الفهم، وسرعة انتقاله إلى حلّ المطالب المشكلة، والمسائل الغامضة المقفَلَة»(2).
3ـ قال السيّد الصدر في التكملة: «عالم فقيه متبحّر في الفقه، أفقه أهل زمانه، خاتمة الفقهاء الجعفريّين، وشيخ العلماء المحقّقين… كان بحراً متلاطماً في الفقه وفي تمهيد قواعده، والتفريع على قواعده، كان ترجمان الفقهاء في فقه كلمات الفقهاء، والعلّامة في استنباط الفروع من الأُصول، لم أر أفقه منه»(3).
4ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «علّامة الأواخر فقيه العراق، بل فقيه القرن الثالث عشر، الذي اعترف ببراعته في الفقه جلّ العلماء المحقّقين، وأذعنت إليه الشيوخ والمدرّسون، وكان أعرف بلسان الكتاب والسنّة، كيف وهو العربي الصميم في الذوق والسليقة والأدب، وكان مشغول الفكر في المسائل العلمية دائماً وقائماً وقاعداً وماشياً حتّى في فراشه»(4).
5ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «كان من أفقه أهل زمانه وأعلمهم بل أفقههم، ليس له في عصره نظير في تمهيد قواعد الفقه والتفريع عليها، حتّى ضُرب بفقاهته المثل في عصره، كما ضُرب المثل بفقاهة جدّه لأُمّه وعمّ أبيه الشيخ جعفر، وقد أقرّ له بالفقاهة معاصره الشيخ مرتضى الأنصاري، وكان كثيراً ما يتعرّض لمطالبه في مجلس الدرس ويُورد عليها.
كان خاتمة الفقهاء الجعفريّين، ويُقال بموته ماتت طريقة فقه الشيخ جعفر وأولاده، وكان قد سلك في الفقه مسلكهم وأخذ عنهم، وكان كثير التفريع كعمّ أبيه الشيخ جعفر.
وكان قوي الذاكرة جيّد الفهم، حلّالاً للمشكلات الفقهية، حاضر الجواب، إذا سُئل في المسائل الفقهية أجاب عنها سريعاً مهما كانت، فإذا قيل له: ما هذا التسرّع في الفتوى؟ قال: إنّ الفقه كلّه نصب عيني لا احتاج إلى مراجعة»(5).
6ـ قال الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان من فقهاء العصر، ونحارير الدهر، القت إليه الزعامة مقاليدها، وأخلت له ملوك العلم دسّت الفتيا والإمامة»(6).
7ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «من أعاظم فقهاء عصره، ومشاهير علماء النجف… فلقد كان أعلى الله مقامه أحد أفذاذ الدهر، وعباقرة العلماء، وأساطين الدين، وأشياخ الاجتهاد»(7).
8ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من أعاظم فقهاء عصره، ونحارير علماء وقته، ومشاهير علماء النجف الأشرف، ألقت إليه الزعامة الدينية والرئاسة العلمية مقاليدها، خاتمة الفقهاء الجعفريّين، وشيخ العلماء المحقّقين، اعترف بفضله وبراعته في الفقه جلّ العلماء المحققّين، وأذعنت إليه الشيوخ والمدرّسون… وتخرّج عليه وجوه أهل العلم والفضل، وجلّهم صاروا مراجع وأساتيذ ورؤساء المذهب من العرب والعجم، وبعد وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري أصبحت له المرجعية والتقليد، وأخيراً كان بحراً متلاطماً في الفقه، وفي تمهيد قواعده، والتفريع على قواعده، وكان ترجمان الفقهاء في فقه كلمات الفقهاء»(8).
من نشاطاته في النجف
إقامته صلاة الجماعة في مسجد الحاج عيسى كبّة قرب باب الطوسي.
جدّه
الشيخ محسن الشيخ خضر، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان من حملة العلم ورجال الفضل، محقّق متبحّر، ومن تلامذة أخيه الشيخ جعفر»(9).
جدّه لأُمّه
الشيخ جعفر كاشف الغطاء، قال عنه صهره الشيخ التستري في المقابس: «ومنها الأُستاد السعيد للشيخ الأعظم الأعلم الأعصم، قدوة الأنام، سيف الإسلام، علم الأعلام، علّامة العلماء الكرام، خرّيت طريق التحقيق والتدقيق، مالك أزمة الفضل بالنظر الدقيق، مهذّب مسائل الدين الوثيق، مقرّب مقاصد الشريعة من كلّ فجّ عميق، وحيد عصره وفريد الدهر، ومدار الفصل والوصل، ومنار الفخر والفضل، خاتمة المجتهدين، وأُسوة الأفاضل المعتمدين، وحامي بيضة الدين، وماحي آثار المفسدين، بدر النجوم، بحر العلوم، المؤيّد المسدّد من الحيّ القيّوم، شيخي وأُستاذي ومعتمدي واستنادي»(10).
من أخواله
1ـ الشيخ موسى الشيخ جعفر كاشف الغطاء، قال عنه السيّد الخونساري في الروضات: «وكان خلّاقاً للفقه، بصيراً بقوانينه، لم يبصر بنظيره الأيّام، وكان أبوه يُقدّمه في الفقه على مَن عدا المحقّق والشهيد المرحومين»(11).
2ـ الشيخ علي الشيخ جعفر كاشف الغطاء، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «كان الشيخ علي شيخ الشيعة ومحي الشريعة، أُستاذ الشيوخ الفحول الذين منهم شيخنا العلّامة الشيخ المرتضى الأنصاري، فإنّه كان عمدة مشايخه في الفقه، كان محقّقاً متبحّراً دقيق النظر، جمع بين التحقيق بطول الباع، انتهت إليه رئاسة الإمامية في عصره بعد موت أخيه الشيخ موسى»(12).
3ـ الشيخ حسن الشيخ جعفر كاشف الغطاء، قال عنه السيّد الخونساري في الروضات: «من أجلّاء علماء زماننا، وكبراء نبلاء أواننا، منتهياً إليه أمر الفقاهة في الدين، ورئاسة سلسلة العلماء والمجتهدين»(13).
4ـ الشيخ محمّد الشيخ جعفر كاشف الغطاء، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان من أعيان العصر ووجهاء زمانه، له سمعة وشأن واعتبار، لم يكن له ما لإخوته من مزية العلم وفضيلة الفضل»(14).
من أولاده
1ـ الشيخ عبد الحسن، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «وكان أحد علماء النجف بعد الشيخ الفقيه الكاظمي، ومرجعاً للناس ورئيساً مطاعاً عند الخاص والعام، كان ذا همّة عالية في قضاء حوائج إخوانه، وكان مسموعاً عند حكّام النجف، وبالجملة كان ملاذاً ومرجعاً نافعاً»(15).
2ـ الشيخ محسن، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان من أهل العلم البارزين، وأهل الفضل النابهين»(16).
من أحفاده
1ـ الشيخ محمّد طاهر الشيخ عبد الله، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «وهو من المشتغلين المجدّين في تحصيل العلوم الروحية، والسابقين في حيازة الكمالات النفسانية، يُشار إليه بالبنان، وأوّل مَن يُعدّ عند تعداد أهل الفضل والنبوغ من طلّاب العلوم الدينية الحائزين لدرجة الاجتهاد، ويضمّ إلى فضيلته في العلم والسبق فيه صفة الكمال والأدب، فهو من الشعراء المجيدين»(17).
2ـ الشيخ محمّد الشيخ عبد الله، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «وهو من الفضلاء المبرّزين، كما وأنّه من الأُدباء الممتازين»(18).
3ـ الشيخ عبد الرضا الشيخ مهدي، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «له ميزة من بين أهل العلم والفضل في حُسن الخُلق، وطيب المعاشرة، ولطف المفاكهة، يُنسيك بحديثه كلّ نفيس، ويُلهيك بمنادمته عن كلّ جليس»(19).
4ـ الشيخ جعفر الشيخ عبد الحسن، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «عالم فاضل مجتهد، من أعلام النجف ورؤسائها، حسن السيرة، تميل إليه العامّة من الناس؛ لوفور أخلاقه، وقضائه حوائج الناس العرفية والشرعية، وكان مؤثراً على نفسه»(20).
5ـ الشيخ جعفر الشيخ عبد الصاحب، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «نشأ وهو مكبّ على الدرس، ومجدّ في التحصيل، يتوسّم فيه التقدّم والنبوغ في العلوم الدينية، يحضر مجالس الدرس، وهو من فضلاء هذه الأُسرة، معزل عن الناس، لا يألف إلّا الكتاب، ولا يعرف غير المدرسة»(21).
من مؤلّفاته
1ـ حاشية على نجاة العباد (رسالته العملية)، 2ـ هداية المؤمنين، 3ـ رسالة مختصرة.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في التاسع والعشرين من شعبان 1290ﻫ في مسقط رأسه، ودُفن في مقبرته المقابلة لمقبرة جدّه لأُمّه الشيخ كاشف الغطاء.
رثاؤه
أرّخ الشيخ جواد الشبيبي عام وفاته بقوله:
«ما للمنايا التي قد أذنبت وجنت ** على الشريعةِ لا تَنصاعُ مُعتذرَه
هذا الزمانُ أغارَ الدينُ فادحَهُ ** قسراً وشنَّ على أحكامِهِ غيرَه
فرقانَ علمٍ طوى عنَّا بهِ نشرَ ** الباري وسيَّرَ في أعجازِها سورَه
علت بهِ قُبّةُ الإسلامِ وارتفعت ** وشوكةُ الكفرِ عادت منهُ منكسرَه
حتّى أتى الأمرُ من باريهِ راحَ لَهُ ** وإنَّهُ أرِّخُوا راضٍ بما أمرَه»(22).
الهوامش
1ـ طرائف المقال 1 /46 رقم23.
2ـ الحصون المنيعة 10 /269 رقم.3462.
3ـ تكملة أمل الآمل 3 /51 رقم718.
4ـ معارف الرجال 1 /308 رقم152.
5ـ أعيان الشيعة 6 /445.
6ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /289 رقم3.
7ـ طبقات أعلام الشيعة 11 /527 رقم958.
8ـ معجم رجال الفكر والأدب 2/ 588.
9ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /301 رقم7.
10ـ مقابس الأنوار 1 /19.
11ـ روضات الجنّات 2 /201.
12ـ تكملة أمل الآمل 3 /510 رقم1345.
13ـ روضات الجنّات 2 /306 رقم207.
14ـ ماضي النجف وحاضرها 3 /180 رقم23.
15ـ تكملة أمل الآمل 3 /227 رقم942.
16ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /292 رقم3.
17ـ المصدر السابق 2 /303 رقم10.
18ـ المصدر السابق 2 /305 رقم12.
19ـ المصدر السابق 2 /297 رقم5.
20ـ معارف الرجال 1 /176 رقم78.
21ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /289 رقم2.
22ـ الحصون المنيعة 10 /271 رقم.3462.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشيخ راضي النجفي ، أحد علماء النجف ، جد أسرة آل راضي ، ولد وتوفي ودفن في النجف ، مؤلّف كتاب «هداية المؤمنين» .