- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 6 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
نبذة مختصرة عن حياة العالم الشيخ صاحب الجواهر ، أحد مراجع النجف ، مؤلّف كتاب «جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام» .
اسمه وكنيته ونسبه(1)
الشيخ محمّد حسن أبو محمّد ابن الشيخ باقر بن عبد الرحيم النجفي المعروف بالشيخ صاحب الجواهر، وإليه تُنسب أُسرة آل الجواهري.
ولادته
ولد حوالي عام 1192ﻫ في النجف الأشرف بالعراق.
دراسته وتدريسه
بدأ دراسته للعلوم الدينية في مسقط رأسه، واستمرّ في دراسته حتّى عُدّ من العلماء الأعلام في النجف، كما قام بتدريس العلوم الدينية فيها.
من أساتذته
1و2ـ الشيخ كاشف الغطاء ونجله الشيخ موسى، 3و4ـ السيّد محمّد جواد الحسيني العاملي وابن عمّه السيّد حسين، 5ـ الشيخ قاسم محيي الدين.
من تلامذته
1ـ الشيخ جواد نجف، 2ـ الشيخ مرتضى الأنصاري، 3ـ الميرزا الشيرازي الكبير، 4ـ الفاضل الإيرواني، 5ـ الشيخ حسن الشيخ أسد الله التستري، 6ـ الشيخ عبد الرحيم البروجردي، 7ـ الشيخ محمّد باقر الإصفهاني، 8ـ الشيخ عبد الحسين الطهراني، 9ـ صهره الشيخ محمّد حسين الكاظمي، 10ـ الشيخ محمّد حسن آل ياسين، 11ـ الميرزا إبراهيم السبزواري، 12ـ السيّد حسين الترك، 13ـ الميرزا الرشتي، 14ـ السيّد حسين بحر العلوم، 15ـ السيّد علي بحر العلوم، 16ـ الشيخ محمّد الأندرماني، 17ـ الشيخ محمّد الأشرفي، 18ـ الشيخ راضي النجفي، 19ـ الشيخ جعفر التستري، 20ـ الشيخ صالح الداماد، 21ـ الشيخ علي الكني، 22ـ الميرزا حسين الخليلي، 23ـ السيّد محمّد باقر الخونساري، 24ـ الشيخ مهدي الكجوري، 25ـ السيّد علي القزويني، 26ـ الشيخ إبراهيم قفطان، 27ـ السيّد علي الحسيني المرعشي، 28ـ الشيخ جواد محيي الدين، 29ـ السيّد محمّد حسين القزويني، 30ـ السيّد إسماعيل البهبهاني.
ما قيل في حقّه
1ـ قال السيّد الخونساري في الروضات: «هو واحد عصره في الفقه الأحمدي، وأوحد زمانه الفائق على كلّ أوحدي، معروفاً بالنبالة التامّة في علوم الأديان، وموصوفاً بين الخاصّة والعامّة بالفضل على سائر العلماء الأعيان، ممهّداً له الصواب، ومسخّراً له الخطاب، قد أُوتي بسطة في اللسان عجيبة، وسعة في البيان غريبة»(2).
2ـ قال الشيخ القمّي في الكنى والألقاب: «صاحب الجواهر هو: الشيخ الأجلّ، خاتم العلماء والمجتهدين، الشيخ محمّد حسن بن الشيخ باقر النجفي، مرّبي الفضلاء، والأب الروحاني لكافّة العلماء، الذي مَنّ على مَن أتى بعده من الفقهاء بتأليف هذا الكتاب الشريف، والجامع المنيف، الذي هو كالبحار بين كتب الحديث، جزاه الله تعالى خير الجزاء»(3).
3ـ قال الشيخ حرز الدين في المعارف: «الفقيه الأعظم، رئيس الإمامية في عصره، أُستاذ العلماء المحقّقين، مَن قام الدليل الواضح على مهارته في العلوم العقلية والنقلية بموسوعته، كتاب الجواهر، بل دائرة معارف الفقه الجعفري»(4).
4ـ قال السيّد الأمين في الأعيان: «فقيه الإمامية الشهير، وعالمهم الكبير، مرّبي العلماء، وسيّد الفقهاء… انتهت إليه رئاسة الطائفة في منتصف القرن الثالث عشر، وصار مرجعاً للتقليد في سائر الأقطار، وأُذعن له معاصروه، وفيهم من الأئمّة المؤلّفين»(5).
5ـ قال الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان هذا الشيخ ركن الشريعة الحنفية الحقّة، عمداً من أعمدة الطائفة الجعفرية المحقّة، فهو كوكب تلألأ في سماء العلوم، فاخفى ضوؤه كلّ شارق، وأنسى رفيع صيته كلّ سابق، فهو غنيّ عن النعت والتبجيل، وبارز لا يحتاج عظيم فضله إلى دليل»(6).
6ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في الطبقات: «من أركان الطائفة الجعفرية، وأكابر فقهاء الإمامية، وأعاظم علماء هذا القرن»(7).
7 ـ قال الشيخ محمّد هادي الأميني في المعجم: «من أركان الطائفة الإمامية، وفقهاء الإثني عشرية، وأعاظم علماء القرن الثالث عشر الهجري، نبغ في النجف، وتوارث أبناؤه العلم والفضل والأدب والزعامة إلى يومنا هذا، تقدّم المترجم له في العلم والفضل، وانتهت إليه زعامة الشيعة ورئاسة الطائفة الإمامية في كافّة الأقطار، ونهض بأعباء الخلافة وتكاليف الزعامة والإمامة، تخرّج عليه فطاحل الفقهاء، وعلماء الفقه والأُصول»(8).
من صفاته وأخلاقه
من الأشياء المعروفة عن الشيخ توسّعه في تجمّلاته، فقد كان يظهر بمظهر الأُبّهة والجَلال في ملبسه ومنزله، وإغداقه على طلّاب العلم والشعراء، ولا شكّ أنّ عامل الزمن كان له الأثر الكبير في اختيار هذه الطريقة؛ لرفع شأن رجال الدين أمام الحكومة العثمانية، التي بدأت في عصره تتدخّل في شؤون الناس وتختلط بالعراقيين، وتفرض سيطرتها وتستعمل عتوّها.
وكان على عكس تلميذه الشيخ مرتضى الأنصاري، الذي كان غاية في التزهّد، ويُقال أنّ الشيخ الأنصاري سُئل عن ذلك فقال: «الشيخ محمّد حسن أراد أن يُظهر عِزّ الشريعة، وأنا أردت إظهار زهدها».
وإلى جانب ذلك كان على جانب عظيم من التواضع وكسر النفس، فكان مع تلاميذه كأحدهم، ومع الناس كالأب الرؤوف.
وسُئل(قدس سره) في مرض موته: إن حدث أمر فمَن المرجع في التقليد؟ فأمر بجمع أهل الحلّ والعقد من العلماء فاجتمعوا عنده، وكلّ يرى أنّه هو المشار إليه، وكان بعضهم يرى أنّه سيُرشّح أحد أولاده؛ لأنّه كان فيهم مَن يليق لذلك، ولكنّه لمّا غصّ المجلس بالعلماء، سأل عن الشيخ الأنصاري فلم يكن حاضراً معهم، فبعث خلفه، فلمّا جاء قال له: أفي مثل هذا الوقت تتركني؟ فأجابه: كنت أدعو لك في مسجد السهلة بالشفاء، فقال له: ما كان يعود إليّ من أمر الشريعة المقدّسة فهو وديعة الله عندك، ثمّ أشار إليه بالتقليد بعد أن أمره بتقليل الاحتياط.
من نشاطاته
1ـ فتح النهر المعروف باسمه (كري الشيخ) لإرواء النجف، التي كانت تُعاني من العطش ما تُعاني من قرون طويلة.
2ـ بناء مئذنة مسجد الكوفة، وروضة مسلم بن عقيل(ع)، وصحنها وسورها، وكذلك بناء البناية الملاصقة لمسجد السهلة من حيث الدخول من بابه؛ للمحافظة على قدسية المسجد، ولتكون مسكناً لخدّامه، وموضعاً لقضاء حاجات المصلّين والمتردّدين إليه.
من أولاده
1ـ الشيخ حُميّد، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «هو أشهر أولاد الشيخ(ره) وأكبرهم، كان قائماً بمهمّات أبيه، متكفّلاً بتكاليفه وإدارة شؤونه، مات في عهد والده وحزن عليه، واختلّت أُموره، وتضعضعت أركان صبره، كان عالماً فاضلاً نابهاً، لم تغمره أشعّة والده، وكانت له حلقة درس في مسجدهم المعروف، وبه تنعقد له الجماعة، ويأتمّ به خلق كثير»(9).
2ـ الشيخ باقر، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «أحد أعلام هذه الأُسرة، والنابهين فيها، كان وقوراً شريفاً»(10).
3ـ الشيخ حسن، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «الشيخ المعظّم، والعالم المحترم، الثقة الجليل… وكانت العلماء تحترمه وتجلله؛ لأنّه بقية الشيخ صاحب الجواهر من أولاده الصلبيّين، ولفضله الواسع وحُسن سيرته، وعكفت عليه السواد في النجف، تميل اليه، وتسمع إرشاده ووعظه وتوجيهاته»(11).
4ـ الشيخ عبد الحسين، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «انتهت إليه الزعامة العلمية في أُسرته، وحصلت له المرجعية من بعض عارفي فضله، كان عالماً فقيهاً كاملاً، وكان العلّامة الأنصاري(ره) يُعظّمه ويُقدّمه على سائر تلامذته، حتّى أنّه كان إذا ورد إلى حوزة الدرس قام الشيخ(ره) إجلالاً له، مع أنّه في سنّ الكهولة»(12).
من أحفاده
1ـ الشيخ شريف الشيخ عبد الحسين، قال عنه الشيخ حرز الدين في المعارف: «عالم فاضل ثقة عدل أديب، متضلّع في الأدب، وكان واعظاً متّعظاً، يرغب إلى محافل سيّد الشهداء والوعظ فيها على غزارة علمه ورفعة شأنه»(13).
2ـ الشيخ أحمد الشيخ عبد الحسين، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان من العلماء المجتهدين، ومن ثقات أهل الفضل والكمال البارزين، كان يُرجى أن يكون كجدّه الشيخ صاحب الجواهر، ولكن لم يمهله الأجل، وعاجله القضاء، ذكره بعض الأفاضل فقال: كان باقعة دهره، ونابغة عصره، طُبع على غرار أبيه وجدّه، وكان آية الزمن»(14).
3ـ الشيخ عبد الحسين الشيخ عبد علي، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان نابغة زمانه، وفريد دهره، لم تزل الأفواه تتطيّب بذكره، والأندية تُردّد صدى علمه ونشر فضله، إن عُدّ العلماء كان من أجلّهم فقهاً وأُصولاً، وإن ذُكر الشعراء والكتّاب كان من أرصنهم نظماً، وأمتنهم قافية»(15).
4ـ الشيخ عبد الصاحب الشيخ حسن، قال عنه الشيخ آل محبوبة في ماضي النجف: «كان من أهل التقوى والصلاح، وممّن يُرجى فيه النجاح والسبق بالفضيلة، له استعداد أهلّه للاجتهاد، وله قابلية أخذت بساعده إلى مراقي النبوغ والتفوّق، ولكن لم تُساعده المقادير، ولم يسمح له القضاء بتسنّم منصّة الفتيا، فذوى غصنه قبل الأوان، وأفل بدر سعده عند الكمال… وكان مكبّاً على التحصيل، منقطعاً عن الناس، لا يألف إلّا المحبرة والقرطاس، ولا يأنس إلّا بالمطالعة والتدريس»(16).
5ـ الشيخ علي الشيخ باقر، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «ثمّ لحُسن استعداد صاحب الترجمة، وشدّة كدّه وجدّه وحُسن هديه، صار من علماء عصره… وهو اليوم أحد المراجع المدرّسين بالنجف»(17).
6ـ الشيخ علي الشيخ حُميّد، قال عنه السيّد الصدر في التكملة: «كان عالماً فاضلاً كاملاً، كثير التواضع، حسن الأخلاق، مرجعاً في القضاء للغرويّين، مسلّم الحكومة عندهم، رأيته يُدرّس كتاب جدّه جواهر الكلام، وكان يحضر عليه جماعة فيهم بعض الفضلاء»(18).
صهره
الشيخ محمّد حسين الكاظمي، قال عنه السيّد البروجردي في الطرائف: «شيخ فقيه، وعالم نبيه، لم يُوجد مثله في التقوى والزهادة، معروف مشهور عند كلّ العلماء والعوام، أدركته في النجف فوجدته عالماً فقيهاً ثقة»(19).
من مؤلّفاته
1ـ جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (43 مجلّداً)، 2ـ هداية الناسكين من الحجّاج والمعتمرين، 3ـ نجاة العباد في يوم المعاد (رسالته العملية)، 4ـ رسالة في المواريث.
من مؤلّفاته باللغة الفارسية: مجمع الرسائل.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الأوّل من شعبان 1266ﻫ في مسقط رأسه، وصلّى على جثمانه المرجع الديني الشيخ مرتضى الأنصاري، ودُفن بمقبرته المجاورة لمسجده المشهور بجامع الجواهري.
رثاؤه
أرّخ حفيده الشيخ عبد الحسين الجواهري عام وفاته بقوله:
«ذا مرقدُ الحسنِ الزاكيِّ الذي اندرجت ** أسرارُ أحمدَ فيهِ بل سرائرُهُ
أودَى ومُذ أيْتَمَ الأسلامَ أرّخهُ ** بينَ الأنامِ يتيماتٌ جواهرُهُ»(20).
الهوامش
1ـ اُنظر: فهرس التراث 2 /147، جواهر الكلام 1/المقدّمة: 2.
2ـ روضات الجنّات 2 /304 رقم206.
3ـ الكنى والألقاب 2 /175.
4ـ معارف الرجال 2 /225 رقم326.
5ـ أعيان الشيعة 9 /149 رقم324.
6ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /128 رقم23.
7ـ طبقات أعلام الشيعة 10 /310 رقم632.
8ـ معجم رجال الفكر والأدب في النجف 1 /371.
9ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /109 رقم8.
10ـ المصدر السابق 2 /99 رقم2.
11ـ معارف الرجال 1 /247 رقم120.
12ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /115 رقم13.
13ـ معارف الرجال 1 /361 رقم174.
14ـ ماضي النجف وحاضرها 2 /99 رقم1.
15ـ المصدر السابق 2 /112 رقم12.
16ـ المصدر السابق 2 /117 رقم15.
17ـ تكملة أمل الآمل 3 /507 رقم1337.
18ـ المصدر السابق 3 /565 رقم1416.
19ـ طرائف المقال 1 /43 رقم7.
20ـ طبقات أعلام الشيعة 10 /313 رقم632.
بقلم: محمد أمين نجف
الخلاصة
المترجم له العالم الشيخ صاحب الجواهر ، أحد مراجع النجف ، ولد وتوفي ودفن في النجف ، مؤلّف كتاب «جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام» (43 مجلّداً).