الإسلام المحمدي الأصيل وآداب السفر الشرعي

الإسلام المحمدي الأصيل وآداب السفر الشرعي

کپی کردن لینک

وردت في الروايات المنقولة عن النبي (ص) والعترة الطهارة (ع) جملة من آداب السفر التي تُعد من المبادئ التي ينبغي على المؤمن مراعاتها والقيام بها لأنها تُسهِم بشكل رئيسي في تحصيل العناية الإلهية، ونجاح المسعى، وتحقيق الأهداف المرجوة. إن آداب السفر ليست مجرد تقاليد تتبع، بل هي منطلق لتحصيل الرحمة السماوية، ووسيلة لإزالة الحواجز التي قد تعترض سبيل النجاح، كما أن لها دورًا مهمًا في تيسير الأمور وتقليل العقبات. إن مراعاة آداب السفر قبل الخروج من المنزل يُعد من الأمور الأساسية، لأنها تؤدي إلى تهيئة النفس والبيت للاستقبال المبارك، وتكريس روح التوكل على الله عز وجل. كذلك، فإن التزام آداب السفر أثناء الرحلة يعزز من روح المراقبة والاحتساب، ويزيد من بركة الرحلة.

إن آداب السفر عند العودة إلى الأهل تساهم في إظهار احترام أهل الدار، وتُعد خاتمة حُسنُ الخُلق في السفر. وفي الواقع فإن آداب السفر تمثل منظومة كاملة تجمع بين الروحي والجسدي، وهي من الأمور التي لا يتسنى للمرء أن ينجح بدون الالتزام بها. فهي تُعَبر عن مظهر من مظاهر الأدب مع الله، وتُعد وسيلةً لتحقيق رضا الرحمن، وتُشجع على سلوك مسلك الخير، وترسم صورة مشرقة عن المسافر المؤدب. وقد نقلت الأحاديث والرويات العديد من آداب السفر التي ينبغي للمسافرين أن يعتنوا بها، فهي تُعد من جواهر الأخلاق، وتساعد على الوصول إلى الأهداف النبيلة. وامتثال آداب السفر يُسهم في تيسير الأمور، وإزالة الحواجز التي تعترض الطريق، وهو من أسباب التوفيق في كل خطوة يخطوها المسافر. إن الاهتمام بآداب السفر هو من الأمور التي تؤدي إلى تحقيق سعادة الدارين. وسلوك آداب السفر يحمل في طياته معاني الاحترام.

آداب السفر عند خروج من المنزل

1. الصدقة من آداب السفر

عن أبي عبد الله الصادق (ع)، قال: {افتتحْ سَفَركَ بالصَّدقة، واقرأ آية الكرسيّ إذا بدا لك}.[1] وعنه (ع)، قال: {تَصدَّقْ واخرُجْ أيَّ يومٍ شئتَ}.[2]   قول {اللهم إني اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري وما معي اللهم احفظني واحفظ ما معي، وسلمني وسلم ما معي، وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل…}.[3] عند التصدق من آداب السفر. ومن آداب السفر جمع عياله في بيت. كان أبو جعفر الباقر (ع) إذا أراد سفراً جمع عياله في بيت ثم قال: {اللهم إني أستودعك… إلى آخره}.[4]

2. ومن آداب السفر الرکعتان بقصد السنة

اِعْلَمْ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِلْمُسَافِرِ إِذَا عَزَمَ عَلَى اَلسَّفَرِ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ بِقَصْدِ اَلسُّنَّةِ وَيَطْلُبَ مِنَ اَللَّهِ اَلنَّصْرَ وَاَلْخَيْرَ لِنَفْسِهِ وَيَقْرَأَ آيَةَ اَلْكُرْسِيِّ وَيَحْمَدَ اَللَّهَ وَ يُثْنِي عَلَيْهِ وَيُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ . وَيَقُولَ:اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ اَلْيَوْمَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوُلْدِي وَمَنْ كَانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ اَلشَّاهِدَ مِنْهُمْ وَاَلْغَائِبَ اَللَّهُمَّ اِحْفَظْنَا بِحِفْظِ اَلْإِيمَانِ وَاِحْفَظْ عَلَيْنَا اَللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَلاَ تَسْلُبْنَا فَضْلَكَ إِنَّا إِلَيْكَ رَاغِبُونَ اَللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ وعْثَاءِ اَلسَّفَرِ وَكَآبَةِ اَلْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ اَلْمَنْظَرِ فِي اَلْأَهْلِ وَاَلْمَالِ وَاَلْوَلَدِ فِي اَلدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ هَذَا اَلتَّوَجُّهَ طَلَباً لِمَرْضَاتِكَ وَتَقَرُّباً إِلَيْكَ فَبَلِّغْنِي مَا أُؤَمِّلُهُ وَأَرْجُوهُ فِيكَ وَفِي أَوْلِيَائِكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ .[5] عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَ) قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (ص): {مَا اِسْتَخْلَفَ عَبْدٌ عَلَى أَهْلِهِ بِخِلاَفَةٍ أَفْضَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ يَرْكَعُهُمَا إِذَا أَرَادَ سَفَراً وَيَقُولُ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَدِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي وَأَمَانَتِي وَخَوَاتِيمَ عَمَلِي إِلاَّ أَعْطَاهُ اَللَّهُ مَا سَأَلَ}.[6]

3. ومن آداب السفر الدعاء

التعوذ عند السفر: عن النبي الأكرم (ص) عن جبرائيل(ع): {من أراد سفراً فأخذ بعضادتي باب منزله فقراً إحدى عشر مرة (قل هو الله أحد) كان الله له حارساً حتى يرجع}.[7]

عن الإمام الصادق (ع)، أنّه كان إذا وضع رِجله في الرِّكاب يقول: {سُبحانَ الذي سَخَّر لنا هذا وما كُنّا له مُقرِنين}. الزخرف:13. ويُسبحّ اللهَ سبعاً، ويحمد اللهَ سبعاً، ويُهلّل اللهَ سبعاً}.[8]

عن أمیر المؤمنين (ع): إِذَا خَرَجَ أَحَدُكُمْ فِي سَفَرٍ فَلْيَقُلْ: {اَللَّهُمَّ أَنْتَ اَلصَّاحِبُ فِي اَلسَّفَرِ وَاَلْحَامِلُ عَلَى اَلظَّهْرِ وَاَلْخَلِيفَةُ عَلَى اَلْأَهْلِ وَاَلْمَالِ وَاَلْوَلَدِ}.[9]

وعَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : {أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَرَزَ لِلسَّفَرِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اَللَّهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي هَدَانَا لِلْإِسْلاَمِ وَجَعَلَنَا مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ سُبْحَانَ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ اَلسَّفَرِ وَكَآبَةِ اَلْمُنْقَلَبِ وَسُوءِ اَلْمَنْظَرِ فِي اَلْأَهْلِ [وَاَلْمَالِ وَ اَلْوَلَدِ اَللَّهُمَّ أَنْتَ اَلصَّاحِبُ فِي اَلسَّفَرِ وَاَلْخَلِيفَةُ فِي اَلْأَهْلِ] وَاَلْمُسْتَعَانُ فِي اَلْأَمْرِ اِطْوِ لَنَا اَلْبُعْدَ وَسَهِّلْ لَنَا اَلْحُزُونَةَ وَاِكْفِنَا اَلْمُهِمَّ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.[10]

4. ومن آداب السفر الاستخارة

الاستخارة، بمعنى طلب الخير من ربه ومسألة تقديره له عند التردد في أصل السفر أو في طريقه أو مطلقا، والأمر بها للسفر وكل أمر خطير أو مورد خطر مستفيض، ولا سيما عند الحيرة والاختلاف في المشورة، وهي الدعاء لأن يكون خيره فيما يستقبل أمره، وعن الباقر والصادق (ع): {كنا نتعلم الاستخارة كما نتعلم السورة من القرآن} وعن الباقر (ع): {أن علي بن الحسين (ع) كان يعمل به إذا همّ‌ بأمر حج أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق}.

وصورة فيها أن يقول: {أستخير اللّه برحمته أو أستخير اللّه برحمته خيرة في عافية} ثلاثا أو سبعا أو عشرا أو خمسين أو سبعين أو مائة مرة ومرة، والكل مروي، وفي بعضها في الأمور العظام مائة وفي الأمور اليسيرة بما دونه، والمأثور من أدعيته كثيرة جدا، والأحسن تقديم تحميد وتمجيد وثناء وصلوات وتوسل وما يحسن من الدعاء عليها، وأفضلها بعد ركعتي الاستخارة أو بعد صلوات فريضة أو في ركعات الزوال أو في آخر سجدة من صلاة الفجر أو في آخر سجدة من صلاة الليل أو في سجدة بعد المكتوبة أو عند رأس الحسين (ع) أو في مسجد النبي (ص) والكل مروي.[11]

5. ومن آداب السفر إعلام الإخوان

عن الإمام الصادق (ع) قال: قال النبيّ (ص): {حقّ على المسلم إذا أراد سفراً أن يُعلِم إخوانَه؛ وحقّ على إخوانهِ إذا قَدِم أن يأتُوه}.[12]

آداب السفر في أثناء الطريق

6. ومن آداب السفر بذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير المعاصي

قال أمیرالمؤمنین (ع): {سِتُّ خِصَالٍ مِنَ اَلْمُرُوَّةِ ثَلاَثٌ مِنْهَا فِي اَلْحَضَرِ وَثَلاَثٌ مِنْهَا فِي اَلسَّفَرِ. فَأَمَّا اَلَّتِي فِي اَلْحَضَرِ: فَتِلاَوَةُ كِتَابِ اَللَّهِ ، وَعِمَارَةُ مَسَاجِدِ اَللَّهِ، وَاِتِّخَاذُ اَلْإِخْوَانِ فِي اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. وَأَمَّا اَلَّتِي فِي اَلسَّفَرِ: فَبَذْلُ اَلزَّادِ، وَحُسْنُ اَلْخُلُقِ، وَاَلْمِزَاحُ فِي غَيْرِ اَلْمَعَاصِي}.[13]

7. ومن آداب السفر استشارة مَن كان معك 8. والتبشم في وجوههم 9. والصمت 10. وكثرة ذكر الله وغير ذلك

عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (ع) قَالَ : {قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اِسْتِشَارَتَهُمْ فِي أَمْرِكَ وَ أُمُورِهِمْ وَأَكْثَرِ اَلتَّبَسُّمَ فِي وُجُوهِهِمْ وَكُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ بَيْنَهُمْ وَإِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ وَإِذَا اِسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ وَاِسْتَعْمِلْ طُولَ اَلصَّمْتِ وَكَثْرَةَ اَلصَّلاَةِ وَسَخَاءَ اَلنَّفْسِ بِمَا مَعَكَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ مَاءٍ أَوْ زَادٍ وَإِذَا اِسْتَشْهَدُوكَ عَلَى اَلْحَقِّ فَاشْهَدْ لَهُمْ وَاِجْهَدْ رَأْيَكَ لَهُمْ إِذَا اِسْتَشَارُوكَ ثُمَّ لاَ تَعْزِمْ حَتَّى تَثَبَّتَ وَ تَنْظُرَ وَلاَ تُجِبْ فِي مَشُورَةٍ حَتَّى تَقُومَ فِيهَا وَتَقْعُدَ وَتَنَامَ وَتَأْكُلَ وَتُصَلِّيَ وَأَنْتَ مُسْتَعْمِلٌ فِكْرَتَكَ وَحِكْمَتَكَ فِي مَشُورَتِكَ فَإِنَّ مَنْ لَمْ يُمْحِضِ اَلنَّصِيحَةَ لِمَنِ اِسْتَشَارَهُ سَلَبَهُ اَللَّهُ رَأْيَهُ وَنَزَعَ عَنْهُ اَلْأَمَانَةَ.

وَإِذَا رَأَيْتَ أَصْحَابَكَ يَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ يَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ وَإِذَا تَصَدَّقُوا وَأَعْطَوْا قَرْضاً فَأَعْطِ مَعَهُمْ وَاِسْمَعْ لِمَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ سِنّاً وَإِذَا أَمَرُوكَ بِأَمْرٍ وَسَأَلُوكَ شَيْئاً فَقُلْ نَعَمْ وَلاَ تَقُلْ لاَ فَإِنَّ لاَ عِيٌّ وَلُؤْمٌ وَإِذَا تَحَيَّرْتُمْ فِي اَلطَّرِيقِ فَانْزِلُوا وَإِذَا شَكَكْتُمْ فِي اَلْقَصْدِ فَقِفُوا وَتَآمَرُوا وَإِذَا رَأَيْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلاَ تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِيقِكُمْ وَلاَ تَسْتَرْشِدُوهُ فَإِنَّ اَلشَّخْصَ اَلْوَاحِدَ فِي اَلْفَلاَةِ مُرِيبٌ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عَيْنَ اَللُّصُوصِ أَوْ يَكُونَ هُوَ اَلشَّيْطَانُ اَلَّذِي حَيَّرَكُمْ وَاِحْذَرُوا اَلشَّخْصَيْنِ أَيْضاً إِلاَّ أَنْ تَرَوْا مَا لاَ أَرَى فَإِنَّ اَلْعَاقِلَ إِذَا أَبْصَرَ بِعَيْنِهِ شَيْئاً عَرَفَ اَلْحَقَّ مِنْهُ وَاَلشَّاهِدُ يَرَى مَا لاَ يَرَى اَلْغَائِبُ.

يَا بُنَيَّ إِذَا جَاءَ وَقْتُ اَلصَّلاَةِ فَلاَ تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ صَلِّهَا وَاِسْتَرِحْ مِنْهَا فَإِنَّهَا دَيْنٌ وَصَلِّ فِي جَمَاعَةٍ وَلَوْ عَلَى رَأْسِ زُجٍّ وَلاَ تَنَامَنَّ عَلَى دَابَّتِكَ فَإِنَّ ذَلِكَ سَرِيعٌ فِي دَبَرِهَا وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ اَلْحُكَمَاءِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ فِي مَحْمِلٍ يُمْكِنُكَ اَلتَّمَدُّدُ لاِسْتِرْخَاءِ اَلْمَفَاصِلِ وَإِذَا قَرُبْتَ مِنَ اَلْمَنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ وَاِبْدَأْ بِعَلْفِهَا قَبْلَ نَفْسِكَ فَإِنَّهَا نَفْسُكَ وَإِذَا أَرَدْتُمُ اَلنُّزُولَ فَعَلَيْكُمْ مِنْ بِقَاعِ اَلْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً وَأَلْيَنِهَا تُرْبَةً وَأَكْثَرِهَا عُشْباً فَإِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ وَإِذَا أَرَدْتَ قَضَاءَ حَاجَتِكَ فَأَبْعِدِ اَلْمَذْهَبَ فِي اَلْأَرْضِ وَإِذَا اِرْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ وَدِّعِ اَلْأَرْضَ اَلَّتِي حَلَلْتَ بِهَا وَسَلِّمْ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لِكُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلاً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَإِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ طَعَاماً حَتَّى تَبْدَأَ فَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَعَلَيْكَ بِقِرَاءَةِ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دُمْتَ رَاكِباً وَعَلَيْكَ بِالتَّسْبِيحِ مَا دُمْتَ عَامِلاً عَمَلاً وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِياً وَإِيَّاكَ وَاَلسَّيْرَ مِنْ أَوَّلِ اَللَّيْلِ وَسِرْ فِي آخِرِهِ وَإِيَّاكَ وَرَفْعَ اَلصَّوْتِ فِي مَسِيرِكَ}.[14]

عَنْ عَلِيٍّ (ع): {أَنَّهُ أَرَادَ سَفَراً فَلَمَّا اِسْتَوَى عَلَى دَابَّتِهِ قَالَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ثُمَّ قَرَأَ فَاتِحَةَ اَلْكِتَابِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ اَللَّهُ أَكْبَرُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَكَ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ثُمَّ ضَحِكَ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اَللَّهِ (ص) قَالَ مِثْلَ مَا قُلْتُ ثُمَّ ضَحِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اَللَّهِ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَضْحَكُ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعْجَبُ بِعَبْدِهِ إِذَا قَالَ اِغْفِرْ لِي ذُنُوبِي يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ غَيْرُهُ}.[15]

11. ومن آداب السفر کتمان سر مَن کان معك 12. والحذر من كثرة المزاح

عَنِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ: {الْمُرُوَّةُ فِي السَّفَرِ كَثْرَةُ الزَّادِ وَ طِيبُهُ وَبَذْلُهُ لِمَنْ كَانَ مَعَكَ وَكِتْمَانُكَ عَلَى الْقَوْمِ سِرَّهُمْ بَعْدَ مُفَارَقَتِكَ إِيَّاهُمْ وَكَثْرَةُ الْمِزَاحِ فِي غَيْرِ مَا يُسْخِطُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ}.[16]  وقَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ (ع): {لاَ تَصْحَبَنَّ فِي سَفَرٍ مَنْ لاَ يَرَى لَكَ مِنَ الْفَضْلِ عَلَيْهِ كَمَا تَرَى لَهُ عَلَيْكَ}.[17]

13. ومن آداب السفر الابتعاد من الناس 14. والتستر عنهم في حال قضاء الحاجة

{أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (ص) كَانَ إِذَا دَخَلَ اَلْخَلاَءَ تَقَنَّعَ وَغَطَّى رَأْسَهُ وَلَمْ يَرَهُ أَحَدٌ وَأَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ قَضَاءَ حَاجَةٍ فِي اَلسَّفَرِ أَبْعَدَ مَا شَاءَ وَاِسْتَتَرَ}.[18]

15. ومن آداب السفر التنوّق واتخاذ السُفرة

قَالَ اَلصَّادِقُ (ع): {إِذَا سَافَرْتُمْ فَاتَّخِذُوا سُفْرَةً وَتَنَوَّقُوا فِيهَا}.[19] معنی السُفرة: طعام المسافر. والتنوّق: المبالغة في التجويد.

16. ومن آداب السفر الدعاء الخاص بمكان النزول

{إنَّ اَلْمُسَافِرَ إِذَا نَزَلَ بِبَعْضِ اَلْمَنَازِلِ يَقُولُ: اَللَّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ اَلْمُنْزِلِينَ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بِالْحَمْدِ وَمَا يَشَاءُ مِنَ اَلسُّوَرِ اَلْقِصَارِ وَيَقُولُ اَللَّهُمَّ اِرْزُقْنَا خَيْرَ هَذِهِ اَلْبُقْعَةِ وَأَعِذْنَا مِنْ شَرِّهَا اَللَّهُمَّ أَطْعِمْنَا مِنْ جَنَاهَا وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا وَحَبِّبْنَا إِلَى أَهْلِهَا وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا وَيَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَاَلْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ أَئِمَّةٌ أَتَوَلاَّهُمْ وَأَبْرَأُ مِنْ أَعْدَائِهِمُ اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ اَلْبُقْعَةِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا اَللَّهُمَّ اِجْعَلْ أَوَّلَ دُخُولِنَا هَذَا صَلاَحاً وَأَوْسَطَهُ فَلاَحاً وَآخِرَهُ نَجَاحاً}.[20]

17. ومن آداب السفر كراهية الوحدة في السفر

عن الإمام الصادق (ع)، قال: قال رسول الله (ص): {ألا أُنبئكم بشرّ الناس؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: مَن سافر وحدَه، ومنع رِفدْ، وضَرَب عبدَه}.[21]

عن الإمام الكاظم (ع): {من خرج وحده في سفره فليقل: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي وأد غيبتي}.[22]

آداب السفر عند العودة إلى المنزل

18. ومن آداب السفر الدعاء عند نزول منزل ورکعتین من الصلاة

قَالَ اَلنَّبِيُّ (ص) لِعَلِيٍّ (ع): {يَا عَلِيُّ إِذَا نَزَلْتَ مَنْزِلاً فَقُلِ: “اَللَّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبٰارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ اَلْمُنْزِلِينَ” وَفِي رِوَايَةٍ، وَأَيِّدْنِي كَمَا أَيَّدْتَ بِهِ اَلصَّالِحِينَ وَهَبْ لِيَ اَلسَّلاَمَةَ وَاَلْعَافِيَةَ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اَللَّهِ اَلتَّامَّاتِ كُلِّهَا مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَ بَرَأَ – ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَقُلِ اَللَّهُمَّ اُرْزُقْنَا خَيْرَ هَذِهِ اَلْبُقْعَةِ وَأَعِذْنَا مِنْ شَرِّهَا اَللَّهُمَّ أَطْعِمْنَا مِنْ جَنَاهَا وَأَعِذْنَا مِنْ وَبَاهَا وَحَبِّبْنَا إِلَى أَهْلِهَا وَحَبِّبْ صَالِحِي أَهْلِهَا إِلَيْنَا وَإِذَا أَرَدْتَ اَلرَّحِيلَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَاِدْعُ اَللَّهَ بِالْحِفْظِ وَ اَلْكِلاَءَةِ وَوَدِّعِ اَلْمَوْضِعَ وَأَهْلَهُ فَإِنَّ لِكُلِّ مَوْضِعٍ أَهْلاً مِنَ اَلْمَلاَئِكَةِ وَقُلِ اَلسَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اَللَّهِ اَلْحَافِظِينَ اَلسَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اَللَّهِ اَلصَّالِحِينَ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ}.[23]

النبيّ (ص) أنّه قال – لمّا رجع من خيبر -: {آئبون تائبون إن شاء الله، عابدون راكعون ساجدون لربّنا حامدون. اللهمَّ لك الحمدُ على حِفظكَ إيّايَ في سَفَري وحَضَري. اللهمَّ اجْعَل أوبَتي هذه مباركةً ميمونةً مقرونةً نَصُوحاً، تُوجب لي بها السعادةَ الأبديّة، يا أرحم الراحمين}.[24]

19. ومن آداب السفر إسراع العودة إلى الأهل

قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (ص): {اَلسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ اَلْعَذَابِ وَإِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ سَفَرَهُ فَلْيُسْرِعِ اَلْإِيَابَ إِلَى أَهْلِهِ}.[25]

20. ومن آداب السفر تشييع المسافر وتوديعه والدعاء له

وأن يُقرأ في أذنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرءانَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ} إن شاء الله، ثم يقول: {سر على بركة الله}، وأن يقول عند وداعه: {استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، أحسن الله لك الصحابة؛ وأعظم لك العافية، وقضى لك الحاجة وزوّدك التقوى، ووجهك للخير حيثما توجهت، وردك (الله) سالماً غانماً}.[26] وعن الإمام الصادق(ع) قال: ودّع رسول الله(ص) رجلاً فقال له: {سلّمك الله وغنمك}.[27]

21. ومن آداب السفر اختيار الأيام والأوقات للسفر

عن الإمام الباقر(ع): {كان رسول الله يسافر يوم الخميس وقال لي: يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته}.[28] وعن الإمام الصادق(ع) قال: {مَن أراد سفراً فليُسافِر في يوم السبت، فلو أنّ حَجَراً زال عن جبلٍ في يوم السبت لَردّه الله تعالى إلى مكانه}.[29]

22. ومن آداب السفر كراهة السفر في بعض الأيام والأوقات

عن الإمام الصادق (ع): {اتقّ الخروج إلى السفر في اليوم الثالث من الشهر، والرابع من الشهر، والحادي والعشرين منه، والخامس والعشرين منه}.[30] عن الإمام الصادق (ع): {لا تسافر يوم الاثنين…}.[31] وعن الإمام الصادق (ع): {من سافر أو تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنی}. {وكان أمير المؤمنين (ع) يكره أن يسافر الرجل أو يزوج والقمر في المحاق}.[32]

عَنْ عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَحَدِهِمَا (ع) قَالَ: {كَانَ أَبِي إِذَا خَرَجَ يَوْمَ اَلْأَرْبِعَاءِ مِنْ آخِرِ اَلشَّهْرِ وَفِي يَوْمٍ يَكْرَهُهُ اَلنَّاسُ مِنْ مُحَاقٍ أَوْ غَيْرِهِ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ ثُمَّ خَرَجَ}.[33]

النتيجة

توصل البحث إلى أن آداب السفر في الإسلام المحمدي الأصيل تمثل قاعدة أساسية في حياة المسلم، فهي من مقومات الأخلاق الإسلامية التي يجب الالتزام بها لضمان النجاح والبركة في الرحلات. فقد بيّن من خلال الروايات أن آداب السفر ليست مجرد عادات، وإنما هي من الشريعة التي تتعلق بحسن الخلق والالتزام بالأوامر، وما يترتب عليها من نتائج خيرية في الدنيا والآخرة.

إن آداب السفر تبدأ قبل الخروج من المنزل، حيث ينبغي على المسلم أن يتحلى بآداب السفرمن التوكل على الله، وقراءة الأذكار، والدعاء لسلامة الرحلة وفي أثناء السفر، فإن آداب السفر تتجلى في حسن المعاملة مع الرفقاء، والابتعاد عن ما يستهين به الشرع، مع الالتزام بآداب السفرعند الانطلاق، وعدم الإفراط في اللهو، والحرص على التقوى. أما عند العودة، فإن آداب السفر تتطلب أن تُظهر شكر الله، وتجديد العهد على الالتزام ب آداب السفر في المستقبل، مع احترام الأهل والأحباب، والتذكّر أن آداب السفر من علامات التخلق بأخلاق الإسلام المحمدي الأصيل.

إن الالتزام بآداب السفر الشرعية، هو من مظاهر الالتزام بدين الإسلام وحفظ النفس من العقبات، كما أنها وسيلة لتحقيق النجاح، وجسر نحو الرحمة الإلهية، وما هو إلا تطبيق عملي لما علمنا إياه النبي (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) فالتمسك بآداب السفر يؤكد على أن المسلم يسير على هدي نبوي.

الهوامش

[1] . الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص175.

[2] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ج1، ص520.

[3] . المجلسي، بحار الأنوار، ج97، ص107.

[4]. المجلسي، بحار الأنوار، ج73، ص249.

[5] . المجلسى، زاد المعاد، ج1، ص453.

[6] . الطوسی، تهذيب الأحكام، ج3، ص309.

[7] .  المجلسى، بحار الأنوار، ج73، ص.242

[8] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ج1، ص528.

[9] . ليثى واسطى، عيون الحكم، ج1، ص139.

[10] . النوري، مستدرك الوسائل، ج8، ص140.

[11] . الفیاض، تعالیق مبسوطة، ج8، ص14- 15.

[12] . الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج5، ص329.

[13] . ليثى واسطى، عيون الحكم والمواعظ، ج1، ص287.

[14] . ابن‌ بابویه، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص296.

[15] . النوري، مستدرك الوسائل، ج8، ص137.

[16] . المجلسی، بحار الأنوار، ج73، ص266.

[17] . ابن‌ بابویه، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص278.

[18] . المجلسی، بحار الأنوار، ج77، ص192.

[19] . ابن‌ بابویه، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص280.

[20] . النوري، مستدرك الوسائل، ج8، ص231.

[21] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص259.

[22] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص259.

[23] . المجلسی، بحار الأنوار، ج73، ص253.

[24] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص260.

[25] . المجلسی، بحار الأنوار، ج73، ص222.

[26] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص249.

[27] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص250.

[28] . ابن‌ بابویه، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص266.

[29] . الشیخ المفيد، كتاب المزار، ص58.

[30] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص241.

[31] . ابن‌ بابویه محمد، من لا يحضره الفقيه، ج2، ص267.

[32] . الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص242.

[33] . الحرّ العاملي، وسائل الشيعة، ج11، ص377.

المصادر

  1. ابن‌ بابویه محمد بن علی. من لا يحضره الفقيه. جماعة المدرسين في الحوزة العلمیة بقم. مؤسسة النشر الإسلامي، 1363.
  2. الحر العاملی محمد بن حسن. تفصیل وسائل الشیعة إلی تحصیل مسائل الشریعة، مؤسسة آل البیت (علیهم السلام) لإحیاء التراث، 1416.
  3. الطبرسى، حسن بن فضل، مكارم الأخلاق – قم، الطبعة: 4، 1412 ق / 1370 ش.
  4. الطوسی محمد بن حسن. تهذيب الأحكام، دار الکتب الإسلامیة، 1365.
  5. الفیاض محمد اسحاق، تعالیق مبسوطة على العروة الوثقى، الناشر: محلاتی، قم – إيران –
  6. ليثى واسطى، على بن محمد، عيون الحكم و المواعظ (لليثي) – قم، الطبعة: 1، 1376 ش.
  7. المجلسى، محمد باقر بن محمد تقى، زاد المعاد – مفتاح الجنان – بيروت، الطبعة: 1، 1423 ق.
  8. المجلسی محمدباقر بن محمد تقی. بحار الأنوار. دار إحياء التراث العربي، 1403.
  9. المفيد، محمد بن محمد، كتاب المزار- مناسك المزار(للمفيد) – قم، الطبعة: 1، 1413 ق.
  10. النوري حسین بن محمد تقی. مستدرك الوسائل. مؤسسة آل البیت (علیهم السلام) لإحیاء التراث، 1408.
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *