- الإسلام
- القرآن
- النبي وأهل بيته
- الشيعة
- الأسرة
- أسئلة وأجوبة
- الدعاء وشروط استجابته
- وقت المطالعة : 2 دقیقة
- بواسطة : امین نجف
- 0 تعليق
السؤال:
ما فائدة صلح الإمام الحسن(عليه السلام)؟
الجواب:
لقد أجاب الإمام الحسن(عليه السلام) قبل أكثر من ألف عام حينما أُثير السؤال نفسه وبتحوير، لماذا صالحت معاوية؟ ونحو ذلك، فقد روى لنا الإمام الصادق(عليه السلام) ـ كما في وصيّته لمحمّد بن النعمان الأحول المعروف بمؤمن الطاق ـ قال(عليه السلام): «اعلم إنّ الحسن بن علي(صلى الله عليه وآله) لمّا طُعن واختلف الناس عليه، سلّم الأمر لمعاوية، فسلّمت عليه الشيعة: عليك السلام يا مذّل المؤمنين، فقال(عليه السلام): ما أنا بمذّل المؤمنين، ولكنّي معزّ المؤمنين، إنّي لمّا رأيتكم ليس بكم عليهم قوّة سلّمت الأمر، لأبقى أنا وأنتم بين أظهرهم، كما عاب العالم السفينة لتبقى لأصحابها، وكذلك نفسي وأنتم لنبقى بينهم»(۱).
أرجو الانتباه جيّداً إلى هذا النصّ، فهو وثيقة تاريخية صحيحة السند تامّة الدلالة، فإنّ الشيعة سلّمت عليه سلام وداع لا سلام ابتداء، إذ قدّمت الخبر على المبتدأ، وهذا يعني أنّهم في منتهى اليأس والقنوط.
ولولا أنّ الإمام الحسن(عليه السلام) تداركهم بلطفه وعطفه فأبان لهم وجه الحكمة في المصالحة، وأنّهم السبب في ذلك؛ لأنّهم ليس بهم على أهل الشام قوّة، فسلّم الأمر لمعاوية بقياً على نفسه وعليهم، وضرب لهم مثلاً من القرآن الكريم بقصّة العالِم، الذي خرق السفينة لتبقى لأهلها (كما في سورة الكهف) فهل بعد هذه النصّ ما يحتاج إلى بحث في الجواب عن فائدة الصلح؟
ولعلّ من فوائد الصلح هي كشف حقيقة معاوية للناس الذين كانوا في أيّامه، والأجيال التي جاءت بعده على طول التاريخ، ولولا تسليمه الأمر إليه، ونكثه لما أعطاه من شروط وعهود، لما كانت تُعرف حقيقة معاوية العدوانية.
ودونك ما تقرأ في الجزء الثالث من كتاب «عليّ إمام البررة»، فثمّة أقوال جماعة من أعلام أهل السنّة من قدامى ومحدّثين في كشف صفحات معاوية المخزية المخجلة، وهذا الكشف لولا تسليم الإمام الحسن(عليه السلام) الأمر إليه، لما كان الناس يعرفوا حقيقة معاوية، فهذا من أعظم المنجزات التي أنجزها الإمام الحسن(عليه السلام)، بأن كشف زيف الباطل وعرّف الناس حقيقة معاوية وبني أُمية.
_______________
۱ـ تحف العقول: ۳۰۸.
إعداد: مركز آل البيت العالمي للمعلومات / قم المقدسة